7 استراتيجيات للتحدث بوضوح

في الواقع، من الضروري ترتيب أفكارنا ترتيباً منطقياً، وكذلك اختيار كلماتنا بعناية؛ حيث تُعَدُّ تصوراتنا وكلماتنا هامةً أيضاً، ومع ذلك، لكي تتقن التواصل، أنت بحاجةٍ إلى ما هو أكثر من مهارات اللغة.



عليك أن تتعلم التحدُّث بوضوح:

سواء كنتَ تعقد اجتماعاً فردياً، أم تتحدث في أمرٍ ما، أم تكتفي بالتواصل مع الأصدقاء أو العائلة، فلا ينبغي التغاضي عن ضرورة التواصل الواضح؛ حيث إنَّه يضمن إيصال الرسالة الصحيحة، والأهم من ذلك، أن تصل الرسالة إلى الطرف الآخر جليَّةً وواضحة.

يُعَدُّ تعلُّم التحدث بوضوح أمراً ممكناً، وللبدء بذلك، إليك سبع استراتيجيات مفيدة:

1. تحديد الصعوبات والتغلب عليها:

بالتَّأكيد يجب أن يكون تحديد العقبة هو نقطة البداية، فكيف يمكنك التحدث بوضوح دون إدراك العقبات التي تعوقك؟

في حين أنَّ كل شخص لديه عقبات خاصة به، فإنَّ إحدى طرائق تحديد العقبات التي تواجهك هي ممارسة ألعاب إدارة الوقت، وتكشف لك هذه الألعاب عن مكان وجود كلام غير واضح في حديثك، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالوقت، وفيما يلي أشهر التحديات التي تقف في طريق وضوح الكلام والتواصل، وكيف يمكنك حلها:

1. 1. التحدُّث بسرعة:

ينتج الكلام غير الواضح عن مجموعةٍ متنوعة من العوامل، مثل الشعور بالتوتر، ونتيجةً لذلك، تصبح الكلمات ركيكةً ومتداخلة مع بعضها، وفي الواقع، عند التحدُّث، يجب نطق حوالي 140 كلمة في الدقيقة نطقاً صحيحاً.

يساعد التروِّي في الحديث في البداية على لفظ الكلمات لفظاً أكثر دقةً، وهذا يمنح المستمعين وقتاً لاستيعاب ما تقوله.

في إمكانك أن تتحدَّث ببطء عن طريق أخذ نفسٍ عميقٍ في أثناء التحدُّث، كما يمكنك أيضاً تجربة ما يلي:

  • التدريب على التحدث والتحكُّم بالذات.
  • تسجيل شريط فيديو لنفسك في أثناء إلقائك للخطاب، فلا يسمح لك هذا فقط بالاستماع لمدى سرعة حديثك؛ بل إنَّ قراءة خطابك تعزز ثقتك بنفسك.
  • متابعة بعض برامج الحوارات والاستفادة من أسلوب المُحاور.
  • الاستعانة بكوتش أو بمستشار.

يمكن التمهل في الكلام بشكل طبيعي عن طريق التنفس بعمق في أثناء التحدُّث، وبعد أن تكتسب القدرة على التكلم بوضوح، أنت بحاجةٍ إلى زيادة السرعة مرة أخرى عند التحدث؛ حيث يهدِّئ التحدث ببطء روع أولئك الذين في عجلةٍ من أمرهم، فكن واضحاً في بداية خطابك ومن ثمَّ يمكنك التكلم بسرعة، ويستغرق الأمر منك الكثير من التدريب لذلك لا تستعجل.

شاهد بالفيديو: 10 خطوات تجعلك متحدثاً تحفيزياً ناجحاً

1. 2. الغمغمة:

تُعَدُّ الغمغمة إحدى الصفات التي ترافق الكلام السريع، وسبب الغمغمة هو عدم تحريك الشفاه تحريكاً كافياً في أثناء التكلم بسرعة، كذلك تُشوِّه الغمغمة الأصوات؛ وذلك لأنَّها تضغط الكلام بين الأسنان.

أفضل طريقة للتعامل مع الغمغمة هي إرخاء فكك ولسانك، وسيسمح لك القيام بذلك بالتحدث بوضوحٍ وبدقة أكبر، كما يمكنك أيضاً استخدام بعض الاستراتيجيات المذكورة آنفاً، مثل تسجيل كلماتك والاستماع لها، وهناك طريقة أكثر غرابةً تتمثَّل في التحدث واضعاً قطعة خشب اسطوانية صغيرة في فمك؛ وذلك لأنَّها تجعل فمك يعمل بجهد أكبر لنطق الكلمات نطقاً أكثر وضوحاً.

بعض الناس يغمغمون بسبب ضعف الثقة بالنفس، فهم لا يعتقدون حقاً أنَّ ما يقولونه هام، وإذا آمنتَ أنَّ ما تقوله هام، فسوف يساعدك ذلك على نطق كلماتك بوضوحٍ أكبر، وإذا رأيتَ أنَّك تستمر في التمتمة، فيكفي أن تحافظ على هدوئك وتُحسِن الإنصات.

1. 3. الصوت المنخفض:

سيؤدي التحدث بصوتٍ منخفضٍ جداً إلى نقص الوضوح في الكلام، فكلما أخذتَ نفساً أكثر وشعرتَ بالاهتزازات في جسدك، زادت القوة التي ستتمكن من إنتاجها دون إجهاد، فضع في حسبانك أنَّ صوتك سيبدو بالنسبة إليك أعلى من صوت مستمعيك، وقد يكون هذا محرجاً، لكن لا تقلق كثيراً بشأنه، وفي مرةٍ أخرى، سجِّل صوتك واستمِع له، ستتعلم كيف تضبط مستوى صوتك بما يناسب الموقف.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية لإتقان مهارة الإلقاء

1. 4. نوع اللَّهجة:

قد يجد الآخرون صعوبةً في فهمك عندما تكون لهجتك ثقيلةً على الأسماع، ولكن لا حرج في وجود لهجة معيَّنة عندك، واعتماداً على مَن يستمع لها، قد يكون من الصعب فهمها.

تكون اللهجة أكثر إشكاليةً عندما تترافق مع ضعف الصوت أو سرعة الكلام، ونتيجةً لذلك، قد تتسبَّب اللهجة الثقيلة في حدوث ارتباك وإحباط؛ لذلك قبل أن تبدأ بالتحدُّث، يكفي أن تتأكَّد من أنَّك تتحدث ببطء.

عادةً، عند امتلاكك للهجةٍ ثقيلة، فإنَّك ستحتاج إلى مدربٍ؛ وذلك لأنَّ التحدُّث بوضوح لا يحدث من تلقاء نفسه؛ حيث يتطلب الأمر منك عملاً وممارسة مستمرة.

2. البقاء في موقع السيطرة:

تقول الكاتبة والمدافعة عن الصحة "إيفلين مارينوف" (Evelyn Marinoff): "الطريقة الأكثر عفويةً لإظهار الثقة عندما نتحدث هي عندما يكون مصدر ثقتك منصباً تشغله أو خبرةً تتمتع بها؛ حيث نميل جميعاً إلى إيلاء اهتمام شديد إلى مثل هؤلاء الأفراد ونؤمن إلى حد كبير بكل ما يقولونه بسبب خبرتهم؛ لذلك اعثر على نقاط قوَّتك وشغفك، وطوِّرها وابذل أفضل ما يمكن أن تبذله في عملك".

لا يمنحك العمل قائداً نظرة احترام وتقدير من الآخرين فحسب؛ بل سيولِّد الثقة عندك أيضاً، وهذا بدوره يجعلنا أكثر استعداداً لمواجهة العالم، والتغلب على المحن.

3. عدم استخدام كلمات مُعقَّدة:

من الشائع أن يستخدم المثقفون وقادة الفكر الكثير من الكلمات المعقدة عند التحدُّث، ومن الممكن أن يكون السبب هو اعتقادهم أنَّ هذا سيثبت أنَّهم يعرفون كل شيء.

ومع ذلك، هذا ليس صحيحاً دائماً، فبالنسبة إلى بعضهم؛ إنَّ امتلاك مفردات واسعة هو مجرد تكتيك للاختباء وراءه، ونتيجةً لذلك، يُحرَّف كلامك، وهذا يقضي على الهدف الكامل للتواصل مع الآخرين.

هذا لا يعني أنَّه يجب عليك تجنب استخدام الكلمات المعقدة طوال الوقت، ففي بعض الأحيان تكون تلك الكلمات أكثر دقةً وتفوُّقاً من الكلمات الأبسط منها.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتعزيز مهارات التواصل مع الآخرين

4. استمالة الآخرين وجذبهم:

لن يتمكن الأشخاص الذين لا يفهمونك من الاستفادة من خبراتك وتجاربك، وقد يكون ذلك بسبب استخدامك لمصطلحاتٍ خاصة، فما لم تكن تعرف جمهورك، مثل خلفياتهم ودوافعهم، فابتعِد عن الكلمات أو الاختصارات المعقدة التي لا يعرفها الآخرون؛ وذلك لأنَّك بهذه الطريقة سوف تفقد اهتمامهم.

وفي الحقيقة، من الأفضل أن تجعل تفسيراتك بسيطةً وواضحة؛ لأنَّ هذا يضمن لك أنَّ جمهورك يمكن أن يفهمها، ومن ثمَّ ستحافظ على اهتمامهم بحديثك.

على حد تعبير "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "إذا كنتَ لا تستطيع أن تشرح أمراً ببساطة، فإنَّك لا تفهمه جيداً بما فيه الكفاية".

5. استخدام المرادفات:

عند استخدامك لمفرداتٍ مختلفة، فإنَّ ذلك يضمن فهم الآخرين لما تقوله؛ حيث إنَّ استخدام المرادفات وتغيير بنية الجملة، يجذب انتباه الأشخاص جذباً أكبر، لكنَّ التكرار ضروري لجذب انتباههم في البداية.

باستخدام التكرار، فإنَّ الناس يمكنهم قول الشيء نفسه بطرائق عدَّة، لذلك سيكون من مصلحتك أن تتعلم مجموعةً واسعةً من المرادفات والكلمات الهامة.

فيما يلي بعض الأمثلة:

  • عندما لا يمكنك التفكير في كلمة معيَّنة - مثل كلمة الهدف - يمكنك أن تقول: "الغاية" أو "الغرض" بدلاً من ذلك.
  • يمكنك أن تقول ما هو الهدف من حديثك عندما تشعر أنَّ الآخرين لا يفهمون ما تقوله.
  • عندما ترغب في إعادة تأكيد وجهة نظرك في أمرٍ ما، عليك أن تفسِّر ما قلتَه تفسيراً مختصراً.

6. توضيح الكلام باستخدام الكتابة:

إنَّ الكتابة الجيدة لها دور هام في قدرتك على الكلام بوضوح، ومع مرور الوقت، ستعتاد استخدام مفرداتٍ وتراكيب وحججٍ معيَّنة، ويعود السبب في ذلك، أنَّه يساعدك على الاستعداد والتفكير في المستقبل، ونتيجةً لذلك، لا تحتاج إلى التركيز على أسلوبك أو مفرداتك، وبدلاً من ذلك، يمكنك التركيز على هيكل العرض الخاص بك لتجنُّب الأخطاء، فحتى لو كنتَ مشغولاً للغاية، حاوِل تخصيص بضع دقائق لتدوين أفكارك في الصباح.

إقرأ أيضاً: تنمية مهارة التحدث

7. الحديث عن النقاط الرئيسة:

من فوائد الكتابة أيضاً أنَّها تسمح لك بدمج الأفكار؛ بمعنى آخر، تسمح الكتابة لجمهورك بالعثور على بداية الجملة لكيلا يحدث خلط بين جملةٍ وأخرى، بينما لا يمكنك فعل ذلك عندما تتحدث.

لذلك، لا تطرح جميع أفكارك مع بعضها، وكن موجزاً عند الكتابة، وأنهِ فكرة قبل البدء بفكرةٍ أخرى؛ وذلك لأنَّك عندما تُنهي جملةً بوضوح، فلن تفقد اهتمام مُستمعيك، والأهم من ذلك، سيحفظ المستمعون النقاط الرئيسة التي أردتَ توضيحها.

المصدر




مقالات مرتبطة