7 أنواع من الأطعمة تكافح مرض السرطان

لا يوجد أطعمة تقي الإنسان تماماً من الإصابة بالسرطان، بيد أنَّ مصطلح الأطعمة التي تكافح مرض السرطان يشير إلى الأطعمة التي قد تقلّل خطر الإصابة بالسرطان إذا جعلها الشخص جزءاً من نظامه الغذائيّ. تستعرض هذه المقالة أفضل الأطعمة التي تقي الإنسان من الإصابة بالسرطان وتُقَدّم دراساتٍ علميّة تدعم هذه الافتراضات. دعنا نتعرف معاً إذاً على الأطعمة التي تحتوي مُرَكّباتٍ طبيعيةً تتمتع بخصائص تؤدي دوراً فعالاً في وقاية الإنسان من الإصابة بالسرطان:



1- التفاح:

تبدو عبارة "تفاحةٌ واحدة كل يوم تُبقي الطبيب بعيداً عنك" منطقيةً في الحقيقة، إذ يحتوي التفاح على البوليفينولات التي تتمتّع بخصائص يُحتمَل أن تكون مضادةً للسرطان. والبوليفينولات هي مُركَّباتٌ نباتيّةٌ قد تقي الإنسان من الإصابة بالالتهابات، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض المُعدية.

تَذْكُر بعض الأبحاث أنَّ البوليفينولات تتمتع بخصائص مُقاوِمة للسرطان والأورام، ثمَّة على سبيل المثال بوليفينول يُدعى الفلوريتين (phloretin) يقضي على بروتين يُسمَّى ناقل الغلوكوز2 (glucose transporter 2) الذي يساهم في نمو الخلايا السرطانية لدى الأشخاص المصابين بأنواع معينة من السرطان وبلغوا مراحل متقدمة من الإصابة. وتَذْكُر دراسةٌ نُشرَتْ عام 2013 في مجلة (Journal of Food and Drug Analysis) أنَّ الفلوريتين (phloretin) الموجود في التفاح يمنع نمو خلايا سرطان الثدي دون أن يُلْحِق الأذى في الوقت نفسه بالخلايا العادية.

2- التوت:

يُعَدّ التوت غنيَّاً بالفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية، وقد أثار كثيراً اهتمام العلماء بفضل خصائصه المضادة للأكسدة وفوائده الصحية المُحتمَلة. وقد أظهرَت إحدى الدراسات أنَّ الأنثوسيانين (anthocyanin) الموجود في توت العليق -الذي ينتمي إلى فصيلة التوت نفسها- يقلل العلامات البيولوجية الدالة على الإصابة بسرطان القولون. وبيَّنَتْ دراسةٌ أخرى أنَّ الخصائص المضادة للالتهاب التي يتمتع بها التوت يمكن أن تمنع أورام سرطان الثدي لدى الفئران من النمو.

إقرأ أيضاً: 12 نوعاً من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة

3- الخضروات التي تنتمي إلى فصيلة الكرنب:

تحتوي الخضروات التي تنتمي إلى فصيلة الكرنب مثل البروكلي، والقرنبيط، واللفت، عناصر مغذِّيةً مفيدة من بينها فيتامين "C" وفيتامين "K" ومعدن المنغنيز.

تحتوي الخضروات التي تنتمي إلى فصيلة الكرنب السلفورافان (sulforaphane) أيضاً، وهو مُركَّبٌ نباتيٌّ يتمتع بخصائص مضادة للسرطان. وتُظْهِر إحدى الدراسات أنَّ السلفورافان يمنع نمو الخلايا السرطانية بشكلٍ ملحوظ ويساهم في قتل خلايا سرطان القولون.

وتُظْهِر دراسةٌ أخرى أنَّ السلفورافان إلى جانبٍ مُركَّبٍ آخر موجودٍ في فول الصويا يُسمَّى "الجينيسيتن" (genistein) يمكنهما أن يمنعا انتشار أورام سرطان الثدي وازدياد حجمها بشكلٍ ملحوظ. ويقضي السلفورافان أيضاً على الـ "هيستون دي أسيتيلاس" (histone deacetylase)، وهو أنزيمٌ يُعَدّ ذا صلةٍ بانتشار السرطان. ويوصي تقريرٌ بتناول 3-5 وجبات من الخضروات التي تنتمي إلى فصيلة الكرنب خلال الأسبوع لتحقيق أفضل النتائج على صعيد الوقاية من مرض السرطان.

4- الجزر:

الجزر

يحتوي الجزر عدة عناصر مغذيةً مهمةً من بينها فيتامين "K" وفيتامين "A" ومضادات الأكسدة، ويحتوي الجزر أيضاً نِسَباً كبيرةً من البيتاكاروتين الذي يكتسب الجزر بفضله لونه البرتقالي المميّز. وبيَّنَتْ دراساتٌ أُجريَتْ حديثاً أنَّ البيتاكاروتين يؤدي دوراً مهمَّاً في تعزيز قوة الجهاز المناعي وقد يقي الإنسان من الإصابة بأنواعٍ معينةٍ من السرطان. وأظهر تقريرٌ شمِل ثماني دراسات أنَّ البيتاكاروتين يؤدي دوراً في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والبروستات.

5- الأسماك الدهنية:

تُعَدّ الأسماك الدهنية، كالسلمون، والمكاريل، والبلمية، غنيةً بالعناصر المُغذِّية كفيتامين "B"، والبوتاسيوم، والأحماض الدهنية أوميغا3. وقد وجدَتْ إحدى الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يُكْثِرون من تناول أسماك المياه العذبة ينخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 53% موازنةً مع الأشخاص الذين لا يتناولون هذه الأسماك. ووجدت دراسةٌ أخرى أنَّ استهلاك زيت السمك في مراحل العمر المتأخّرة مرتبطٌ بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات بشكلٍ كبير.

وأخيراً وجدت دراسةٌ أُجريَتْ على 68109 أشخاص أنَّ الأشخاص الذين يتناولون مُكمِّلات زيت السمك أربع مراتٍ في الأسبوع على الأقل ينخفض لديهم خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 63% مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولونها.

إقرأ أيضاً: الفوائد الصحية لزيت السمك وأحماض أوميغا-3 الدهنية، وفي أي الأطعمة توجد

6- الجوز:

وفقاً للمعهد الأمريكي لبحوث السرطان تتميز جميع أنواع المُكسَّرات بخصائص مضادةٍ للسرطان، لكنَّ العلماء درسوا الجوز أكثر من غيره من أنواع المُكسَّرات الأخرى. يحتوي الجوز مادةً تُدعى "بيدانكولاجين" (pedunculagin) تتحوّل عند الهضم إلى مادةٍ تُدعى "يوروليثين" (urolithin)، واليورولثين مُركَّبٌ يتَّحِد مع مُستقبِلات الأستروجين ويمكن أن يؤدي دوراً في وقاية الجسم من سرطان الثدي.

في دراسةٍ أُجريَتْ على الحيوانات، ارتفعَتْ الجينات المُكافِحة للأورام لدى الفئران التي تناولَتْ الجوز وزيت الجوز إلى مستوياتٍ أعلى من نظيراتها لدى الفئران التي تناولت النباتي.

7- البقوليات:

البقوليات

تُعَدّ البقوليات، كالفاصولياء، والبازلاء، والعدس، غنيّةً بالألياف التي قد تقلّل خطر إصابة الشخص بالسرطان، إذ أظهرَ تحليلٌ شمل 14 دراسة علاقةً بين كثرة تناول البقوليات وانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون. وبحثَتْ دراسةٌ أخرى عن العلاقة بين استهلاك الألياف عن طريق تناول الفاصولياء وخطر الإصابة بسرطان الثدي، وأشارَتْ النتائج التي توصَّلَتْ إليها الدراسة إلى أنَّ الأشخاص الذين اتَّبعوا نظاماً غذائيَّاً غنيَّاً بالألياف عن طريق تناول الفاصولياء انخفض احتمال إصابتهم بسرطان الثدي بنسبة 20% موازنةً مع أولئك الذين لم يكونوا يستهلكون الكميّة التي يحتاج إليها الجسم يومياً من الألياف.

إقرأ أيضاً: 7 بذور نباتية خارقة عليك تناولها

المُكمِّلات والأدوية:

على الرغم من أنَّ الأطعمة المذكورة في الأعلى متوفّرة يومياً في الأسواق ويمكن الحصول عليها بسهولة، إلَّا أنَّ بعض الناس قد لا يرغبون في أن تطرأ تغييراتٌ كبيرةٌ على أنظمتهم الغذائية وأساليب حياتهم. في هذه الحالة تتوفّر العديد من المُكمِّلات والأدوية التي تحتوي مُركَّباتٍ مُضادةً للسرطان. إذ تتميّز فيتامينات "A"، و"C"، و"E" بخصائصها المضادة للأكسدة وتتوفر على شكل مُكمِّلات غذائيّة في معظم محلات البقالة. وتوجد معظم المُركَّبات النباتية المذكورة في هذه المقالة، كالفلوريتين، والأنثوسيانين، والسلفورافان، على شكل حبوب. وقد تقلّل الأدوية التي يمكن شراؤها دون الحاجة إلى وصفة طبية، كالأسبيرين والإيبوبروفين، خطر إصابة بعض الناس بالسرطان. لكن راجع دائماً أخصائي أدوية قبل البدء بتناول دواءٍ أو مُكمِّلٍ غذائيٍّ جديد.

لا تزال الأبحاث التي تُجرى حول الوقاية من السرطان عن طريق الغذاء في مراحلها الأولى وتحتاج إلى إجراء المزيد من الاختبارات، وقد أجرى العلماء معظم الدراسات التي وردَتْ في هذ المقالة إمَّا على الخلايا وإمَّا على الفئران. لكن من المهم أن تتذكَّر أنَّ اتباع نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ غنيٍّ بالفاكهة الطازجة، والخضروات، والدهون الصحيّة يعود بالنفع على الصحة بشكلٍ عام.

 

المصدر




مقالات مرتبطة