7 أخطاء يرتكبها القادة تدفع الجميع إلى الجنون

بدءاً من شركة إنرون (Enron) ووصولاً إلى شركة فولكس فاجن (Volkswagen)، شهدنا قادة يفتقرون إلى النزاهة دمَّروا شركاتهم مرةً تلو الأخرى، لكنَّ المأساة الحقيقية تحدث عندما يدمِّر القادة المخضرَمون، الذين هم عظيمون بخلاف ذلك، أنفسهم يوماً بعد يوم بأخطاء لا يمكنهم رؤيتها، ولكنَّها واضحة للجميع.



في معظم الحالات، تكون الثغرات البسيطة وغير المقصودة في النزاهة هي السبب في تراجع القادة وموظفيهم وشركاتهم، وعلى الرغم من إمكاناتهم؛ فإنَّ هؤلاء القادة يؤذون موظفيهم وأنفسهم.

"ابحث عن ثلاثة أمور في أي شخص: الذكاء والطاقة والنزاهة، وإذا كان لا يمتلك الصفة الأخيرة، فلا تُزعِج نفسك معه" - رجل الأعمال وارن بافيت (Warren Buffet).

قام الدكتور فريد كيل (Fred Kiel) بالمهمَّة الصعبة المتمثِّلة في تحديد قيمة نزاهة القائد في كتابه "العائد على الشخصية" (Return On Character) وكانت نتائجه رائعة، فخلال سبع سنوات، جمع كيل بيانات عن 84 مديراً تنفيذياً، وقارَن تقييمات الموظفين لسلوكهم مع أداء الشركة.

وقد وجد كيل أنَّ المديرين التنفيذيين أصحاب النزاهة العالية حقَّقوا عائداً على مدى سنوات عدة بنسبة 9.4%، في حين أنَّ المديرين التنفيذيين أصحاب النزاهة المنخفضة حققوا عائداً بنسبة 1.9% فقط، وبالإضافة إلى ذلك، كانت مشاركة الموظفين أعلى بنسبة 26% في المؤسسات التي يقودها مديرون تنفيذيون يتمتعون بنزاهة عالية.

يصف كيل المديرين التنفيذيين أصحاب النزاهة العالية قائلاً: "كانوا غالباً متواضعين؛ حيث يبدو أنَّهم لا يهتمُّون كثيراً بنجاح حياتهم المهنية أو تعويضاتهم، والأمر الغريب في ذلك هو أنَّهم جميعاً قاموا بعمل أفضل من المديرين التنفيذيين الذين يركِّزون على أنفسهم فيما يتعلَّق بالتعويضات والنجاح الوظيفي؛ إنَّه أمر مثير للسخرية".

إذاً، بيانات كيل واضحة؛ فقد تبيَّن أنَّ أداء الشركات يكون أفضل تحت إشراف قيادة عالية النزاهة، ويقول كيل: "إنَّ الشركات التي تحاول التنافس تحت قيادة مدير تنفيذي ماهر ولكن يركِّز على ذاته، تقود نفسها نحو الخسارة".

يتحمَّل كل قائد مسؤولية نزاهته؛ حيث تظهر أحياناً مواقف من حيث لا تعلم تختبر نزاهة القادة، مهما بلغ حسن نيَّتهم، ومن خلال دراسة هذه المواقف، يمكننا جميعاً أن نقود بنزاهة.

نقدِّم لك فيما يلي 7 أخطاء يرتكبها القادة، والتي تدفع الناس إلى الجنون:

1. تعزيز عبادة الشخصية:

من السهل على القادة أن ينشغلوا في عالمهم الخاص؛ وذلك لأنَّ هناك العديد من الأنظمة التي تجعل كل أمر يتعلق بهم، ويرتبط هؤلاء القادة بأدوارهم القيادية ارتباطاً وثيقاً لدرجة أنَّه بدلاً من تذكُّر أنَّ السبب الوحيد لوجودهم هو خدمة الآخرين، يفكرون قائلين: "إنَّه عالمي، وسأفعل الأمور بطريقتي الخاصة"؛ لذا يتطلَّب منك أن تكون قائداً جيداً تذكُّر أنَّ هناك سبباً وراء تولِّيك لهذا المنصب، ولا يتمثَّل السبب بالتأكيد في التصرُّف وفق أهوائك، فلا يرحب القادة أصحاب النزاهة العالية الانتقاد فحسب؛ إنَّما يصرون على ذلك.

إقرأ أيضاً: اختبار: ما مدى جودة مهاراتك القيادية؟

2. التهرب من المسؤولية:

يشتهر السياسيون وكبار رجال الأعمال برفضهم أن يكونوا مسؤولين عن أخطائهم؛ فحتى لو شهد عدد قليل من الناس خطأ القائد، فإنَّ التهرب من المسؤولية يمكن أن يكون ضاراً جداً؛ لذا لا يُعد الشخص الذي يرفض تحمُّل المسؤولية قائداً على الإطلاق؛ حيث يتطلَّب ذلك الوثوق بما فيه الكفاية بقراراتك وقرارات فريقك لتتحمَّل المسؤولية عندما يفشلون؛ لذا يتحمَّل القادة الجيدون اللوم، ولكنَّهم يعترفون بمساهمات الآخرين.

3. الافتقار إلى الوعي الذاتي:

يعتقد معظم القادة أنَّهم يمتلكون ما يكفي من الذكاء العاطفي، ويكونون أحياناً بارعين في بعض المهارات المتعلِّقة به، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بفَهْم أنفسهم، فإنَّهم للأسف يعجزون عن القيام بشيء؛ ولا يعني هذا أنَّهم منافقون، وإنَّما لا يرون ما يراه الآخرون.

قد يكونون أشخاصاً لطيفين، وقد يصعب التعامل معهم ويتلقون النقد بصورة سيئة، وهم ليسوا الوحيدين؛ حيث أظهر بحث أجراه موقع تالنت سمارت (TalentSmart) الذي شارك فيه أكثر من مليون شخص أنَّ 36% من الناس فقط يقيِّمون أنفسهم بدقة.

4. نسيان أنَّ التواصل عبارة عن التزام متبادل:

يعتقد معظم القادة أيضاً أنَّهم بارعون في التواصل، ولا يدركون أنَّ تواصلهم يحدث من طرف واحد؛ حيث يفتخر بعض الأشخاص بأنَّهم ودودون ويسهل التعامل معهم، لكنَّهم لا ينصتون حقاً إلى الأفكار التي يشاركها الناس معهم.

لا يحدد بعض القادة أهدافاً، ولا يقدِّمون أسباباً للأمور التي يطلبون من الأشخاص القيام بها، وبعضهم الآخر لا يقدِّم تغذية راجعة أبداً، فلا يعرف الناس بذلك إذا كانوا سينالون ترقية أو سيُطردون من العمل.

شاهد بالفديو: 8 نصائح لتطوير مهارة التواصل الفعّال

5. عدم طرد الأشخاص أصحاب الأداء الضعيف:

يتجنَّب القادة اتخاذ القرارات الصعبة حقاً، سواء بسبب الشعور بالشفقة تجاه الموظف أم لمجرد أنَّهم يريدون تجنُّب أي خلافات، وعلى الرغم من عدم وجود مشكلة في التعاطف، إلا أنَّ القادة الحقيقيين يعرفون متى لا يكون التعامل بهذه الطريقة مناسباً، ويفهمون أنَّهم مَدينون للشركة وبقية الفريق بتسريح أصحاب الأداء الضعيف من العمل.

6. العمل على المهام المستعجَلة:

يقضي معظم القادة وقتهم في التعامل مع المهام العاجلة، فهم يركِّزون اهتمامهم على تلك المهام ويفقدون التركيز على ما هو هام بالفعل، ألا وهو موظفيهم؛ حيث ترتبط نزاهتك كقائد بقدرتك على تجنُّب الأمور المشتِّتة التي تمنعك من إعطاء الأولوية للموظفين.

7. الإدارة التفصيلية:

يرتكب هذا الخطأ أحياناً الأشخاص الذين نالوا ترقية وارتفع منصبهم، فما زالوا يعملون وفقاً لما اعتادوا عليه في مناصبهم القديمة، ولم يتكيَّفوا مع طبيعة مهام القائد، فعندما لا يجدون أمراً ملموساً فعلوه في نهاية اليوم، يشعرون بأنَّهم غير مُنتجين، ولا يدركون أنَّ الإنتاجية تعني أمراً مختلفاً بالنسبة إلى القائد؛ ونتيجةً لذلك يديرون كل شيء إدارة تفصيلية، ويقصِّرون في مهامهم، فأحد أهم الأمور التي يجب أن يتصف بها القائد النزيه هو منح الناس الحرية لأداء وظائفهم.

إقرأ أيضاً: ما الذي يجعل القائد مصدراً للإلهام؟

في الختام:

للأسف، تُعد هذه الأخطاء شائعةً بقدر ما هي ضارة، ولحسن الحظ من السهل التعامل معها بمجرد أن تكون على عِلْمٍ بها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة