العواقب المترتبة على قبول طلبات الآخرين:
إنَّ القبول طريقة سهلة لتفادي الصدام مع الآخرين وتجنب تأجيج العواطف، لكنَّه حل فظيع وله عواقب وخيمة على الأمد الطويل، منها:
- في كل مرة تقبل الأشياء التي لا تستمتع بها، تفوتك الأشياء التي تستمتع بها.
- في كل مرة تقبل أشياء لست مهتماً بها، فإنَّك تؤجل الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها.
- في كل مرة تقبل اللقاءات التي لا تؤدي إلى أية نتيجة، فإنَّك تبدد الوقت الذي من الممكن أن تقضيه مع الأشخاص الذين تهتم بهم حقاً.
- في كل مرة تقبل تقديم خدمة أخرى، فإنَّك تضحي بأشياء أهم وأفيد لك.
أهمية الرفض:
في الأحوال الطبيعية، نرغب في تلبية طلبات الجميع، لكنَّ القبول لتجنب المواجهة أو الخلاف مع الآخرين ليس الحل الأمثل، فالرفض ضروري للأسباب الآتية:
1. إنجاز المهام:
نعاني جميعاً ضيق الوقت، وما لم نتحلَّ بالشجاعة للرفض، فلن يكون لدينا الوقت لإنجاز مهامنا.
2. تحقيق الأهداف:
ثمة فئة من الأهداف الهامة غير العاجلة تسمى أهداف الربع الثاني، وتشمل العثور على هدفك، ووضع خطتك الخمسية، والسعي إلى تحقيق شغفك، وإطلاق عملك الخاص، يتيح لك الرفض الاهتمام بأهدافك هذه وتوفير الوقت اللازم لتحقيقها.
3. وضع الحدود:
يفترض بعض الأشخاص أنَّك متفرغ طوال الوقت، أو أنَّ طلباتهم هي الأهم، أو أنَّه يجب عليك تخصيص وقتك لهم، لكن هذا افتراض خاطئ، فعندما لا تضع حدوداً واضحة، يفترض الناس أنَّ عليك العطاء على الدوام، فيعني الرفض حماية نفسك من جشع الآخرين.
4. استعادة السيطرة على حياتك:
يعني الرفض استعادة السيطرة على حياتك ووقتك وعيش الحياة التي ترنو إليها.
قد لا ترى تأثير القبول على الأمد القصير، لكنَّ عواقبه الوخيمة ستظهر بمرور الوقت، وحينها لن تستطيع استعادة الوقت الذي أهدرته في تلبية طلبات الآخرين.
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتكون ذكياً في التعامل مع الناس
نصائح للرفض:
عندما تريد أن ترفض طلباً من شخص ما، عليك أن ترفضه بكفاءة ولباقة.
إليك 7 نصائح لتحقيق ذلك:
1. كن صريحاً:
عندما تريد رفض طلب ما، فارفض على الفور، فكلما طال أمد المماطلة، ازداد الأمر صعوبة وتعقيداً، لأنَّك ستحمِّل نفسك عبئاً إضافياً، وهو شرح سبب استغراقك لوقت طويل للرد؛ لذا ارفض من البداية حتى لا تضع نفسك في هذا الموقف، وعندما تجد صعوبة في الرفض، قل على سبيل المثال:
- يؤسفني أنَّني لا أستطيع الحضور في هذا الموعد.
- اقبل رفضي هذه المرة.
- لا يناسبني هذا في الوقت الحالي، لكنِّي أشكرك على التفكير بي.
- لدي التزامات ضرورية، أرجو أن تعذرني.
2. كن صادقاً:
في كثير من الأحيان نخشى أن تتدهور علاقتنا مع الشخص إن رفضنا طلبه، فترانا نتردد ونتلعثم قليلاً، ثم نقبل طلبه على مضض، أو نرضخ له بسبب إصراره.
في الواقع، يقبل معظم الناس رفضك عندما تكون صادقاً ولا تختلق الأكاذيب، قل على سبيل المثال: "لست متفرغاً للاجتماع حتى نهاية الشهر لأنَّني مشغول بكذا"، أو "هذا لا يتناسب مع ما أرغب في القيام به الآن، اعذرني".
في كثير من الأحيان، تكون مخاوفنا بشأن الآخرين عارية من الصحة؛ لذا احرص على أن تكون صادقاً في ردِّك دون لفٍّ أو دوران، وإذا كان الطرف الآخر متفهماً، فسوف يتقبل رفضك بصدر رحب، وإذا لم يكن كذلك، فقد تكون توقعاته منك في غير محلها، ويجدر بك ألَّا تحمِّل نفسك ذنب توقعاته الخاطئة.
3. ركز في الطلب لا في الشخص:
عندما يُطلب منك شيء ما، ركز في الطلب لا في الشخص؛ أي بدلاً من الشعور بأنَّك مضطر إلى القبول خشية خذلان ذلك الشخص، انظر ما إذا كان طلبه يتناسب مع خططك، واطرح على نفسك الأسئلة الآتية: هل يمكنني تلبية طلبه؟ هل لدي الوقت الكافي لذلك؟ هل تلبية طلبه لا تتعارض مع مهامي الأخرى؟
إذا كان الجواب "لا"، فارفضه فوراً، لا يتعلق الأمر بالشخص، فالأمر ليس شخصياً على الإطلاق، وإنَّما يتعلق الأمر ببساطة بالطلب نفسه، وأنت لا تستطيع تلبيته في الوقت الحالي، فعندما تدرس الطلب دون أية اعتبارات أخرى، فإنَّك ترفضه موضوعياً لأنَّه لا يتوافق مع خططك بدلاً من أن تقبل به لإرضاء الآخرين.
4. كن إيجابياً:
لقد تعلمنا أن نربط الرفض بالسلبية، وأنَّ الرفض سيؤدي إلى خلاف، ولكن يمكننا في الواقع الرفض والحفاظ على العلاقة، إذ يتعلق الأمر بكيفية القيام بذلك.
بدايةً، عليك الكف عن ربط الرفض بالسلبية، وإدراك أنَّه جزء لا يتجزأ من التواصل البشري، فعندما تنظر إلى الرفض نظرة سلبية، ستظهر الطاقة السلبية في ردك عن غير قصد، فلا داعي للمبالغة في الشعور بالذنب أو القلق بشأن مشاعر الطرف الآخر، ولكن هذا لا يعني أن تكون غير لبق في ردك.
عندما ترفض، اشرح موقفك بهدوء، وأعلم الطرف الآخر أنَّك تقدر طلبه ولكن لا يمكنك تلبيته لسبب ما، ربما لديك أولويات متضاربة، أو أنَّك مشغول بشيء ما، أو ببساطة ليس لديك وقت، فأخبره أنَّك تود المساعدة ولكن الأمر ليس بيدك.
حتى لو رفضت طلبه، أبقِ الجسور بينك وبينه، وأخبره أنَّك ستلتقي به عندما يتسنى لك ذلك للنقاش والتعاون في أمور أخرى.
5. أعطِ بديلاً:
هذا أمر اختياري، ولكن إذا كنت تعرف بديلاً، فأشر إليه، على سبيل المثال، إذا كنت تعرف شخصاً يمكنه مساعدته، فيمكنك إحالته إليه (بعد إذن الشخص بالطبع)، افعل ذلك فقط إذا كنت تعرف بديلاً، لا للتهرب من تلبية طلبه، فأنت لست مسؤولاً عن إيجاد بدائل لأحد.
6. لا تشعر بالذنب تجاه مشاعر الآخرين:
في مرحلة ما، نحتاج إلى رسم خط فاصل بين مساعدة الآخرين ومساعدة أنفسنا، لكي تستطيع خدمة الآخرين، عليك الاهتمام بصحتك وسعادتك، فلا تجعل نفسك مسؤولاً عن مشاعر الآخرين، خاصة إذا كانوا لا يتقبلون الرفض، ويتوقعون منك مساعدتهم كأنَّها فرض عليك، مع أنَّه ليس لدى أي منكما التزام تجاه الآخر، فافعل ما في وسعك لمساعدة الآخرين، لكن إن لم يكن بمقدورك ذلك، فلا تأسَ على ذلك وامض قدماً في حياتك.
7. كن مستعداً للتخلي عن العلاقة:
إذا كان الشخص لا يحترم احتياجاتك ويتوقع مساعدتك دائماً، فعليك إعادة تقييم العلاقة، لقد تعلمنا الحفاظ على العلاقة بأي ثمن، وهذا هو السبب في أنَّنا نخشى الرفض، ولكن عندما تستنزفك العلاقة، عليك أن تشكك في صحتها، في العلاقات السليمة، يدعم الطرفان بعضهما بعضاً، فلا يأخذ أحدهما دائماً ولا يستمر الطرف الآخر في العطاء.
إذا كانت العلاقة تستنزفك، فاسأل نفسك: هل تستحق هذه العلاقة الحفاظ عليها؟
- إذا كانت الإجابة لا، فالأمر بسيط: تخلَّ عنها.
- إذا كانت العلاقة تهمك جداً، فأطلع الطرف الآخر على المشكلة، فربما هو لا يدرك ما يفعله، وقد يقتنع بالحوار الصريح وينصلح شأنه.
في الختام:
الرفض أمر طبيعي جداً، ويجب ألَّا يؤخذ على محمل شخصي، فكل شخص لديه مشاغل والتزامات وأمور أخرى قد تخفى عنك، ولكن أهم ما في الأمر هو أن تكون ودوداً ولبقاً في رفضك وألَّا تشعر بالذنب في حال لم يتقبله الآخرون منك، وافعل ما في وسعك وحسب.
أضف تعليقاً