لقد شهد مفهوم التعليم والتعلُّم نقلة نوعيَّة منذ ظهور الإنترنت؛ إذ لم تَعُد المعرفة محصورة بين جدران الصف المدرسي؛ وإنَّما يُمكِنُ اكتسابها من أي مكان في العالم، والآن مع اجتياح موجة التحوُّل هذه لمجال التعليم؛ فيُفضِّلُ المزيد من المتعلمين عملية التعلُّم الموجَّهة ذاتياً.
في الوقت الذي أصبحَتْ فيه المعرفة حرفياً في راحة أيدينا، دعنا نستكشفُ بعض الأفكار المفيدة المتعلقة بالتعلُّم الذاتي، ونتعلم بعض النصائح للدراسة بشكل أكثر ذكاء:
1. تعلَّم مواجهة التحديات:
من الشائع أن ينهار الطلاب تحت الضغط في أثناء التعامُل مع المفاهيم المعقدة، وسوف يؤدي هذا حتماً إلى إثارة القلق والشك في ذهن الطالب في أثناء تجربته لطريقة التعلُّم الذاتي.
وفقاً للأكاديميين البارزين فإنَّ التعامُل مع موضوع أو مَهمَّة صعبة سيكون دائماً أمراً مُرهِقاً، ومحاولة التغلُّب على هذه المهام الصعبة ستوفر في النهاية شعوراً كبيراً بالرضى، وعلاوةً على ذلك من الهام أن تواجه بعض التحديات الصعبة من وقتٍ إلى آخر، وهذه الموضوعات والدروس ستوفِّرُ هذه الفرصة.
2. استخدِمْ وسائط التعلُّم المختلفة:
يُمكِنُك قراءة الكتب والمقالات والمجلات والانضمام إلى منتديات تعليمية مُختلِفة عبر الإنترنت وحضور الندوات ومشاهدة الأفلام الوثائقية المختلفة، ويجب أن تستكشف الوسائط المختلفة ويُمكِنُك في النهاية الالتزام بأكثر الوسائل التي تلهمك، ومع ذلك حاوِلْ ألَّا تقيِّدَ نفسَكَ بمصدر واحد فقط، وتأكَّد من تقييم واستخدام المعلومات في كل شكل متوفِّر.
3. تجنَّب تعلُّم موضوعات متعددة:
من المُلهِم والمُبهِج أن تتولى مسؤولية عملية التعلُّم بنفسك، لكنْ انتبه من الوقوع في فخ تعلُّم موضوعات مختلفة، فلن تنجح عملية التعلُّم إذا تعدَّدَت المهام كثيراً.
غالباً ما يُفضِّلُ المبتدئون في عملية التعلُّم الذاتي تعدُّد المهام، وقد يكون هذا بسبب تخوفهم من الالتزام بهدف واحد؛ لذلك إذا كنت مبتدئاً في عملية التعليم هذه، فتذكَّرْ أنَّ لديك مُتَّسعاً من الوقت للتعلُّم، ويجب أن تركِّزَ في موضوع واحد في كل مرة، ثمَّ تنتقل إلى هدف آخر بمجرَّد تحقيق الهدف السابق.
4. ابحث عن دورات عبر الإنترنت:
تقدِّم بعض المؤسسات البارزة بعض الفرص للتعلُّم عبر الإنترنت؛ والتي تتوفَّر بتكلفة رمزية أو حتى مجاناً في كثير من الحالات؛ لذلك يُمكِنُك تفقُّد دورات التعلُّم عبر الإنترنت التي تقدمها مواقع الويب؛ مثل ماي أسايمنت هيلب (Myassignmenthelp) أو إيديكس (edX) أو كورسيرا (Coursera) أو يوديمي (Udemy) أو هبسبوت (Hubspot)، وإذا كنتَ لا ترغب في اتِّباع الأنماط التقليدية للتعلُّم الذاتي، فيُمكِنك البحث عن مصادر التعلُّم غير الشائعة.
تُوجَدُ مجموعة من المواقع التي تزداد فعالية في إيصال المعرفة التي تحتاج إليها، ويوجَدُ بالتأكيد العديد من الخيارات التي يُمكِنُك استكشافها.
شاهد بالفيديو: 13 طريقة لتطوير التعلم الذاتي والتعلم بسرعة
5. حدِّد أهدافك بوضوح:
عندما تتبع نهج التعلُّم الذاتي من الضروري أن تلتزم جيداً بهذه العمليَّة؛ وهذا يعني أيضاً أنَّك بحاجة إلى تحديد أهداف مُحدَّدة وليس بعض الأحلام الوردية، ومهما كان الهدف الذي تحاول تحقيقه، يجب أن تحافظ على تركيزك وأن تحدِّدَ مهلة زمنية دقيقة؛ وبهذه الطريقة سيكون لديك معيار للحكم على نجاحك وفشلك.
علاوةً على ذلك فإنَّ تحديد الهدف الذي تعمل عليه يُسبِّبُ تحولاً واضحاً في عقليتك؛ إنَّه يشبهُ تربية الطفل؛ الأمر الذي يُنمي إحساساً بالمسؤولية داخلك.
6. ابحث عن مصادر موثوقة:
حتى لو جمعتَ أكثر مصادر الدراسة مصداقية، فلا تعتقد أنَّ جميعها موثوقة، فعندما تتعامل مع مصادر تعليمية مختلفة؛ سوف تلاحظ أنَّ بعضها يناقض الآخر ويتعارض مع معلوماتك السابقة؛ لذلك عليك توخِّي الحذر في أثناء البحث عن مصادر الدراسة.
7. ابحَثْ دوماً في المراجع:
في أثناء القراءة عن القضايا والموضوعات الحساسة ستُصادِف إشارة إلى المقالات العلمية والكتب والمصادر الإحصائية وأنواع أخرى من المنشورات التي ذكرها المؤلفون، وإذا استعرَضتَ هذه المصادر، فسوف تنفتح على وجهة نظر جديدة تماماً للموضوع الذي تقرؤه.
في الختام:
إنَّ العقل البشري قادر على تحقيق المستحيل، لكنْ نادراً ما نستثمر أقصى إمكاناته، وتُعَدُّ عملية التعلُّم الذاتي بمنزلة تمرين رائع للعقل، وفي حين أنَّ الصفوف الدراسية التقليدية ما تزال شائعة إلى حد كبير، فإنَّ نظام التعلُّم الذاتي قادر بالتأكيد على تحسين عملية التعليم بدرجة أكبر.
أضف تعليقاً