ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة إريكا فارمر (Erica Farmer) والذي تُحدثنا فيه عن الحاجة لاتباع نهج التعليم الافتراضي.
لقد تغير كل شيء: ممارسات العمل، والبيئة، والتفاعل الاجتماعي، والمواقف تجاه العمل. لقد أصبحت الحدود التي تنظِّم حياتنا ضبابية، وأصبحنا نقضي مزيداً من الوقت أمام الشاشات والأجهزة ومكالمات الفيديو وأنظمة التعليم المختلفة؛ والشيء الوحيد الذي ينتشر انتشاراً متسارعاً لا يمكن إنكاره هو كيفية التواصل والمشاركة والتعلُّم عبر الإنترنت.
أتذكَّر تقديم ندوات تفاعلية عبر الإنترنت والتعليم الإلكتروني إلى مؤسسة خدمات مالية كبيرة في عام 2012، وعلى الرغم من اعتراف عديد من الشركات بتوفير التكاليف، إلَّا أنَّ الرغبة في اتِّباع نموذج التدريب وجهاً لوجه ظلَّت موجودة؛ حيث كان يُنظر إلى أي نظام تعليم في الفضاء الرقمي على أنَّه "تواصل سيء".
جلست مع رئيس العمليات وتحدثت إليه عن الأثر النهائي والنتائج وقابلية التوسع والجودة؛ لكنَّني تلقيت نظرة تعكس عدم الاكتراث، ثم قيل لي بعد ذلك أنَّهم يفضِّلون أن أقدم كل شيء في الصف الدراسي.
بعد ثمان سنوات، كان التسارع الذي شهدناه خلال الأشهر الستة الماضية هائلاً، ونحن نعرف السبب (الظروف والتنازلات والتكاليف). لقد رأينا الشركات تنقلب رأساً على عقب وبحثنا عن أسلوب للمشاركة والتدريب والتواصل بطريقة افتراضية وواسعة الانتشار.
عَدَّت بعض المنظمات أنَّ استجابتها الطارئة للتدريب عبر الإنترنت بسبب الوباء كافية، لكن دعونا نفكر في الأمر؛ إذ إنَّ تأمين الأجهزة والبرامج للجميع، والاستمرار في تقديم التدريب من المنزل، لم يكن سوى بداية هذه الرحلة، وما نحتاجه الآن هو مزيد من الدعم والتطوير والتفكير النقدي في هذا المجال.
نحن في منتصف الطريق نحو الثورة الصناعية القادمة، لكن لا يزال الكثيرون ضائعين ومرتبكين. هل أضاع المسؤولون عن التعليم والتطوير الفرصة في أن يكونوا مِن أوائل مَن يُمكِّنون مؤسساتهم من الابتكار والتفكير المستقبلي؟ أم أنَّ هذا يفوق قدرة موظفي الموارد البشرية، ويجب أن يشارك فيه جميع قادة الأعمال؟
شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتعلم الفعال عن بعد
خمس طرائق لتطوير التعليم الرقمي:
بما أنَّنا نعمل الآن عبر الإنترنت، فقد حان الوقت للتأكد من أنَّ المعلمين والمدربين والكوتشز والمستشارين يشعرون بالثقة لدعم المؤسسات التعليمية وأماكن العمل، سواء الآن أم على الأمد الطويل؛ إذ يوضح لنا البحث أنَّه من خلال الاهتمام بالتعليم الجيد، يمكننا زيادة الراغبين في العمل، والاحتفاظ بالمعلومات بنسبة تصل إلى 65٪، فلماذا لا نضع هذا الهدف نُصب أعيننا؟
إذاً، ينبغي أن نفكر في خمسة أمور رئيسة:
- التأكد من توفير التطوير لدعم تغيير طريقة التفكير ومجموعة المهارات، بحيث يكون تعزيز مهارات المدرب في الفصل الدراسي وممارسة المهارات الجديدة أمراً أساسياً.
- إدراك أنَّنا بحاجة إلى تطوير مهارات المدرب من خلال تطويع التكنولوجيا. أدعو هذا الأمر بـ "التفكير العقلي المزدوج"؛ دماغ لعرض الأفكار وآخر للتكنولوجيا.
- عدم الاكتفاء بالاعتماد على بيئة العمل الحالية لأنَّ وظيفة تكنولوجيا المعلومات طلبت منك ذلك؛ فهناك منصَّات مختلفة متاحة ومصمَّمة لأغراض مختلفة.
- تجريب كل شيء والبحث عن كل ما هو متاح؛ فالمنصَّة مجرد نقطة بداية. وباستخدام مواقع مثل "بول ايفري وير" (Poll Everywhere) و"مينت ميتر" (Mentimeter) و"جام بورد" (Jamboard)، تحصل على عالم جديد تماماً يخدم تصميمك وإبداعك.
- بالحديث عن الإبداع، إنَّ القيد الوحيد لما يمكنك فعله في فضاء الإنترنت هو خيالك؛ إذ يجب أن تكون الشرائح مزودة بصور، مع الحد الأدنى من النصوص حتى تتمكن من التنقل بينها بسلاسة، وتعزيز المشاركة.
زيادة المشاركة عبر الإنترنت:
المشاركة هي أساس عالم الإنترنت. نحن نعاني من ثلاثة أمور عند العمل من المنزل هي: الحيوانات الأليفة والآباء والشركاء، بالإضافة إلى الهاتف ورسائل البريد الإلكتروني؛ لذلك يجب أن تبدأ منهجية التصميم هنا:
- يبدو أنَّ الوقت ينقضي بغرابة في فضاء الإنترنت، لذا خطِّط للمشاركة كل خمس دقائق كحد أقصى، فقد ولت منذ زمن طويل أيام التدريب كل 20 دقيقة.
- تنويع التفاعل هو المفتاح؛ سوف يشعر المتدربون بالملل سريعاً، إذا كان كل ما تطلبه منهم هو تقديم إجابة عن سؤال في مربع الدردشة؛ لذا استخدم المحادثة الصوتية أو مكالمات الفيديو من أجل التغيير.
- تسمح لك تطبيقات مثل زووم (Zoom) و"ويب ايكس" (WebEx) بالاحتفاظ بالتعليقات التوضيحية على الشرائح، لذا فكر في كيفية إنشاء أنشطة بمستوى أعمق تدفع المتدربين للتفكير فيما أضافوه من تعليقات، وبالتالي الوصول إلى تعليقات أفضل. ينجح هذا الأمر خاصة مع تمارين الفرز وتحديد الأولويات.
- تجنَّب كلمات الحشو؛ مثل: "لذا" و"من الواضح" و"حسناً"، حيث قد تصبح هذه الكلمات مصدر إلهاء للمتدربين كونهم يُركِّزون على صوتك أكثر مقارنةً بالتعليم وجهاً لوجه.
- أخيراً، سجِّل كل جلسة، وراقب نفسك مرة أخرى وفكر في ما سار على نحو جيد، وما الذي يمكن أن يكون أفضل. سوف تتفاجأ بمدى نجاح الأمر.
اقتراحي الأخير هو أن تُخصِّص بعض الوقت للتفكير بصدق. اسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:
- هل أنت حيث تريد أن تكون؟ إذا لم يكن كذلك، فكيف تفعل ذلك؟
- هل تُحقِّق قناة التواصل هذه النتائج التي كنت تأمل فيها؟ إذا كان الأمر كذلك، رائع، فماذا بعد؟ إذا لم يكن كذلك، اسأل نفسك لماذا؟
- ما الذي يجب أن يحدث للوصول إلى حيث تريد أن تكون، وما هو الإجراء الذي يمكنك اتخاذه لتسريع ذلك؟ يمكن لمتخصِّصين تسريع خططك ومتابعة التعليم في الوظيفة.
بالنظر إلى أنَّ طرائق العمل الجديدة هذه باقية؛ فنحن بحاجة إلى التحلي بالمرونة والذكاء والإبداع، إذا أردنا البقاء في الطليعة، وإظهار القيمة الحقيقية لأدوارنا ووظائفنا. لديك فرصة إبهار المساهمين وإحداث فرق مستدام في نموذج التعليم والتطوير، الآن وفي المستقبل.
أضف تعليقاً