تكمن المرونة في قدرتنا على التكيف مع تجاربنا، وتحويلها إلى شكل من أشكال تطوير الذات، الأمر الذي يحثنا على أن نكون أقوى من ذي قبل.
الجذر اللاتيني لكلمة "مرن" (resilient) هو (resilire)، والذي يعني "القفز للخلف والتوازن". يمكن تفسير ذلك في النهوض والتعافي من ظرف صعب؛ فعندما نتعلم كيف نخلق ذهناً مرناً، بإمكاننا عندها أن نتعلم كيف نبني أرضية عمل متينة للتطور والنمو داخل وخارج مكان العمل.
كونك مرناً يسمح لك بفهم أنَّ الحياة مليئة بالتحديات والفرص لتحويل العقبات إلى حوافز لتطوير الذات، من خلال تعلمك كيف تبقى منفتحاً ومرناً ومستعداً للتكيف مع التغيير ومواجهة الصعاب.
يحتاج قادة هذا العصر إلى ما هو أكثر من المعرفة والخبرة في مجال ما، إذ لا بد من تمتعهم بعقل منفتح وأفقٍ واسع.
إليك بعض العادات التي بإمكانها تعزيز مرونتك:
1. محاولة رصد حديثك الذاتي وتحديد أنماط تفكيرك:
إذ باستطاعة حوارك الداخلي تحسين أدائك وقدرتك على الابتكار وتعزيز عافيتك. إنَّ مراقبتك لأفكارك الخاصة دون الحكم عليها هو بمثابة تدريب والتزام يومي لمعرفة كيف تشعر وكيف تفكر، واختيار ما يساهم في تطوير ذاتك، بالشكل الذي يجعلك قادراً على مواجهة التحديات.
2. التركيز على الحاضر:
وذلك بتخصيص بضعة دقائق لممارسة التنفس اليقظ. حيث إنَّ التأمل أو تركيز كامل انتباهك على شرب كأس من الماء، في مقدوره إحداث فارق كبير في يومك، أو ضبط المنبه لأخذ استراحات لممارسة اليقظة الذهنية في وقت تختاره أنت. إذ بحسب مركز "مايو كلينيك" (Mayo Clinic)، فإنَّ التأمل هو طريقة سريعة وبسيطة لتخفيف التوتر، لذا لا بد من اكتساب منظور جديد لكيفية التعامل مع المواقف الصعبة وتعزيز الوعي الذاتي والقدرة على التسامح.
شاهد بالفديو: 7 طرق تساعدك على التكيّف مع متغيّرات الحياة
3. حاول أن تنضح بالسلام والإلهام بالنسبة إلى نفسك وإلى الآخرين:
إذ يتطلب الانفتاح على الظروف المستجدة وإيجاد حلول مبتكرة، تغييراً دقيقاً في حالتك ومنظورك إلى لأمور.
4. التركيز على التطور، لا على الكمال:
وذلك عبر رعاية أحلامك وأفكارك ومشاريعك يومياً، إذ إنَّ التطور البطيء أفضل من بقائك في حالة ركود. في إمكانك أيضاً كتابة أفكارك في دفتر ملاحظات، ولا ضير من إرفاقها بكلمات ورسومات وجمل تشكل مصدر إلهام بالنسبة إليك؛ فالذهن المرن هو الذهن القادر دائماً على اكتشاف مكامن جديدة لينهل الحكمة منها.
5. محاولة رصد ما تشعر به والتعبير عنه باحترام وروية:
حيث إنَّ معرفتنا لكيفية التواصل مع الآخرين وذاتنا، تكسبنا القدرة على التعلم من التجارب المختلفة والنمو والاستمرار في التطور.
6. القراءة بقدر ما تستطيع:
الأمر الذي يتيح لك اكتشاف مجالات جديدة، إذ إنَّ رصدك للعالم بمنظور مختلف وأفق أوسع يتيح لك توسيع حدود تفكيرك وتعزيز فهمك للبيئة المحيطة بك.
7. الشعور بالامتنان إزاء ماضيك وحاضرك ومستقبلك والتعبير عنه:
هو طريقة رائعة للتعافي من الظروف الصعبة وبناء أدوات جديدة لتطوير الذات، واكتشاف جوانب من ذاتك لم تعرفها من قبل؛ إلا أنَّ الأهم من ذلك، هو معرفتك بأنَّه ليس هنالك ما يدوم إلى الأبد والفرصة لاختبار تجارب جديدة متاحة دائماً.
أضف تعليقاً