أصبحت الحاجة إلى إرساء القادة الأمان النفسي ضمن فريقهم هامة أكثر من أيِّ وقت مضى؛ وذلك بسبب تزايد أهمية المساواة وتقديم الدعم في أماكن العمل وازدياد شعور الموظفين العاملين عن بُعد بالوحدة والعزلة.
يتمتع الموظفون الذين يشعرون بأنَّه في مقدورهم التعبير عن مخاوفهم وشكوكهم وأفكارهم بحرية دون تبعات سلبية بالأمان النفسي، ويؤدي الأمان النفسي إلى ازدياد الإبداع والثقة والإنتاجية في الفريق، وهو يُعَدُّ أهم ميزةٍ تحدد نجاح الفريق؛ ومع ذلك، يمثِّل إيجاد الأمان النفسي تحدياً للقادة؛ وذلك لأنَّهم بمقتضى مناصبهم يمتلكون السلطة، وهذه السلطة تشكِّل عائقاً أمام السلامة النفسية، لذا من أجل إعادة التوازن لثقل السلطة التي يتمتعون بها في مناصبهم؛ يتعيَّن على القادة بذل قصارى جهدهم لإرساء الأمان النفسي بوعي وعلى نحو مدروس.
فيما يلي سبع طرائق لإيجاد الأمان النفسي لإعادة دمج الموظفين الذين يعانون القلق والإقصاء والوحدة وطمأنتهم.
1. الإصغاء بقصد الفهْم:
يُعدُّ الإصغاء الفعال من أبرز سمات السلامة النفسية، ففي كثير من الأحيان ينتقي القادة المعلومات التي تعزز وجهات نظرهم أو تعزز حججهم؛ لذا عليك بدلاً من ذلك فهْم ما يتحدثون عنه ومعرفة مصدر آرائهم.
2. إجراء محادثات متوازنة:
كانت الفِرق التي تحدَّث فيها المدير بنسبة 80% من الوقت أو أكثر أقل نجاحاً من الفرق التي تحرص على مشاركة الجميع في النقاش؛ حيث تنشأ السلامة النفسية عندما يشعر أعضاء الفريق بأنَّ لديهم الفرصة للتحدث بنسب متساوية تقريباً مع أقرانهم.
يمكن إجراء محادثات متناسبة على مدار أسبوع أو شهر من خلال الحرص على حصول كل عضو في الفريق فرصة متساوية لإيصال فكرته أو في أثناء الاجتماع من خلال توفير مساحة لكل فرد للتعبير عن آرائه.
فيما يلي بعض النصائح لإجراء محادثة متوازنة في أثناء الاجتماعات:
- أعِدَّ جدول أعمال الاجتماع وأطلِع الجميع عليه كي يتمكَّنوا من جمع أفكارهم مسبقاً.
- عيِّن كل أسبوعٍ موظفاً مختلفاً لإدارة الاجتماع.
- جرِّب عقد الاجتماعات في أماكن صغيرةٍ أو وجهاً لوجه لمواصلة المحادثة مع الأفراد الأكثر هدوءاً.
شاهد بالفيديو: 4 نصائح للحفاظ على الصحة العقلية والنفسية للفريلانسرز والعاملين عن بعد
3. التحدُّث أخيراً:
عندما يطرح القادة أفكارهم حول موضوع ما ثم يطلبون رأي الفريق، يكون الأوان قد فات، فمن خلال التحدُّث أولاً، يقوِّض القادة الحوار ويحبطون الإبداع؛ وذلك لأنَّ الفريق سيكون أقل استعداداً لطرح أفكار تتعارض مع القادة.
تعمل مهارة الاحتفاظ برأيك لنفسك حتى يتحدث الجميع عن تزويد القادة بأفكارٍ صادقةٍ وغير منحازة، وإشعار أعضاء الفريق بأنَّهم مساهمون وذوو رأي هام ومسموع.
خطوات التحدُّث بشكل فعال في نهاية الحوار:
- صياغة أسئلة مفتوحة وغير متحيزة.
- التعامل بأريحية مع مسألة الجلوس بصمت في أثناء عمل الفريق.
- التعامل مع الردود بحيادية، مثل: "شكراً لك، لقد كانت هذه إجابة مفيدة".
- تبادل الآراء للتوضيح: لا تعلِّق أيَّ تعليق وحاول فهْم المسألة فهْماً أوضح من خلال عبارات مثل: "أخبرني المزيد".
4. تحديد مَواطن الضعف معاً:
عندما يدعو القادة الآخرين للمساعدة على تحديد مَواطن الضعف، فهذا اعتراف منهم بعدم معرفتهم لجميع الإجابات، مما يعزز السلامة النفسية، ففي إمكان إجراء عملية تصويت تَظل أسماء المُصوِّتين فيها مجهولة في أثناء الاجتماعات الشخصية أو الافتراضية أن تساعد على استخلاص وجهات نظر أكثر تنوعاً؛ وذلك لأنَّه يزيل الخوف من الإقصاء.
5. معالجة المشكلات بفاعلية:
عندما يطرح أحد أعضاء الفريق مشكلة، قدِّر رؤيته وتفانيه في حلها بدلاً من لومه أو التعبير عن الإحباط؛ حيث تبلغ العبارات الإيجابية (الداعمة والمُعبِّرة عن التقدير والتشجيع) التي تقولها الفِرق الفعالة خمسة أضعاف العبارات السلبية (الناقدة والمعترضة).
توجد ثلاث طرائق يمكن للقادة من خلالها التعامل مع المشكلات، كما يؤدي التعاون مع الموظف لتحديد الطرائق التي يمكن من خلالها التعامل مع المشكلات إلى الإحساس بالأمان النفسي.
- تعامل القائد مع المشكلة.
- مساعدة القائد الموظف على معالجة المشكلة.
- اكتفاء القائد بالاستماع إلى المشكلة.
6. ربط المساهمات بالقيمة:
لدى البشر رغبة فطرية في أن يقيِّم المجتمع مساهماتهم، فقد وجدوا الأمان مع الجماعة طيلة قرون؛ حيث تحمي المساهمات التي تضيف قيمة إلى القبيلة أو الفريق المساهم من الاستبعاد والضعف.
يشعر أعضاء فريق المساعدة بالأمان عندما يعلمون أنَّ مساهمتهم في العمل تحظى بالتقدير، وتتمثل إحدى طرائق القيام بذلك في مساعدة أعضاء الفريق على تحديد المستفيدين من عملهم، وعندما يتمكَّن العمال من ربط العمل الذي يقومون به بالشخص المستفيد من عملهم، لا يكون هذا إثباتاً على زيادة أدائهم فحسب؛ إنَّما يتم العثور على أهداف أخرى في العمل، على سبيل المثال: شعر جامعو التبرعات للمنح الدراسية برغبةٍ أكبر في تأمين التبرعات عندما كانوا على اتصال مع المتقدِّمين للمنح الدراسية.
7. اختيار طريقة التواصل المناسبة:
يمكن أن تؤدي رؤية وجوه الأشخاص خلال مكالمة فيديو إلى إثارة التفاعل وتقديم إشارات مرئية مفيدة والتوصل إلى توافقٍ شفهي، ومع ذلك، يمكن أن يتسبب ضعف شبكة الإنترنت في حدوث تأخيرات على الصوت أو الصورة قد تؤدي إلى سوء التواصل، كما يمكن أن تشتت الكثير من المحفزات البصرية الانتباه ويمكن أن يزداد الوعي بالذات عندما يكون الناس قادرين على رؤية أنفسهم، مما يعوق السلامة النفسية، وفي بعض الأحيان، قد يكون خيار الصوت فقط خياراً أكثر فعالية.
وفقاً لدراسة حديثة، يعزز الاتصال الصوتي فقط التعاطف الصحيح، فعندما تغيب الإشارات الاجتماعية المرئية، يميل الناس إلى قضاء المزيد من الوقت في التركيز على المحتوى والسياق ونبرة الصوت.
أضف تعليقاً