7 أسئلة عن إطلاق المشاريع التجارية الجانبية
1. في أي مجال كنت تعمل عندما بدأت مشروعك الجانبي؟
"باتل" (Patel): لقد قابلت "راس" (Russ) في عملنا في شركة كبيرة مختصة بتقديم الاستشارات، وعندها اتَّفقنا على إطلاق مشروع تجاري يدمج تجاربنا المهنية السابقة في مجالَي الرعاية الصحية والاستدامة، وقرَّرنا بعد عدة سنوات إطلاق أول شركة رعاية صحية مستدامة على مستوى العالم، وأطلقنا عليها اسم "كابينت هيلث"، وواصلتُ العمل في شركة الاستشارات، في حين كان "راس" يخضع لتدريبات عسكرية في كلية الضباط، وكانت ضغوطات العمل كبيرة، لكنَّنا نجحنا في إطلاق الشركة عن طريق العمل في أوقات الاستراحة والإجازات.
2. متى أطلقتَ مشروعك الجانبي، ومن أين استلهمت الفكرة؟
"جونغ" (Gong): لقد كانت "هيلث كابينت" مشروعاً تجارياً صغيراً لكنَّه سرعان ما توسَّع ووصل إلى شريحة كبيرة من المستهلكين، وتعود فكرة المشروع لزميلنا "آكال" (Achal) الذي اكتشف فرصة للابتكار في مجال الرعاية الصحية، وذلك بفضل الوقت الذي قضاه في مصنع الأدوية التابع لجده خلال عطل الصيف في طفولته.
وجدَ "آكال" أنَّه أمامنا فرصة ثمينة للاستثمار وتوسيع نطاق العمل في مجال تصنيع الأدوية، ولقد فكَّرنا ملياً عندما كنت أخدم في الجيش في كيفية تحديث نموذج التغليف التقليدي ونظام الإمداد ليكون أكثر استدامة بيئياً واقتصادياً.
3. ما هي أولى الخطوات التي اتخذتها لإطلاق المشروع التجاري؟
"باتل": أُسِّست شركة "كابينت هيلث" دون تمويل خارجي، وذلك من خلال إطلاق عدد قليل من المنتجات عالية الجودة في السوق في البداية، لقد استغنينا عن الوسيط وبعنا المنتجات مباشرةً إلى المستهلكين من خلال الإنترنت، ولقد ساعدتنا هذه الخطوات الأولى على إثبات أهمية مشروعنا واستقطاب المستثمرين من جهة، والحصول على أفكار قيِّمة عن احتياجات العملاء والبيئة من جهة أخرى.
ساعدتنا هذه المعلومات على وضع أسس الشركة وتحديد قِيَمها ورسالتها وإنشاء مخطَّطات تصنيع وتطوير المنتج، وسرعان ما حقَّق المشروع مبيعات كبيرة، وعندها قرَّرنا استثمار جميع الإيرادات في تحقيق أهداف المشروع، وتمويل عمليات البحث والتطوير الخاصة بتصنيع الأغلفة المستدامة وإطلاق عروض المنتجات، ولقد نجح مشروع "كابينت هيلث" بفضل جهودنا، ودعم الأصدقاء، وأفراد العائلة، وتضافُر جهود أعضاء فريق العمل.
4. ما هي التحديات التي واجهتَها في إطلاق المشروع الجانبي، وكيف نجحتَ في التغلب عليها؟
"جونغ": يواجه بعضهم صعوبة في تحديد مستقبل المشروع الجانبي، واتخاذ قرار التفرغ لإدارته، وتنجح المشاريع الجانبية وتدفع بعضهم لتغيير أهدافهم المهنية الأساسية بغتةً دون تخطيط مسبق، ولم يكن تأسيس شركة الرعاية الصحية المستدامة من أهدافي الحياتية، ولقد خشيت في البداية فكرة تغيير مخططاتي المهنية، وخطر لي وقتئذٍ عدد كبير من الأسئلة التي أربكتني وشتَّتت أفكاري، ما هو مصير تجاربي المهنية السابقة؟ هل قُدِّر لي أن أتبع هذا المسار المهني؟ ما هو تأثير هذه الخطوة في مستقبلي المهني؟
لقد نجحت في التعامل مع حالة عدم اليقين من خلال اتباع عقلية "محفظة الحياة" التي تقتضي استكشاف الفرص والتجارب المتاحة بدل أن أتبع مساراً مهنياً واحداً، وقرَّرت أن أعمل على إطلاق شركتي الخاصة من أجل تعزيز خبراتي وتجاربي المهنية، وشعرت بالاطمئنان عندما أدركت أنِّي غير مضطر للاستقالة من وظيفتي الحالية؛ بل يمكنني أن أنظِّم وقتي وأستثمره في اتباع مسيرة مهنية إضافية جديدة.
شاهد بالفيديو: 9 نصائح هامة لبدء مشروعك الخاص
5. ما هي الخطوات التي اتبعتَها للتفرغ لمشروعك التجاري؟
"جونغ": ركَّزتُ في المرحلة الأولى على إقامة شراكة مع صديقي المقرب "آكال"، وقد أطلقنا المشروع رسمياً بناءً على مجموعة من الأسس والقيم والأهداف المشتركة، وبدأنا بعد ذلك بإجراء الأبحاث عن المشكلة التي نعتزم حلها وظروف السوق في الوقت الحالي، وسافرنا حول العالم لاستكشاف الفرص المتاحة وجمع المعلومات عن سلسلة الإمدادات الطبية.
لقد ساهمت هذه التجربة المباشرة في تعزيز قناعاتنا المناهضة لاستعمال البلاستيك الذي يُستخدَم لمرة واحدة في المنتجات الطبية قبل وضع استراتيجيات وأسس العمل على تصنيع الأدوية والأغلفة، وصنعنا في نهاية المطاف أغلفة للأدوية التي تُصرَف دون وصفة طبية، وهو ما يتطلب تخصيص وقت طويل للبحث والتطوير، وإجراء اختبارات سلامة لتصميم أغلفة مستدامة ومبتكرة لمنتجاتنا الطبية.
يركِّز المشروع على التحقق من جودة المواد التي تُستخدَم في تصنيع الأدوية، ولقد حرصنا على الالتزام بمعايير السلامة والأمان المفروضة من قبل هيئة "إدارة الغذاء والدواء" (FDA) الأمريكية، وتعاقدنا مع مختبر مستقل لفحص منتجات شركتنا.
تهدف هذه الاختبارات الإضافية إلى طمأنة العملاء، وذلك من خلال إثبات جودة المواد المستخدمة في تصنيع الأدوية وخلوِّها من الغلوتين، والسموم، والمواد المسرطنة، وأطلقنا مكمِّلات غذائية وأدوية تُصرَف دون وصفة طبية لعلاج الحساسية وتسكين الألم وتخفيض درجة الحرارة، واستخدِمت عبوات زجاجية قابلة للتحلل ويمكن إعادة تعبئتها؛ وذلك لتقليل النفايات البلاستيكية وتوفير المال على الأمد الطويل.
عملنا بعد ذلك على إطلاق صيدلية من خلال الإنترنت "كابينت آر إكس" (Cabinet Rx) من أجل تقديم رعاية صحية مخصصة ومنتجات طبية خالية من المواد البلاستيكية، فيحصل المريض على وصفة طبية خالية من المواد البلاستيكية ومصمَّمة خصيصاً لحالته، وتُجدَّد الوصفة وتُرسَل إلى عنوان منزله في أكياس قابلة للتحلل ومصمَّمة للحفاظ على سلامة الدواء.
يهدف مشروع "كابينت آر إكس" إلى الاستغناء عن العبوات البلاستيكية التي تُستعمَل لمرة واحدة، وتقدِّم شركتنا في الوقت الحالي أكثر من 500 وصفة طبية، ونخطِّط لتوسيع نطاق عملنا وإطلاق أصناف دوائية إضافية مثل الأدوية السائلة ووسائل منع الحمل.
وأطلقت الشركة منتجاتها في متاجر "تارجت" (Target) بهدف الوصول إلى المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وتزويدهم بخيارات دوائية مستدامة وقابلة للتحلل البيولوجي، ولقد ساهمت هذه الخطوة في تعزيز العلامة التجارية وإحداث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية، وعملت شركة "كابينت" مع أكثر من مليون مستهلك، ويبلغ معدل المبيعات السنوي قرابة 20-30 مليون دولار.
6. ما هو أكثر ما يعجبك في إدارة مشروعك التجاري؟
"جونغ": الفريق هو العنصر الأساسي لتحقيق النجاح، وإنِّي أنظر لمفهوم الفريق بطريقة مختلفة، ولا أرى المريض مجرد مستهلك لمنتجاتنا؛ بل إنَّه جزء من الفريق الخارجي الذي يساعدنا على بناء مشروعنا التجاري وتطويره، وتوجيه استراتيجيات العمل، والتسويق، وتصنيع المنتجات، وتحقيق أهداف قضيتنا في نهاية المطاف.
إنَّنا نحرص على إعطاء الأولوية للمرضى وتكريس جهودنا لتلبية احتياجاتهم، ويسعى فريق العمل في شركة "كابينت" جاهداً لزيادة إقبال المستهلكين على المنتجات المستدامة، كما يؤمن شركاؤنا بمستقبل الرعاية الصحية الذي نعمل على بنائه وتطويره، ويتعاون الجميع مع بعضهم ويعملون بصفتهم فريقاً واحداً للمساهمة في ابتكار الحلول الطبية، ويشرِّفني أن أعمل في إدارة وتوجيه هذه الجهود المشتركة لتحقيق أهداف مشروعنا وتقديم منتجات مستدامة صديقة للبيئة.
7. ما هي النصيحة التي يمكن أن تسديها لشخص يسعى إلى إطلاق مشروع جانبي خاص به؟
"باتل": يجب أن تكون مقتنعاً بقضيتك ورسالة مشروعك الجانبي لكي تلتزم وتجتهد في العمل وتنجح في تحقيق أهدافك، ويحتاج بناء المشاريع التجارية إلى بعض الوقت والجهد، وإنَّ ظروف السوق تتغيَّر باستمرار، ما يعني أنَّك يمكن أن تواجه بعض الصعوبات خلال مراحل إطلاق المشروع ولا يجب أن تسمح لهذه الأزمات بإحباطك؛ بل عليك أن تحافظ على التزامك، وتتعلم من التحديات التي تتعرض لها، وتستفيد منها في تحديد أهداف مشروعك وتطويره وتوسيع نطاق العمل وجذب الشركاء والمستثمرين.
"جونغ": لا بأس بأن تبدأ مشروعك بموارد متواضعة وتمويل بسيط، ولا داعي لأن تنتظر التوقيت أو الظروف المناسبة؛ بل عليك أن تستثمر الموارد المتاحة لديك حالياً وتبدأ العمل على تحقيق أهدافك، فالعمل هام جداً، لأنَّه يمكِّنك من إحراز التقدُّم، ما يعني أنَّك يجب أن تعتمد على شغفك ورسالتك في الحياة في تحديد أهداف مشروعك واكتشاف دوافعك الكامنة، ويعتمد نجاح المشاريع التجارية من جهة أخرى على مراعاة احتياجات المستهلكين وأهدافهم.
أضف تعليقاً