6 نصائح مؤكدة لاكتساب الثقة بالنفس

ألا يُفترض بنا جميعاً "التظاهر بالنجاح إلى أن ننجح بالفعل؟" أليس مفتاح النجاح هو معرفة كيفية بناء الثقة بالنفس؟



تنادي ملايين الكتب بهذا الخطاب كل عام؛ إذ يُطلب منا الابتسام، وارتداء أحدث صيحات الموضة من الملابس، والتحدث مع أنفسنا بحماس حينما ننظر إلى المرآة كل صباح.

من المؤكد أنَّك قرأت المئات من كتب التنمية الذاتية وحاولت اكتساب مزية الثقة بالنفس، وربما ألصقت آلاف الشعارات الإيجابية على جدران شقتك؛ ولكن بعد حوالي أسبوع من الإحساس بالإيجابية، تفقد شعورك بالثقة، لتبدأ الريبة تتسلل إليك أكثر من ذي قبل.

لا يعتمد اكتساب الثقة بالنفس على معادلاتٍ يستطيع أي شخصٍ اتباعها، بل على جهود كل فردٍ وحده؛ إذ يجب عليك أن تُحِسَّ أنَّك مُرتاح وأنَّ الأمور على ما يُرام، وهذا يعني أنَّه إذا أردنا تحسين أنفسنا، فعلينا أن نعرف أنفسنا ونقبلها.

إذا مللت من تزيين منزلك باقتباسات ملهِمة أو إضافة كتاب آخر عن التنمية الذاتية إلى مجموعة الكتب التي تقتنيها، فهذا المقال يناسبك؛ فإليك بعض النصائح العملية التي تحتاج إليها لبناء الثقة بالنفس وقبول الذات:

1. تقبَّل نفسك:

لن يُعوِّضك التصفيق والأوسمة عن شعورك بعدم الأمان أبداً؛ فإن كنت ترغب في بناء الثقة بالنفس، فأنت بحاجة إلى أن تعترف بنفسك وأن تتعلم كيف تقف شامخاً على قدميك قبل إضافة المزيد من المزايا الثانوية لشخصيتك؛ ففي نهاية المطاف، لا تعني الثقة أن تحمل أكبر عدد من الأوسمة؛ بل أن تشعر بالراحة والأمان.

إذا كنت ترغب في بناء الثقة بالنفس، فأنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت في الاحتفال بشخصيتك المميزة؛ لذا، توقف لحظة للتعرف إلى نقاط قوتك ونقاط ضعفك، وارضَ بالمكانة التي أنت فيها الآن حتى لو لم تكن المكانة التي تريدها.

تبدأ الثقة بالنفس بقبول نفسك بما في ذلك نقاط قوتك وضعفك وحتى صفاتك الغريبة؛ فمن نواح كثيرة، يتطلب منك الأمر قبول نفسك بالكامل، فالمسألة تعني من جهة الجوهر أن تَنذُر نفسك كلها لمحيطك، ثم لا تتوقع من ذلك مُقابلاً.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح يجب أن تتقيّد بها لكي تحب نفسك

2. تقبَّل أنَّك ستشعر بالخوف (ولا بأس في ذلك):

نحن نتذكر جميعاً تعثرنا بتهجئة الكلمات عندما كنا أطفالاً؛ فقد كنا نصغي باهتمام وندعو الله تعالى من أجل ألَّا ننسى الحروف، وعندما كنا نخمِّن اللفظ الصحيح، كانت أقدامنا ترتعد من الخوف حتى نكاد نسقط من هول الموقف، ويتصبب منَّا العرق بينما يُحدِّق بنا أقراننا؛ لقد كانت هذه اللحظات بمنزلة عذاب للجميع؛ فقد كان الأمر مرعباً عندما اضطررنا إلى الوقوف أمام الصف بأكمله لتجميع الحروف بالترتيب الصحيح.

إنَّ الثقة بالنفس ليست علاج الخوف، وليست سحراً يُجنِّبنا الصراع أو العناء؛ فمن نواحٍ عديدة، الخوف هو الوسيلة الوحيدة للشعور بالثقة بالنفس.

فكِّر في الأمر، إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية، فعليك مواجهة مخاوفك، وإذا كنت تريد إلقاء خطبة على خشبة المسرح، فيجب عليك الإلقاء بصوت عال حتى لو كان صوتك يتقطع.

كل هذه اللحظات هي لحظات رائعة بسبب الخوف؛ فلو لم يكن هناك شيء تتحداه وتبذل الجهد وتعاني من أجله؛ فلن تشعر أبداً بمتعة النجاح.

نحن نكتسب الثقة بالنفس عندما نتقبل الخوف ونسمح له بإجبارنا على المضي قدماً.

3. تقبَّل ماضيك وتصالح مع نفسك:

توقف لحظة وانظر إلى ماضيك، وستجد أنَّ المكان الذي أنت فيه الآن ليس المكان  نفسه الذي كنت فيه، وهذا شيء جيد.

من المفيد تصفح الصور القديمة مع أنَّنا قد نخجل من اختياراتنا للملابس ونضحك على تسريحات شعورنا الغريبة؛ ولكنَّنا نشعر أيضاً بحنين إلى العودة إلى الماضي؛ وبكل الأحوال، لا يمكننا الهروب من رحلاتنا عندما نحاول الوصول إلى أهدافنا.

فإن كنت ترغب في بناء الثقة بالنفس، فعليك أن تكون على استعداد لقبول ماضيك، بما فيه الأجزاء التي تريد نسيانها، وقد ترغب في حرق السلبيات والمضي قدماً؛ ولكن لكي تتقدم، يجب عليك أن تتصالح مع ماضيك وحاضرك أولاً.

الثقة بالنفس ليست بالتظاهر أو بالادعاء؛ بل هي التصالح مع ماضيك وحاضرك ومستقبلك؛ ومن نواحٍ عديدة، تعني قبول تجاربك، وتحمل مسؤولية أخطاءك، ومعرفة كيفية المضي قدماً متسلحاً بالعادات الصحية.

4. اسعَد بنجاحات الآخرين:

من أهم الوسائل لبناء ثقتك بنفسك هي الاحتفاء بنجاح شخص آخر وإزالة الضغط عن نفسك، والشعور بالمتعة بسبب حماسة وسرور صديق أو زميل.

نحن نريد جميعاً أن نشعر بالسعادة من أجل من هم حولنا؛ ولكن من السهل أن نشعر بالغيرة في نفس الوقت؛ فإذا كنت تجد صعوبة في حمل نفسك على الاحتفاء بنجاح الآخرين، فأنت لست وحدك، ولست أنانياً، وإنَّما تشعر بالخجل من نفسك، وهناك فرق كبير بينهما؛ فمن المستحيل أن تُشيد بنجاح أصدقائك أو زملائك إن كنت لا تتقبل حتى الشخص الذي يحدق بك كل صباح.

رُبِّي الكثير منا في منازل تحث على الاعتقاد بأنَّ قبول نقاط قوتنا يعني أنَّنا متكبرون، فقد تعلمنا أن نتجنب الأضواء ونرفض أن ننسب الفضل إلى أنفسنا عندما نقوم بعمل جيد، فلا حرج في أن تكون متحفظاً؛ ولكن إن كنت تُسقِط تفضيلك العزلة على من حولك، فأنت لست متواضعاً، وإنَّما تتجنَّى عليهم.

اسمح للأشخاص من حولك بالتألق، وكن من أكبر المعجبين بهم؛ فعندما ترفع من شأن الآخرين، فإنَّك تُقدِّر نقاط قوتهم دون الحكم على نقاط ضعفهم، وعندما نخصص الوقت لنكون سعداء من أجل من هم حولنا، فهذا يساعدنا على الاحتفال بانتصاراتنا وبناء الثقة بأنفسنا.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح لتكون مصدر سعادة للآخرين

5. كن مستعداً لبذل الجهد:

إذا كنت تأمل في اكتساب وبناء الثقة بالنفس من خلال صفحات كتاب آخر من أكثر الكتب مبيعاً، فمن الأجدى لك أن تضع الكتاب جانباً وتمارس رياضة رفع الأثقال، أو الركض على جهاز الجري.

حقيقة الأمر هي أنَّ: اكتساب الثقة بالنفس ليس أمراً سهلاً؛ بل يتطلب الجهد والكد والعناء؛ إذ يتطلب بناء الثقة بالنفس أن يتدرب الجميع؛ ولكن لن يعمل الجميع بالطريقة نفسها أو بالوتيرة نفسها؛ لذا تذكَّر أنَّ بناء الثقة بالنفس لا يعني الانتصار على المنافسين؛ بل يعني أن تتقبل نفسك وتعمل على تحسينها وأن تتعلم الثقة بمعرفتك وقدراتك.

6. لا تدع ندوب طفولتك تؤثر في حياتك:

كلنا لدينا ندوب في مرحلة الطفولة؛ لكن لا يتوجَّب علينا حملها معنا حتى مرحلة البلوغ، وحتى لو عشت طفولة مثالية، فقد تأثرت ثقتك بنفسك بتجربتك الشخصية.

عاش كل منَّا طفولته بطريقة مختلفة؛ ولكن يمكننا جميعاً التعاطف مع شكل من أشكال معاناة الطفولة.

لقد أثرت تجارب طفولتنا في نفسياتنا وإدراكاتنا لذاتنا وقدراتنا على بناء الثقة بالنفس؛ ومع ذلك، إذا كنا على استعداد للنظر إلى أنفسنا نظرةً شاملة، فسنكون قادرين على عيش حياتنا على الحقيقة؛ فمن الهام أن تفهم رحلتك بقدر ما تفهم هدفك.

توقف لحظة واكتب كل ما يخطر ببالك عندما تتلقى المجاملات، وأجب عن هذه الأسئلة: هل ترفضها؟ هل تبني قيمتك الذاتية عليها؟ اكتب ردات أفعالك ثم ابحث في الأسباب الكامنة وراء جوابك.

يمكنك القيام بهذا التمرين مع معالج نفسي أو صديق تثق به أو حتى وحدك؛ فإن كنت على استعداد للعودة إلى الماضي ومعالجة الندوب، فستكون قادراً على فهم نفسك أكثر ولن تتأثر بالمجاملات أو الانتقادات.

عندما تتعرف جيداً إلى خبايا شخصيتك، ستتمكن من خوض الحياة دون خوف، وفي النهاية، ستتمكن أيضاً من تقرير مصيرك وكلك ثقة بنفسك.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

الخلاصة:

إذا كنت ترغب في بناء ثقتك بنفسك، فتذكر أنَّها عملية تمر فيها بعدة محطات؛ لذا، لا تتسرع في الوصول إلى خط النهاية لكي تُنهي السباق؛ وإذا كنت توفِّر الوقت الكافي لقبول نفسك، وتقبُّل الرحلة، والاستفادة مستقبلاً من الأخطاء التي ارتكبتها، ومنح نفسك فرصة أخرى عندما تُخفق مستقبلاً؛ فستحصل على كل ما تحتاج إليه لتكون أكثر ثقة بنفسك.

ابدأ اليوم واكتشف من أنت ومن تريد أن تكون، ولا تفقد هويتك في هذه العملية، فإن استخدمت هذه الأدوات؛ فلن تضطر إلى التظاهر بالنجاح حتى تنجح؛ إذ يمكنك النجاح دون أن تفقد نفسك خلال مسيرة تقدمك.

المصدر




مقالات مرتبطة