6 نصائح لتصبح قائداً يمكن للآخرين التعلم منه

القيادة بالقدوة لم تكن ضرورية أبداً كما هي اليوم؛ ففي المشهد الغامض الذي نعيشه اليوم، يبحث الناس عن المزيد من التوجيه والقيادة أكثر من أي وقت مضى، وحول كيفية التصرف، والأشخاص الذين يجب اتباعهم، والأفكار التي يجب تبنِّيها.



بالنسبة لقادة الأعمال، يعني هذا أنَّ هناك فرصة كبيرة لإثبات وتوضيح أنواع السلوكات والإجراءات التي تأمل رؤيتها في القوى العاملة لديك؛ واستجابة لهذا التغيير والتقلب، يجب على القادة أن يهدفوا إلى نَمذَجَةِ عقلية النمو وتحسين المهارات مثل المرونة والقدرة على التكيف، وذلك من خلال تقديم مثال يُحتذى به عن التعلم المستمر؛ بحيث يسمح القادة لفِرقهم والموظفين الآخرين بالشعور بالراحة في قضاء الوقت في تعلم مهارات جديدة أيضاً.

ليس من السهل دائماً تطبيق ما تنصح به الآخرين في التعلم، ولكنَّه قد يكون مؤثِّراً للغاية كطريقة لترسيخ ثقافة التعلم. ضع في حسبانك هذه النصائح الست للقيادة بالقدوة بفاعلية في الأوقات الصعبة:

1. غيِّر طريقة تفكيرك:

كيف يمكنك قيادة فريقك لتبنِّي عقلية التعلم؟ من الهام أولاً فحص طريقة تفكيرك، وتعليم نفسك كيفية زيادة إنتاجيتك في العمل؛ حيث نميل كمتعلمين إلى التفكير في الأشياء التي لم تنجح؛ بدلاً من ذلك، فكر فيما تعلمته من أي تجربة مررت بها، سواء كانت سارَّة أم لا؛ وحتى عندما تفوز، فكر في كيفية تطبيق أفكارك في المستقبل.

يشعر القادة في كثير من الأحيان أنَّه يتعين عليهم معرفة كل شيء، وأن يكونوا دائماً مستعدون للاستجابة لفِرقهم؛ ولكن عليك أن تتذكر بأنَّك إنسان، وعملك كقائد هو ليس معرفة كل شيء، وأن تكون مثالياً، حيث يمكن أن يكون هذا تحولاً صعباً.

كشفت دراسة استقصائية أجرتها شركة استشارات القيادة العالمية "ديفيلوبمنت ديمنشنز إنترناشيونال" (DDI) أنَّ 14% من المديرين يشعرون أنَّ شركتهم لا تتبنى الفشل في السعي وراء الابتكار.

إنَّه لأمر جيد أن تعترف بأنَّك أخطأت، وتشارك ما تعلمته من تجربتك؛ حيث ستكتشف أنَّ فريقك سيقدِّر صراحتك في التحديات التي تتعامل معها، لذا حاول أن تكون أكثر انفتاحاً مع فريقك أثناء معالجة تحديات العمل عن بُعد؛ لأنَّ هذه الشفافية ستساعد في تعزيز عقلية النمو، وستسمح للفريق بتجربة شيء جديد وارتكاب الأخطاء والتقدم، فكلنا نخطئ ونتعلم.

2. استخدم لغة مختلفة:

نصيحةٌ أخرى لتصبح قائداً يمكن للآخرين التعلم منك هي تغيير مفرداتك وطريقة تقديم النقاشات؛ فبدلاً من أن تتساءل: "ما الخطأ الذي ارتكبناه؟"، اسأل: "ما الذي تعلمناه"، واتخذ نهجاً مستقبلياً إيجابياً من خلال مناقشة كيفية تطبيق هذه الدروس على الخطوات التالية أو العمل المستقبلي.

3. تخلَّ عن سلطتك:

نظراً لأنَّك رائد أعمال، يتطلع إليك الناس للإجابة عن الأسئلة والنظر في المطالب؛ ومع ذلك، في إطار المجموعة، ضع في حسبانك "التخلي عن سلطتك"، أو امنح الآخرين الخبيرين في مجالك الفرصة للإجابة؛ فهذه طريقة لدعم الموظفين.

إقرأ أيضاً: 20 طريقة مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

4. أنشئ بيئة مناسبة:

يمكنك التركيز على تغيير طريقة تفكيرك وسلوكك ومفرداتك، ولكن لدعم الآخرين في إجراء نفس التحول، من الضروري أيضاً إنشاء البيئة المناسبة. لتقليل التوتر والحرص على الحديث عن التعلم في تفاعلات الفريق، حدد توقعات مثل: مشاركة الجميع لأمر تعلموه حديثاً في بداية اجتماع الفريق الأسبوعي؛ حيث يمكنك دعوتهم لمشاركة ثلاثة أشياء رئيسة تعلَّموها خلال العام، وتشاركهم أنت بما تعلمته أيضاً. ستكتشف أنَّ الجميع سيستمتع بهذا؛ فالدروس التي تتشاركونها ستتيح لكم التفكير في تقدمكم والاحتفال به.

تأتي فكرة رائعة أخرى من فريق موقع يوديمي (Udemy)، وهي منصة تعليمية يقدم من خلالها أحد الأشخاص موضوعاً بحثوا فيه، ثم يناقشونه جميعاً؛ كما يمكن للفِرق الاستفادة من طرائق أكثر تقليدية لجمع المعلومات، مثل: التحليل الرباعي (SWOT).

5. افعل ما تقوله:

بالإضافة إلى استخدام لغة أكثر إيجابية ومشاركة ما تعلمته، يمكنك أيضاً إظهار كيف تستطيع التعلم من خلال تخصيص وقت لتُعلِّم نفسك بانتظام؛ يمكنك حضور التدريبات مع الفريق، ومشاركة وطرح الأسئلة. يختلف الوضع تماماً عندما يخصص المدير وقتاً للتعلم، بدلاً من مجرد توصية موظفيه بفعل ذلك.

كما يجب أن تتوافق أقوالك مع أفعالك؛ فمن الهام منح الموظفين فرصاً للتعلم في الوظيفة من خلال تخصيص وقت رسمي لذلك. منصة يوديمي (Udemy) لديها ساعات تُدعى "اترك كل شيء وتعلم" (drop everything and learn DEAL) كل شهر؛ حيث يوفر للموظفين أجراً لدعم فرص التعلم. بالإضافة إلى ذلك، تأكد من أنََّّ الموظفين لديهم إمكانية الوصول إلى نظام أساسي للتعلم عبر الإنترنت لتسهيل إجراء التدريبات أو العثور على الدورات التي يهتمون بها.

إقرأ أيضاً: 10 أخطاء شائعة في القيادة والإدارة

6. تعلَّم مدى الحياة:

هناك مقولة مفادها: "لا تحاول أن تكون شخصاً مثيراً للاهتمام، بل اعثر على ما يثير اهتمامك". بعبارة أخرى؛ هناك دائماً شيء ما أو شخص ما لتتعلم وتستفيد منه إذا كنت تتمتع بعقلية المتعلم. ستساعدك نمذجة التعلم المستمر والقيادة بالقدوة على إنشاء ثقافة تعليمية في شركتك، وستعود بالفائدة لعملك في النهاية؛ إذ سيؤثِّر ذلك تأثيراً إيجابياً عميقاً في الموظفين، خاصة وأنَّنا نكافح جميعاً لمواجهة ما يحدث في عالمنا اليوم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة