6 نصائح لتصبح شخصاً مبادراً في جميع نواحي الحياة

أول ما يخطر في ذهني عند التفكير في أن يكون الشخص مُبادِراً، هو ما قام به رجال الإطفاء في مدينة "نيويورك" (New York) في أثناء كارثة 11 أيلول/ سبتمبر.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة والكاتبة "كوني ماثرز" (Connie Mathers)، وتُقدِّم فيه 6 نصائح تمكِّنك من أن تصبح مبادِراً.

لقد جسَّد رجال الإطفاء في مدينة "نيويورك" فكرة المبادرة، وحملوا على عاتقهم مسؤولية التفكير الاستراتيجي دون إهدار للوقت، ولم يسمحوا للشعور بالإرباك أن يؤثِّر فيهم، وانطلقوا على الفور عندما واجهوا وضعاً استثنائياً.

لقد واجهوا كارثة مهولة، وكل واحد منهم اتخذ قراره تحت ضغط استجابة الكر أو الفر، لم يتنحَّوا جانباً ويكتفوا بالمشاهدة؛ بل استثمروا تدريباتهم لتحمُّل مسؤولية الموقف واستعادة السيطرة.

وإذا نظرنا إلى الأمر من زاويةٍ أضيق، يمكننا أن نكون أكثر مبادرةً في حياتنا اليومية لتحقيق مزيد من الإنجازات في المجالات التي نريدها، فالأشخاص المبادرون يبحثون دوماً عن فرص جديدة في الحياة تتيح لهم التعلُّم وتطوير أنفسهم، وبذلك يستمرون في تطوير أنفسهم بصرف النظر عن العمر الذي يبلغونه؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين أن تكون انفعالياً ومبادراً، وسنتطرَّق للفوائد التي تترتب على اتخاذ موقف مبادِر في الحياة.

الفرق بين الشخص المبادر والانفعالي:

توجد عدة نواحي في الحياة تتأثر في موقفك المبادر أو الانفعالي؛ فبكلمات قليلة، يمتلك الشخص المبادر موقفاً محدداً في الحياة؛ وهذا ما يسمح له بالمبادرة، فقد يتطلَّب الأمر من الشخص حتى يكون مبادراً، أن يتحمَّل المسؤولية في حياته، ويتخذ المبادرة لتغيير الأمور عندما يكون ذلك ضرورياً؛ فالأشخاص المبادرون لا يسمحون للظروف بتحديد خياراتهم؛ بل يعيشون وَفقاً لقيمهم، ويتخذون القرارات وَفقاً لذلك فهم يتخذون المبادرة بدلاً من انتظار حدوث الأمور من تلقاء نفسها، كما يجهزون أنفسهم للمستقبل؛ لذلك يتَّخذون في وضعهم الراهن إجراءات تحقق لهم الفائدة في المستقبل.

وفي المقابل، لا يبادر الأشخاص الانفعاليون لاتِّخاذ إجراءات معيَّنة في أوضاع معيَّنة؛ بل يسمحون للعوامل الخارجية بتحديد قراراتهم، إنَّهم يتنحَّون جانباً ويتفاعلون مع الأحداث، بدلاً من محاولة توقُّع ما سيجري في المستقبل.

وكونهم انفعاليين، فهم لا يتحمَّلون المسؤولية عن حياتهم أو الإجراءات التي يتخذونها؛ بل يبحثون عن عوامل خارجية حتى يلقوا عليها اللوم عندما تسوء الأمور، بدلاً من اتخاذ موقف لحل المشكلة أو تحسين الوضع.

بعض ممَّا يميِّز عقلية الشخص المبادر أنَّه يفكِّر كالآتي:

  • "كان من الممكن أن أقوم بهذا بطريقة أفضل، لكنَّني الآن تعلمت كيف أحسِّن وسائلي في المستقبل".
  • "لقد تصرَّفت بما تمليه عليَّ قيمي ولا شيء يمكن أن يمنعني من ذلك".
  • "لا مجال للأعذار في حياتي".
  • "أنا أتحكَّم بنجاحي، ومع أنَّني أتأثر في الظروف الخارجية فإنَّ طريقة تعاملي مع هذه الظروف أمر يعود لي، ويعتمد دوماً على قيمي".
  • "أعتمد فقط على نفسي لتحقيق النتائج التي أتمنَّاها".

بعض ممَّا يميِّز عقلية الشخص الانفعالي أنَّه يفكِّر كالآتي:

  • "هذا الوضع والظروف المتعلِّقة به هو ما سبَّب إخفاقي، وهذا ليس خطأي".
  • "أنا أتصرَّف وَفقاً لمشاعري، وأولوياتي غالباً ما تتغيَّر".
  • "أحب أن أختلق الأعذار الجيدة كي لا أقوم بأي مبادرة".
  • "أتأثر في الأشخاص المحيطين بي، وأنا أعتمد على الآخرين، ومن ثمَّ فإنَّ نجاحي يعتمد على تحقُّق ظروف معينة في الخارج".
  • "ليس لدي شعور بقيمتي الذاتية، لأنَّني أعتمد على الآخرين".

تظهر هذه الفروقات في مجال الأعمال؛ إذ نرى الأشخاص الانفعاليين يقومون بالعمل الموكَل إليهم، ومن ثمَّ ينتظرون حتى يُطلَب منهم القيام بالمهمة التالية، وعلى العكس من ذلك، يبحث الأشخاص المبادرون عن طرائق لتحسين أدائهم، ويبحثون عن فرص جديدة لتطوير أنفسهم مهنياً.

شاهد بالفديو: 10 قواعد للعقلية الناجحة!

وبالتأكيد عندما يتعلَّق الأمر بالترقية، فإنَّ الشخص المبادر والمواكب للتغييرات التي تحدث في المحيط سيستحق الترقية أكثر من الذي ينتظر أن يُكلَّف بالمهمة حتى يقوم بتأديتها، ونفس الأمر بالنسبة إلى الشركات، فكل الشركات يجب أن تكون مُبادِرة إذا أرادت أن تحافظ على استقرارها المالي، فعلى سبيل المثال، جميعنا يتذكَّر الشعبية التي حظيت بها الجوالات القابلة للطي في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

والآن، لنتخيل أنَّ إحدى هذه الشركات التي كانت تُصنِّع هذه الهواتف قررت أنَّ عملها يسير على نحو ممتاز ولا حاجة لديها لإجراء أي تغييرات في السنوات المقبلة، هل تظن أنَّها كانت ستسمر في تحقيق الأرباح؟ بالطبع لا، فالشركات تحتاج إلى أن تكون مُبادِرة إذا أرادت أن تبقى في الصدارة، وتكشف باستمرار عن منتجها التالي ذي المواصفات الأفضل.

لذلك يمكن القول يوجد فرق رئيس بين أن تكون انفعالياً ومبادراً، وهو أنَّ الأشخاص المبادرين يتصرفون قبل حدوث الموقف؛ لذلك يتمكَّنون من منع المشكلة من التفاقم؛ إذ ينتظر الأشخاص الانفعاليون حتى تحدث المشكلة، ومن ثمَّ يحاولون تصحيح الأمور.

يكون الأشخاص الانفعاليون غالباً قادرين على رؤية المشكلة تلوح في الأفق، ويكون لديهم الفرصة والوقت لاتخاذ إجراء لمنع المشكلة من الحدوث، لكن بما أنَّ المشكلة لم تسبِّب أي ضرر بعد، فهم يتجاهلونها.

وبالطبع، يتطلَّب أن تكون مبادراً كثيراً من الطاقة والتفكير والتخطيط الاستراتيجي؛ وهذا ما يجعل من المغري أن ينتظر الشخص حتى تتفاقم المشكلات، ومن ثمَّ يبدأ بالتعامل معها، ومع ذلك، يصبح التعامل مع المشكلات أمراً فوضوياً أكثر بكثير من العمل القليل نسبياً الذي كان يجب اتخاذه لمنع حدوثها.

والشخص المُدخِّن مثال واضح عن هذه الحالة، فهو يدخِّن منذ سنين دون أن يتعرَّض لأي مشكلات صحية خطيرة، ومع معرفته بأنَّ الدخان يضر كثيراً بصحته، فإنَّه - وفي سبيل اللذة التي تمنحه إياها السجائر - يخاطر بالإصابات المحتملة بمشكلات صحية خطيرة مستقبلاً.

وإذ يبقى احتمال حدوث مشكلة صحية وارداً، فإنَّ المُدخِّن لا يكترث أبداً ويستمر في التدخين، لكن بعد بضع سنوات يصاب المُدخِّن بسرطان الرئة، وفي الوقت الذي كان يرى فيه أنَّه سيصل إلى هذه النتيجة، وكان من الممكن منعها إلَّا أنَّه كان يتجاهلها؛ وذلك لأنَّه لم يواجه العواقب بعد، لقد استسلم بسهولة لهذه الرغبة غير الصحية.

ويمكن أن نرى تسلسل الأحداث نفسه في عالم الأعمال، فمن فترة غير بعيدة، كان كل يوم في العمل بالنسبة إليَّ عبئاً يجب أن أتحمَّله حتى نهاية يوم العمل؛ إذ كنت منهكةً بسبب كثرة المهام، ومُربَكةً تماماً، وبعد أن أصل إلى المنزل كنت أشعر بالقلق من عواقب اليوم التالي، ولم أشعر أبداً أنَّه كان لدي الوقت لأخذ استراحة ورؤية المشكلة رؤيةً أكثر شمولية.

لقد حاولت التعامل مع عدد من المهام يفوق استطاعتي، وفي كل يوم أتفاعل مع مشكلات الآخرين التي كانت تحتاج إلى حل في الوقت الذي لم أكن قادرةً على حلِّها بنفسي، كنت أبذل جهداً مبالغاً فيه حتى غدوت منهَكةً تماماً.

واستمر هذا الوضع إلى أن قررت أن أصبح مبادرةً من خلال تحمُّل المسؤولية تجاه وقتي، وبذلك اكتسبت فهماً أفضل لوظيفتي، فقد بدأت بتخصيص 10 دقائق في كل صباح لوضع استراتيجية ليوم العمل، وترتيب أولوياتي والمهام التي يجب أن تُنجَز.

وبعد أن طبَّقت هذا الإجراء، تخلَّصت إلى حدٍّ كبير من المشكلات الصغيرة التي كنت أواجهها، والتي كانت تُضاف إلى حالة الإرهاق التي كنت أعانيها، لقد حقَّقت ذلك من خلال 10 دقائق يومياً في الصباح، خصَّصتُها للتخطيط ليومي، ولقد استعدت السيطرة على حياتي المهنية، وخفَّفت من الضغط النفسي الذي كنت أعانيه، واكتشفت أنَّ المشكلات تأخذ إحدى المسارين، فهي إمَّا تتفاقم حتى تصبح معقدة جداً، أو تُحَل وهي تحت السيطرة.

إذاً، فكِّر في شيء ما لا تريد أن يحدث في حياتك ويمكنك منع حدوثه من خلال امتلاكك لموقف مُبادِر في الحياة، ربما توجد مشكلة صغيرة تلوح في الأفق، ومن المحتمل أن تتحوَّل إلى مشكلة كبيرة في المستقبل، وربما يوجد احتمال أنَّ المشكلة تتشكَّل لكن بدلاً من محاولة حلها، فأنت تجلس لتتفرَّج وتنتظر حتى تحدث.

توجد كثير من الحالات التي يمكنك اتخاذ موقف مُبادِر أو انفعالي خلالها، وهذا الموقف يغيِّر تغييراً كبيراً النتائج التي تظهر في حياتك الشخصية والمهنية.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات تُسهّل عليك حل مشكلاتك

6 نصائح تساعدك على أن تكون أكثر مُبادَرة في الحياة:

1. توقَّع المشكلات:

فكِّر قدر المستطاع، لتتمكَّن من معالجة المشكلات قبل أن تتفاقم وتصبح معقدة جداً، وتوجد بعض الوسائل التي تمكِّنك من القيام بذلك؛ فمثلاً، إذا كنت تعمل في وظيفة خدمية، فيمكنك أخذ الوقت الكافي للاطِّلاع على الاستطلاعات التي تُعنى برضى الزبون، وبذلك تعالِج المشكلات التي ربما لم تكن لتلاحظها، ومن ثمَّ تمنعها من أن تتفاقم وتصبح مشكلات كبيرة.

وفي مجالات أُخرى من مجالات الأعمال، يمكنك التوقف قليلاً وتحليل المشكلات التي حدثت سابقاً في أثناء قيامك بمهام معينة تفعلها باستمرار، ومن ثمَّ تُعدِّل الإجراءات التي تتخذها، وبذلك تضمن عدم حدوث المشكلات في النواحي التي تخشى حدوثها.

كما يمكنك أن تبقى يقظاً للمشكلات المُحتملة من خلال تخصيص الوقت للاطِّلاع على مشاريعك، والتحرِّي عن مشاريع أُخرى مشابهة لمشروعك، أُنجِزَت بنجاح من قِبل أشخاص آخرين، أو الاطِّلاع على الأخطاء التي ارتكبها أشخاص آخرون في الماضي.

وفي نفس السياق، يمكنك تخصيص بعض الوقت يومياً لمراجعة قائمة المهام لديك للتأكُّد إذا كان يوجد مهام يمكن تأجيلها، وفيما إذا كان يوجد مهمة تحاول تجنُّبها، ومن المحتمل أن تتحوَّل إلى مشكلة في المستقبل مع اقتراب الموعد النهائي.

تجنَّب قدر الإمكان الانتظار للحظة الأخيرة للقيام بالأمور؛ فهذا يؤدي دوماً إلى التوتر والمشكلات المعقدة، وقد كان من الممكن تجنُّبها.

2. حاول إيجاد حلول للمشكلات:

إذا كنت تواجه مشكلة لم تكن تتوقعها، فما تزال لديك فرصة لتكون مبادراً في إيجاد حل لها؛ فابدأ بالعصف الذهني، واستكشاف المشكلة من حيث الوقت الذي بدأت فيه والطريقة التي بدأت فيها، حتى تتمكَّن من معالجة السبب الأساسي بسرعة.

تدرَّب على المحافظة على هدوئك في أثناء اتخاذ القرارات والالتزام بخطة، ومن هنا ستكون قادراً على تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها في المستقبل، لمنع تكرار المشكلات مجدداً، أو تحديد خطة تمكِّنك من معالجة المشكلة بفاعلية في حال واجهتها مجدداً في المستقبل.

شاهد بالفديو: 5 نصائح لاكتساب مهارة حل المشكلات

قوائم المَهام: أساس الكفاءة في العمل
قوائم المَهام: أساس الكفاءة في العمل

3. ضع خطة:

وهذا يعني التعامل مع يومك بموجب خطة، بدلاً من انتظار حدوث الأشياء ثمَّ التعامل معها، وهذا يساعدك على المحافظة على تركيزك وعدم الانشغال بمهام لا فائدة منها.

تعوَّد على إنشاء قائمة في نهاية كل يوم تتضمَّن المهام التي تريد التركيز عليها في اليوم التالي، وضع في حسبانك الأشياء التي قمت بها في ذلك اليوم مقارنةً بما خططت للقيام به، وحدِّد أولويات المهام القادمة من خلال ترتيبها وَفقاً لأهميتها.

بهذه الطريقة، ستصل إلى نهاية كل يوم مع معرفتك بأولوياتك عند العودة إلى المنزل، ويمكنك العمل بطريقة صحيحة مع المهام الأكثر أهمية من الصباح الباكر، كما يجب أن تتذكَّر وضع مواعيد نهائية لمساعدتك على التخطيط، وإدارة أولوياتك، وتقسيم المشاريع الكبيرة إلى مهام أصغر، وأهداف قابلة للإدارة.

تمنحك قائمة المهام الخاصة بك نظرة مفصَّلة عما يجب أن تعمل عليه للاقتراب من تحقيق أهدافك الكبيرة، وهذا يساعدك على الحفاظ على تركيزك وعلى المسار الصحيح مع تقليل خطر نسيان القيام بشيء هام، ومن الضروري أن تكون على دراية بالتزاماتك الحالية حتى تتمكَّن من تقييم ما إذا كنت تستطيع تولِّي مهام إضافية في وقت ما.

4. اعمل بفاعلية:

إنَّ تطوير الوسائل التي تستخدمها لإنجاز العمل بفاعلية أكبر يمكن أن يساعدك على أن تصبح مبادراً، وهذه بعض الأمثلة:

  • كتابة تعليمات تحدِّد بالتفصيل الإجراءات التي تتَّبعها لإنجاز مهامك الرئيسة في حالة احتياج شخص ما إلى تولِّي المسؤولية في غيابك، أو وضع مخطط انسيابي للعمليات الهامة.
  • أن تكون على دراية بالسياسات والإجراءات المعمول بها، وبذلك تعرف ما الذي يجب فعله في حال تعرَّضت لموقف مُفاجئ.
  • التواصل مع زملاء العمل للتعاون بفاعلية، وبذلك تتجنَّب القيام بعمل مضاعف أو تتجنَّب هدر الوقت أو الموارد.
  • البقاء مُنظَّماً من خلال تسهيل العمليات، وتطوير الفهارس، واستخدام الترتيب الأبجدي، والترميز اللوني، أو الاحتفاظ بالملفات، أو القيام بأي شيء يجعل عملك قابلاً للتدقيق والمراجعة.
  • مراجعة العمليات التي تقوم بها في فترات منتظمة، لتحديد ما هي العمليات النافعة وما الذي لا ينفع.
  • تقديم تدريب عالي الجودة للأشخاص الذين يعملون لمصلحتك.
  • ترتيب مساحة العمل الخاصة بك.

سيساعدك العمل بكفاءة على أن تكون مبادراً؛ وذلك لأنَّه سيمنحك الوقت الذي تحتاج إليه للتركيز على العمل لتحقيق أهدافك، وكلما قلَّ الوقت الذي تقضيه في البحث عن ملفات مفقودة أو شرح طريقة العمل لزميلك، امتلكت مزيداً من الوقت للتخطيط للمستقبل.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعدك على العمل بكفاءة عالية

5. تابع وكن مثابراً:

المتابعة والمثابرة هي عوامل أساسية لتكون شخصاً مبادراً، ويتطلَّب الأمر قوة إرادة لمتابعة الأشياء التي ستفيدك على الأمد الطويل، وخاصةً إذا لم تتلقَّ ردَّاً كنت تنتظره أو أنَّك اكتشفت حالاً الفائدة قصيرة الأمد المترتبة على الوضع.

فالعودة إلى التواصل أمر مطلوب إذا كنت ما تزال تنتظر الرد بعد محاولة تحديد موعد اجتماع، أو في حال لم تكن قد تلقيت رداً بعد مقابلة ناجحة، أو إذا كنت أرسلت بريداً إلكترونياً هامَّاً لم يتم الرد عليه.

وهذا لن يساعدك فقط على إظهار مقدار أهمية المشكلة المطروحة بالنسبة إليك؛ بل سيبحث الطرف الآخر عن اتخاذ نوع من الإجراءات لمساعدتك.

ومن الهام أيضاً متابعة العمل مع العملاء أو الزبائن الذين عملت معهم للحفاظ على علاقة إيجابية وضمان سلامة الأعمال المستقبلية؛ إذ لا يمكنك ترك عملائك في وضع صعب بعد أن يدفعوا لقاء منتجك أو خدماتك؛ بل تحتاج إلى تنمية العلاقة معهم، سواء كان ذلك عن طريق البريد الإلكتروني أم مواقع التواصل الاجتماعي، أم من خلال الاتصال معهم هاتفياً؛ إذ سُتظهِر متابعتك مع العملاء أنَّك تتخذ المبادرة، وأنَّك لن تنسحب حتى تتأكَّد من أنَّ عملاءك حقَّقوا النجاح.

6. تعلَّم كيف تتكيَّف:

تتغيَّر الأعمال باستمرار، وقدرتك على التكيُّف مع ظروف غير متوقعة تزيد من قدرتك على أن تكون مبادراً، فعندما تواجه تغيُّراً، احرص على تحليل وفهم أسباب حدوث التغيير، وما هي الآثار المحتملة للتغيير، وكيف يجب أن تتكيَّف لتحافظ على تقدُّمك جيداً.

لكي تكون مبادراً على وجه الخصوص، يجب أن تتعلَّم كيف تجعل الآخرين يعلمون بحدوث التغييرات وتعليمهم كيف يتأقلمون مع الوضع الجديد؛ بمعنى أنَّه يجب عليك إيصال فكرة حدوث التغيير للآخرين وأسبابه والفوائد المترتبة عليه.

وأحياناً يجب أن تتوقَّف قليلاً، وتطَّلع على الأحداث من زاوية أوسع؛ إذ يمكنك تخصيص بعض الوقت لإعادة تقييم عملك واستراتيجيتك وكسب الطاقة التي تحتاج إليها للمضي قدماً، وإذا كنت تحاول معالجة نزاع لم يُحل مع أحد أفراد العائلة أو مع زميل في العمل، فتراجع خطوة إلى الوراء بدلاً من الدخول في جدال عقيم.

انظر إلى الصورة الكبيرة، فمن المحتمل أن تكتشف سوء فهم، وبما أنَّ الطريقة التي تعاملت فيها مع النزاع لم تؤدِّ إلى حل المشكلة، فيجب أن تتخذ إجراءات أخرى لحلها، أو النظر إلى المشكلة من وجهة نظر مختلفة، وإذا تمكَّنت من القيام بذلك، فمن المُرجَّح أنَّك ستدرك الخطأ الذي ارتكبته في هذا الموقف، ومن ثمَّ إصلاحه وَفقاً لذلك.

إقرأ أيضاً: 7 طرق تساعدك على التكيّف مع متغيرات الحياة

في الختام:

من المستبعَد أن تُخطِئ عندما تُخطِّط مسبقاً، فأنت تطوِّر مهارات حل المشكلات، وتتواصل بفاعلية مع فريقك، فعندما تصبح أكثر مُبادَرة، سوف تدرك مقدار تأثيرك في الظروف، وتتحكَّم بحياتك؛ لذا طبِّق هذه العادات الست لتصبح أكثر مُبادَرة في حياتك، وحتى تتمكَّن من جني فوائد الحياة التي تتمنَّاها.

المصدر




مقالات مرتبطة