6 منتورز موجودون دائماً حولك

بدأت حياتي في تنظيم المشاريع عندما كان عمري سبعة عشر عاماً، لم أكن أعي ما الذي أخوضه حقاً؛ ولكن ما كنت أدركه حقيقة أنَّني لم أطق الجلوس في الصف بل كل ما أردت فعله هو جني أموالي الخاصة بينما كل ما كان يقوله والدي هو: "لِمَ تريد البدء في تسلق السلم للوصول إلى القمة بينما تستطيع حمل السلم بنفسك؟" وهو ما جعل الدم يغلي في عروقي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن رجل الأعمال جايسون سالتزمان (Jason Saltzman)؛ وهو المدير التنفيذي لشركة آلي (Alley) ومنتور في شركة تيك ستارز (TechStars) حيث يحدثنا فيه عن تجربته في العثور على المنتورز.

عندما بدأت عملي الأول لم يكن مبهراً كما هو عليه اليوم؛ ذلك لأنَّ مصطلح "الشركات الناشئة" لم يكن مألوفاً حينذاك، وقد تغيرت العديد من الأشياء بشكل جذري على مر السنين مدفوعة بما أحب أن أطلق عليه: "نهضة ريادة الأعمال"، ومن ضمن الأشياء التي تغيرت تصُّور دور المنتور وماهيته.

أَعمَل منتوراً حاليَّاً، حيث أقدم المنتورينغ للعديد من رواد الأعمال الشباب وذلك عبر دوري في منظمات عدة ومنها: "تيكستارز" (Techstars) و"آلي أن واي سي" (AlleyNYC)، لم أعمل منتوراً دائماً بكل تأكيد، ولم يكن لديَّ منتور محدد أثناء صعودي؛ إذاً من هو المنتور بالضبط؟

أعتقد أنَّ هناك بعض المفاهيم الخاطئة عن المنتورينغ، ولذلك آثرت مُشاطرتِكم خبراتي بشأن ذلك من كلا الجانبين. وكما هو الحال غالباً؛ فهذه خلاصة تجربتي ورأيي الشخصي البحت:

1. الناس السيئون في حياتي:

رغم غرابة الأمر إلا أنَّني تعلمت أكبر الدروس من أصعب الناس مراساً في حياتي، فقد أتاحوا لي فرصة تعلم كيف أتعامل مع الأشخاص السيئين وأتغلب على المواقف المُرهقة والأهم من هذا كله ألا أكون شخصاً سيئاً.

وهنا يجب القول أنَّه إذا كان المنتورنغ يستند إلى العبر المستخلصة، فإنَّ الأشخاص السيئين هم أكثر المنتورز فاعليَّةً.

2. مُجتمعي:

علمني مجتمع منظمة "آلي أن واي سي" (AllekNYC) أشياء جديدة كلَّ يوم، مما يعني أنَّ مصطلح "المجتمع" هو إشارة إلى الأعضاء والأشخاص والجمهور الذين نتعامل معهم.

ورغم نظرة البعض إليهم بصفتهم عملاء، إلا أنَّني تعلمت منذ فترة أنَّهم يجعلونك أكثر تمعناً في عملائك؛ حيث عرفت كيف أضع أسساً لبناء الأشياء التي يحتاجونها للمساعدة في إضافة قيمة إلى حياتهم، كما أنَّها مكَّنتني من التركيز على إيجاد أفضل تجربة ممكنة لهم، ولذا أظن أنَّ لهذا المستوى من الوعي والتفكير دور في تصنيع أفضل المنتجات والخدمات، ولهذا السبب أرى أنَّ المجتمع بأكمله الملهم والمعلم والمنتور الأكبر لي.

إقرأ أيضاً: الوعي الذاتي: تعريفه، وأهميته، وطرق تعزيزه وتطويره

3. عائلتي:

وهو أمر جلي نوعاً ما؛ لكنَّني أحب ذكر الأمر كلما سنحت لي الفرصة. لم أكن لأصل إلى أي مكان لولا دعم عائلتي بكل الطرائق التي قد تخطر على البال. لقد كان والدي يروي لي كثيراً من القصص المجنونة التي تتحدث عن مآسي الشركات التي سبق وأن تعامل معها بصفته نائباً لشركة ضخمة، أما والدتي فقد كانت معلمة في روضة أطفال وقد حازت جوائز وغيَّرت مفاهيم التعليم في مجالها. وعلى الرغم من أنَّهما لم يكونا رائدي أعمالٍ محنَّكَين؛ إلا أن المعلومات الموجودة لديهما ساعدتني على اتخاذ قرارات مصيرية كما شجعني دعمهما على تجاوز أصعب الأوقات في حياتي، لقد كانا أوائل المنتورز في حياتي.

4. الرافضون:

لهذا النوع صلة بفئة الناس السيئين، ورغم ذلك فإنَّ الأشخاص الذين يقولون إنَّني لا أستطيع تحقيق شيء يستحقون مستوى معيناً من الاهتمام.

أخبرني أحدهم ذات مرة أنَّه ينبغي عليَّ الحصول على وظيفة وألا أعمل وحدي، لكنَّني أسَّستُ حياة جميلة وكريمة لنفسي بعد مضي عشرين عاماً، ثم أخبرني شخص آخر أنَّه ليس باستطاعتي بناء مساحة عمل مشتركة؛ لذا بنيت واحدة من أكبر مساحات الشركات المشتركة في العالم وذلك في قلب مدينة نيويورك، ويوماً بعد يوم كلما قال لي أحد أنَّني لا أستطيع فعل شيء معين يغمرني الحماس لأثبت خطأهم؛ وأظن أنَّ حب التحدي هذا هو جزء من روح ريادة الأعمال.

5. الفريق:

رغم ذكري كلمات مثل: "بنيتها" أو "شركتي"؛ إلا أنَّني أقول ذلك لأنَّها كلماتٌ سهلة الفهم، فكونك مديراً تنفيذياً يعني أنَّك تتحمل مسؤولية كل شيء سواء كان جيداً أم سيئاً، ولحسن الحظ أنَّ منظمة آلي أن واي سي (AlyelNYC) كانت تتفوق على منافسيها، وكنت أبدو كالبطل؛ ولكنَّ الحقيقة أنَّني كنت في معظم الحالات رسولاً يعمل مع فريق مذهل ومبدع يسعى إلى التطور كل يوم. لقد كان مكاناً مميزاً بحق؛ لأنَّ الفريق موهوب للغاية ولذا فإنَّني أتعلم منهم كل يوم مما يجعلني شخصاً أفضل ويشجعني لأكون مديراً تنفيذياً جيداً لأمثِّلهم بالطريقة الصحيحة.

إقرأ أيضاً: كيف تجد منتوراً وتجعل علاقتك به ناجحة؟

6. الجميع منتورز:

لا وجود لمنتورز مثاليين، ومن غير المحتمل أن يأتي إليك أحد أقاربك الأثرياء ويقدم لك المال دون مقابل. لا شيء مثالي، والمنتورز يظهرون بأشكالٍ مختلفة ويمتلكون مجموعةً متنوعةً من المهارات. الحياة مدرسةٌ يعلمك كل شخصٍ فيها درساً، لذلك توقف وتحدث مع الناس وأنصت إليهم، فالإنصات موهبة وفي رأيي ينبغي ألا تقاطع أيَّ متحدث، فكيف يمكنك الاستماع والتَّعلم وأنت مشغول بمحاولة إثبات وجهة نظرك الخاصة؟

أودّ إهداء هذه المقالة إلى كل الذين تفاعلت معهم؛ إلى عائلتي وفريقي الرائع ومستثمريَّ، وأوجه شكراً خاصاً لكل من قال أنَّني لن أستطيع فعل شيء؛ أحبكم جميعاً.

دائماً ما أقول أنَّني لا أعرف شيئاً؛ لأنَّني أعرف القليل من كل شيء، والسبب يعود إلى اختلاف الناس الذين كانوا في حياتي والوقت الذي قضيته في الاستماع والتعلم منهم، ولذا أقترح أن يعيد الجميع تقييم مصطلح "المنتور" لأنَّه ينطبق على أي شخص قد تقابله، وبالتالي نستطيع التَّعلم أكثر من كل من حولنا؛ فالعالم هو المنتور الخاص بك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة