6 مراحل لتحقيق النجاح

يُعَدُّ الاعتقاد مفهوماً مثيراً للاهتمام، على الرغم من أنَّه يحتمل تعريفين؛ ينص أولهما على أنَّه: "قبول لصحة الكلام أو وجود شيء ما"، أو "الثقة أو الإيمان أو الثقة بشخص أو شيء ما"، إلَّا أنَّه في الحقيقة شعور نوعي يصعب تحديده.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "إيفان تارفير" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن 6 مراحل لتحقيق النجاح.

عند اقتباس بعض المصطلحات الرئيسة في التعريفات المذكورة آنفاً، يمكننا تلخيص المعتقد بما يأتي: القبول والإيمان والثقة بالنفس؛ فعندما تقول إنَّك "تؤمن" بشيء ما، فهذا يعني أنَّك تقبل أنَّه موجود وتثق بأنَّك قادر على الاستمرار في تحديده وتثق بقدرته.

بناءً على إطار إيمانك الكامل بقدراتك على تحقيق النجاح، ستمرُّ في حالة من تطوير الثقة بالنفس التي يمر بها الجميع قبل أن يتمكنوا من تحقيق النجاح؛ إذ قُسِّمَ تطور الاعتقاد إلى ستة تحولات عقلية يُشار إليها باسم "المراحل التي يجب خوضها قبل تحقيق النجاح"، وتذكَّر: لا يمكن أن يكون نجاحك أكبر من قيمتك الذاتية.

وفي هذا الصدد، من الهام للغاية أن تمر عبر هذه التحولات النموذجية الستة؛ إذ تتجاوز قيمتك الذاتية دائماً مستوى نجاحك؛ وبهذه الطريقة ستكون قيمتك الذاتية هي التي تدفعك إلى الأمام بدلاً من أن تعوق تطورك، وبصرف النظر عن هدفك، فأنت ستواجه دائماً مراحل التفكير الست الآتية بالترتيب:

  1. مرحلة الاستحالة: لا يمكنني القيام بذلك.
  2. مرحلة الافتتان: كم أنَّهم رائعون لتمكُّنهم من القيام بذلك.
  3. مرحلة الحلم: سيكون من الرائع أن أتمكَّن من فعل ذلك.
  4. مرحلة الرؤية: يجب أن أحاول فعل ذلك.
  5. مرحلة العزيمة: سأفعل ذلك.
  6. مرحلة الثقة بالنفس: لقد فعلتها ويمكنني أن أفعلها مرة أخرى.

كما هو الحال مع التسلسل الهرمي للاحتياجات، فإنَّه من المحال أن تقطع مرحلة واحدة قبل تجاوز المرحلة التي تسبقها؛ لذلك لتحقيق النجاح الذي تريده، عليك أن تتجاوز كل مرحلة بشكل منهجي:

1. "لا يمكنني القيام بذلك":

مررنا جميعاً بهذه المرحلة "مرحلة الاستحالة"، وتشكل دوماً بداية مؤلمة، فبالنسبة إليَّ عندما تعرَّفت لأول مرة إلى فكرة ريادة الأعمال، بدا الأمر كأنَّه نمط حياة بعيد مع عدم وجود فرصة لي لدخوله، وبدا الأمر كما لو أنَّ رجال الأعمال هم من الملوك التجاريين، وأنَّ عليك أن تولَد في وضعٍ يتيح لك بناء عمل تجاري.

كيف يمكنني حتى أن أصبح رجل أعمال؟ من المستحيل أن أكون على قدم المساواة مع أمثال رجل الأعمال "لاري إليسون" (Larry Ellison)، فقلت في نفسي: إنَّني غير قادر على القيام بذلك، وكانت تلك نظرتي الذهنية التي كانت مرحلتي الحالية.

إقرأ أيضاً: أهمية النجاح في الحياة وأهم الطرق لتحقيقه

2. "كم أنَّهم رائعون لتمكُّنهم من القيام بذلك":

يجب عليك تمالك نفسك قليلاً، وعند وجود دوافع لتحقيق هدف ما، يمكنك التغلُّب على مرحلة "الاستحالة" بسرعة، ومن خلال اعتقادك أنَّه لا يمكن القيام بذلك "هدفك"، ستدرك أنَّ أشخاصاً آخرين قادرين على فعل ذلك.

فعند انتقالك من المرحلة الأولى إلى مرحلة الافتتان، فأنت ما تزال تظن أنَّك قد لا تكون قادراً على القيام بذلك، ولكنَّك تدرك أنَّ الآخرين نجحوا فيه، وقلت في نفسي: "كم كان رجال الأعمال الذين قرأت عنهم رائعين، من أين أتوا بكل تلك المثابرة والدافع لتحقيق هذا المستوى من النجاح؟

مع هذا النمط من التفكير، يمكنك الانتقال إلى المرحلة الثانية؛ إذ تظن أنَّه على الرغم من أنَّك لا تستطيع أن تفعل ذلك، إلَّا أنَّ غيرك يستطيع، وتشعر بمقدار روعة إنجازاتهم، فهذا الانتقال إلى المرحلة الثانية هام للغاية؛ لأنَّك تبدأ بالاعتقاد أنَّ هدفك قابل للتحقيق على الأقل من قِبل البشر إن لم يكن من قِبلك أنت.

3. "سيكون من الرائع أن أتمكَّن من فعل ذلك":

مع اعتقادك بأنَّ تحقيق هدفك ممكن من قِبل شخص ما على الأقل، فأنت بذلك تبدأ بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من الاعتقاد بأنَّه سيكون من الرائع أن أفعل ذلك أنا أيضاً، وأُشير إلى هذه المرحلة على أنَّها مرحلة الحلم؛ لأنَّك تبدأ بالحلم بإمكانية تحقيق هدفك، ولكنَّك ما تزال غير مقتنع تماماً بأنَّه سيتحقق في العالم الحقيقي.

لكنَّك تسمح لنفسك أن تحلم، ففي السابق، كان الحلم بشيء من هذا القبيل يعادل الحلم بامتلاك التنانين؛ إنَّه أمر ممتع، لكن من الواضح أنَّه لن يحصل أبداً، وبالنسبة إليَّ، انتقلتُ إلى هذه المرحلة من خلال السماح لنفسي بالحلم بأسلوب الحياة الذي سأعيشه إن كنتُ رجلَ أعمال، فمن خلال الحلم، تبدأ بإدراك أنَّ الأمر ليس بالصعوبة التي كنت تظنها في البداية.

وأتذكر أنَّني قلت في نفسي: "ليس عليَّ إنشاء شركة "سيلفورس" المقبلة، فكل ما أحتاج إليه هو نمط الحياة التجارية التي من شأنها أن توفِّر لي الوقت للسفر، ومن هذا المنطلق الذي يأتي خلال المرحلة الثالثة أو مرحلة الحلم، تحدِّد هدفك وتجعله هدفاً قابلاً للتحقيق.

4. "يجب أن أحاول فعل ذلك":

عند عبورك مرحلة الحلم وصقل هدفك، تبدأ بإدراك وجوب محاولة تحقيق الهدف؛ وذلك لأنَّك ترى أشخاصاً آخرين يفعلون ذلك، وتبدأ بالتساؤل: لمَ لا أفعل ذلك؟ فتبدأ بتحويلِ حلمك إلى رؤية، وليس من الغريب أن يُشار إلى هذه المرحلة باسم "مرحلة الرؤية".

الحلم هو هدف دون موعد نهائي أو اعتقاد بإمكانية تحقيقه، أما الرؤية فهي حلم مترافق مع خطة، وكلَّما تقدمتَ في هذه المرحلة، يمكنك البدء بصياغة خطة عن كيفية تحقيق هدفك الموضوع حديثاً.

بدأت رؤيتي مع مدونتي، وكنت أعرف أنَّني أريد بناء عمل ناجح، وأردت أن أثبت لنفسي أنَّني قادر على الالتزام في أوقات النجاح والفشل؛ لذلك اشتريت موقع الإنترنت "إيفان تارفر" (evantarver.com) وقررت أن أكتبَ عن الأعمال التجارية وريادة الأعمال.

كان الغرض من المدونة مكوناً من شقين: دمج نفسي في إيقاع العمل، وإثارة فكرة أنَّني قادر على بناء عمل تجاري، وبدأت خطتي بمدونة مع الرغبة في تحقيق النتيجة النهائية المرجوة في الأعمال التجارية الناجحة، وعند تقدُّمنا في هذه المرحلة، يصبح من الواضح أنَّنا نتمتَّع بالإيمان الذاتي.

شاهد بالفيديو: 18 نصيحة سريعة تساعدك على تحقيق النجاح

5. "سأفعل ذلك":

تُعرَف هذه المرحلة باسم "مرحلة الحل"؛ فعندما تنتقل من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الخامسة، تبدأ بوضع خطتك موضع التنفيذ، وستدرك أنَّ المهمة ليست سهلة، وعندها تذكر المراحل الأربع السابقة، واستحالة تحقيق هدفك التي تحولت إلى افتتان به، ومن ثم أصبحت حلماً، لتتحول إلى رؤية، وبعدها إلى خطة، لتدرك أنَّه أمر ممكن واقعياً.

بعد أن تصل إلى هذا الحد في رحلة نجاحك، فإنَّ إيمانك بنفسك يصبح واضحاً، فقد اجتزت مراحلَ من الشك والجمود لتصبح مستعداً للعمل وتحقيق هدفك، فلا شيء ولا حتى عدم الثقة بالنفس سوف يخرجك عن مسارك، فهذه المرحلة مثيرة للاهتمام لأنَّه من الصعب الحصول على دليل ملموس على أنَّك ستحقق هدفك، ولكنَّك تملك هذا الشعور الفطري بأنَّه أمر مفروغ منه.

بعد أن بدأتُ مدونتي، التقيت المؤسس المشارك لشركة ناشئة من خلال كتاباتي، واحترمنا أهداف ورؤية ودوافع بعضنا بعضاً، وقررنا أن نبدأ العمل معاً، ثم وسَّعتُ خطتي لتشمل مشروعنا الجديد، وبعد أن بدأنا، عرفتُ في قرارة نفسي أنَّنا سننجح، لا أعرف لماذا ولكنَّني شعرت بذلك وحسب، وكنت أعرف أنَّ كل ما أملكه من معرفة وكل ما تعلمته حتى هذه اللحظة، إلى جانب تصميمي على تحقيق هدفي المتمثل في ريادة الأعمال، وإضافة خلفية شريكي التجارية ومهاراته، سوف يتوَّج ببعض النجاح المذهل.

إقرأ أيضاً: الفرق بين تفكير الشخص الناجح والشخص الفاشل

6. "لقد فعلت ذلك، ويمكنني أن أفعله مرة أخرى":

تُعَدُّ مرحلة الإيمان بالنفس آخر نقلة نوعية، وبعد دخولها ستبقى فيها لبقية حياتك، ومع أنَّ الاسم يمنحك تلميحاً لما سيحدث، فكلَّما اجتزت مرحلة، ستكسب مزيداً ومزيداً من الثقة بالنفس والوعي الذاتي والإيمان بالنفس، وعندما تصل إلى المرحلة النهائية، ستتمتع بثقة كبيرة بقدراتك؛ إذ توقن أنَّك كلما عملت بجد، سيكون كل شيء ممكناً.

وهذا هو تحقيق هدفك؛ هذا هو تحقيق النجاح.

إن تمكنتَ من بناء شركة واحدة ناجحة كما في حالتي، ستدرك أنَّك قادر على بناء عشر شركات أخرى، وسيتطلَّب الأمر بذل كثيرٍ من الجهد، نعم؛ حتى إنَّك قد تحتاج إلى اتخاذ خطوة إلى الوراء والعودة إلى مرحلة الحلم، لكن مع ثقتك المكتشفة حديثاً، فأنت تعرف أنَّ كل شيء ممكن التحقيق.

عند المضي قدماً في حياتك، من الهام أن تتبع دائماً هذا الإطار المرجعي، وبهذه الطريقة سوف تحافظ ثقتك بنفسك على إيمانك بنفسك؛ الأمر الذي سيدفعك إلى تحقيق أي هدف تريده؛ إذاً يجب عليك معرفة في أيَّة مرحلة أنت من رحلتك، وكيف هي حالتك الذهنية الحالي، وما الذي وجدته مفيداً عند عبورك مراحل النجاح هذه.

المصدر




مقالات مرتبطة