6 طرق تمكنك من تحقيق أحلامك في عام 2021

لقد أصبتُ بحالة من الهزيمة والإحباط قبل ثلاثة عشر عاماً؛ فبعد أقل من عام من مغادرتي منزل والدَي، عدتُ للعيش فيه مجدداً، وكنت أقضي ليالي أيام الجمعة جالساً بمفردي على الأريكة (والتي كنت أنام عليها أيضاً) أشاهد برامج رديئة على التلفاز، وأتناول طعاماً غير صحي.



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدوِّن كريس تابز (Chris Tubbs)، والذي يحدِّثنا فيها عن تجربته في تحقيق أهدافه.

وقبل أن أشعل سيجارةً أخرى، لفت انتباهي إعلان تجاري كان يتحدث فيه رجل ذو شعر رمادي اللون عن قوانين وأسرار تفوق الوصف كفيلة بتحقيق أكبر أحلامي، ولم يكن ذلك مجرد كلام سخيف بالنسبة لي؛ لذا بدأتُ في قراءة الكتب، والاستماع إلى أشرطة تشرح كيف بإمكاني تحقيق رغباتي، ثم بدأت أتخيل أحلامي، وأردد عبارات التشجيع مراراً وتكراراً، وأصفِّي ذهني، وبعدها حدث أمر مذهل حقاً!

لم يتغير أي شيء في حياتي أبداً، لقد شعرت بالطبع أنَّ الأمور تتحسن؛ ففي كل مرة كنت أخبر بها نفسي أنَّني مليونير، كان يغمرني شعور رائع، ولكنَّ حياتي لم تكن تتحسن، وبقيت أهدافي بعيدة كل البعد عني؛ لذا، حاولت تجربة شيء مختلف، وطلبت نصائح من أصدقائي الناجحين.

هم لم يكونوا أثرياء دائماً، ولكنَّهم عاشوا حياةً سعيدةً بشروطهم الخاصة؛ فقد كان أحدهم مستثمراً يساعد رواد الأعمال في البلدان النامية؛ حيث كان يحب إنشاء شركاتٍ ترتقي بالمجتمعات، وأما الأخرى فقد كانت معلمةً تغمرها السعادة عندما يتعلم طلابها أمراً جديداً، كما أجريت مقابلات مع رياضيين ومهندسين وأرباب شركات صغيرة لأستخلص منهم الخطوات الفعالة لتحقيق الأحلام.

لقد طبَّقت نصائحهم في حياتي الشخصية، وجرَّبت الكثير من الأمور كفأر تجارب، وتلقيتُ النتائج بسرعة؛ فقد انتقلت من مرحلة كنت فيها على وشك ترك دراستي إلى التخرج من أحد أفضل برامج ماجستير إدارة الأعمال في العالم، كما أقلعتُ عن التدخين، وشاركت في ماراثون، ثم بعدها في سباق ثلاثي، وجُبْتُ العالم، وانتقلت من حالة الإفلاس التام إلى امتلاك رصيد كبير في البنك في أقل من عام.

قد تبدو هذه النتائج ضئيلةً مقارنةً بنتائجك؛ فإذا كان الأمر كذلك، فهنيئاً لك يا صديقي، امضِ قدماً في عملك، ودعنا نحقق أحلامنا بعيداً عن أي كلام مبتذل باستخدام هذه الخطوات الست للوصول إلى آفاق جديدة:

1. تحديد متى تكون طريقة التفكير مهمة:

ثمة مشكلة واحدة كبيرة في قانون الجذب على الرغم من الضجة التي أحدثها، وهي أنَّ الإيمان بهدفك وحده لا يمكن أن يغير أي شيء في حياتك في ظل العالم الذي نعيش فيه؛ بل يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات ثابتة ومدروسة كي تقلب الأمور لصالحك، ولكن هذا لا يعني أنَّ التفكير بإيجابية ليس أمراً هاماً؛ إذ هل سبق وقابلت امرأةً تواعد نوع الرجال السامين نفسه مراراً وتكراراً؟ أو الرجل الذي يستهجن كل أرباب عمله، وهو نفسه من مديرٌ مقيت؟

كم هو أمر غريب حينما تثبت الظروف وجهة نظرنا عن الحياة؛ سواء جيدةً كانت أم سيئة، لطيفةً كانت أم شريرة!

لا تحقق الأفكار أحلامنا، ولكنَّها تملي علينا أفعالنا التي تحققها بالفعل؛ لذا، تحقق قبل تدوين أهدافك من نفسك: هل تفكِّر الآن بطريقةٍ إيجابية؟

ابدأ كل ما تفعله بتفاؤل؛ فإذا شعرت بالتوتر، توقف لمدة عشر دقائق، ومارِس التأمل، وإذا شعرت بانعدام الثقة، ردِّد بعض العبارات التحفيزية، وتذكَّر إنجازاتك السابقة لفترة من الوقت، ثم عُد إلى أهدافك حينما تكون جاهزاً.

إقرأ أيضاً: كيف تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقق أهدافك؟

2. طرح الأسئلة الهامة:

يوضِّح سايمون سينيك (Simon Sinek)، في كتابه المُدرَج في قائمة أكثر الكتب مبيعاً "ابدأ بالسبب" (Start with  Why)، كيف أنَّ الناس لا يقتنعون بمنتجٍ حتى يفهموا "السبب" الكامن وراءه؛ حيث تشير الشركات إلى هذه الفكرة باسم "بيان المهمة"، وبنفس الطريقة، لن تلتزم بمهمتك الشخصية حتى تؤمن من أعماقك بأهميتها؛ لذا فكِّر في نوع الحياة التي يمكن أن تعيشها إذا حققت أهدافك؛ فكم سيشعرك ذلك بالسعادة؟ وهل سيعمل على تمكين أقرانك؟ إذ نفعل أحياناً أشياء للآخرين لن نفعلها لأنفسنا؛ لذا فكر كيف سيحسِّن نجاحك حياة من حولك.

وأما الآن، فتخيل عواقب عدم تحديد أي أهداف؛ فهل يمكنك تقبُّل الندم الذي قد يتبع ذلك؟ وهل ستخاطر بتضييع الفرص؟ ما الذي ترغب بأن يقوله الناس عنك في غيابك؟ أشعِل الحماس في داخلك لترقى إلى مستوى تطلعاتك؛ فلا نملك سوى حياةٍ واحدة لتحقيق ذلك، لذا استخدم كل هذا كمصدر لتحفيزك.

3. التحلي بالصبر:

لعلَّك سمعت بمبدأ باريتو (Pareto principle)، والذي غالباً ما يطلق عليه اسم قاعدة "80/20"، أنا أعتقد أنَّ 20٪ من النجاح هو تحديد الأهداف بذكاء، و80٪ منها هو تطبيقها على أرض الواقع، لا شيء يمكن أن يفوق العمل الدؤوب الموجه نحو الهدف الصحيح، ولكن ثمة سمة أخرى تضاهيها أهمية، وغالباً ما يتم تجاهلها: وهي الصبر.

"يبالغ معظم الناس في تقدير ما سيفعلونه في غضون عام واحد، ويقللون من شأن ما يمكنهم فعله في غضون عشر سنوات".  بيل جيتس (Bill Gates)

تستغرق الأشياء العظيمة وقتاً لتحقيقها، ولكنَّ معظم الناس يبالغون بالصبر على الأمد القصير، وينفذ صبرهم على الأمد الطويل؛ كما يعملون بوتيرة مريحة يومياً، ولكنَّهم يشتكون، ويبعدون اللوم عن أنفسهم عندما لا يحققون النجاح بين عشية وضحاها؛ فلنأخذ على سبيل المثال الأهداف الشخصية الشائعة كتغيير عملك، أو التخلص من ديونك، أو فقدان الكثير من الوزن؛ سيستغرق معظم الأشخاص عاماً أو عامين لتحقيق هذه الأهداف إذا التزموا بها.

دعنا نلقي نظرةً على هذه السيناريوهات الثلاثة:

  • سيناريو الإخفاق الأول: يتلقى شخص الكثير من المعلومات، ولكنَّه لا يطبِّقها ولا يضعها في موضع التنفيذ (وهو أمر شائع للغاية).
  • سيناريو الإخفاق الثاني: يبدأ شخص مشروعاً جديداً بحماس هائل، لينطفئ كل ذلك الحماس عند مواجهة الصعاب، أو الشعور بالملل.
  • سيناريو النجاح: يحدد شخص الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، ويضع خطةً (دون الإفراط في التفكير)، ثم يعمل على تنفيذ الخطة كل يوم.

يشبه الشخص الناجح السلحفاة أكثر من الأرنب في الحكاية الكلاسيكية؛ فهو كنقار الخشب الذي ينقر الشجرة نفسها آلاف المرات حتى يجد عشاءه.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحفيز قدرتك على تحقيق أهدافك

4. استخدام العادات لتعزيز الدوافع:

كتب المستثمر البارز راي داليو (Ray Dalio) في كتابه "مبادئ للتطبيق في الحياة والعمل" (Principles: Life and Work) أنَّ الأشخاص الناجحين يزدهرون ويحققون أحلامهم من خلال إتقان القيام بأمرين هامَّين:

4. 1. تحديد أهم الأنشطة المتعلقة بالأهداف:

حينما تتعامل مع مشكلة ما، اقضِ بعض الوقت في صياغة استراتيجية لتعمل بها مقدَّماً، اسأل نفسك: كيف سيبدو الأمر إذا كان سهلاً؟ وأي 20٪ من الأنشطة تقدِّم 80٪ من النتائج؟

على سبيل المثال، إذا كنت أبحث عن كيفية إنقاص الوزن، سأجد أنَّ 3500 سعرة حرارية تعادل حوالي نصف كيلو؛ لذا، فيمكنني أن أخسر نصف كيلو أسبوعياً من خلال ممارسة التمارين الرياضية لمدة 10 ساعات تقريباً في الأسبوع، أو من خلال الاستغناء عن المشروبات الغازية والسكرية، ومن الواضح أنَّ النظام الغذائي عامل أساسي هنا.

إنَّ السبب الرئيس لتعرض الناس للفشل عند التنقيب عن المبيعات، أو البحث عن وظيفة هو المسار غير الكافي؛ فهم لا يتواصلون مع عدد كافٍ من العملاء المحتملين أو أرباب العمل لتحقيق النتائج؛ فقد يؤدي التعامل مع العقبات أو متابعة الأمور بشكلٍ أفضل إلى إحداث فارق ضئيل، ولكنَّها ليست العامل الأساسي.

4. 2. تكرار هذه الأنشطة يومياً:

بمجرد تحديد الأنشطة الهامَّة لأهدافك، عليك أن تحوِّلها إلى عادات، والذي يُعدُّ أمراً أساسياً إذا كنت ترغب بتحقيق أحلامك؛ على سبيل المثال، إذا كنت سأكتب روايةً بحلول نهاية العام، يمكنني كتابة 300 كلمة في اليوم؛ والذي يستغرق الكاتب العادي في كتابتها حوالي عشرين دقيقة يومياً، وفي هذه الحالة، سأنشئ جدولاً يومياً، وأخصِّص جزءاً منه لهذا النشاط، والذي أفضِّل أن يكون أول أمر أفعله في الصباح.

لا تنتظر حتى يتشتت انتباهك، أو تتعب؛ بل تعامل مع هذا الوقت وكأنَّه مقدس، ولا تسمح لأي أمر أن يعيقك عن العمل إلا إذا كانت حالةً طارئة.

5. الصمود على المدى البعيد:

كثيراً ما يسألني الناس: كيف أصمد أشهراً وسنوات؟ تكمن فاعلية العادات في أنَّها تقلِّل احتياجنا إلى التحفيز المستمر؛ حيث يصبح هدفك بذلك أسلوب حياة ثابت، ويمكنك أن تحقق ذلك من خلال تحويل الأنشطة المهمة لإحراز النجاح إلى عادات قابلة للتكرار، حيث  يسهل الأمر حينما تحافظ على مستوى عالٍ من التحفيز، والذي يمكنك تحقيقه من خلال مكافأة نفسك لتعزيز هذه العادات، استمتع بتناول فنجان من القهوة اللذيذة بعد الانتهاء من كتابة فصل، أو استمتع بوجبة مفتوحة بعد خسارة بعض الوزن؛ تساعدك هذه الملذات في ربط التقدم في تحقيق الأهداف بالمتعة في عقلك.

كما أنصحك بوضع أهدافك "نصب عينيك"، من خلال وضع صورة لمنزل أحلامك في حمامك، أو وضع نسخة طبق الأصل من سيارة أحلامك على منضدتك بجانب سريرك؛ حيث ستذكرك هذه الأمور بما تسعى لتحقيقه.

6. العمل مع فريق:

إنَّ أكبر خطأ ارتكبته في رحلتي للانتقال من فوضى حياتي إلى النجاح هو محاولة القيام بذلك بمفردي؛ لذا لا تتردد في قبول مساعدة الآخرين في طريقك نحو تحقيق النجاح، فيمكن أن يكون العمل مع شريك المساءلة طريقةً رائعةً لتحفيزك على عدم الاستسلام، انضم إلى النوادي التي يشارك فيها أشخاص يشاركونك الأهداف ذاتها، وتحدَّث إلى أولئك الذين حققوا بالفعل ما ترغب بتحقيقه؛ حيث غالباً ما يقدِّم الخبراء في مجال ما نصائح لا يعرفها إلا من يعمل به، والذي يسرِّع من تقدمك، وحينما ترى شخصاً حقق الهدف الذي ترغب به، ستتعزز ثقتك بنفسك بأنَّك تستطيع تحقيقه أيضاً.

أجرى العلماء بحثاً عن "الخلايا العصبية المرآتية" (mirror neurons) في أدمغتنا، والتي تعكس سلوك الشخص الذي نراقبه؛ فإذا رأينا شخصاً يفعل شيئاً ما، فإنَّ أدمغتنا تعكس ما يفعله، كما لو أنَّنا نرى أنفسنا نفعله أيضاً.

هل سبق لك أن انضممت إلى فصل دراسي أو نادٍ للهوايات، ووجدت أنَّه يمكنك فعل أمر لم تفكر فيه أبداً من قبل؟ ذلك لأنَّنا نميل إلى ترقية أنفسنا لنصل إلى مستوى أقراننا، والأهم من ذلك كله، تذكَّر أنَّك لست مضطراً إلى أن تكون وحيداً في رحلتك نحو النجاح؛ حيث ستكون التجربة أكثر متعةً وإرضاءً حينما تختبرها مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: لا يبنى الحائط بحجرٍ واحد... العمل في جماعة وأهمية فرق العمل

الخلاصة:

عليك أن تبذل جهدك في العمل، وتبدأ في اتخاذ الإجراءات لتحقيق أحلامك، وإلا لن تتعدى كونها مجرد أحلام؛ ابدأ العمل بهذه الاستراتيجيات الست الفعالة لتحقيق حلمك، وتغيير حياتك إلى الأفضل، وأتمنى لك حظاً سعيداً في كل ما تفعله.

المصدر




مقالات مرتبطة