6 استراتيجيات تستطيع اتباعها للحديث مع الطفل عن الصحة النفسية

قد يكون التحدث إلى طفلك عن أيِّ موضوع صعباً بعض الشيء أحياناً، ومع ذلك، فإنَّ النقاش المتعلق بالصحة النفسية تحديداً صعبٌ ودقيقٌ على نحو خاص؛ إذ توجد عدة أسباب لوجوب التعامل بحذر شديد مع هذا الموضوع، لكن إن كنت قلقاً على أطفالك، فمن الهام الحديث عنه، وبذلك يمكنك مساعدتهم على تلقِّي العلاج النفسي المناسب.



تستمر النسبة المئوية للشباب الذين يصابون بأمراض نفسية في الازدياد، والخدمات التي تُقدَّم إلى هؤلاء ما زالت لا تُستثمَر استثماراً صحيحاً.

وجدت دراسة أجرتها مجموعة "مينتال هيلث أميريكا" (Mental Health America) عام 2021، أنَّ عدد الشباب الذين عانوا من نوبة اكتئاب واحدة على الأقل، ممَّن تتراوح أعمارهم بين 12-17 عاماً، ازداد خلال العام المنصرم بمقدار 206 آلاف، وعانى 126,000 منهم من الاكتئاب الشديد الحاد، كما وُجِد أنَّ 59.6% منهم لم يتلقَّوا أيَّ خدمات علاجية نفسية لدعمهم خلال هذه الأوقات الصعبة.

بصفتك والداً، قد تبدو هذه الإحصاءات مربكة، لكن عليك أن تعرف أنَّك لست الوحيد الذي يواجه هذا الموضوع الشائك، ومن الهام البدء بالحوار فيما يتعلق بالصحة النفسية حتى لو شعرت أنَّ طفلك لا يعاني؛ لأنَّه بذلك سيشعر بالارتياح حينما يعلم أنَّه يستطيع طلب المساعدة إن احتاج إليها يوماً.

لمعرفة نقطة البدء عند خوض هذه الحوارات، نعرض فيما يأتي استراتيجيات لدى التحدث عن الصحة النفسية مع أطفالك:

1. اختيار التوقيت المناسب:

لا يوجد معيار واحد لاختيار التوقيت المثالي لإجراء هذه المحادثة، لكن من الهام التأكد من إجرائها على انفراد مع طفلك؛ إذ يمكن إجراؤها في المنزل، أو في أثناء العشاء خارجاً أو خلال نزهة ما، وتجنَّب إجراءها في لحظة خروجهم مسرعين من المنزل أو في حال انشغالهم بشيء آخر؛ وهذا قد يؤدي إلى إجراء الحديث على عجل أو إنهائه أو فهمه بطريقة خاطئة.

2. التأكيد على صدق مشاعرهم:

في حال بدء أطفالك فعلياً بمناقشة صحتهم النفسية معك، فمن الهام التأكيد على صدق أفكارهم ومشاعرهم وتقديرها بدلاً من تجاهلها، فقد لا تستوعب أحياناً أنَّ ضغوطاتهم مشكلة هامة، على خلاف ما يشعرون به هم، وإن شعروا أنَّك لا تصدِّق مشاعرهم أو تقلل من شأنها، فقد يثنيهم ذلك عن مناقشة عواطفهم على العموم.

شاهد: 7 نصائح ذهبية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال

3. التعامل مع المسألة معاملة طبيعية:

يشعر الأطفال والمراهقون في كثير من الأحيان بالوحدة في صراعاتهم؛ لذا من الهام إظهار هذه المشاعر بمظهر المشاعر الطبيعية، وإخبارهم أنَّهم ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بها، بالإضافة إلى ذلك، إن شعر أفراد العائلة بمشاعر متشابهة، فقد يكون ذلك مفيداً لفهم ما يجري وإدراكه.

4. الإنصات الفعَّال:

قد يكون من الصعب أحياناً عدم مقاطعة الكلام، أو توفير تغذية راجعة مباشرة في نفس اللحظة، لكنَّه من الهام استخدام مهارات الإنصات الفعَّال لإعطاء أطفالك المساحة للتعبير عن أنفسهم والشعور أنَّهم يُستمَع لهم.

إقرأ أيضاً: الصدمات النفسية للأطفال: أنواعها، وأعراضها، وكيفية التعامل معها

5. تقديم العون والمساعدة:

دعهم يعرفون أنَّك تقف بجانبهم دائماً إن احتاجوا إلى التحدث عن مشاعرهم، واستفسر منهم عن الطريقة التي يريدونها لمساعدتهم، واعرض عليهم حضور دروس في الصحة النفسية.

6. تجنُّب الإلحاح:

في حال شعر الطفل بالعزلة، أو غضب من طرح الموضوع للنقاش، امنحه حرية الاختيار، وأخبره أنَّك مستعد لسماعه متى أراد ذلك، وفي حال رفضه بقوة حضور الجلسات أو مناقشة صحته النفسية معك، فلا تجبره على ذلك؛ بل أعلِمه بأنَّ هذا الخيار متوفر دائماً إن أراد تجربته.

إقرأ أيضاً: 3 أسباب تؤكد أن الصحة العقلية أمر بالغ الأهمية

في الختام:

قد يكون التحدث عن الصحة النفسية إلى أيِّ أحد أمراً صعباً وغير مريح، لكن من الهام البدء بإجراء هذه المحادثات؛ وذلك لأنَّها قد تفتح باباً أمام محادثات مستمرة، وتقلل خطورة تفاقم الأعراض.

المصدر




مقالات مرتبطة