6 أسباب للصداع المرافق للعطلات

يجد أغلب الأشخاص مشاهدة صور العطلة رحلةً ممتعةً في بحر الذكريات؛ إذ يستذكرون كل الأماكن الرائعة التي زاروها، أمَّا بالنسبة لي فهي أشبه بتذكُّر جميع الأوقات التي عانيت بها من الصداع الشديد المزعج للغاية؛ وذلك لأنَّني أعاني للأسف من الصداع أو آلام الرأس المرافقة للعطلات، والتي تُعَد مشكلةً في جميع الأوقات.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن اختصاصية التغذية والكاتبة "سارة غارون" (Sarah Garone)، وتتحدث فيه عن الصداع النصفي ومسبباته وطرق علاجه وفقاً للخبراء، وكذلك عن تجربتها الشخصية معه.

بالتأكيد، يُوجد كثير من الأشخاص الآخرين الذين يشاركونني في ذلك، ولسوء الحظ، يمكن لآلام الرأس أن تحدث في أيِّ وقت، وليس نادراً أن تجعلك الشقيقة - الصداع في نصف الرأس فقط - تلازم فراشك خلال إجازتك الثمينة المدفوعة الأجر.

لذلك، سنتحدث في هذا المقال عن بعض العوامل المسبِّبة للصداع المرافق للعطلات حسب آراء الخبراء، وما يمكنك فعله كي تمنعها من إفساد عطلتك:

1. صداع الاستلقاء:

لنتخيَّل الآتي: جلستَ لتوِّك على كرسي على الشاطئ تحت مظلتك لتتناول شرابك المفضل، وفجأةً تشعر ببداية صداع نصفي وسط هذا المشهد الهادئ؛ هذا ما يُعرف بصداع الاستلقاء.

"يحدث صداع الاستلقاء عندما تنخفض مستويات التوتر والإجهاد لدى الشخص"؛ هذا تعريف "دينا كوروفيلا" (Deena Kuruvilla) الحائزة على شهادة طبية في الأمراض العصبية، والمتخصصة في أنواع الصداع، ومديرة جمعية "ويستبورت هيديك" (Westport Headache) المتخصصة بطرائق علاج الصداع؛ إذ تضيف: "يخبرني عديد من المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن أو النوبي، أنَّه يمكن التحكم جيداً بمعدَّل حدوث نوبات الصداع لديهم بفضل أدوية الشقيقة الوقائية، إلا أنَّهم يتعرضون لهجمة فجائية بمجرَّد ذهابهم بإجازة".

بناءً على بحثٍ منشورٍ في مجلة "نورولوجي" (Neurology)، لا ينشأ الصداع عند بعض الأشخاص بسبب التوتر، بل عند الراحة والتخلص من التوتر والإجهاد، على الرغم من عدم وجود تفسير لذلك.

تقول الدكتورة "كوروفيلا" في شرح أسبابه: "نحن لا نعرف السبب الدقيق وراء صداع الاستلقاء، لكنَّ إحدى النظريات المقترحة ترجع ذلك إلى التقلب في مستويات هرمونات التوتر داخل أجسادنا"، وتضيف الدكتورة: "ترتفع مستويات هرمونات التوتر في الدم خلال وقت الشدة والإجهاد، ومن ثمَّ تنخفض فجأة حين نشعر بالراحة".

لحسن الحظ، نملك فعلاً بعض الخيارات التي تمنع تحوُّل الاسترخاء الذي نشعر به عكسياً إلى صداع؛ إذ تنصح "المؤسسة الوطنية للشقيقة" (National Migraine Foundation) بتثبيت مستوى التوتر الذي تتعرض له واستقراره من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، والالتزام بالوقت والمواعيد، وقضاء أوقات جميلة ومميَّزة مع شريك حياتك أو صديق لك، وخصوصاً قبل الذهاب بعطلة؛ إذ يمكن لاستراتيجيات التغلب على الإجهاد السابقة وغيرها أن تمنع الارتفاع والانخفاض المفاجئ في مستويات التوتر التي نواجهها والتي قد تحرض لدينا نوبة شقيقة.

إقرأ أيضاً: 5 أطعمة تُسبّب الصداع النصفي للإنسان

2. الضغوطات الصغيرة:

لا يمكننا عد كل جانب من جوانب العطلة نعمة خالية من الإجهاد والتوتر؛ إذ ثمَّة عددٌ لا محدودٌ من الأسباب وراء حاجتك ربَّما إلى عطلةٍ خلال عطلتك، وذلك بدءاً من المتاعب التي قد تواجهك عند توضيب أمتعتك في اللحظة الأخيرة، وصولاً إلى أقربائك المزعجين الذين تنوي زيارتهم؛ الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إصابتك بالصداع.

إذاً، تُعَد تقنيات الرعاية الذاتية للتخلص من الإجهاد أفضل فرصة للوقاية من الإصابة بالصداع؛ فمثلاً يمكننا الاستماع لتمارين التأمل في أثناء قيادة السيارة، أو ممارسة تمرينات التنفس العميق في صالة المطار، أو منح أنفسنا استراحات هادئة وغير مخطط لها خلال الرحلة.

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة لتحافظ على نفسيتك وتتلّخص من التوتر والإجهاد

3. عدم الالتزام بالجدول المحدد للنوم:

لا يستطيع أيٌّ منَّا الخلود إلى النوم بسهولة إن لم يكن في سريره المعتاد، وتقول الدكتورة "كوروفيلا": "يترافق اضطراب النوم مع الصداع النصفي دوماً"، وتضيف كذلك: "يمكن للسفر عبر مناطق زمنية مختلفة التوقيت أن يضلِّل ويربك إيقاع الساعة البيولوجية للشخص، ممَّا يساهم في إصابته باضطرابات النوم ونوبات الشقيقة".

إذاً لنيل قسط كافٍ ومريح من النوم خلال العطلة، عليك التدرب على النوم الصحي من خلال إيقاف استخدام أيِّ نوع من الأجهزة قبل الخلود إلى النوم، فضلاً عن المحافظة على درجة حرارة وإضاءة منخفضتين لغرفة النوم، والالتزام بروتين نومك المعتاد قدر الإمكان.

لا مانع كذلك من امتلاك بعض الميلاتونين ووضعه بجانب مستلزمات النظافة في الحمام؛ إذ تصفه الدكتورة "كوروفيلا" كما الآتي: "الميلاتونين هرمونٌ يساعد على تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للشخص، وقد أظهرت الدراسات المعتمِدة على البحوث أنَّه قد يكون مفيداً للوقاية من الشقيقة".

4. الجفاف:

لا نبالغ حين نتحدث عن الأهمية العظيمة لتناول كميات كبيرة من المياه وترطيب الجسم في الوقاية من آلام الرأس؛ إذ تصرِّح متخصصة التغذية "ماريان والش" (Maryann Walsh) لموقع "هيلث" (Health): "يمكن لخسارة الماء من الجسم حتى بمقدار 1-2% أن تزيد احتمالية الإصابة بالصداع؛ لذلك من الضروري للغاية تناول كميات كافية من الماء والحفاظ على ترطيب الجسم".

ويُعَد السفر جواً والرطوبة المنخفضة في مقصورة الطائرة من أسباب الجفاف الذي يصيبنا خلال العطلة؛ إذ يمكن لتغيُّر البيئات الذي نتعرض له أن يخرجنا عن عاداتنا الصحية المألوفة، وتعلِّق "والش" على ذلك قائلة: "يمكن للخروج عن روتينك اليومي المعتاد أن يقودك إلى عدم تناول الكميات الكافية من المياه التي تحرص على تناولها عادة، وخصوصاً إن كنت تقوم برحلة طريق بسيارتك أو تسافر جواً؛ إذ إنَّك لن ترغب في التوقف لقضاء حاجتك كل ساعة".

إذاً، لتجنب آلام الرأس الناجمة عن الجفاف، علينا الاحتفاظ بزجاجة مياه على الدوام في حقيبة السفر، مع استهلاك كميات كافية من المياه، إلى جانب أيِّ مشروب آخر.

إقرأ أيضاً: 6 خطوات مهمة للتخلص من صُداع الدراسة

5. التغيُّرات في النظام الغذائي:

يمكن لذلك العشاء الذي استمتعت به في مطعم راقٍ أن يجعلك تلجأ إلى الإيبوبروفين - دواء مضاد للالتهاب له خواص مسكِّنة للألم - للتخلص من الصداع في اليوم التالي؛ إذ يمكن للطعام الحاوي على نسبة عالية من مواد كالتيرامين والنترات والسُّلفات والمكوِّنات الصناعية أن يحرِّض آلام الرأس لدى بعض الأشخاص وفقاً لعيادة "كليفلاند" (Cleveland Clinic)، وتشمل المسبِّبات الشائعة للصداع الجبن المُعتَّق، واللحوم المُعالجة أو المُصنَّعة، والأطعمة المُخللة، والمشروبات الكحولية، والتي تُقدَّم جميعها في المطاعم.

في الوقت نفسه، يعرقل السفر خياراتك الغذائية التي ربَّما كنت ستتَّبعها بصورة طبيعية للوقاية من الصداع، وتقول الدكتورة "والش" عن ذلك: "قد يكون لدى بعضنا محرِّضات غذائية للصداع والتي عادة ما نبتعد عنها في حياتنا اليومية، إلا أنَّنا قد لا نستطيع تجنبها إن كنا نتناول طعامنا خارجاً في المطاعم، بما قد يحتويه من مكوِّنات خفية".

لا ننسى تأثير الكافيين؛ إذ تسبب التبدلات في مستويات الكافيين المتناولة الصداع، فإن كنت تستهلك عدة أكواب من القهوة يومياً، ووجدت جوَّ العطلة باعثاً على الهدوء والاسترخاء من دون الحاجة إلى القهوة، فإنَّ ذلك قد يصيبك بالصداع بسبب تغير مستويات الكافيين المعتادة في دمك؛ لذلك عليك محاولة الحفاظ على مستويات كافيين ثابتة في الجسم بدلاً من تغيير عاداتك وقواعدك جذرياً.

إقرأ أيضاً: الصداع العنقودي: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

6. التواجد على عُلوٍّ شاهق:

فيما تشقُّ طريقك صعوداً عبر الطرق المتعرِّجة إلى الجبال، فمن المحتمل أنَّك تبحث عن الهواء النقي والأجواء الباردة، إلا أنَّ تغيُّر الارتفاع قد يكون سبباً مخفياً وراء الصداع.

وفقاً "للمؤسسة الأمريكية للشقيقة" (American Migraine Foundation)، يحدث الصداع المرتبط بالارتفاع غالباً على علوِّ أكثر من 8500 قدماً، ومع ذلك ليس عليك أن تتسلق قمَّة "إيفيريست" (Everest) لتعاني من آلام الرأس؛ فحتى التغيُّرات الأصغر في الارتفاع قد تشعرك بعدم الراحة، وتؤكد "كوروفيلا" ذلك: "أكَّدت الدراسات أنَّ جميع أعراض الشقيقة، وتواتر حدوث الصداع وشدته تزداد سوءاً مع زيادة الارتفاع عن سطح البحر، وإحدى الآليات المُقترحة لذلك هي نقص الأوكسجين الوارد نحو الدماغ بسبب الارتفاع الزائد".

لذلك إن كانت آلام الرأس الناجمة عن زيادة الارتفاع تعترض طريقك نحو القيام برحلة جبلية للاختلاء مع الطبيعة، فعليك بتناول كميات كافية من المياه وأخذ فترات استراحة متكرِّرة فيما تصعد نحو الأعلى، أو اطلُب من طبيبك وصفة طبية مناسبة لحالتك، وفي حال فشل جميع ما سبق، عليك التخلص من كوخك الجبلي والذهاب في رحلة إلى الشاطئ، فليست الجبال صديقك المفضل أبداً.

المصدر




مقالات مرتبطة