6 أسباب تجعل البطاطا مفيدة لك

لدى البطاطا سمعة سيئة، وما كان يوماً ما عنصراً أساسياً رخيصاً في العديد من الأنظمة الغذائية في العديد من البلدان، وُصِف في السنوات الأخيرة بدلاً من ذلك بأنَّه طعام "غير صحي" من الأفضل تجنبه.



إنَّ الإكثار من تناول أي نوع من أنواع الطعام، مثل الكربوهيدرات، ليس صحياً، وتشير بعض الأبحاث إلى أنَّ تناول الكثير من منتجات البطاطا على وجه الخصوص، قد يرتبط بارتفاع ضغط الدم، ولكنَّ الطريقة التي نُعِدُّ بها البطاطا ونستهلكها - مثل قليها - هي التي تسبب آثاراً سلبية، وفي الواقع، تحتوي البطاطا على الكثير من الفيتامينات والعناصر الغذائية الأخرى الهامة للصحة، وفيما يأتي ستة أسباب تجعل البطاطا مفيدة لك:

1. فيتامين سي:

يربط الناس عادة فيتامين سي بالبرتقال والحمضيات، ولكنَّ البطاطا كانت من أهم مصادر فيتامين سي في النظام الغذائي الذي اتبعه البريطانيون خلال معظم القرن العشرين، ووسطياً، توفِّر لنا حبة بطاطا صغيرة - 150 جراماً - حوالي 15% من حاجتنا اليومية لفيتامين سي.

يُعَدُّ فيتامين سي هاماً؛ وذلك لأنَّه يدعم وظيفة المناعة ويحتوي على مضادات الأكسدة، كما أنَّه يؤدي دوراً أساسياً في تكوين النسيج الضام، الذي يساعد مفاصلنا على العمل، ويحافظ على أسناننا؛ وهذا هو سبب ارتباط نقص فيتامين سي؛ أي داء الإسقربوط، بتساقُط الأسنان.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم المعلومات عن فيتامين C

2. فيتامين ب6:

فيتامين ب6 هو عامل مرافق أساسي - جزيء صغير - في الجسم، يساعد أكثر من 100 إنزيم في الجسم على العمل بشكل صحيح؛ وهذا يسمح لها بتحليل البروتينات؛ وهي عملية أساسية لوظيفة الأعصاب، وقد يكون هذا أيضاً سببَ ارتباطِ ب6 بالصحة العقلية الجيدة، وعادة، تحتوي حبة البطاطا الصغيرة على نحو ربع الحاجة اليومية الموصى بها من فيتامين ب6 للبالغين.

3. البوتاسيوم:

إنَّ وجود البوتاسيوم في خلايانا هام لتنظيم الإشارات الكهربائية في العضلات والأعصاب؛ ولذلك إذا ارتفع البوتاسيوم أو انخفض أكثر من اللازم، يمكن أن يمنع قلبنا من العمل، كما تحتوي البطاطا المحمصة والمشوية والمقلية على مستويات أعلى من البوتاسيوم مقارنة بالبطاطا المسلوقة والمهروسة؛ حيث تحتوي البطاطس المشوية على نحو ثلث الحاجة اليومية الموصى بها؛ وذلك لأنَّ مكعبات البطاطس المسلوقة يمكن أن تتسبب في تسرب نحو نصف البوتاسيوم إلى الماء.

ومع ذلك، قد يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض الكلى؛ التي يمكن أن تحدَّ من القدرة على إزالة البوتاسيوم الزائد من الجسم، إلى الحدِّ من عدد حبات البطاطا التي يتناولونها، وإذا قمت بتحميص البطاطا أو قليها، فاحذر من كمية الزيت التي تستخدمها.

إقرأ أيضاً: أملاح البوتاسيوم، وظائفها، مصادرها، وأعراض نقصها

4. الكولين:

الكولين مركب صغير يرتبط بالدهون لصنع الدهون الفوسفورية، وبناء جدران الخلايا، بالإضافة إلى الناقل العصبي "أستيل كولين" - الذي يساعدنا على تقلص العضلات، وتمدد الأوعية الدموية، وإبطاء معدل ضربات القلب - وتحتوي البطاطس على ثاني أعلى مستويات الكولين، بجانب الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم وفول الصويا.

ومن الضروري استهلاك ما يكفي من الكولين؛ وذلك لأنَّه ضروري لصحة الدماغ والأعصاب والعضلات؛ والاختلافات الدقيقة في جيناتنا قد تعني أنَّ قدرة أجسام بعضنا على تصنيع الكولين أقل بشكلٍ طبيعي من قدرة أجسام بعضنا الآخر على تصنيعه.

وتحتوي البطاطا المشوية على نحو 10% من متطلبات الكولين اليومية للفرد، ويُعَدُّ الكولين هاماً بشكل خاص في أثناء الحمل؛ وذلك لأنَّ الجنين الذي ينمو يقوم بصنع الكثير من الخلايا والأعضاء الجديدة.

5. جيدة لمعدتنا:

يسمح طهي البطاطا وتبريدها قبل تناولها بتكوين نشاء مقاوم؛ ويساعد هذا النشاء الصحي أجسامنا بطرائق عدة، ومنها العمل كمواد حيوية - هامة لميكروبيوم الأمعاء الصحي - كما يؤدي تبريد النشويات المطبوخة الخفيفة إلى تفكُّكها.

وفي حين أنَّ هذا يجعل هضمها أصعب، فإنَّه يعني أنَّ البكتيريا الموجودة في القولون تخمرها بعد ذلك؛ وهذا يُنتِج مركبات مشابهة للخل تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة؛ حيث تغذِّي هذه الأحماض الدهنية أمعاءنا وتحافظ على صحتها.

ويمكن للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة أيضاً تغيير عملية التمثيل الغذائي لدينا بطريقة جيدة؛ وهذا يساعد على خفض مستويات الدهون والسكر في الدم، وبالإضافة إلى محتواها العالي من الماء والدسم القليل؛ يخفض سلق البطاطا وطهيها على البخار سعراتها الحرارية، ويثريها بالعناصر الغذائية، ويساعدنا على الشعور بالشبع.

6. خالية من الغلوتين طبيعياً:

البطاطا خالية من الغلوتين بشكل طبيعي؛ لذا فهي خيار رائع للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو الذين يحتاجون إلى تجنُّب الغلوتين.

وينطبق الشيء نفسه على البطاطا الحلوة، التي يُعَدُّ المؤشر الجلايسيمي فيها منخفضاً؛ وهذا يعني أنَّها لا تسبب ارتفاعاً حاداً في نسبة السكر في الدم؛ وهذا بدوره قد يساعد على التحكم بالوزن والشهية، ومع ذلك، فإنَّ البطاطا الحلوة تحتوي على نسبة أعلى قليلاً من السعرات الحرارية والكربوهيدرات مقارنة بالبطاطس العادية، مع أنَّها تحتوي على المزيد من "بيتا كاروتين" وهو أحد أشكال فيتامين أ.

أضف البطاطا إلى طبقك:

قد يختار بعض الأشخاص تجنُّب البطاطا؛ وذلك بسبب مخاوفهم بشأن زيادة الوزن؛ لكنَّ البطاطا المسلوقة سلقاً عاديَّاً لا تحتوي إلا على نحو 130 سعرة حرارية، وهي في الواقع سعرات حرارية أقل من موزة من الحجم نفسه.

من الهام أن تتذكر كيف تحضَّر البطاطا، وما يجب أن تتناوله معها؛ فالسلق والطهي بالبخار - ربما مع التبريد لزيادة النشاء المقاوم - هو أفضل طريقة للحفاظ على انخفاض عدد السعرات الحرارية لكل جرام.

ويزيد الخبز من السعرات الحرارية لكل جرام مع فقدان الماء، كما هو الحال مع الزبدة أو الكريمة، والطريقة الأقل صحية لتناول البطاطا هي البطاطا المقلية أو رقائق البطاطا؛ وذلك لأنَّها تمتص الزيت مثل الإسفنج.

وستحتاج أيضاً إلى تجنُّب البطاطا الخضراء؛ حيث يحدث هذا للبطاطا عندما يتم تخزينها في الضوء وتنتج مادة سامة يمكن أن تهيِّج أمعاءنا، وخلاف ذلك، بالنسبة إلى معظم الناس، يمكن أن يكون إدخال البطاطا كجزء من نظام غذائي صحي ومتنوع أمراً جيداً.

فإلى جانب كونها صحية، تتمتع البطاطا أيضاً بمزايا بيئية؛ فهي تتطلب كمية أقل من الماء مقارنة بالأرز لإنتاجها، وتُنتِج غازاتٍ دفيئة أقل من الأرز والقمح؛ وهو ما قد يكون سبباً جيداً آخر لإدراج البطاطا في نظامك الغذائي.

المصدر




مقالات مرتبطة