التحكم بالعواطف:
يواجه كثيرون منا صعوبة في إدارة عواطفنا، لا سيَّما تلك التي تزعجنا، فنشعر بأنَّها تسيطر علينا؛ لذلك فإنَّ السيطرة على عواطفنا ليست ترفاً، بل ضرورة لتحسين حياتنا.
إليك معادلة بسيطة ولكن عميقة للتحكم في العواطف:
المعنى = العاطفة = الحياة
بعبارة أخرى، يحدد المعنى الذي تمنحه للتجربة شعورك في تلك اللحظة، على سبيل المثال، لنفترض أنَّ شخصاً فتح لك الباب كي تمر مع ابتسامة تعلو وجهه، فهل يعني ذلك أنَّه يحاول استغلالك فتشعر بالغضب؟ أم يعني ببساطة أنَّه راعى مشاعرك، فتشعر بالتقدير؟ حينما تتعلم السيطرة على عواطفك، فإنَّك لا تعيش الحياة كيفما اتفق، بل توجهها بطريقة تحسن حياتك العاطفية.
لكن، قبل أن نتعمق في الموضوع أكثر، علينا أن نحدد كيفية تعاملنا مع مشاعرنا حالياً؛ إذ يتعامل معظم الناس مع العواطف بأربع طرائق: إمَّا يحاولون تجنبها أو التهرب من المشاعر الحقيقية أو مقاومة العواطف أو إنكارها، وهي طرائق فاشلة؛ لأنَّ العواطف تتراكم حتى تنفجر حتماً، أمَّا غيرهم فيجعلون من العواطف منافسة، ويتحدون الآخرين بقولهم: "إذا كنت تظن أنَّ حياتك تعيسة، فحياتي أتعس".
إنَّ أفضل أسلوب للتعامل مع عواطفنا هو فهمها والاستفادة منها لأنَّ تسخير قوة عواطفنا يتيح لنا تحديد مصيرنا.
6 خطوات للسيطرة على العواطف السلبية:
في الحقيقة لا وجود للعواطف السلبية؛ لأنَّ جميع العواطف تحمل هدفاً معيناً، فهي بمنزلة إشارات تقدِّم رسائل ذات قيمة وتدفعنا للتغيير؛ صحيح أنَّ بعض العواطف قاسية، وتمس أعماقنا، لكنَّ إدراك إشاراتها أمر ضروري لتحقيق النمو، فالعواطف ليست "سلبية" بطبيعتها؛ بل هي إشارات هامة ترشدنا نحو النمو والتغيير.
إليك 6 خطوات للسيطرة على عواطفك:
1. تحديد العواطف:
ابدأ بتحديد العاطفة التي تشعر بها بالضبط، مثل الإحباط، أو الحزن، أو ربما مزيج من هذه المشاعر؛ يتيح لك فهم العواطف الجوهرية الكشف عن رسالتها والهدف منها.
2. فهم العواطف وتقديرها:
قدِّر قيمة العواطف التي تشعر بها وافهم معناها، فربما تشير إلى الحاجة إلى العمل أو تغيير وجهة النظر، وإنَّ فهم هذه الرسالة أمر هام جداً.
3. الفضول:
اكتشف ما تود الشعور به عبر طرح أربعة أسئلة رئيسة على نفسك: ما هي العواطف التي ترغب في الإحساس بها؟ وما هي المعتقدات التي تعزز هذه العواطف؟ وما هي السلوكات التي تجسد هذه العواطف؟ وما هي الدروس التي يمكن استخلاصها منها؟
4. الاستفادة من النجاح في السيطرة على هذه العواطف في الماضي:
تذكَّر كيف تغلبت على عواطف مماثلة في الماضي، وتذكر لحظات النصر تلك لتعزيز ثقتك في قدرتك على مواجهة الصعوبات الحالية.
5. الشعور باليقين:
تصوَّر عدة استراتيجيات للتعامل مع العواطف بفاعلية، وتدرَّب على تطبيق هذه الاستراتيجيات كي تتأكد من قدرتك على إدارة الموقف.
6. العمل:
اغتنم اللحظة عبر اتخاذ خطوات بنَّاءة تتوافق مع الاستراتيجيات التي تدربت عليها، ووجِّه العواطف بطريقة سليمة تعزز التغيير الإيجابي.
باتباع هذه الخطوات الست، يمكنك السيطرة على عواطفك، والتغلب على تحديات الحياة بكل مرونة، وتذكر أنَّك قادر دوماً على التحكم بعواطفك، فيبدأ ذلك باتخاذ هذه الخطوات الآن.
فهم الإشارات التي ترسلها العواطف:
تُمثل كل عاطفة إشارة للعمل، فهي طريقة جسدك للتواصل معك، لكن أحياناً يصعب تحديد الرسالة بدقة؛ لذا إليك فيما يأتي دليل لمساعدتك على فهم هذه الإشارات:
رسالتها |
العاطفة |
الحاجة لتغيير وضعك، وفهم ما تريد، والمضي قدماً نحو تحقيق ذلك |
عدم الارتياح |
الاستعداد لمواجهة حدث قادم، وذلك لتجنب النتائج السلبية |
الخوف |
أدى عدم تلبية التوقعات إلى خسارة ملموسة؛ تشير هذه العاطفة إلى فرصة لتحقيق النمو عبر تحسين طريقتك في التواصل في المرة القادمة |
الألم |
تجاوز أحدهم قاعدةً أو معياراً معيناً؛ يجب توضيح هذا المعيار، وإدراك حقيقة أنَّ الآخرين قد لا يشاركونك المعايير ذاتها |
الغضب |
تغيير النهج الذي تتبعه حتى تحقق النتائج المرجوة |
الإحباط |
لم تكن التوقعات واقعية؛ لذا يجب تعديل الأهداف أو التوقعات لتكون أكثر دقة |
خيبة الأمل |
تجاوز المعيار الذي وضعه المرء لنفسه؛ لذا يجب العمل على إصلاح الأمر، والتأكد من عدم حدوثه مجدداً |
الذنب |
تحسين المهارات لتحقيق التقدم في مجال معين، مثل التدرب على المهارات اللازمة له |
عدم الكفاءة |
فعل كثير من الأمور في نفس الوقت؛ لذا يجب تحديد الأولويات وترتيبها وتحقيق التقدم فيها |
الارتباك |
الحاجة إلى علاقة؛ لذا حدد طبيعة هذه العلاقة واسع لبنائها |
الوحدة |
وضعنا على اليمين العواطف الأكثر شيوعاً، وذكرنا رسالتها والهدف منها على اليسار، فإذا لم تجد العاطفة التي حددتها، فاختر العاطفة المشابهة لها، على سبيل المثال: القلق في جوهره هو خوف، تذكر أنَّ الهدف من جميع هذه العواطف أحياناً هو ببساطة تغيير وجهة نظرك للموقف.
في الختام:
للسيطرة على عواطفك واكتساب إحساس عميق بالمعنى العاطفي، عليك تعزيز العواطف الإيجابية التي تود الشعور بها، فيتطلب الأمر التدرب عليها، سواء أكانت تلك العواطف الحب أم الدفء أم الدافع أم الثقة بالنفس، يتحقق ذلك عبر تنمية العواطف الإيجابية، والبناء على النجاحات السابقة، وتهيئة عقلك وجسدك لحياة استثنائية تحياها وفقاً لشروطك الخاصة.
أضف تعليقاً