بوجود استراتيجية مُوثَّقة للعلامة التجارية تتضمن مجموعة من القيَم الأساسية، تكون الشركات في وضع أفضل للتفاعُل مع جمهورها على أساس مُنتظَم وكذلك للاستجابة إلى الأحداث غير المُتوقَّعة عندما تحدث، وعند تطويرها بنزاهة ودمجها في عمليات شركتك؛ تُوفِّر قيَم علامتك التجارية خريطة طريق أساسية للحفاظ على صورتك العامة وسمعة علامتك التجارية.
في هذا المقال سنُلخِّص كل ما تحتاج إلى معرفته حول تطوير قيَم علامتك التجارية ومشاركتها، بالإضافة إلى ذلكَ سوف نُشارِك بعض الأفكار لعرض قيَم علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ما هي قيَم العلامة التجارية؟
قيَم العلامة التجارية هي المعتقدات التي تحكُم الطريقة التي تمارس بها المؤسسة أعمالها، وبالإضافة إلى العديد من العناصر التأسيسية الأخرى "الرسالة، والرؤية، والقصة، والأسلوب، وما إلى ذلك"، تؤدي قيَم العلامات التجارية دوراً رئيساً في إبراز هوية المؤسسة ونظرتها داخلياً وخارجياً.
تُمثِّلُ هذه المبادئ التوجيهية أيضاً مقياساً للمصداقية؛ إذ تساعد القادة على اتِّخاذ قرارات استراتيجية وتتيح للموظفين والعملاء تقييم مدى التزام المنظمة بقيمها المُعلنة، ويؤدي أي حياد عن هذه المعايير إلى كابوس للعلاقات العامة.
ما هي أهمية قيَم العلامة التجارية ومشاركتها؟
تُوجَدُ عدة أسباب لوجود مجموعة قوية من قيَم العلامة التجارية؛ إذ تساعدك قيَم علامتك التجارية على:
- جذب الموظفين المناسبين لثقافة شركتك والاحتفاظ بهم.
- اتِّخاذ قرارات متَّسقة.
- إدماج المستهلكين من ذوي التفكير المشابه.
- إظهار النوايا الحسنة للجمهور.
بالطبع من الهام تعزيز ثقافة قوية، لكنْ ما عدا ذلك يُوجَدُ ارتباط واضح بين قيَمِكَ وأرباحك النهائية.
ما الذي يدفع العملاء إلى اختيار علامة تجارية دون أخرى؟ حسب إحدى الدراسات تتصدَّرُ الثقة والقيَم المتوافقة القائمة بنسبة (40% و36%) على التوالي، ووجدَت دراسة أخرى أنَّ 53% من الناس يشعرون بأنَّهم أكثر ارتباطاً بالعلامات التجارية التي تشارك قيَمها، وهذا الشعور بالرابط ليس عرضياً؛ إذ إنَّه يرتبط بزيادة الإنفاق؛ إذ قال 57% من الأشخاص إنَّهم سيزيدون إنفاقهم على العلامات التجارية التي يشعرون بارتباطهم بها.
الخطوة الأولى لتصبح علامة تجارية قائمة على القيَم هي مشاركة ما تُمثِّله، فلا تترَّدد الشركات القائمة على القيَم في مشاركة معاييرها التأسيسية؛ إذ يُمكِنُ لكلٍّ من الموظفين والجمهور الاطِّلاع عليها. الصراحة والثقة والشعبية هي أساس كل ما تفعله.
إحدى الطرائق الرائعة للحصول على مصدر إلهام لتطوير قيَمك الخاصة هي النظر إلى العلامات التجارية الأخرى.
شاهد بالفيديو: ما هي مراحل عملية التسويق؟
كيفية إيصال قيَم علامتك التجارية للعملاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي:
التواصُل مع جمهورك على وسائل التواصل الاجتماعي أمر لا بدَّ منه للعلامات التجارية الحديثة، وبصرف النظر عن المنصات التي تختار الظهور عليها، فإنَّ الوجود على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مطلوب للحفاظ على أهميتك.
في حين أنَّه من الهام مشاركة أنواع مختلفة من المحتوى لعرض أسلوب علامتك التجارية، احرَصْ على عرض قيَمك بانتظام أيضاً، وإنَّ تجسيد قيَم علامتك التجارية بصدق في المحتوى الذي تشاركه يساعد جمهورك على رؤية أنَّها أكثر من مجرد كلمات على موقعك الإلكتروني؛ إذ إنَّ قيَمك جزء لا يتجزأ من طريقة تفكيرك وتصرفك وتفاعلك. إليك 6 أفكار لترويج قيَم علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي:
1. إضافة قيمك إلى موقعك الإلكتروني:
هذا ليس أسلوباً تقنياً على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنْ من الهام جداً أن تُقرِّرَ إضافة قيَمك إلى موقعك الإلكتروني، وكلَّما زاد وضوح قيمك والأشياء التي تجعل علامتك التجارية علامة مميزة، زاد شعور جمهورك بالارتباط بها، وهذا يؤدي إلى المزيد من المبيعات، ومع أنَّ عرض قيَمك على وسائل التواصل الاجتماعي هام جداً، لكنْ لا تنسَ عرضها على موقعك الإلكتروني أيضاً.
2. مشاركة قصتك:
يحبُّ الناس القصص؛ إذ إنَّها الطريقة التي نفهم بها العالم، والعلامات التجارية التي تجيد سرد قصصها غالباً ما تبني متابعين مُخلِصين أيضاً، ولا تقتصر رواية قصة العلامة التجارية على استعراض الحقائق؛ بل تسلِّط الضوء على الغاية من عملك، وتضفي القصص بُعداً إنسانياً على علامتك التجارية وتجعل فهمها أسهل، كما أنَّها تُمكِّنُكَ من مشاركة قيَمك على أرض الواقع.
3. الشراكة مع المؤثرين:
سواءَ كان المؤثر المثالي هو طفل عبقري أم أحد المشاهير المعروفين، فإنَّ شراكتك مع العلامات التجارية الأخرى أو المبدعين الذين يتبنون القيَم المماثلة قد تضاعف تأثير المحتوى الاجتماعي القائم على القيَم، فزِدْ ظهورك من خلال إيجاد قضية مشتركة وترويجها معهم.
4. الشراكة مع المنظمات غير الربحية:
مثال آخر عن الشراكة هو الشراكة مع المنظمات غير الربحية التي تدعم القضايا المتعلقة بقيمك، ويُفيدُكَ هذا في تجسيد قيَم علامتك التجارية بصدق على وسائل التواصل الاجتماعي. قد تتعاون معهم في مشروع ما أو يشارك كل منكما محتوى الآخر، وفي كلتا الحالتين تضافُر الجهود يفيد الجميع.
5. طلب المساعدة من الموظفين:
عندما تفكِّر في قيَم الشركة لا بدَّ أن تفكِّرَ في الموظفين، ويتَّضِحُ التزام العلامة التجارية بقيمها في الطريقة التي تُعامِل بها أعضاء فريقها، والموظفون هم الذين يطبِّقون قيَمك في العمل كل يوم، فاطلُب منهم مشاركة ما يحبونه في العمل في شركتك وما تعنيه لهم قيمك؛ إذ إنَّ مشاركة الموظفين طريقة مجانية وسهلة لإضفاء الطابع الإنساني على علامتك التجارية مع زيادة ظهورك.
6. مواكبة الأحداث الجارية:
حافِظ على حداثة علامتك التجارية وأهميتها بالتفكير في الأشياء التي تحدُثُ بالفعل في العالَم في الوقت الحالي، فقد أَظهرَت السنوات القليلة الماضية أنَّ المستهلكين يريدون من الشركات الالتزام بمبادئها. ركِّز في الأمور التي تهمك أنت وجمهورك، لكنْ بالطبع تَوَخَّ الحذر.
على الرغم من أنَّ هذه الجهود قد تؤدي إلى الانقسام، إلَّا أنَّها ستساعدك في النهاية على كسب جمهور من المعجبين المُخلِصين الذين يريدون ما تبيعه. اعلَمْ - إذا كنتَ تتحدث إلى الجميع - أنَّك لن تصل إلى أحد، وعندما تتماشى القضايا الحاليَّة مع قيَم علامتك التجارية، كُنْ واضحاً بشأن موقفك منها.
في الختام:
تُعَدُّ قيَم علامتك التجارية مجرد جزء واحد من جهودك عندما يتعلَّق الأمر بضمان فاعلية تواصلك الداخلي والخارجي، والآن بعد أن طوَّرتها فقد حان الوقت لدمجِها في استراتيجية التواصل الأكبر في مؤسستك، وبهذه الخطة يُمكِنُ لفِرَقك التعامل مع أي حدث بسهولة؛ من إطلاق المنتجات إلى أزمات العلاقات العامة.
أضف تعليقاً