لقد أظهرت لنا حملة كيك ستارتر (Kickstarter) التي بدأت بطلب 10 دولارات لصنع سلطة بطاطس، ولكن انتهى بها الأمر بجني أكثر من 55000 دولار، القوة الحقيقية لسرد القصص؛ إذ لم يساهم الناس بدافع الحاجة أو الرغبة في سلطة البطاطس، ولكن ببساطة لأنَّهم تأثروا بالقصة، وأرادوا أن يكونوا جزءاً منها.
قصة أخرى أحدثَت جدلاً أيضاً هي حملة "كوكاكولا أحلى مع" (Share a Coke) التي أطلقتها شركة كوكاكولا (Coca-Cola)، والتي اعتمدت على وضع أسماء على زجاجات المياه الغازية مثل أسماء الأصدقاء والعائلة، ولم يكن الأمر متعلِّقاً بإخبار قصة للجمهور؛ بل بإعطائهم القدرة على سرد قصصهم المبهجة، والتي يمكن للآخرين أن يشعروا معها.
للاستفادة من قوة سرد القصص، يتعين علينا أن نتعرَّف إلى كيفية استخدامها لإنجاح هذه الحملات:
سرد القصص ينجح مع أي شخص:
تُظهِر الاختلافات في هذه الحملات مدى تنوُّع توجُّه التسويق بالمحتوى؛ حيث يمكن استخدام سرد القصص كاستراتيجية تسويق من قِبل الشركات والمؤسسات في جميع المجالات؛ وذلك لأنَّ كل ما يتطلَّبه الأمر هو الخيال والإبداع، وليس المال.
يمكن للكُتَّاب التدوين من خلال منصات معينة كـ "ميديام" (Medium)، ويمكن للعلامات التجارية المرئية المشاركة عبر تطبيق "إنستغرام" (Instagram)، وكذلك يمكن للشركات التي تبتكر شخصيات إنشاء سلسلة صغيرة على موقع "فيمو" (Vimeo) أو "براند ستوريز" (BrandStories) لإثارة اهتمام العملاء المحتمَلين، فإذا كنت تحب المسرح ويسطع نجمك أمام الكاميرا، فيمكنك استخدام برنامج عقد المؤتمرات مثل: "كليك ويبينار" (ClickWebinar) لإعداد تفاعلات رقمية ثنائية الاتجاه عبر الإنترنت ونشرها على الفور عبر منصات التواصل الاجتماعي.
أُنشِئت العديد من الأنشطة التجارية الخاصة لمساعدتك على تطوير قصتك، بما في ذلك شركات مثل: "ذا ستوري أوف تيلينغ" (The Story of Telling) و"براند ستوري أونلاين" (Brand Story Online)، حتى لا تضطر إلى كتابتها بنفسك.
وهناك العديد من الطرائق المختلفة لسرد قصتك، فما عليك سوى اختيار طريقتك المفضلة والبدء.
توضِّح لنا هذه السيناريوهات أيضاً أنَّه يمكن سرد القصة بطرائق مختلفة من قِبل أشخاص مختلفين، فيمكنك أن تروي قصتك الخاصة أو يمكنك بسهولة منح الآخرين الأدوات لسردها نيابة عنك، وأولئك الذين يظهرون من وراء الكواليس أو يتمتعون بوصول حصري إلى أمرٍ ما أو يمرون بتجارب مذهلة، سيسعدون جداً لإخبار الآخرين بتجاربهم؛ حيث يمكن أن تكون قصصهم أكثر قيمة من إعلانك.
لماذا تُعدُّ رواية القصص مقنعة جداً؟
لن يتذكَّر معظم الناس اسم الشخص الذي بدأ حملة كيك ستارتر (Kickstarter)، لكنَّهم سيشيرون إلى "رجل سلطة البطاطس"، وتكمن هنا قوة سرد القصص.
ما يتذكَّره الناس هو القصص، حتى عندما ينسون الأسماء والوجوه، لكنَّهم نادراً ما ينسون القصة وشعورهم تجاهها.
تكاد تكون مثل هذه الروابط العاطفية مستحيلة عند التحدُّث في إطار شروط عمل صارمة؛ ففي كثير من الأحيان، نركز على المنطق والأرقام، معتقدين بأنَّ هذه نقاط لا تقبل الجدل، ولا يمكن تجاهلها، لكنَّنا ننسى ذلك الشعور العاطفي الذي نمتلكه، والذي يوجِّه الكثير من قراراتنا.
يرتبط الناس بالقصص، فهُم يرون أنفسهم في بطل القصة، ويربطون بين الخصم والصراع مع المشكلات وبين حياتهم، وتغمرهم السعادة عندما تحقق الشخصيات الرئيسة أهدافها أخيراً.
ما الذي يجعل القصة تستحق السرد؟
القصة التي تنتشر هي قصة يمكن ربطها ببعضها بعضاً، ويسهل تذكُّرها ومشاركتها، على سبيل المثال: لعلك تتذكَّر جملة "أخي هاك علماً حازه غير خاسر" التي تعلَّمناها في المدرسة لنتذكَّر حروف الإظهار في أحكام التجويد، وهذا ما يدعى بالاستذكار.
يبسِّط ذلك قاعدة قد تبدو معقدة، ويضيف المتعة في أثناء التعلُّم، ويساعدنا على تذكُّر المعلومات بسهولة في الاختبارات ومشاركتها بسعادة مع أصدقائنا، فهذه بعض العناصر الرئيسة التي يجب أن تتضمَّنها قصتك.
كيف تساعد القصص عملك على التقدُّم؟
يجب أن تكون مَهمَّة الشركات التي تستخدم سرد القصص كأداة تسويقية مساعدة العملاء على ربط القصص التي يسردونها بفوائد المنتج؛ حيث إنَّ رواية القصص غير المرتبطة بعلامتك التجارية أو عرضك ستكون ممتعة، لكنَّها لن تقدِّم قيمة أو تبيع منتجك، فأنت تحتاج عند تطوير قصتك إلى تحديد كيف يساعد منتجك عملائك، وما المشكلة التي لا حل لها؟ وما هي الفوائد التي يقدِّمها؟ وما الذي يجعل حلك مختلفاً عن حلول المنافسين؟
ستوجِّهك الإجابات عن هذه الأسئلة نحو إنشاء محتوى مقنع له قيمة تجارية.
أضف تعليقاً