ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "روب ليوناردو" (Rob Leonardo)، ويُقدِّم لنا فيه 6 نصائح للتغلب على الخوف وتحقيق الأهداف.
كنت أقع كثيراً فيما سبق ضحيةً للخوف، فقد كنت أرغب بالقيام بشيء ما، لكن كنت أفتقر إلى الثقة للقيام به، وكنت أرغب بامتلاك الثقة بالنفس، لكن لم أكن أرغب بتحمُّل المخاطر، واستمر ذلك الوضع طويلاً، فأدركت لاحقاً أنَّ هذه الحلقة المفرغة من الخوف جعلت وضعي أسوأ باستمرار، إلى أن قررت أن أتحرر من الخوف، وأن أقوم بما ينبغي عليَّ القيام به؛ أي أن أقوم بخطوة جريئة في كل مرة.
سأوضِّح لكم كيف حققت النجاح في مجالي من خلال استجماع شجاعتي، واتباع نصائح بسيطة قمت بها خلال حياتي، ويمكن للجميع أن يقوم بذلك أيضاً إذا أرادوا تحقيق أهدافهم الشخصية.
إليكم 6 نصائح لتحقيق أهدافك الشخصية:
1. حدِّد هدفك، وسيبدد الإلهام خوفك:
ما هو حلمك؟ وماذا تريد أن تكون؟ وما هو الأثر الذي تريد تركه في العالم؟ لا يُشترط أن يكون الأمر متعلقاً بك فحسب؛ بل ربما يتعلق الأمر بالقيام بأشياء للآخرين، وبمجرد أن تحدد هدفك، بيِّنه لنفسك بوضوح، ودوَّنه، وتحدَّث عنه مع شخص ما، أو قم برسم بعض التفاصيل التي تساعدك على تخيُّل الحلم الذي تريد تحقيقه؛ إذ سيساعدك هذا على التركيز والتغلب على الشعور بالخوف.
شاهد بالفيديو: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟
2. افهم المخاطر التي يجب أن تتحملها:
اسأل نفسك: "ما الذي ينتظرك عندما تقوم بذلك؟ وما الذي ستكسبه؟ وما الذي ستخسره؟ وهل الإيجابيات أكبر من السلبيات أم خلاف ذلك؟"، فاحسب المخاطر التي ستواجهها من خلال فهم الإيجابيات والسلبيات، ودوِّنها وقارن بينها، وفكِّر في الأمر واتخذ القرار دون تردد بالاستعانة بخبراتك ونصائح الأشخاص الذين تثق بهم، فلا يوجد شيء مضمون تماماً، فهناك دائماً جوانب لا تمتلك عنها معلومات كاملة؛ لذلك قرر وابدأ العمل ولا تلتفت إلى الخلف.
3. ابحث عن قدوة:
لا بدَّ أنَّك تعرف في حياتك - سواء كنت مدركاً لذلك أم لا - أشخاصاً يُعَدُّون قدواتٍ رائعة في تحقيق النجاح، ففكِّر في الشخص الذي يلهمك للقيام بالعمل الذي تحلم به، فبمن تقتدي عندما يتعلق الأمر بامتلاك مهارات التعامل مع الآخرين؟ ومن هو الشخص الذي تراه قدوةً مثل أب، أو قائد، أو مدير في العمل؟
ابحث بجد عن أشخاص يمكنك محاكاة نجاحهم، سواء كانوا أشخاصاً مشهورين، أم والديك، أم أفراد آخرين في أسرتك، أم زملاء العمل، أم حتى شخصيات من التلفاز، فهؤلاء هم الأشخاص الذين يعرفون طريق النجاح، وما عليك سوى أن تتَّبعهم وتتعلَّم من أخطائهم.
4. حقِّق النجاح تدريجياً من خلال اتباع إجراءات بسيطة والمثابرة عليها:
هل تشعر بالارتباك بسبب كثرة المهام التي تتعامل معها؟ وكيف تتصرف في هذه الحالة؟ وهل تعرف الخطوات التي يجب القيام بها من أجل إنجاز مهمة كبيرة؟
ما يجب أن تقوم به هو أن تنظر إلى الأجزاء الصغيرة التي تتكون منها المهام الكبيرة، ومن ثمَّ تتفحص التفاصيل وتحدد طريقة تنفيذها، فعندها يجب أن تقوم بها بعناية وصبر ومثابرة، وعندما تواجه الصعوبات، ثابر وواجه العوائق، فلا تُكتسب الإرادة القوية مباشرةً؛ بل تُكتسب تدريجياً من خلال الانضباط والإيثار.
5. كن موجوداً في المكان والزمان المناسبَين وحافظ على ثقتك بنفسك:
برأيك، بمن يفكر المدير في الشركة عندما يريد منح ترقية؟ وعندما يريد الزبون شراء منتج، فمع أي موظف مبيعات يتواصل؟ وعندما يكون هناك مهمة كبيرة ذات امتيازات رائعة، فمن هو الموظف الذي سيكلفه مجلس الإدارة بها؟ ما يحدث في جميع هذه الحالات، هو أنَّ الشخص الذي ينال الفرصة، هو من يظن الآخرون أنَّه يستحقها، وليس بالضرورة من يستحقها، وعلى الرغم من أنَّ هذين الأمرين مختلفان، لكن بإمكانك أن تقوم بهما كليهما.
اجعل الآخرين يلاحظونك من خلال التعبير عن رأيك وإجراء مداخلات في اجتماعات العمل، وقم بمبادرات ذات علاقة بفريق العمل، واندمج مع الآخرين حتى تصبح معروفاً لدى أصحاب القرار؛ إذ إنَّ قدرتك على الحضور في بيئة العمل لها دور كبير في تحسين مسيرتك المهنية، فيجب أن يلاحظك الآخرون حتى تتمكن من الحصول على الدعم، ليس فقط من المحيط القريب المؤثِّر؛ بل من صانعي القرار الذين يقررون من يجب أن يحصل على المكافآت، وباختصار، تعني مهارة الحضور القدرة على إظهار الثقة.
6. وازن بين العمل وقضاء الوقت مع أحبائك:
لن تستفيد شيئاً من مسيرة مهنية ناجحة إذا لم يكن لديك الوقت لتقضيه مع أحبائك، ولن تستفيد شيئاً من تحقيق أهدافك إذا لم تتمتع بالسلام الداخلي، كما أنَّك لن تستفيد شيئاً من الثروة إذا لم تكن سعيداً.
وازن بين أولوياتك فيما يخص العمل والعائلة، واعمل بجد، لكن خصص وقتاً ثميناً لتقضيه مع أحبائك، فيجب أن يكون هناك وقت للعمل، ووقت للعائلة، ووقت للعلاقات، ووقت للأصدقاء، وتعلَّم متى يجب أن تتوقف عن العمل، ومتى يجب أن تتوقف عن الاسترخاء وتبدأ العمل؛ إذ يتطلب الأمر ثقة بالنفس وبراعة للوفاء بالتزامات العمل والحياة الشخصية.
في الختام:
يولَد الجميع ولديهم نفس المزايا، لكن ما تحتاجه هو الإرادة في كل خطوة من الخطوات؛ لذا يجب أن تتحلى بكثير من الجرأة حتى تحقق حلمك، على الرغم من الصعوبات؛ إذ يتطلب الأمر الشجاعة حتى تدافع عن خياراتك، وتكون شخصاً رائعاً مع الجميع، والأهم من ذلك أن توازن بشكل جيد بين الوقت الخاص بالعمل، والوقت الخاص بالأشخاص الذين تهتم لأمرهم في حياتك.
كنتُ أحد هؤلاء الأشخاص الذين يمنعهم الخوف من القيام بأي شيء، ولكنَّني قررت أن أنهض وأثق بنفسي، وما تعلمته أنَّ حفاظك على جرأتك يجعلك أكثر جرأةً؛ أي إنَّك تزداد شجاعةً في كل مرة تحاول فيها أن تحقق ما تطمح إليه، لذلك فإنَّ نصيحتي لكل من يسأل عن كيفية التغلب على الخوف، واكتساب الثقة في أي نشاط ومن أجل أي هدف، أن يتخذ خطوات جريئة بسيطة، وسيحقق طموحه.
أضف تعليقاً