5 نصائح للتأني في خضم الحياة السريعة الصاخبة

هل تشعر أنَّك غير قادر على مواكبة الحياة السريعة؟ سيبدو العثور على لحظاتٍ للتوقُّف خلال هذا التغير السريع أمراً مستحيلاً، ولن تستطيع مجاراة الحياة بسرعتها الهائلة، فإمَّا أن تتحطم أو تكون قد استنفدت طاقتك في نهاية المطاف؛ إذ لا يظهر التأنِّي في ممارسة الحياة كعنصر رفاهية؛ وإنَّما هو ضرورة لتحمي نفسك من الخروج عن السيطرة.



إذا كنتَ تشعر بضيقٍ في التنفس جرَّاء ضغط العمل ومصاعب الحياة التي تواجهها، فلنراجع الموقف ونحلل الوضع.

استخدِم هذه النصائح لإعادة تقييم المسار الحالي في محاولة لإبطاء الأمور واستعادة السيطرة، دعونا نتحرك ببطء ولكن بثبات:

1. اترك أوقات فراغ في جدول أعمالك:

هل تشعر بالإرهاق؟ ألقِ نظرة على جدول أعمالك وحدِّد مدى انشغالك؛ إذ في الأيام القليلة القادمة قد يكون من المُجدي ترك بعض أوقات الفراغ؛ وذلك حتى تتمكن من السير بوتيرة أبطأ وتحديد اتِّجاه مسيرك.

قد نشغل أنفسنا كثيراً لإثبات جدارتنا قدر الإمكان، فنُحمِّل أنفسنا فوق طاقتها ونحرق بذلك أعصابنا، ويُعَدُّ مفتاح الصحة النفسية الجيدة هو إثبات كفاءتك وإنتاجيتك ضمن حدود إمكاناتك؛ إذ لا شيء يستحق الدخول في نوبة قلق واكتئاب لإنهاء بضع مهام إضافية في يومٍ واحد.

إذا كانت لديك مشكلة في ملء كل مساحةٍ فارغة في جدول أعمالك، فخطِّط لبعض النشاطات الهادِئة والترفيهية في تلك الأوقات، على سبيل المثال: خصِّص وقتاً للذهاب في نزهة واتَّصل بوالدتك أو احصل على وجبةٍ خفيفة؛ وهكذا لن تضيع منك الساعات بشكلٍ غير منتظم، وستتمكن من الاستمرار بوتيرة أكثر منهجية طوال يومك.

2. خصص وقتاً للاعتناء بنفسك:

إليك طريقةً أخرى لملء أوقات الفراغ في جدول الأعمال؛ وهي تخصيص بعض الوقت للاعتناء بنفسك؛ إذ ليس من المفترض تكريس كل ساعةٍ في جدول الأعمال للعمل، ويمكنك إبطاء وتيرة الحياة السريعة بإضافة بعض الوقت للاعتناء الذاتي بدلاً من ذلك.

لا يؤثر وقت الاعتناء الذاتي في الإنتاجية اليومية؛ بل يزيد إنتاجيتك، كما يساعدك الاعتناء بذاتك على الاستعداد إلى الأيام اللاحقة، على سبيل المثال: سيعمل تخصيص وقتٍ للاستحمام ليلاً على صرف انتباهك عن ضغوط العمل حتى آخر الليل؛ إذ يُعَدُّ النوم الجيد ليلاً أمراً ضرورياً لاستمرار الإنتاجية لفتراتٍ طويلة.

كما أنَّ كسر روتين العمل والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، هما نصيحتان هامتان لأرباب الأعمال والعمَّال عن بعد؛ إذ إنَّ العمل في وظيفة عن بعد يُسهِّل تداخل العمل مع الحياة المنزلية؛ ولهذا تبرز ضرورة تخصيص نشاطات للتركيز في النفس والاعتناء بها، والذي يساعدك على الانفصال عن العمل والاستمتاع بالجوانب الأخرى من الحياة.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة للاعتناء بالنفس

3. ركِّز في اللياقة الجسدية:

تزيد احتمالية إهمال العناية باللياقة البدنية مع تسارع وتيرة الحياة؛ إذ إنَّ إحدى الطرائق المجدية لإبطاء وتيرتها هي التركيز بشكلٍ أكبر في صحة الجسم، وبهذا تجبر نفسك على التروِّي وإبطاء وتيرة الحياة، وأَضِف إلى ذلك دور التمرينات الرياضية والطعام بشكلٍ جيد في تقليل التوتر وضمان صحة جسمك على الأمد البعيد.

قف برهةً للتأكُّد من صحتك البدنية عن كثب، هل ينحني ظهرك وترتفع رقبتك بزاوية غير صحية إثر العمل الطويل؟ تأخذك مشاغل العمل وتنسى الاهتمام بالصحة البدنية - السيئة - والتي ستصحبك إلى المنزل بآلامٍ حادة تؤرق ليلك.

تعمل "تمرينات التنفس" كوسيلة رائعة للتوقف لبرهةٍ والعناية بالعقل والجسم. أغلق عينيك وخذ نفساً بطيئاً، ومن ثم تنفَّس بتأنٍّ؛ وبهذا ستمسح التوتر عن عقلك، وتبطِئ دقات قلبك المتسارعة، وتعيد كل شيءٍ إلى نصابه الصحيح؛ حيث ستُحدِث هذه الدقائق المعدودة من العناية بالصحة البدنية فارقاً وستغير مسار يومٍ كامل.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتَزيد من لياقتك البدنيّة

4. توقَّف عن تعدد المهام:

عندما تمتلئ قائمة المهام بالواجبات، فمن السهل أن تميل إلى ممارسة مهام عدَّة في وقتٍ واحد؛ إذ قد تتوهم أنَّك تحرز تقدماً، ولكنَّك في الحقيقة تضع حِملاً ثقيلاً غير ضروري على كاهلك، وستُغرِق عقلك ووقتك بضعف كمية النشاطات، والتي ستجعل حياتك تمضي بسرعة وبثقلٍ أكبر.

ليس ذلك فحسب؛ إذ تثبت طريقة تعدد المهام فشلها في إنجاز العمل بكفاءة؛ وذلك لأنَّك قد لا تنجز عملك بالسرعة المطلوبة، كما أنَّك ستضحي بجودة العمل بسبب تشتت انتباهك في أداء مهام عدَّة في آنٍ واحد، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ النظر إلى كمية الأخطاء المُرتَكبة سيُضاعف توترك عما كان سابقاً.

ابذل قصارى جهدك للتركيز في مهمةٍ واحدة في وقتٍ واحد؛ إذ يمكنك استعمال تحليلات التقويم لتتبع المدة التي تستغرقها لإكمال مهمة واحدة في كل مرة لمعرفة الفارق في توقيت الإنجاز، ومن ثم أَضِف إلى ذلك تقييم الجودة والراحة النفسية في العمل، وسترى بنفسك أنَّ تعدد المهام يزيد الوضع سوءاً.

5. خذ قسطاً من الراحة:

إحدى أسباب عدم الشعور بمضي الوقت وسرعة الحياة هو العمل المتواصل وعدم أخذ استراحاتٍ قصيرة؛ إذ لا يُعَدُّ أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة في العمل ذنباً عليك تجنبه؛ وإنَّما هو حقك الطبيعي وضرورة ملحة خلال أوقاتٍ مثل هذه، بالإضافة إلى ذلك، فهو يمنحك فرصةً لإعادة تنظيم عقلك قبل إنهاء نوبة العمل الطويلة.

إذا وجدت صعوبةً في تحديد وقت الاستراحات، فجدوِلها في التقويم، كما يمكنك تطبيق تقنية "بومودورو" لأخذ استراحاتٍ قصيرة لمدة خمس دقائق بعد مدة معينة من العمل طوال اليوم، مع الحفاظ على الإنتاجية العالية.

كما يجب عليك الاستفادة من فترة ما بعد الظهر وعطلات نهاية الأسبوع لأخذ فترات الراحة من العمل؛ إذ يمثل إكمال العمل بعد العودة إلى المنزل أكثر العوامل إجهاداً، والتي ستؤثر سلباً في العديد من مجالات حياتك، فابذل قصارى جهدك لتخصيص وقتٍ للعائلة والهوايات، وتخصيص بضع دقائق للاسترخاء بمكانٍ مريح - على الأريكة المريحة - قبل أن تغط في النوم بعد يومٍ مرهق.

لن تتوقف الحياة عن السير قدماً، ولكن يمكنك أن تتعلم السيطرة على وتيرة أحداثِها المتسارعة، فكلما نظمت وقتك وجهدك بطريقة أفضل، كنت أقدر على مواجهة الإجهاد مع الحفاظ على الإنتاجية العالية.

المصدر




مقالات مرتبطة