5 نصائح لتذكُّر الأسماء

لِنَكن صريحين، مَن مِنَّا لَم ينسَ أسماءً في مرحلةٍ ما في حياته؟ قد يكونُ الأمرُ مُحرِجاً في بعضِ الأحيان، فعلى سبيل المِثال قد تكون في اجتماع في عملك، وتقوم بتقديم الأشخاص وفجأةً يغيبُ عن ذهنكَ اسم الشخص الذي يجلسُ أمامك؛ أو في أثناء التقدُّم لوظيفةِ أحلامك التي لطالما أردتها، تستمرُّ في مناداة مدير التوظيف باسم غير اسمه؛ إذ سيكون موقفاً غريباً جداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن أنتونيو روتوندو (Antonio Rotondo)، ويُحدِّثنا فيها عن 5 نصائح لتذكُّر الأسماء بصورة أفضل.

تَذكُّرُ الأسماء هو بمنزلةِ نوعٍ من الفنون لا يتقنه معظمنا، ومع التقدم في السن، يصبح الأمر أكثر صعوبةً؛ فبالنسبة إلى معظمنا، تَعَلُّم أسماءٍ جديدةٍ وتذكُّرها هو محاولة ممارسة "فن طي الورق" دون أي تعليمات، ويدك ملفوفةٌ بجبيرة.

لماذا يصعب تذكُّر الأسماء؟ وما الذي يمكن أن يساعد على حفظها؟

أرى من خبرتي المباشرة صعوبةً في تذكر المعلومات بين المرضى الذين يأتون إليَّ لإجراء فحصٍ عصبي نفسي لقدرات التذكر اللفظيَّة منها وغير اللفظيَّة (من بين قدرات عصبية أخرى نقوم باختبارها)، ومن الممكن أن أقرأ قائمةً من الكلمات وأدعو المريض ليعيد الكلمات على مسمعي؛ كما من الممكن أن أقوم بهذا الاختبار مرَّاتٍ عدَّة لأرى كيفَ يحتفظ المريض بالمعلومات، أو من الممكن أن أقرأ قصةً ما مرتين للمريض وأطلب منه أن يعيد قَصَّها عليَّ بترتيب الأحداث نفسها التي وقعت بها القصَّة.

خلال هذه التمرينات، يَتَّضِحُ سريعاً أنَّ التذكر الجيِّد يعتمد على عوامل عديدة:

الانتباه:

فإن لم تكن قادراً على تركيز اهتمامك على المعلومات التي تُقرَأ - ربَّما بسبب إصابتك بمرض اضطراب نقص الانتباه أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ولم تُعالج بعد، أو أنَّك شربت كثيراً من القهوة في ذلك الصباح ولا تستطيع التوقف عن التململ - ستواجه صعوبة في فهم البيانات الجديدة التي تتلقَّاها.

قدرات المعالجة السمعية:

عليك أن تكون قادراً على سماع القصة ومعالجتها أو قائمة الكلمات التي تُقرَأ لك، فإن لم تستطع ذلك، فسينقص ذلك من قدرتك على ترميز المعلومات.

إقرأ أيضاً: 8 خطوات فعّالة لتقوية عمل الذاكرة والعقل

الدلائل السياقية:

إذ يمكن أن تكون مفيدة، لا سيما بالنسبة إلى أولئك الذين يمكنهم تخزين معلومات جديدة، لكن يعانون صعوبة في استرجاعها؛ فمثلاً إن كنت أروي قصةً عن رجل إطفاء والمريض لا يستطيع أن يتذكر عمَّن كانت القصة، فأعطيه دليلاً معيَّناً كأن أقول: "قد نشب حريق ثم أخمده أحدهم"؛ فالدليل السياقي هذا حفَّز ذاكرته.

شاهد بالفيديو: 7 نشاطات عليك أن تُمارسها لتتمتع بذاكرة خارقة

5 نصائح لتذكُّر الأسماء، من خبيرٍ في علم النفس العصبي:

  1. كَرِّر الاسم حين تسمعه لأوَّل مرَّة، فلنفترض أنَّك في حفلة وتتعرف إلى شخصٍ ما، كرِّر اسمه بوعي وبصوتٍ عالٍ حالما تسمعهُ، ومع التكرار السمعي المعرفي، سيزيد احتمال تخزين اسم الشخص في ذاكرتك، فمثلاً، يمكنك أن تعيد قول الاسم مرَّتين على الشخص الذي تعرفت إليه: "مرحباً، أحمد! سُعِدتُ بلقائك، يا أحمد!" فتركيز اهتمامك على هذا التعزيز اللفظي يمكن أن يساعدك على تخزين اسم "أحمد" في دماغك.
  2. لاحظ أي صفات شكلية مميَّزة يتَّصِفُ بها الشخص الذي تعرفت إليه للتَّو (ومن ثَمَّ يمكنك ربطها باسمه)، لنعد إلى مثال "أحمد" في الحفلة؛ إذ سنبلي بلاء حسناً إن لاحظنا في تلك اللحظة أنَّه من السهل نسيان اسمه لأنَّه شائعٌ جدَّاً، وعلى النقيض من ذلك، لو كان اسمه "الفرزدق"، لرُبَّما كان احتمال حفظه أكبر لأنَّه اسمٌ مميَّزٌ جدَّاً. لكن بأيِّ حال، إن لاحظنا أنَّ أحمد يرتدي نظارةً وربطةَ عنقٍ حمراء في ذات الوقت والمكان، سيحسِّن هذا الترابط من احتمال تَذكُّر اسمه في المستقبل.
  3. جرِّب ربطها بدلائل معرفية أو عاطفية، ولربَّما تكون الصفات الشكليَّة لأحمد ليست مميَّزة بحد ذاتها، فمن الممكن ألا يكون مرتدياً شيئاً بارزاً يسهل تذكُّره، ويمكن ألَّا تكون لديه صفاتٌ شكلية مميزة ظاهرة بوضوح، لكن ربما يكون أحمد كثير الابتسام في أثناء حديثكما، وفي هذه الحالة، يمكنك أن تضع في ذهنك أنَّ أحمد شابٌّ سعيد، وكثيرُ الابتسام، فهذا الدليل العاطفي يمكن أن يساعدك لاحقاً على استرجاع اسم أحمد في ظرفٍ مختلف.
  4. استخدم وسائل تقوية الذاكرة؛ فوسيلة تقوية الذاكرة ما هي إلَّا نوع مختلف من الدلائل المعرفيَّة لتذكُّر الأسماء، لكن في بعض الأحيان، يساعد استخدام الجناس والقافية على ترسيخ الاسم الذي تعلَّمته في دماغك ترسيخاً أفضل؛ فلربَّما تعرفت على فتاة تدعى "لُبنى" أتت من لبنان؛ فالترابط التجانسي يكون "لبنى من لبنان"، أو لنقل إنَّك قابلت شخصاً يُدعى "مروان" في حفلةٍ كانت تُقامُ في حديقةٍ فيها نبات الريحان، فيمكنك استخدام القافية لتذكر اسمه "مروان ريحان".
  5. احصل على قسطٍ كافٍ من النَّوم ومارس التمرينات؛ فالنَّوم والتمرين الكافيان أمران أساسيان لصحة الذاكرة العاملة والدماغ، ومع التَقَدُّم في السن، تصبح عوامل أسلوب الحياة الصحي أكثر أهميَّة؛ فإنَّها تساعد على الحماية من التفكير الضبابي، ممَّا يجعل تعلُّم الأسماء وتخزينها أكثر سهولة.
إقرأ أيضاً: ست خطوات ذهبية تساعد على تقوية الذاكرة

في الختام:

تَذكُّر الأسماء يمكن أن يكون صعباً لمعظمنا؛ لكنَّهُ أيضاً براعة ومهارة يمكن تَعَلُّمها، فمع القليل من التدريب وتطبيق التعليمات المذكورة أعلاه، ستصبح أفضل في تذكُّر الأسماء، مما سيؤثر إيجاباً في دماغك، وربَّما حياتك العمليَّة والاجتماعيَّة أيضاً.




مقالات مرتبطة