5 نصائح لتحافظ على هدوئك في العمل

العمل مرهق أحياناً، خاصة إذا كنت تشغُل منصباً إدارياً أو تعمل في مجال يتطلَّبُ منك بذل جهد كبير، فلا أحد في تلك الظروف يريد أن يفقد السيطرة على أعصابه وتتأذى سمعته أو سمعة شركته أو يخسر وظيفته أو يضُر علاقاته؛ لذلك يجب أن تتخذ الاحتياطات اللازمة لتحافظ على هدوئك دائماً، حتى لو لم تكن تعاني من مشكلات في إدارة الغضب؛ ولهذه الغاية ستساعدك النصائح التالية على التحكُّم بمشاعرك؛ كي لا تضع عملك أو سمعتك أو قيمتك الذاتية في خطر:



1. اترُك وقتَ فراغٍ بين التزاماتك:

يبدأ الحفاظ على هدوئك في العمل بتنظيمك لمواعيدك، فالمستويات العالية من التوتر؛ هي التي ستكون سبب مشكلاتك، لكنَّ هناك إجراءات بسيطة كفيلة بحمايتك من فقدان السيطرة على أعصابك، ووقت الفراغ الفاصل بين الالتزامات هو أهمها.

عوضاً عن تحديد المواعيد والاجتماعات؛ بحيث تتلو الواحدة الأخرى مباشرة، اتْرك فترات من الفراغ بين التزاماتك، وستتجلى فائدة هذا الوقت حين يستغرق اجتماعٌ وقتاً أطول من المخصص له أو تسبب ظروف غير متوقعة تغييرات على جدول أعمالك، إضافة إلى ذلك، سيحول امتلاك هذا الوقت الإضافي دون شعورك بالقلق بين الاجتماعات بما أنَّك تعرف أنَّ جدولك مرن ويسمح لك الانتقال بينها دون عجلة.

وإذا كان يومك سلساً ولم تحتج إلى استخدام وقتك الإضافي، يمكنك التخطيط لنشاطات احتياطية لملئه، على سبيل المثال، يمكنك الاستفادة من بضع دقائق من الفراغ، لمراجعة ملاحظات الاجتماع التالي، أو الرد على بريد إلكتروني، وبهذا لا يضيع وقتك سدى مهما حصل.

2. مارِس التأمُّل والتنفس بعمق:

أفضل شيء يمكنك فعله إذا شعرت أنَّ المشاعر السلبية تتملكك، هو أن تتوقف عما تفعله وتأخذ نفساً عميقاً؛ حيث تساعدك الأنفاس العميقة والبطيئة على التفكير بوضوح؛ وذلك لأنَّها تُوقف تسارع الأفكار في ذهنك، فسببُ ارتكاب العديد من الأخطاء، هو اتخاذ القرارات في غمرة المشاعر.

يمكنك تعلُّم تمرينات عدَّة للتنفس العميق، ولكنَّ أهم ما فيها جميعها، هو إبطاء ضربات قلبك والتخلُّص من الأفكار السلبية التي تراودك، من ثم يمكنك أخذ أنفاس عميقة متابعاً إرشادات مقطع صوتي أو مقطع فيديو أو عبر ممارسة تمرين، كما يعملُ التأمُّل بآلية مشابهة، لكن تكون تمرينات التنفس غالباً، جزءاً من روتين التأمُّل، ومن فوائده الإضافية؛ أنَّه يتضمن عبارات التطمين الإيجابية والترانيم وغيرها من الحيل الذهنية؛ لتحسين صحتك الذهنية.

شاهد بالفديو: 8 طرق لهدوء النفس

3. خُذ استراحة:

حين لا تكون جلسة سريعة من التنفس بعمق أو التأمُّل كافية لتهدئتك، قد تجد أنَّ استراحة قصيرة هي ما تحتاج إليه، ففي حين أنَّ أخلاقيات العمل القوية مثيرة للإعجاب، لكن ما من ضير في أخذ استراحات قصيرة خلال النهار؛ إذ ستساعد الاستراحة لمدة 10 إلى 15 دقيقة وتناول وجبة مغذية على تخفيف شعورك بالإرهاق وستزوِّدك بالطاقة، لتستمر في الإنتاج خلال نوبة عملك بأكملها، وفي النهاية ستجد أنَّ العمل بجد لسبع ساعات، أفضل من العمل ببطء ودون حماسة لوقت أطول.

سيساعدك التمهل وأخذ خطوة إلى الخلف على استجماع أفكارك وهدوئك وعلى التحكم بمشاعرك إضافة إلى تعزيز إنتاجيتك، فالابتعادُ عن المشكلة أو الوضع، كافٍ أحياناً لتطوير حل متكامل وفعال.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد لتحرير نفسك من مكتبك وأخذ استراحة

4. خُذ إجازة:

أخذُ إجازة من العمل بين الحين والآخر هو نصيحة بقدر أهمية أخذ استراحة خلال النهار، فأيامُ الإجازة موجودة لسبب وجيه؛ إذ يسمح لك هذا الوقت الذي تقضيه بعيداً عن العمل بإعادة ضبط حالتك الذهنية، وبهذا تتجنب كبت المشاعر لفترات طويلة، مما قد يكون له تداعيات خطيرة.

خصِّص بعض الوقت للانفراد بنفسك خلال أيام إجازتك، على سبيل المثال، اذهب إلى منتجع أو أَطِل في النوم قليلاً، أو استمتع بنزهة في الطبيعة في الهواء العليل وتحت أشعة الشمس، كما أنَّه وقت مناسب للتواصل مع أصدقائك، إن كنت بحاجة إلى التحدث مع أحد أو ترغب ببساطة في الاستمتاع بالجو الاجتماعي خارج العمل.

يمكنك أيضاً استثمار وقت إجازتك لتكون منتجاً، على سبيل المثال، يمكنك العمل على إنشاء شركة أو إنجاز بعض الواجبات المنزلية، لكن احرص على قضاء الوقت في ممارسة نشاطات تبعث فيك مشاعر إيجابية، مثل الرضا والحماسة والسلام، فلو كانت أيام إجازتك مرهِقة مثل غيرها، ستعود إلى العمل وتشعر بحالة أسوأ مما كانت عليه قبل أن تأخذ الإجازة.

إقرأ أيضاً: كيف تعود إلى العمل بنشاط بعد الإجازة؟

5. تحدث عن مشكلاتك:

يَفقُدُ الكثير من الناس أعصابهم في العمل؛ وذلك لأنَّهم لا يتحدثون مع أي شخص عن مشكلاتهم، وعواقب كبت المشاعر مطولاً غير حميدة؛ لذلك يجب أن تتحدث مع الآخرين عن أفكارك ومخاوفك حتى قبل أن تبدأ بملاحظة مشاعر الغضب والقلق تتراكم داخلك.

لكن ننصحك بعدم التحدث إلى زملاء العمل عن أشخاص آخرين يضايقونك ويعملون معك أيضاً؛ فذلك تصرف غير احترافي، ولا يمكن أن يكون سوى ثرثرة غير لائقة، وعلى نحو مماثل، فإنَّ إخبارُ رب عملك في السر عن تقصير زملائك في أي ناحية هو تلاعب، وليس أبداً المغزى من نصيحة التحدث عن المشكلات.

عوضاً عن التحدث مع رب عملك وزملائك في العمل عن أخطاء بسيطة يرتكبها أشخاص آخرون في مكان عملك، لا تسمح لأخطاء الآخرين بإزعاجك حتى تفقد أعصابك، ولا تنتظر لحظة خروج تلك المشاعر السلبية عن السيطرة؛ بل اطرح الموضوع بهدوء على زميلك في العمل، وناقِش حلاً من شأنه مساعدة كلاكما.

لربما تفكر في التحدث إلى مستشار أو معالج بعد قراءة هذه النصيحة، وهذه فكرة جيدة، فزيارةُ اختصاصي الصحة النفسية بانتظام ليست علامة ضعف؛ بل على العكس من ذلك، يمكن أن تساعدك معرفته وخبرته على التعامل مع العديد من مخاوفك المتعلقة بالعمل أو حتى المشكلات في حياتك الشخصية التي قد تؤثر في حياتك المهنية.

لست مضطراً إلى التظاهر بأنَّ مشاعرك السلبية غير موجودة أو أنَّه من غير المسموح لك الإحساس بها، فالحياة مُتقلِّبة وأحياناً تكون الظروف جيدة وأحياناً أخرى تكون سيئة، كل ما يَهُمُّ هو تعلم كيفية المرور بالأوقات العصيبة في الحياة؛ بحيث تظهرُ كشخص أفضل بعدها.

المصدر




مقالات مرتبطة