5 نصائح لإرساء ثقافة التعلم في مكان العمل

في أيار عام 2015، حدثت نقلةٌ نوعية للقوى العاملة في الولايات المتحدة ولم يلحظها أحد، حيث تجاوز جيل الألفية - وهم الراشدون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاماً - الجيل إكس كونهم أصبحوا القوة المهيمِنة ضمن مجموع الأفراد في مكان العمل، وفقاً لتقرير موقع بيو ريسريش للأبحاث (Pew Research). وبقوة عاملة يبلغ تعداداها أكثر من 53 مليون فرداً، يمثِّل جيل الألفية أكبر فئة مِن الأفراد على الإطلاق، محطِّمين الرقم القياسي السابق لجيل طفرة المواليد.



ربما تكترث لهذا الأمر بصفتك مديراً أو موظَّفاً في قسم الموارد البشرية تحاول إرساء ثقافةٍ تعليمية بناءً على رد فعلك بالنسبة إلى هذا التغيير؛ حيث لم تَعُد فرصُ التعلم مجرد ميزة جيدة بالنسبة لجيل الألفية؛ بل أضحت مطلباً لا غنى عنه.

الموظفون الأذكياء والمبدعون:

يمتلك هذا الجيل أيضاً قدرة أكبر على التحوُّل مقارنةً بالأجيال السابقة، لذلك تتمثَّل الصعوبة الأكبر بالنسبة إليك في الاحتفاظ بالأفضل والأذكى منهم، حيث يتعيَّن عليك إيجاد طريقة لاحتضان حماس جيل الألفية للتطوير الوظيفي في الوقت الذي تؤمِّن فرص التعلُّم لمجموعات أخرى في القوى العاملة مِن جميع الأجيال في الوقت الحاضر.

لحسن الحظ، إنَّ التحوُّل الثقافي الذي عليك تحقيقه لاستيعاب توقُّعات الموظفين الجدد والحفاظ على رضا الموظفين المخضرمين سيحقق الإفادة لجميع الفئات في القوة العاملة لديك ولشركتك أيضاً، فترضي الموظفين على اختلاف أجيالهم. 

ومن خلال الاستثمار الجاد في مستقبل موظفيك بإنشاء فرص التعلُّم وإتاحتها - والتي بدورها تؤدي إلى فرص تطوير وظيفي داخلية - ستمهِّد الطريق لنجاح الشركة على الأمد البعيد.

سنقدِّم إليك 5 نصائح لإرساء ثقافة التعلُّم لجميع الأجيال في مكان العمل:

1. أنشئ روابط واضحةً بين التعلُّم والأداء:

على الموظفين إدراك أنَّ الرغبة المستمرة في التعلُّم تحظى بتقديرٍ كبير وأنَّ القدرة على الانخراط في التعلم هي مطلبٌ أساسي لتحسين الأداء في العمل على الأمد البعيد. يُعدُّ دمج التعلم في المهام اليومية السبيلَ الذي يضمن ألا يكون التعلم مجرد صفٍّ دراسي ما إن ينتهي حتى ننساه؛ بل يجب تضمينه في ثقافتنا الحياتية.

إقرأ أيضاً: 8 طرق كفيلة بتحسين أداءك في العمل

2. تأكَّد مِن تطبيق الموظفين ما يتعلمونه:

بمجرد إنشاء الروابط بين التعلم والأداء والنتائج، يمكِن للمديرين تشجيع التعلم الذي يريدون تطبيقه في العمل من خلال المتابعة المنتظَمة لِما يطبِّقه الموظف وما يفعله على نحوٍ مختلِف وما إلى ذلك. وذلك لضمان أنَّ هذه المعرفة الجديدة ستُحدث تغييرات سلوكية وتضمن وصولَ الموظف لأفضل النتائج، وهذا يتطلب مِن المديرين أدوات تدريب لمساعدتهم على التعاون مع الموظفين لتحقيق النتائج المرجوَّة. يمكنك تعزيز هذا التعلم من خلال تقديم الثناء والتقييمات الإيجابية، والمواظبة على منحِ الدعم لهم كلما دعَت الحاجة.

3. اجعل التعلم مبادرةً استراتيجيةً:

لتوظيفه كأداة تزيد من مشاركة الموظفين وترفع الإنتاجية، يجب أن يأخذ التعلم مكانه الصحيح كمبادرةٍ استراتيجية أساسية؛ وضِّح ماهيَّة التعلم والمهارات المطلوبة لدعم استراتيجية الشركة، واربُط جميع فرص التعلم بتلك الأهداف.

أنشئ عملية إدارةِ أداءٍ قويةً ومستمرة تعزِّز التعاون بين الموظفين والمديرين، وتجعل التعلم من التغذية الراجعة أمراً روتينياً في حياتهم. وامنح الموظفين الأدوات اللازمة لتحديد القصور في المهارات ومَواطن القوة وتحديد نتائج إرساء ثقافة التعلم ومراقبة التقدم على طول المسار.

4. حدِّد الخبراء المتخصِّصين:

يُعدُّ تسخير مهارات ومعرفة الخبراء المتخصصين وتطبيق برامج تقديم المعرفة عبر المؤسَّسة طريقةً أخرى لتوفير فرص التعلم للموظفين، فمن خلال هذا النهج ستتمكَّن بسهولة مِن ربط نشاطات التعلم بالكفاءات الأساسية وقياس تأثير ذلك البرنامج في الأداء العام.

إقرأ أيضاً: مفتاحان لإطلاق فعالية الموظف: الكوتشينغ والتعلم غير الرسمي

5. احرص على تعلُّم الموظفين بأنفسهم:

يرى العاملون اليوم أنَّ علاقتهم بأرباب العمل بعيدةٌ عن الإدارة الأبوية مقارنةً بالأجيال السابقة، فهُم يطمحون للوصول إلى فرص التعلم كشريك في الإدارة، لكن عليهم أن يدركوا أولاً أنَّ الشراكة عمليةٌ متبادَلة. لهذا السبب من المنصِف تماماً للشركات إخضاع الموظفين للمساءلة. كن واضحاً بشأن الأشخاص الذين تريد إسناد المهام إليهم واجعلهم مسؤولين عن تنميتهم والأدوات اللازمة للتقدُّم.

تُظهر الأبحاث أنَّه يمكِن لبرامج تعلُّم الموظفين وتطويرهم تحسين المشاركة، والحفاظ على المعرفة المؤسسية وزيادة الإنتاجية. حيث وَجدت دراسة أجراها موقع ديلويت (Deloitte) الاستشاري للأعمال تفوُّق الشركات التي تحتضن ثقافةً تعليميةً قوية على أقرانها في مناسبات كثيرة.

من الهام للشركة إرساء استراتيجية لها، فمثلاً تقدِّر شركة سي أي بي غلوبال (CEB Global) التقنية أنَّ التدريب غير الفعال يكلِّف الشركات 145 مليار دولار كلَّ عام.

في الختام:

يقدِّم التحوُّل الديموغرافي الكبير للقوى العاملة فرصةً ممتازةً لإعادة تضمين استراتيجية التعلم والتطوير الخاصة بك، وبناء ثقافة قوية للتعلم. وباتِّباع هذه النصائح الخمس، يمكنك جعل نشر المعرفة واكتساب المهارات مِن الأعمال الروتينية اليومية لتهيئة شركتك لتحقيق النجاح على الأمد البعيد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة