5 طرق مدهشة يستطيع من خلالها التوتر تحسين حياتك

"التوتر"؛ إنَّ مجرد رؤية هذه الكلمة يثير في دواخلنا استجابات غريزية؛ فالتوتر هو التقلبات التي تحدث في الليلة التي تسبق اجتماعاً كبيراً، وهو الصباح الحافل بالكثير من الأمور قبل الخروج من المنزل في الوقت المحدد، وهو الصداع الشديد بعد يوم طويل في العمل.



تصَفَّح أية مجلة هامة هذه الأيام، وستجد بالتأكيد بعض المقالات التي تتحدث عن الآثار الضارة للتوتر؛ إذ يتحدث الجميع عن طريقة تقليل التوتر وإدارته والتغلب عليه، فهو أسوأ الأمور التي نواجهها في وقتنا الحالي؛ لكنَّ التوتر ليس عدواً لنا؛ ففي يوم من الأيام كان هو الشيء الوحيد الذي يحمينا من الحيوانات المفترسة، وإذا كان يمكن أن يفسد حيواتنا بشكل سيء كما يحدث الآن، فتخيل ما سيحدث إذا عرفنا طريقة استخدامه جيداً؛ لذلك دعونا نتعرف في هذا المقال إلى الطرائق التي تجعل التوتر يعمل لصالحنا وليس ضدنا.

نقدم لك فيما يلي 5 طرائق مدهشة حول التوتر يمكن أن تحسن حيواتنا:

1. يمنحنا التوتر الطاقات اللازمة للتعامل مع الأزمات:

هل تتذكر آخر مرة بقيت فيها مستيقظاً طوال الليل للالتزام بالمواعيد النهائية؟ أو ذلك الوقت الذي قرَّرت فيه قراراً سريعاً إزاء موقف طارئ، فنتج عن ذلك تشنج في عضلاتك، وزادت حِدَّة بصرك ووجهت تركيزك إلى أمر معين، وزادت عندك نسبة السكر في الدم، كل ذلك حتى تمتلك القدرة والطاقة والتركيز لإنجاز المهمة؟

فالتوتر هو مجرد استجابة فيزيولوجية لجسمك تجاه الخطر المحسوس؛ إنَّها وسيلة حماية طبيعية خاصة بك لإخراجك من المواقف الصعبة.

2. يساعدنا التوتر على معرفة مقدار قوتنا وإمكاناتنا:

في خضم التوتر الذي تواجهه، لا تمتلك الوقت للإحساس بانعدام الأمان نتيجة ما سيفكر فيه الناس أو كيف ستبدو بالنسبة لهم؛ إذ يجبرك التوتر على التعمق، للوصول إلى نقاط القوة والمهارات التي لم تكن تعلم بوجودها من قبل، ويدفعك ذلك للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك ويزيد من ثقتك بنفسك ويعلِّمك كيف تنمو وتتحسن؛ فالتوتر هو الحافز الذي يدفعك لتجاوز القيود والوصول إلى إمكاناتك.

إقرأ أيضاً: كيف تطوّر ذاتك وتقوّي شخصيتك

3. يُسلِّط الضوء على المشكلات في حيواتنا:

يُعدُّ التوتر إشارة رائعة للجوانب التي لا تُجدي نفعاً في حياتك؛ فإذا كانت تظهر إشارات التوتر الخطرة دائماً في وظيفتك أو علاقاتك أو جدول أعمالك المزدحم، فقد حان الوقت لإلقاء نظرة قريبة على السبب؛ ربما تُحمِّل نفسك فوق طاقتك أو تضع توقعات غير واقعية أو تؤمن بمعتقدات مُقيِّدة، فإذا كنت تريد أن تكون أكثر سعادة، فراقب جوانب حياتك المرهقة، وغيِّرها لتناسبك.

شاهد بالفيديو: 6 اقتراحات للتعامل مع التوتر

4. يدفعنا التوتر إلى التصرف بسرعة:

هل سبق ولاحظت كيف يتصرف الناس عندما يشعرون بالتوتر؟

يصبحون على عجلة من أمرهم؛ فنحن نمتلك غرائز داخلية للتحرك والتصرف بسرعة؛ إذ تُرسل عقلية الكر والفر إلينا الطاقة والقوة، فلا عجب أن يفضِّل الناس ممارسة الرياضة عندما يشعرون بالتوتر؛ لذلك في المرة القادمة التي تشعر فيها بتوتر العمل، حاول إجراء اجتماعٍ سيراً على الأقدام، وسوف تفرِّغ هذه الاستجابة التوتر وتساعدك على إنجاز التمارين اللازمة لعضلات القلب لبقية اليوم.

إقرأ أيضاً: ما هو "معدل السرعة" في حياتك وصحتك وعملك؟

5. يساعدنا التوتر على فهم مشاعرنا وعواطفنا:

ليس سراً أنَّ القادة العظماء لديهم ذكاء عاطفي عالٍ، لكنَّهم لا يمتلكون ذلك من العدم. يُمكنك استخدام أنماط استجابتك للتوتر لفهم مشاعرك؛ على سبيل المثال: تشير المعدة المتشنجة غالباً إلى فقدان السيطرة أو الخوف من الصراع على السلطة، كما تشير الأكتاف المشدودة إلى تحمُّل الكثير، أما تشنج الرقبة يعني أنَّك لست ذكياً أو مرناً بما فيه الكفاية، فالتوتر؛ هو محض استجابة فيزيولوجية لفكرة أو عاطفة ما؛ لذلك، عندما تتعلم قراءة حالات التوتر التي تعاني منها، يمكنك فهم المشاعر الكامنة وراء ذلك.

لنكن صريحين: لن نتمكن من التخلص من التوتر فوراً؛ لكن يُمكننا معرفة طريقة استخدامه لصالحنا، فالتوتر ليس هو المشكلة، وإنَّما هو إنذار يدل على وجود شيء ما لا يعمل؛ لذا بدلاً من التقليل من أهمية التوتر، حاول تقبله واستخدامه للحصول على الحياة التي تريدها.

قد يبدو ذلك أقل إرهاقاً، أليس كذلك؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة