5 طرق لتنمية عقلية ريادة الأعمال داخلك

إذا نظرت عن كثب إلى جميع الاكتشافات المهمة التي قام بها البشر، سترى عاملاً مشتركاً واحداً يجمع بينهم؛ ألا وهو الفشل، عندما لا تنجح فكرةٌ أو حل لعلاج مشكلة ما، فإنَّ الفشل في هذه الحالة هو الحافز لإيجاد حلول مختلفة، كي تكون رائد أعمال، يجب أن يكون لديك عقلية مختلفة عن معظم الناس، عليك أن تدرك أنَّ الفشل ليس نهاية كل شيء؛ هو في الواقع أفضل مؤشر أنَّك على الطريق الصحيح لابتكار شيءٍ عظيم، تسهم العديد من الممارسات في تنمية عقلية رائد الأعمال، وربما أهمها أنَّه يجب أن تشعر بالراحة عند الفشل.



إليك بعض الأمور الأخرى التي يجب وضعها في الحسبان لتفكر كرائد أعمال ناجح:

1. التخلص من هدف محدد وإنشاء نظام أهداف مستمر:

يعتقد معظم الناس أنَّهم بحاجة إلى وضع أهداف؛ وعلى الرغم من أنَّ الأهداف مفيدة للغاية؛ إلَّا أنَّها ليست عملية دائماً، تترافق الأهداف مع مشكلة رئيسة واحدة لها نقطة نهاية، وحالما تصل إلى هدفك وتشطبه من قائمة المهام، ستجد صعوبة في قياس النجاح المستمر؛ وذلك لأنَّك تعتمد على هدفٍ مؤقت، مع أنَّ وضع الأهداف مفيدٌ للغاية، إلَّا أنَّه يسبب حالة من الجمود الفكري.

رأيتُ أُناساً مرات عدة يركزون على الهدف أكثر لدرجة أنَّه يقيد تفكيرهم، إذا قمتَ بذلك، ستفوِّت عليك فرحة الإنجازات الصغيرة التي قمت بها على طول الطريق كما ستعوق النظرة المحدودة تقدمك؛ لذلك فإنَّ روَّاد الأعمال يضعون نظاماً متسلسلاً من الأهداف الصغيرة للوصول إلى هدفهم الكبير؛ بحيث تعتمد فيه على التخطيط في كل خطوة صغيرة؛ والتي تشكِّل نظاماً أكثر استدامة، كل إنجاز كبير هو تتويج للكثير من الخطوات الصغيرة التي اتخذتها على طول الطريق.

يُلقي إنشاء الأنظمة الضوء على الإجراءات التي تتخذها باستمرار يومياً لتحقيق الهدف الكبير، إذا كنت تتبع هذا الأسلوب؛ ستصل في نهاية المطاف إلى أي هدف حددته، كما تسمح لك الأنظمة بإحراز تقدُّم يومياً وزيادة احتمال الاستمرار، بالإضافة إلى أنَّ نظام الأهداف الصغيرة المتسلسلة سيجبرك على عيش تجربة كاملة من النجاحات التي تحرزها في سبيل الوصول إلى شيء ما، تنجح الأنظمة نجاحاً أفضل مع روَّاد الأعمال؛ وذلك لأنَّها أكثر مرونة بكثير، إذا أدركت أنَّ إحدى خططك لا تفيد المصلحة العامة، فتستطيع ببساطة تغييرها وتغيير النظام وفقاً لذلك.

إقرأ أيضاً: هل فعلاً يجب علينا وضع أهداف لِأنفسنا، وكيف نقوم بذلك

2. ضبط ساعتك البيولوجية:

يميل روَّاد الأعمال الأكثر نجاحاً إلى النهوض مبكراً؛ حيث يستيقظ العديد من كبار رجال الأعمال - أمثال هوارد شولتز (Howard Schultz) وريتشارد برانسون (Richard Branson) وتيم كوك (Tim Cook) - قبل الساعة 5 فجراً؛ حتى يتمكنوا من تعزيز إنتاجيتهم، هناك في الواقع سبب علمي وراء زيادة الإنتاجية في الساعات الأولى من اليوم.

وفقاً لكتاب الدكتور روبرت كارتر (Dr. Robert Carter) "العقل الصباحي" (Morning Mind): إنَّ أدمغتنا تكون بحجم أكبر عند الساعات الأولى من الصباح، ويوضح أنَّه نظراً لأنَّ الرأس والجسم يكونان بوضعية مستوية في أثناء نومنا، فإنَّ الدماغ يتلقى المزيد من السوائل، مما يخلق في نهاية المطاف ظروفاً مثالية للأداء، ومع ذلك، الاستيقاظ في وقت مبكر ليس العامل الوحيد لتعزيز الإنتاجية؛ فالعقل المرتاح يشكل عاملاً مهماً أيضاً، تُظهر الأبحاث أنَّ النوم الجيد ليلاً يساعدنا على أن نكون أكثر إنتاجية وتنبيهاً، ويساعدنا في الواقع على إنجاز المزيد من المهام على مدار اليوم.

أولئك الذين يذهبون إلى النوم في وقت متأخر من الليل يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت في الصباح لتصفية أذهانهم، قد تعتقد أنَّ ساعات الليل المتأخرة هي الوقت المناسب لتكون منتِجاً، ولكنَّ طاقتك محدودة، إذا واجهت مشكلة في النوم، فيمكنك الذهاب لسريرك قبل موعد نومك بساعة والاستيقاظ بوقت أبكر بساعة من المعتاد، يمكن أن يشكل هذا تحدياً مع وجود جميع التكنولوجيا المتاحة في متناول أيدينا، ولكن حاول إيقاف تشغيل أجهزتك الإلكترونية قبل ساعة واحدة على الأقل من وقت النوم.

يترافق النجاح مع اتِّباع روتين نوم صحي، مما يساعدك على النوم والاستيقاظ في الوقت نفسه يومياً، في نهاية المطاف، قد تكتشف أنَّك لا تحتاج حتَّى إلى المنبه؛ وذلك لأنَّك نظَّمت نومك بنفسك واعتمدت على ساعتك البيولوجية لتحديد موعد الاستيقاظ.

إقرأ أيضاً: تعزيز الإنتاجية: كيف تبدأ نهارك الساعة الخامسة صباحاً؟

3. التخلص من المشتتات ووضع خطة:

لا يمكنك السيطرة على رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية التي تصلك في اليوم، في عالمنا هذا ستشعر أنَّك لن تستطيع الهرب من هذه الأنواع من المشتتات، خاصة وأنَّها تؤدي إلى صراع داخلي؛ فيدرك الجزء المنطقي من أدمغتنا أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي وهواتفنا تمنعنا من إنجاز العمل، ولكنَّ الجزء العاطفي من أدمغتنا يفيض بالسعادة؛ حيث يفرز هرمون الدوبامين مع كل إشعار يرِدُنا، الطريقة الأكثر فعالية للعمل وسط هذا التشتيت هو التخطيط، حدد وقتاً مخصصاً لوسائل التواصل الاجتماعي واسمح لنفسك بتصفحها بعض الوقت دون الشعور بالذنب.

خطِّط في الليلة السابقة لأمور صغيرة مثل ما سترتديه وما ستتناوله على الإفطار، فضلاً عن التخطيط لأمور أكبر، مثل تخصيص الوقت للعمل على مشاريع محددة، يمكنك اختصار وقتك من خلال التخطيط المسبق، بدلاً من التفكير فيما يجب القيام به وقضاء المزيد من الوقت في إنجاز هذه الأمور، ومن المهم أيضاً وضع حدود للمشتتات، كان هذا صعباً بالنسبة إلي، فقد تعلمت وضع حدود خلال ساعات معينة من اليوم؛ حيث لا أتلقَّى أي مكالمات أو أتحقق من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، إلَّا إذا كانت هناك حالة طوارئ.

4. تخصيص مساحة مخصصة للعمل وأخرى للمرح: 

إنشاء مساحة عمل مخصصة وإضافة جميع العناصر التي تُعيد ملء طاقتنا للعمل وتُشعرنا بالإنتاجية، حتى وإن كان لوح للكتابة أو مجموعة أدوات، يُهيئ بيئة عمل ملهِمة، في نهاية المطاف، ستدرب دماغك على معرفة أنَّه عند الوجود في هذا المكان، ستركز بنسبة 100% على إنجاز الأمور.

كما عليك تخصيص مساحة منفصلة للقيام بكل ما يريحك أو يبعد ذهنك عن العمل قليلاً، لدي ترامبولين صغير في مكتبي لهذا الغرض؛ فهو يعطيني استراحة ممتعة، كما أنَّه يحرك الدورة الدموية ويدفع الدم للتدفق للدماغ.

تأكد من أن تُبقي مساحتين منفصلتين للعمل والمرح، وتعطي كلَّاً منها وقتهاً، فدماغك يحتاج إلى وقت للراحة والاسترخاء؛ إذ لا يمكنك أن تبقى بحالة تركيز طوال اليوم، من خلال تخصيص وقت للراحة واللعب، يمكنك السماح للدماغ بإعادة الشحن والتركيز.

شاهد بالفيديو: 7 طرق تساعد على تصفية الذهن

5. التِهام الضفدع:

قال الكاتب مارك توين (Mark Twain): "إذا كان عملك هو التهام ضفدع، فمن الأفضل أن تفعل ذلك أول شيء في الصباح، وإذا كان عملك هو التِهام ضفدعين، فمن الأفضل أن تأكل أكبر واحد منهما أولاً"، لذا ابدأ بتحديد المهام الأكثر تحدياً والأصعب؛ حيث تُمثِّل "الضفادع" المهام الأصعب والأهم بالنسبة إليك، والضفدع الأكبر هو مهمتك الخاصة التي ستبدأ بها.

لقد اكتشفتُ أنَّ إنجاز أصعب المهام أولاً يعزز الإنتاجية، قد يعتقد الكثيرون أنَّه من المُجدي أكثر البدء بتنفيذ المهام السهلة والانتقال بعدها للأصعب، ولكنَّ هذا أحد أشكال التسويف؛ نظراً لأنَّ قوة الإرادة لا تدوم، فمن الأفضل تركيز طاقتك على أصعب المهام أولاً بدلاً من إرهاق نفسك بالعديد من المهام الأصغر، يبدأ بعض الناس يومهم بالعمل على مشروعهم أو مهمتهم الأكثر تحدياً، فينجحون ويكونون أكثر إنتاجية على الأمد الطويل، إذا اخترت إنجاز أصعب المهام أولاً، فستحضِّر نفسك للنجاح لبقية اليوم واليوم التالي أيضاً.

في الختام:

تتجاوز عقلية ريادة الأعمال هذه الأمور الخمسة، ولكن إذا كنت تستطيع تحقيق بعض من هذه النصائح، إن لم يكن كلها، ستشهد تغييرات كبيرة؛ حيث ستساعدك طريقة تفكيرك على تخطي أصعب الأمور، لقد مررت بالعديد من الصعوبات والمحن، ولكنَّني وجدت أنَّه عندما يكون ذهني حاضراً في المكان المناسب، يَسهل علي تخطي حتى أصعب العقبات.

المصدر




مقالات مرتبطة