5 طرق تساعد النساء في الحفاظ على صحة القلب

ليس سرَّاً أنَّ الإجهاد والتوتر يرهق عواطفكِ ويلحِق الخسائر بصحتكِ الجسدية؛ إذ إنَّك ستشعرين حتماً بالإرهاق إن كنتِ تعملين وتتدبرين شؤون الأسرة، أو تربين أطفالاً أو ترعين والديكِ المسنَّين، ويمكن للأشياء الإيجابية حتَّى، كالتخطيط لقضاء عطلة أو شراء بيت الأحلام والانتقال إليه، أن تراكم إحساسكِ بالضغط والتوتر، وفي حين أنَّه لا يمكنكِ التخلص من كل التوتر الذي تعانين منه في حياتكِ، يمكنكِ اتباع عدة خطوات للتقليل منه وتحسين صحتكِ القلبية.



يُعد هذا هاماً على نحو خاص بالنسبة إلى النساء، حسب قول الدكتورة "إيرين مايكوس" (Erin Michos)، المديرة المساعدة في مركز "سكارون" الخاص بالوقاية من الأمراض القلبية الوعائية (Ciccarone Center for the Prevention of Cardiovascular Disease)؛ إذ أظهرت الأبحاث أنَّ التأثيرات الجسدية للتوتر والإرهاق عند النساء، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وتزيد من سوء حالة الأمراض الأخرى التي تعاني منها المرأة، إن وُجدت.

فعلى سبيل المثال، لا تتماثل النساء اللواتي يتعرضن للإجهاد الشديد إلى الشفاء، كما يحصل مع الرجال الذين يتعرضون لدرجة الإجهاد نفسها، بعد الإصابة بنوبة قلبية. وتصرِّح الدكتورة "مايكوس" بأنَّ النساء أكثر احتمالاً للإصابة بمضاعفات خطرة بعد النوبة القلبية، وسبب ذلك التوتر والقلق، وتقول أيضاً: "ربَّما لا تمارس النساء ما يجب فعله للتخلص من التوتر، كإجراء التمارين الرياضية أو تناول الطعام الصحي أو زيارة مركز إعادة التأهيل القلبي، ويمكن للتوتر والقلق أن يضعِف قدرتهنَّ على الشفاء، ويزيد معدل ضربات القلب، ويرفع ضغط الدم لديهنَّ".

عوامل الخطر المؤهِّبة للإصابة بالأمراض القلبية:

يسبِّب التوتر كلَّ أنواع الانزعاجات الجسدية الطفيفة، كتعرق الأيدي والاضطرابات في المعدة، لكنَّه أيضاً يزيد نسبة الإصابة بالمشكلات القلبية الخطيرة، وذلك وفقاً للدكتور المتخصص بأمراض القلب "مايكل بلاها" (Michael Blaha) في مركز "جون هوبكنز" (John Hopkins) الطبي، والذي يقدم استشارات متكررة للمرضى عن كيفية الوقاية من خطر التوتر على صحة القلب.

كيفية تأثير التوتر في صحة القلب:

لا يُعد التوتر حالة ذهنية فحسب، وإنَّما يسبب بالواقع إفراز بعض الهرمونات في الجسم، كهرمون الأدرينالين المسؤول عن الاستجابة الكربية الحادة، والتي تتضمن حدوث ارتفاع في ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب، وذلك نتيجة التعرض للمواقف الحادة الباعثة على التوتر.

ويُعد الكورتيزول هرموناً آخر يُفرز خلالها، وتؤدي مستوياته العالية إلى زيادة مستويات سكر الدم، وزيادة مقاومة الأنسجة للأنسولين هرمون يُفرز من البنكرياس بعد الوجبات الطعامية لتخفيض سكر الدم، وفي حالات معيَّنة - كالبدانة مثلاً - تقاومه الأنسجة فيفقد تأثيره فيها، ممَّا يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم والإصابة بالداء السكري؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالسكري وأمراض القلب والاكتئاب.

يمكن للأساليب التي تتَّبعها بعض النساء للتخلص من التوتر، أن تؤثِّر أيضاً في الصحة؛ إذ تلاحظ الدكتورة "مايكوس" أنَّ النساء المجهَدات والمتعرِّضات للتوتر، يتعاملن معه غالباً عن طريق تناول المشروبات الكحولية بكثرة، أو تجنُّب إجراء التمارين الرياضية، أو تناول الوجبات السريعة؛ الأمر الذي يسبِّب الأمراض القلبية.

إقرأ أيضاً: 6 فحصوات طبية يجب على المرأة إجراؤها دورياً

5 طرائق صحية للتغلب على التوتر:

1. الاختلاط مع الناس:

اسعي إلى قضاء الوقت مع أصدقائكِ وأحبائكِ للتسلية والحصول على دعمهم المعنوي؛ إذ تقول "مايكوس": "تظهِر الدراسات أنَّ الانعزال الاجتماعي يزيد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية"، وقد رُبط وجود الانعزال الاجتماعي لدى بعض الأشخاص مع ممارستهم لسلوكات ضارَّة، كالخمول البدني والتدخين، والتي تُعد من أسباب الأمراض القلبية.

2. النشاط البدني:

ترفع التمارين الرياضية مستوى الإندورفينات لديكِ، والتي تحسِّن المزاج وتحافظ على صحة القلب من خلال تحسين اللياقة البدنية؛ لذا توصي الجمعية الأمريكية للقلب بممارسة التمرينات الهوائية المعتدلة مدة 30 دقيقة يومياً، وخلال خمسة أيام في الأسبوع، وتوصي الدكتورة "مايكوس" أيضاً بزيادة النشاط البدني باستخدام قاعدة (20-2-8)؛ بمعنى أنَّه مع كل جلوس لمدة 20 دقيقة، عليكِ قضاء ثمان دقائق في الوقوف، ودقيقتين في المشي، وتشير "مايكوس" إلى ضرورة المشي مسافة 10,000 خطوة يومياً؛ إذ تستطيعين تتبُّع خطواتك وحساب عددها لتحفيز نفسك، باستخدام عدَّاد الخُطى أو جهاز تعقُّب النشاط.

3. تناول الطعام بوعي:

الإدراك الكامل والوعي بأنواع وكمية الطعام المتناول، وهذا ليس نظاماً غذائياً أو حمية: إن كنتِ تستخدمين الطعام كآلية للتكيُّف والمواجهة، فوضِّبي وجبات خفيفة صحية لدى خروجك من المنزل، وتجنَّبي المواقف التي تدفعكِ إلى اتخاذ قرارات غير صحية في الأطعمة، وخطِّطي لما ستتناولينه في وجباتك مُسبقاً.

4. النظر إلى الجانب المشرق من الأمور:

أظهرت الأبحاث أنَّ التفاؤل يحسِّن الصحة، على سبيل المثال، أظهرت دراسة حديثة أنَّ التفاؤل قد حسَّن من قدرة الشفاء بعد الإصابة بالمتلازمة الإكليلية الحادة؛ وهي مجموعة أعراض تنجم عن تضيُّق الشريان التاجي المسؤول عن تغذية عضلة القلب وترويتها بالأوكسجين، ممَّا يحرم القلب من وصول الأوكسجين الكافي.

شاهد بالفديو: 8 علامات تحذيرية تدل على أنّ قلبك يواجه مشكلة

5. تحديد جدول زمني للأعمال:

تشرح الدكتورة "مايكوس" ذلك بقولها: "من الهام للغاية أن تعتني بنفسك؛ إذ تنشغل النساء كثيراً بتقديم الرعاية لأطفالهنَّ وشركائهنَّ وجميع مَن حولهنَّ، ويهملن بذلك صحتهنَّ ومزاجهنَّ؛ لذا احرصي على أخذ استراحات لتناول غذاء صحي وممارسة التمارين الرياضية والهوايات التي تشعِركِ بالسعادة".

المصدر




مقالات مرتبطة