5 طرائق عملية في العلاج عن طريق العقل

قانون الحياة العامّ ما هو إلَّا قانون الإيمان، والإيمان عبارةٌ عن مجرَّد فكرةٍ تنبع من عقلك؛ لذا لا تؤمن بالأشياء والأمور التي تضرُّك أو تؤذيك، بل آمن بقوة عقلك الباطن وقدرته على شفائك وإلهامك وتقويتك وإثرائك، واعلم أنَّ الحياة ستجلب لك كلَّ ما هو مناسبٌ ومطابقٌ لإيمانك.



سنقدَّم لك عزيزي القارئ في هذا المقال 5 طرائق عمليةً وهامَّةً تساعدك في العلاج عن طريق عقلك الواعي.

أولاً: طريقة التخيُّل

أسهل وأوضح طريقةٍ لصياغة فكرةٍ ما وتشكيلها في عقلك هي أن تتخيَّل تلك الفكرة، وأن تراها بشكلٍ حيٍّ في خيالك كما لو كانت شيئاً محسوساً. إذ يمكنك أن ترى بالعين المجرَّدة ما هو موجودٌ بالفعل في العالم الخارجي المحسوس؛ وبطريقةٍ مماثلة؛ تستطيع أن تتصوَّر بخيالك ما هو موجودٌ بالفعل في العالم غير المرئي في عقلك، فأيُّ صورةٍ ستضعها في عقلك ما هي إلَّا مادةُ وجوهرُ الأشياء والأمور التي ترغب بها، ودليلٌ على الأشياء التي لا تراها.

نستنتج ممَّا سبق أنَّ ما تصوغه في خيالك ما هو إلَّا شيءٌ واقعيٌّ وحقيقيٌّ مثل أيِّ جزءٍ في جسدك، حيث إنَّ الفكرة والخاطر كلاهما شيئان حقيقيَّان؛ لذا ستظهر تلك الفكرة في عالمك المحسوس إذا كنت متمسِّكاً بالصورة الذهنية في عقلك.

ثانياً: طريقة النوم

يقلُّ مجهود جسدك بشكلٍ عامٍّ إلى أدنى درجةٍ عندما تدخل في حالة النعاس والنوم، وبذلك يتوقَّف عقلك الواعي عن العمل عندما تكون في تلك الحالة؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ أعلى درجات نشاط عقلك الباطن تحدث قبل النوم وبعد الاستيقاظ بشكلٍ مباشر، وتختفي في تلك الحالة أفكارك السلبية التي تميل إلى تحييد رغبتك، ومنع عقلك الباطن من قبولها.

لنفترض أنَّك تريد التخلُّص من عادةٍ سيئةٍ لديك، ومن أجل ذلك سنطلعك على طريقةٍ سهلةٍ ومريحةٍ تساعدك في التخلُّص من عادةٍ لا تريدها في شخصيَّتك.

اتخذ وضعيةً مريحة، وأرخِ جسدك، ولا تتحرَّك، وحاول الدخول في حالةٍ من النعاس، وردِّد حينها بهدوءٍ هذه العبارة: "لقد تخلَّصتُ تماماً من تلك العادة السيئة، والآن تغمرني السكينة والسلام"، ومن ثمَّ حاول الاستمرار في ترديدها وكأنَك تغنِّي تهويدةً قبل موعد نومك، وداوم على ترديدها ببطءٍ وهدوء لمدة خمس أو عشر دقائق في الصباح والمساء.

ستزداد القيمة العاطفية لهذه الكلمات لديك في كلِّ مرةٍ تردِّدها فيها؛ وعندما تشعر وكأنَّك ستعود إلى عادتك السلبية التي تخلَّصت منها، تذكَّر هذه العبارة، وردِّدها بصوتٍ مرتفع. ستحثُّ هذه الطريقة عقلك الباطن على قبول الفكرة، ومنع عودة عادتك السلبية نهائيَّاً.

إقرأ أيضاً: 6 معلومات مدهشة قد لاتعرفها عن النوم

ثالثاً: طريقة اليقين

تحدِّد فعاليَّة العبارات اليقينية التي تستخدمها بشكلٍ كبيرٍ فهمك للحقيقة والمعنى الكامنين وراء كلماتها، وتكمن قوَّتها في الاستخدام الذكي لبعض الكلمات المثبَّتة والمحددة.

افترض مثلاً أنَّ تلميذاً في مدرسة جمع رقم ثلاثة زائد ثلاثة، وجعل الناتج سبعة!

سيقول المعلم بكلِّ يقينٍ في هذه الحالة أنَّ الناتج سيكون ستةً وليس سبعة، وذلك استناداً لقوانين علم الحساب؛ وحينها سيغيِّر التلميذ إجابته، ولكن ليست إجابة المعلِّم ما جعل ناتج جمع ثلاثة وثلاثة يساوي ستة، بل إنَّها الحقيقة الحسابية الثابتة التي جعلت التلميذ يغيِّر إجابته.

إنَّه من غير الطبيعي أن تكون مريضاً، بل إنَّ الأمر الطبيعي أن تكون في أتمِّ الصحة؛ فالصحة هي حقيقة وجودك في الحياة، وحينما تجزم وتقرُّ بالصحة والأمان والانسجام لنفسك ولغيرك، وتدرك أنَّ هذه قواعدٌ ومبادئٌ تتعلَّق بوجودك؛ ستعيد تعديل الأنماط السلبية لعقلك الباطن التي تقوم على إيمانك وفهمك لما تتيقَّن منه، وتقرُّ به.

رابعاً: طريقة الجدل

تمثِّل هذه الطريقة ما يتضمَّنه اسمها، وتستمد جذورها من نهج د."فينيس بارخورست كويمبي"، وهو أحد روَّاد العلاج الروحي والعقلي؛ ووفقاً لما يقوله، تعتمد طريقة الجدل على الاستدلال الروحي، حيث تُقنِع المريض ونفسك أنَّ مرضه يرجع إلى اعتقادٍ كاذبٍ وزائف، ومخاوفَ لا أساس لها، وأنماط سلبيةٍ تسكن عقله الباطن؛ لذا اجعل عقلك يصل إلى نتيجةٍ منطقيةٍ وواضحة، وأقنِع المريض بها، وهي أنَّ السبب الوحيد لمرضه هو نمطٌ من تفكيره المشوَّه، والذي اتخذ شكلاً ما في جسده.

عليك أن تفسِّر للشخص المريض أنَّ أساس شفائه يعود إلى تغيير اعتقاده، وعليك أيضاً توضيح أنَّ العقل الباطن هو الذي يدير الجسد وجميع أجهزته، وأنَّه يعرف كيف يساعد في شفاء الجسد، وأنَّه يقوم الآن بذلك في أثناء حديثك.

إنَّك تجري مناقشةً جدليَّةً داخل قاعة محكمة عقلك، فحواها أنَّ المرض هو ظلُّ العقل الذي تسيطر عليه أفكارٌ خياليةٌ مريضةٌ وكئيبة، وتستمرُّ في إنشاء وإقامة كلِّ دليلٍ وبيِّنةٍ يكون بمقدورك تجميعها، وذلك من أجل مصلحة قوَّة الشفاء الداخلي لديك، وتصدر عندئذٍ حكماً من خلال محكمة عقلك لصالحك وصالح مريضك، وتحرِّر الشخص المريض من الإيمان والفهم الروحي؛ وبما أنَّه ليس هناك سوى عقلٌ واحد، سيتجسَّد ما تؤمن به وتسلِّم بصحَّته في تجربة المريض متبوعاً بالشِّفاء.

إقرأ أيضاً: 5 حقائق عجيبة عن القوى الخفية للعقل الباطن

خامساً: طريقة فنِّ وعلم الدعاء الصادق

يقصد بمصطلح "علم" تلك المعرفة المُنسَّقة والمرتَّبة والمنظَّمة.

دعنا نفكَِّر بصورةٍ أعمق في فنِّ وعلم "الدعاء الصادق". يتناول هذا النوع من المعرفة المبادئ الجوهرية للحياة؛ فهو يصف العمليات والأساليب التي تظهر آثارها الإيجابية في حياة كلِّ مَن يطبِّقها بإخلاص، وإنَّ الفنَّ أسلوبك في الدعاء، أو أنَّه عمليَّة الدعاء نفسها؛ وتكون استجابة الله لدعائك نتيجةً لثقتك الداخلية التي طبعتها في ذهنك حول ذلك.

"ادعو واطلب من الله، وسوف تحصل على ما تطلبه؛ ابحث، وسوف تجد؛ اطرق ذلك الباب، وسوف يُفتَح لك بإذن الله".

ماذا يخبرنا هذا القول المأثور؟ إنَّه يعني بكلِّ وضوح أنّّك ستحصل على ما تطلبه، وسيُفتَح لك هذا الباب عندما تطرقه، وستجد ما تبحث عنه. كما يدلُّ ضمنيَّاً على حزم قوانين العقل والروح، فهناك دائماً استجابةٌ من العقل الباطن لتفكير العقل الواعي، حيث تكون استجابة الخالق لدعائنا ثابتة، فلن تحصل على حجرٍ حينما تطلب الخبز، وإنَّما ستحصل على الخبز الذي طلبته، ولكنَّ هذا يحدث عندما تتزوَّد بالإيمان التام بأنَّك ستحصل عليه.

بشكلٍ عام، عندما تريد الحصول على شيء، عليك أن تطلبه وأنت مؤمنٌ وواثقٌ تماماً من حصولك عليه، لينتقل عقلك من الفكرة إلى الشيء ذاته؛ لأنَّه إذا لم تتصوَّر حصولك على الشيء بالفعل داخل عقلك، فلن يتحرَّك عقلك باتجاه تحقيق ذلك الشيء، إذ لم يجد ما يتوجَّه إليه. لذا يجب أن يكون دعاؤك صورةً واضحةً في عقلك، حتَّى تتحرَّك قوة عقلك الباطن تجاه تحقيق ما ترغبه، فيجب أن يصل عقلك إلى حالةٍ من القبول التام والثقة في الحصول على ما ترجوه.

يجب أن يصحَب هذا التأمُّلَ شعورٌ بالسعادة والاطمئنان عند توقُّع تحقيق شيءٍ معيَّنٍ ترغب به، حيث إنَّ الأساس السليم لعلم وفنِّ الدعاء الصادق ما هو إلَّا معرفتك وثقتك التامة بأنَّ عقلك الباطن سيستجيب لتحرُّكات عقلك الواعي، حيث يحتوي العقل الباطن على حكمةٍ دون حدود، وقوَّةٍ غير منتهية؛ وباتباعك لتلك الطريقة، سيُستجاب لدعائك.

إقرأ أيضاً: ما هي آداب الدعاء؟ وما هي أفضل أوقاته؟

في الختام:

تكمن رغبتك في دعائك؛ لذا تخيَّل تحقيق رغبتك الآن، واشعر بأنَّها شيءٌ واقعي، وكن مهندس عقلك، وحاول أن تستشعر السعادة والراحة الكاملة من خلال توقُّع تحقيق رغبتك، وتذكَّر دائماً أنَّ القلب الشاكر يكون دائماً قريباً من ثروات الدنيا ونعَمها، وسوف يتحقّق ما تقرِّره وتشعر به كشيءٍ حقيقيٍّ من خلال اتباعك الطرائق العملية والعلاجية السابقة، مع الأخذ بالأسباب.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة