5 خطوات لتصبح قائد فكر

أتعرف مَن هو قائد الفكر؟ من المحتمل أنَّك تتابع العديد من قادة الفكر في مجال عملك، أو في أية مجالاتٍ أخرى تهتم بها، ولكن هل سبق أن فكرت بأن تصبح أنت بنفسكَ قائد فكر؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب والمتحدِّث التحفيزي "بريان ترايسي" (Brian Tracy)، ويُحدِّثنا فيه عن القيادة الفكرية، وكيف تصبح واحداً من القادة الفكريين.

ستتمتع بالكثير من المنافع عندما تكون قائد فكر، فيمكنك مثلاً أن تضع جدولاً زمنياً خاصاً بك، وسوف يقدِّر الناس وقتك، ولكنَّ هذا المسار الوظيفي ليس للجميع، فللأمر مساوئه أيضاً.

نقدِّم في هذا المقال معلوماتٍ مساعدةً عن القيادة الفكريَّة، من ضمنها كيف تصبح واحداً من قادة الفكر إن كنت تعتقد أنَّه الأمر الصائب لك، فاقرأ لتتعلَّم كل شيء يجب أن تعرفه عن القيادة الفكرية.

ما هي قيادة الفكر؟

قائد الفكر هو شخصٌ - أو شركة - معترفٌ به بوصفه خبيراً في مجالٍ معينٍ، وقادة الفكر هم الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في مجالهم، فإن كنت قائد فكر، سيبحث الناس عنك في كل حالةٍ، ويرغبون في سماع رأيك ومشاركتك.
يتمتَّع قادة الفكر بمكانةٍ قويةٍ في المجتمع، لقد عملوا بجدٍّ ليصلوا إلى حيث هم الآن، وقضوا سنواتٍ من حياتهم في التعلُّم واكتساب الخبرة كي يحظوا بثقة الناس، وبسبب أفكارهم المبتكرة، وعلاقاتهم الطيبة مع الآخرين، فهم مؤهلون لإحداث تأثيرٍ كبيرٍ في محيطهم.

أنت على الأرجح تتابع بالفعل العديد من قادة الفكر، حتى وإن لم تكن على درايةٍ بذلك، وخير مثال على ذلك رائد الأعمال والمسوِّق الرقمي المعروف "نيل باتيل" (Neil Patel)، الذي يعدُّ أحد أهم الأصوات المسموعة في مجال التسويق الرقمي.

من الأسماء الأخرى التي قد تعرفها الاختصاصي في مجال خدمة العملاء والتسويق الرقمي "جاي باير" (Jay Baer)، والكاتبة وسيدة الأعمال "أريانا هافينغتون" (Arianna Huffington)، وصاحب كتاب "أربع ساعات عمل في الأسبوع" (The 4-Hour Work Week) "تيم فيريس" (Tim Ferriss)، فهؤلاء جميعاً يُعَدُّون أمثلةً جيدةً عن قادة الفكر.

شاهد بالفيديو: 8 أساليب للقيادة الناجحة في أوقات الأزمات

منافع أن تكون قائد فكر:

إليك العديد من الأسباب الأساسية التي تجعل كونك قائد فكرٍ شيئاً مساعداً لك، ولعلامتك التجارية، وها هي بعض المنافع التي ستتمتع بها، ما إن تُنصَّب قائد فكرٍ في مجالك:

1. تُقدَّر قيمة وقتك:

عندما يراك الآخرون بصفتك قائد فكرٍ، فإنَّهم سيدفعون أكثر لقاء وقتك، وستستطيع كسب المال فقط لأنَّ الناس يحبون أن يسمعوا أفكارك أو يعرفوا وجهة نظرك في موضوعٍ معينٍ، إنَّها طريقة سهلة لكسب المال، فأنت تتلقاه فقط من أجل أفكارك.

يحترم الناس آراء قادة الفكر، إذ يريدون أن يعرفوا ماذا لديك لتقوله، وذلك لأنَّك معروفٌ بصفتك خبيراً.

2. تضع جدولك الزمني الخاص:

غالباً ما يكون قادة الفكر الناجحون رواد أعمال، إنَّهم يتصرفون كما يريدون، دون أن يكونوا تحت إمرة مديرٍ أعلى مرتبة، ومن بين المنافع الأخرى، فإنَّ هذا يمنح قادة الفكر مرونة عالية في جداولهم، إذ تتوفر لهم الحرية في التمتع بجوانب الحياة الأخرى، مثل السفر، أو العائلة، أو ممارسة الهوايات، أو أيَّاً كان ما يريدونه.

بمجرد أن تنجز العمل اللازم لتصبح قائد فكر، عندها يمكنك أن تعيش حياتك كما يحلو لك.

3. أنت الخبير:

يُنظر إلى قادة الفكر على أنَّهم الأشخاص الأذكى في أي مكان، فيولي الناس اهتمامهم لك بصفتك قائد فكر، ويريدون أن يسمعوا أقوالك لأنَّهم يتطلعون إلى آرائك بصدق، ويقدِّرون كلماتك، لقد أثبتت أنَّك تعرف ما الذي تتحدَّث عنه، والآن يمكنك الاستمتاع بشعور أن تكون الشخص الذي يُقصد لخبرته.

مساوئ أن تكون قائد فكر:

من المؤكد أنَّ كونك قائد فكر يجلب لك كثيراً من المحاسن، ولكن توجد مساوئ أيضاً لهذا المسار الوظيفي، مثل:

1. أنت تحت الأنظار دائماً:

بصفتك قائد فكر، فإنَّ كل شيء تفعله أو تقوله مراقبٌ، هذا الأمر يزيد من التوتر في حياتك، فإن زلَّ لسانك بقولٍ ما، أو أخطأت بفعل شيءٍ ما ليس من ضمن مجالك تماماً، يمكن أن ينعكس هذا بشكل سيئ عليك، ومن المحتمل أن يسبب لك تداعياتٍ كبيرةً.

2. الحاجة الدائمة إلى مواكبة آخر المستجدات:

سيظهر دائماً قادة فكر جدد في مجالك ذاته، لذلك فمن الهام أن تبقى مطلعاً دائماً على آخر المستجدات، وهذا بدوره يستدعي كثيراً من الجهد.

يجب على الرواد الفكريين أن يبذلوا جهداً ليحافظوا على متابعتهم لكل ما يجري حولهم، فريادة الفكر عملٌ متواصل؛ لذا عليك أن تبقى على تواصل مع جمهورك أينما كان، وأن تبقى متابِعاً لأي موضوع أنت الخبير فيه.

خمس طرائق لمساعدتك لتصبح قائد فكر:

الآن بعد أن أصبحت على دراية بالمساوئ والمحاسن، يمكنك أن تتخذ قرارك عن معرفة فيما إن كان مسار قائد الفكر خياراً مناسباً لك، إليك 5 خطوات يمكنك اتباعها لتقترب من أن تصبح قائد فكرٍ في مجالك:

1. تعزيز مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور:

أعظم قادة الفكر هم أيضاً مقدِّمون ماهرون، ويمكنهم التواصل على نحوٍ جيدٍ، كما أنَّهم يلقون الخطب بانتظام لمشاركة الناس الآخرين معارفهم؛ لذا إن كنت ترغب في أن تصبح قائد فكر، فصقل مهاراتك في التحدُّث أمام الجمهور هو نقطةٌ جيدةٌ للبدء منها.

عزز مهارتك في الخطاب، من خلال تعزيز ثقتك بنفسك، وإن لم تكن تشعر أنَّك متحدِّثٌ واثقٌ من نفسه، حاول أن تستخدم وسائل بصرية لمساعدتك على التعبير عن وجهة نظرك، فتحدَّث أمام جمهور موثوق أولاً، وتجنَّب كلمات الحشو مثل: "إذاً" أو "أمممم" أو "أجل".

من الهام أيضاً أن تعمل على تحسين حضورك على المنصة، اجذب اهتمام جمهورك من خلال سؤالٍ أو دعابةٍ، واستخدم المنصة بأكملها، تجوَّل في الأرجاء لتتمكن من التحدُّث إلى مجموعات مختلفة من الجمهور، كما ستُحدِث وسائلك البصرية ولباسك تأثيراً في تحسين حضورك.

في النهاية، أفضل طريقةٍ لتحسن مهارتك في التحدُّث هي أن تتمرن؛ لذا أدِّ أكبر عددٍ ممكنٍ من العروض، وتحدَّث إلى مجموعات مختلفةٍ من الجماهير في أماكن مختلفة، فكلما تحدَّثت أكثر، أصبحت متحدِّثاً أبرع.

2. تأليف كتاب:

إن كان لديك الكثير لتقوله في موضوعٍ معينٍ، وأنت تعرف ما الذي تتحدَّث عنه، فلتكتب أفكارك وتشاركها مع العالم، فيتطلَّب نشر كتاب جهداً مضنياً، ولكنَّه خطوةٌ مساعدةٌ للغاية لتصبح قائد فكر محترماً.

أول خطوة لتنشر كتاباً هي أن تكتبه؛ لذا فكر بموضوع أنت شغوف به، ومعرفتك به جيدةٌ جداً، ثم ضع الخطوط العريضة واشرع بالكتابة، يمكنك أن تعثر على مصادر إلكترونية لتوجهك إن احتجت إلى ذلك.

ما إن يصبح مخطوطك جاهزاً، ستجد نفسك أمام خيارين للنشر: النشر التقليدي، أو النشر الذاتي، توجد إيجابيات وسلبيات لكل من الخيارين، النشر التقليدي أصعب للوصول إليه، لكنَّك ما إن تصل حتى تجد من ينجز كثيراً من المهام نيابةً عنك.

من الناحية الأخرى، في حين أنَّه يمكن لأي أحد أن ينشر كتاباً نشراً ذاتياً، ستحتاج إلى جهدٍ أكبر لتسويق عملك، وأيَّاً تكن الطريقة الأفضل بالنسبة إليك، فإنَّ نشر كتاب هو طريقةٌ عظيمةٌ لتصبح قائد فكر.

3. نشر محتوى نوعي:

نشر محتوى على منصةٍ ما، مثل مدونة، أو قناة على موقع يوتيوب (Youtube)، أو تدوينة صوتية، يعدُّ طريقةً عظيمةً للارتقاء بنفسك، وعندما تنشر محتوىً في مجالٍ معينٍ، فهذا يشير إلى أنَّك خبيرٌ في مجالٍ معينٍ، ويساعدك على أن تصل وتتحدَّث إلى مجموعة معينة من الناس.

عندما تنشر محتوىً، فمن الهام أن تحرص على أن يكون لديك هدف من ورائه، ويجب أن يكون هدفاً هاماً، ويشير إلى أنَّك محترفٌ ويمكن للناس أن يضعوا ثقتهم به.

يجب أن يُنشر محتواك في كل مكان إلكترونياً، على موقعك، ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وأي قنوات أخرى يمكن أن تخطر على بالك، وقم بإنشاء محتوىً طويل، كمقال في مدونة مثلاً، ثم اقتطع أجزاءً منه، وأعد استخدامها كمقتطفات للمنصات التي يُنشر فيها محتوى قصيراً.

4. إنشاء شبكة علاقات:

يمكن أن تؤدي المشاركة في أحداث تقدِّم فرصاً لتوسيع شبكة علاقاتك إلى تعزيز مهنتك في قيادة الفكر، وسواء أحضرت فعاليات التواصل شخصياً أم عبر الإنترنت، فإنَّها طريقة ممتازة للتواصل مع الأشخاص الذين قد يكونون قادرين على الاستفادة من مهاراتك في قيادة الفكر مستقبلاً.

تعدُّ "مجموعات العقل المدبر" نصيحةً أخرى جيدةً عندما نتحدث عن "كيف تصبح قائد فكر"، فتتكون "العقول المدبِّرة" من مجموعة من الأشخاص الذين يجتمعون في مكانٍ واحدٍ، فيلتقون ليتعلموا واحدهم من الآخر، ويساعدون على تطوير بعضهم بعضاً، وهذه المجموعات تعدُّ طريقةً عظيمةً لاكتساب المسؤولية، وتبادل الأفكار بين الأقران، وفرصةً للتعلم المستمر، وكل ذلك سيكون مساعداً في طريقك لتصبح قائد فكر.

5. التواصل مع الصحفيين:

انشر اسمك من خلال التواصل مع الصحفيين، واعرض عليهم أن تضيف خبرتك إلى القصص التي يغطونها، فيمكنك مثلاً أن تسجِّل في منصة مثل "هارو" (HARO) أو "هيلب إي ريبورتر آوت" (Help A Reporter Out)، فتُنسق هذه المنصات بين الخبراء والمراسلين أو الكتَّاب الذين يبحثون عن اقتباسات.

يمكنك أيضاً أن تتواصل مع المراسلين والصحفيين أو المجلات على نحو فرديٍّ، وترسل لهم رسائل بريد إلكتروني، تسألهم ما إن كانوا بحاجة مصدرٍ إضافيٍّ، فأن يُستشهد بك بصفتك خبيراً هي طريقة رائعة لأن ينظر إليك بصفتك قائد فكر.

في الختام: كيف تصبح قائد فكر؟

لا تصبح قائد فكرٍ بين ليلةٍ وضحاها، ولكن إن عززت وجودك على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشرت محتوىً بجودةٍ عاليةٍ، وسعيت إلى إجراء محاضرات لمشاركة أفكارك المبتكرة، سيبدأ مزيد من الناس بأخذ ملاحظات من حضورك في المجال، وفي النهاية، ستكون مؤهلاً بصفتك قائد فكرٍ، وجاهزاً للدخول إلى عالم الأعمال من أوسع أبوابه.