5 خصائص استراتيجية لتطوير القيادة الناجحة

يتفق معظم المديرين التنفيذيين في الموارد البشرية على أنَّهم بحاجة إلى قادة يمكِنهم التفكير بشكل استراتيجي، ولا يتبعون نماذج الأعمال التجارية القديمة، ويؤسسون ثقافات تتبنَّى التغيير، ولكن ما مدى استعدادهم للاستثمار في تطوير القيادة الفعالة؟ وما هي أنواع التدريب والتطوير الذي يحتاجونه؟



للإجابة عن هذه الأسئلة، أُجرِيَت مؤخراً 3 دراسات لقياس الإنفاق على تنمية المهارات القيادية.

أظهرَت النتائج أنَّ المديرين التنفيذيين في قسم الموارد البشرية يعتقدون أنَّ الاستثمار في تطوير القيادة الفاعلة لبناء مجموعة قوية من القادة أمر بالغ الأهمية لنجاح مؤسساتهم في الوقت الحالي والمستقبلي.

أفاد معظم الذين استُطلِعَت آراؤهم أنَّهم يحققون زيادات مستمرة في ميزانيات التنمية على أساس سنوي. علاوة على ذلك، فهم يستثمرون في جميع القادة على اختلاف مستوياتهم دون تمييز، بدءاً من المشرفين ووصولاً إلى كبار المديرين التنفيذيين.

لقد جمعنا آراءهم جميعها لمشاركة العوامل الخمسة التي يعتقد مديرو الموارد البشرية أنَّها ضرورية لاستراتيجية تطوير القيادة الناجحة.

5 خصائص استراتيجية لتطوير القيادة الفعالة:

1. نهج تنفيذي مختلط:

لقد ولَّت الأيام التي كانت تُطبَّق فيها نماذج واحدة على الجميع؛ حيث أفاد المسؤولون التنفيذيون في الدراسة أنَّه من الضروري صياغة مبادرات مختلطة تعكس الثقافة الفردية لمؤسستك واحتياجات العمل لتطوير قيادة ناجحة.

عرَّف المشاركون كلمة "مختلط" على نطاق واسع، ويفكرون في الأمر من منظورين:

  • يمنح خلط الأساليب معاً، مثل: التسليم وجهاً لوجه مع التدريب على القيادة عبر الإنترنت، القادة قدراً أكبر من المرونة لاختيار طريقة تعلُّمهم.
  • يجعل خلط البرامج الرسمية ببديلاتها غير الرسمية الصغيرة، بما في ذلك الندوات عبر الإنترنت، وورشات العمل، والأدوات حسب الطلب وما إلى ذلك، التعلم أسهل في التكيف والاستيعاب.

ولمساعدة القادة على التنقل في خيارات التطوير الموسعة هذه بطريقة مدروسة ومنهجية، تُقدِّم المؤسسات إرشادات حول القدرات التي ستكون مطلوبةً في كل نقطة في السلسلة الوظيفية النموذجية.

كما قال أحد كبار مسؤولي المواهب: "سمحنا لأي شخص بأخذ أي شيء، ولدينا خرائط تعلُّم؛ لذا إذا أراد شخص ما أن يصبح مديراً للأفراد، فهذه هي الأشياء التي يجب أن تتعلمها في الـ 60 يوماً القادمة، ونعتقد أنَّه إذا أخبرتَ القائد بما يحتاجه ليكون ناجحاً، وأتحتَ له استخدام الموارد، فسيلتزم بالتعلم".

شاهد بالفيديو: 10 نصائح لتطوير المهارات القيادية

2. دعم واسع ومتواصل:

يُعلَن عن استراتيجيات القيادة بضجة كبيرة في كثير من الأحيان، ولكن سرعان ما تتلاشى وتصبح مجرد أمر لحظي؛ حيث لا يوجد اتساق ولا دعم مستدام ولا متابعة من شهر إلى شهر أو من سنة إلى أخرى؛ مما قد يستنزف طاقة الناس ويرسل رسالةً خاطئة ويضعف تنمية القيادة الناجحة.

لكنَّ الزمن يتغير على نحو متزايد، ويرى كبار القادة أنَّ القيادة الفاعلة هي نقطة مميزة تساعدهم على جعل استراتيجية الشركة تنبض بالحياة ووضعها في موقع جيد لمواجهة التغييرات غير المتوقعة في السوق والاقتصاد.

لذلك يركز المسؤولون التنفيذيون في الموارد البشرية على بناء دعم من أعلى إلى أسفل مستوىً في المؤسسة للتعلم عبر جميع المستويات؛ مما يجعله جزءاً من وظيفة كل قائد، وقد بدأوا في القمة من خلال إشراك كبار المديرين التنفيذيين في نمذجة سلوكات القيادة الفاعلة وفي تحفيز القادة وإلهامهم لجعل التنمية هي الأولوية.

أفادت إحدى الشركات أنَّها تشارك أعضاء مجلس الإدارة وكبار المديرين التنفيذيين كمدربين لتطوير القيادة، وتطلب منهم مشاركة خبراتهم الشخصية وآرائهم خلال حدث سنوي.

3. التركيز على حقائق مكان العمل:

يقول القادة الذين شملهم الاستطلاع: إنَّ أكثر مبادرات تطوير القيادة فاعلية تربط التعلم بالتحديات والفرص؛ ونتيجة لذلك، فإنَّ أنجح مبادرات تطوير القيادة تجلب نظرية القيادة إلى الحياة.

يريد مديرو الموارد البشرية التأكد من أنَّ القادة يعرفون مدى دعم عملهم لنجاح المؤسسة الشامل؛ ونتيجة لذلك، يصبح التعلم أكثر صلةً، ويكون لدى القادة طريقة آمنة لممارسة مهارات جديدة يمكِنهم إدخالها إلى مكان العمل.

تجعل هذه الأنواع من أساليب التدريس التجريبية التعلم أكثر ثباتاً، ويزيد احتمال إحداث تغيير دائم، ويمكِنهم تغيير عقلية القادة وكيف ينظرون إلى العالم من حولهم، ويتيحون لهم إمكانات جديدة وطرائق أكثر فاعليةً للقيادة، وإنَّ هذا الأمر جيد بشكل خاص إذا عززنا التطوير المرتبط بمكان العمل بمرور الوقت من خلال الكوتشينغ والمنتورينغ والتواصل.

إقرأ أيضاً: طريقة استخدام مبادئ القيادة التكيفية في مكان العمل

4. التفاعل والمشاركة:

تدفع فِرَق الموارد البشرية التطوير اليوم نحو ما هو أبعد من المحاضرات الثابتة؛ فهم يضيفون الحيوية إلى التعلم من خلال الألعاب التفاعلية، وجلسات الأسئلة والأجوبة، ومقاطع الفيديو، والتقنيات الأخرى التي تحافظ على اهتمام المتعلمين وتفاعلهم. ومن المرجح أن تخترق الأفكار الهامة فوضى المعلومات وتجذب انتباه كل قائد، مما يؤدي إلى تطوير قيادي فعال وتغيير دائم.

بالإضافة إلى ذلك، يصبح التعلم إيجابياً وليس سلبياً، وكما قال أحد كبار قادة الموارد البشرية، "بغضِّ النظر عما إذا كان ذلك التعلم من خلال الشاشة أو وجهاً لوجه، فلن يكون فعالاً إذا لم تتمكن من التوقف وطرح الأسئلة؛ فالتفاعل معهم هام جداً".

فقد صُمِّم التعلم عبر الإنترنت بشكل متعمد لتعزيز التواصل الحقيقي وتقديم تجارب نابضة بالحياة.

5. استخدام الأدوات والتقييمات:

تعلُّم القيادة هو تجربة شخصية للغاية؛ لذا تستخدم فِرَق الموارد البشرية أدوات وتقييمات القيادة لتوفير سياق مخصص لرحلة التطوير لكل قائد.

ولنمذجة أفضل الممارسات، حدَّدَت أقسام الموارد البشرية المهارات والكفاءات القيادية التي تحتاجها مؤسساتهم للنجاح الحالي والمستقبلي، ويستخدمون التغذية الراجعة بطريقة 360 درجة بشكل استراتيجي لمساعدة كل قائد على أن يصبح أكثر وعياً بذاته.

يوفِّر هذا المنظور القائم على التقييم نقطةً محورية هامة لتطوير القيادة الفاعلة، حيث يتمتع القادة بفهم واضح لما تحتاجه مؤسساتهم، وكيف يُقارَن أداؤهم بأداء أقرانهم، والتحسينات التي يحتاجون إلى إجرائها لدعم نجاح مؤسستهم؛ حيث يمكِنهم بعد ذلك بناء خارطة طريق تطوير شخصية لرحلة القيادة الخاصة بهم.

هل تستثمر مؤسستك في تطوير القيادة الفاعلة؟

كيف تتراكم استثمارات مؤسستك في تطوير القيادة عند مقارنتها بنظرائك؟ هل تستثمر موهبتك بالقدر نفسه الذي يستثمره منافسوك في مواهبهم؟ تعكس هذه الخصائص الخمس - استراتيجية تطوير القيادة الناجحة - جزءاً صغيراً من المعلومات الغنية وقياس حالة الإنفاق على تطوير القيادة اليوم ومستقبلاً.

بالإضافة إلى مشاركة اتجاهات الإنفاق واستراتيجياته من أجل مبادرات تنمية قيادية أكثر فاعلية، فإنَّ التقرير أيضاً:

  • يستكشف من يملك عادةً ميزانية تطوير القيادة.
  • يفحص مقدار إنفاق المؤسسات بناءً على الإيرادات، وحجم القوى العاملة، ومستوى القائد.
  • يحدد مقدار ما تكرسه المؤسسات عادةً لتطوير مواهبها ذات الإمكانات العالية.
  • يقارن الإنفاق على مبادرات التنمية من مصادر داخلية مقابل تلك التي يحصلون عليها من مصادر خارجية.
  • يتتبع معدلات اعتماد أساليب التعلم الرقمية مقابل التدريب وجهاً لوجه.
  • يستعرض التحديات الأكثر شيوعاً التي تواجهها المؤسسات في تقديم تنمية المهارات القيادية.
  • يُقدِّم توصيات إلى قادة الموارد البشرية الذين يتطلعون إلى بناء استراتيجية تطوير قيادة ناجحة في المستقبل.



مقالات مرتبطة