5 حقائق ستُفاجِئكَ بها الحياة بعد التّخرج

بعد مُضِيِّ ثلاثِ سنواتٍ على تخرُّجي من الكليَّة، يمكنني القول وبكلِّ أمانة: أنَّ "العالم الحقيقي" ليس ما كنت أتصوره وسط بحثي المحموم عن وظيفة خلال سنة التَّخرُّج. لقد جعلتني القلَّة القليلة من برامج التدريب ومقابلات العمل التي أجريتها، أقتنع بأمرٍ واحد: احصلَ على وظيفة، أي وظيفة (في مجال عملك)، وستكون من بعدها سعيداً.

لقد أعدَّتني الجَّامعة وبأحسنِ شكلٍ ممكن من النَّاحية التقنية لعملي، لكن فاتني بطريقة أو بأخرى؛ مناقشة المواضيع التي من شأنها أن تُحدث فرقاً أكبر في مدى رضايَ عن وظيفتي. إليكَ -وبدون أيِّ ترتيبٍ مُحدَّد- بعض جوانب "العالم الحقيقي" التي وجدتُها بعد تخرُّجي، الأكثر إثارةً للدَّهشة.



أولاً: عمليَّة التَّوظيف هي أكبرَ التَّحدِّيات التي تواجه الشَّركات الناجحة

على قدر ما شعرت بالتَّوتُّر الشديد بشأنِ إيجادِ وظيفة، على قدرِ ما كان أرباب العمل المستقبليين أكثرَ قلقاً بشأن ملئ مكتبٍ فارغ، بشخصٍ قادرٍ على مواكبة تطورات العمل بسرعة، والمساهمة في عمل الفريق، والمساعدة على دفع الشركة إلى الأمام. لقد كانوا متوترين بشأنِ إيجاد مكانٍ لينشروا فيه طلبات الوظيفة بهدف الحصول فعلياً على المُتقدمين المُناسبين، وكيفية ترتيب وقتهم بشكلٍ مناسبٍ لقراءة السِّير الذاتية وإجراء المقابلات، وكيفية تفسير السِّير الذَّاتية للمتقدمين. وعندما يعلمون أنَّهم قد وجدوا المرشّح المناسب، كانوا لا يزالون قلقين من أنَّ مزاياهم قد تصل لمسامع المنافسين، وبالتالي من أن يخسروا المعركة من أجل الظَّفرِ بالمواهب.

إقرأ أيضاً: ستة خطوات للتوظيف الناجح

ثانياً: أن تكونَ الشَّخص الذي يُجري المقابلات، أصعب بكثيرٍ من أن تكون الشَّخص الذي يخضع لها

ما مدى صعوبة أن تطرح الأسئلة؟ اكتشفت الإجابة على هذا السُّؤال عندما ذهبت مع معلمي في رحلة توظيفٍ لصالح مؤسسة (ACBJ) إلى صفوفي الدِّراسية القديمة في الصحافة في جامعة نورث كارولاينا. عندما كنت أستعدُّ لمقابلات العمل، كنت أركز على التَّمكن من الإتيانِ بإجاباتٍ "رائعة" للأسئلة الخادعة، بصورةٍ تجعلني أبدو ذكيَّاً بدلَ من أجعل من نفسي أضحوكة.

لكن بمُجرَّد جُلوسي على الجانب الآخر من الطَّاولة، أدركت أنَّه لا يوجد شخص يريد إجراء مقابلة وظيفية، ويجعل المتقدّم لها يبدو غبيّاًّ؛ ولا يريد في المقابل أن يطرح أسئلة تُفضي إلى ردودٍ مُعلَّبة. بل بدلاً من ذلك، فإنَّهم يبذلون قصارى جهدهم لطرح الأسئلة التي ستكشف حقاً عما إذا كنت تمتلك المهارات المناسبة، وما إذا كانت شخصيتك مناسبة للوظيفة؛ بمعنى إذا كانَ شغفك يتماشى مع شغفهم، وإذا كان منظورك يفي بالغرض وإذا كنت تتمتَّع بما يكفي من الشَّجاعة. لكن السَّؤال نفسه قد لا يعمل بالضَّرورة مع مرشحين مختلفين. إذ قد لا يفهم أحد المرشحين سؤالاً كان قد أجاب عليه مرشَّحُ آخر بالشَّكل الأمثل، لكن وفي الوقت عينه؛ لا علاقة لفهم المرشح للسؤال بما إذا كان مؤهلاً لهذا المنصب أم لا.

شاهد بالفيديو: طرق ذكية لتنجح في مقابلة العمل بسهولة

ثالثاً: إنَّ زملاء العمل يحبون أن يشاركوكَ تفاصيل حياتك

كان لدي شعور بأنّ أيَّ قدر من تبادل التفاصيل الشخصية في العمل هو أمرٌ مبالغٌ فيه. لذا أبقيتُ محادثاتي مع زملائي في العمل ضمن حدود "كيف كانت عطلة نهاية الأسبوع؟"، بدلاً من سؤالهم عن تفاصيل محددة عن أفراد أسرهم أو عن أهدافهم الشخصية. ولكن عندما بدأت في ملاحظة أنَّ الآخرين من حولي يتبادلونَ تفاعلات جادَّة، لاحظت الفرق وبدأت في أن أكون أقلَّ رسميَّة. وقبل أن أعي تأثيرَ ذلك، كان رؤسائي يتندَّرون بقدرتي على زجِّ "زورق كاياك" ضمن كل عطلة أقضيها.

رابعاً: ستُنجِز 80 بالمئة من عملك خلال 20 بالمئة من وقت العمل

إذا كنت محظوظاً، فسوف تجني ثمار هذا على شكلِ وقتٍ إضافي تُخصِّصهُ في السَّعي نحو شغفك في الحياة، أو في العمل التَّطوعي، أو تحمل مسؤوليات جديدة. لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد تجد نفسك أنَّ كل ما تقوم به هو انجازُ عملٍ ضئيلٍ في الثمانين بالمئة المتبقية من وقتك.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة لادارة الوقت

خامساً: إنَّ السَّعادة في العمل هي أكثر بكثير من الحوافز والرَّاتب

"لقد عملت ضمن مجال دراستي، ودخليَ أكثر من كافٍ لتسديد فواتيري. إذاً هل يحقُّ لي أن أتذمَّر من عملي؟ أعرف الكثير من الخريجين الجدد الذين سألوا أنفسهم ذلك السؤال، خاصة إذا كان لديهم أصدقاء مازالوا لا يعملون بدوامٍ كامل. إنَّ السَّعادة في بعض الحالات، تمتد إلى ما هو أكثر من الامتيازات المادية الكبيرة. فمثلاً ساعات عملي رائعة، وألعب الورق مع زملاء العمل في وقت الغداء، ولديَّ تأمينٌ كبيرٌ على المعاش، ودائماً ما يكافئني ربُّ عملي بوقت راحةٍ إضافي. كيف يمكن أن أطلب أكثر من ذلك؟ "ولكن الحقيقة هي أنَّه إلى أن يتمّ تحفيزك عقلياً وتحديك لكي تصل إلى مستوىً يمكنك أن ترتقى إليه ضمن مجالٍ يواكب شغفك، سوف تستمر باستنزاف طاقاتك بغض النَّظر عن الامتيازات التي قد حصلت عليها".

لقد تعلمت الكثير في ثلاث سنوات. لكنني لم أتقن بعد الحصول على أقصى استفادة من يومي، أو تحديد شغفي الخاص، أو الاستثمار في حياة زملائي. فهذا يتطلب سنوات عديدة من التَّعلم!

المصدر




مقالات مرتبطة