5 أسئلة تثري بها محادثاتك مع الآخرين

إنَّ بناء العلاقات أمر في غاية الأهمية يؤثر في جميع جوانب حياتنا، داخل مكان العمل وخارجه؛ إذ تُعدُّ القدرة على بناء علاقات ذات مغزى مع الآخرين أمراً هاماً لعدد كبير من الأسباب؛ إذ لا يمكنك أن تجلس، وتأمل ببساطة أن يقترب منك الآخرون في ظل البيئة التي نعيش فيها اليوم؛ بل عليك أن تكون استباقياً، وتحضر الأحداث الاجتماعية، وتتبادل المعلومات؛ وذلك من أجل التواصل مع الناس وبناء شبكة علاقات لتبلغ المكان الذي ترغب أن تصل إليه.



قد تختلف أنواع الأسئلة التي يجب عليك طرحها حينما تقابل شخصاً ما أول مرة، وترغب في بناء علاقة معه تبعاً لنوع شخصيتك؛ ومع ذلك، ثمة بعض المجالات التي عليك التكلم عنها في حديثك حتى تتمكن من إجراء مناقشة ذات مغزى، والتعرف إلى الآخرين على مستوى أعمق، وإيجاد ما هو مشترك بينكم.

إذاً، كيف يمكنك تحويل الحوار من محادثة عادية إلى أداة لبناء علاقة حقيقية مع شخص ما؟ نقدِّم إليك 5 أسئلة لمساعدتك على البدء بذلك:

1. ما الذي ألهمك لمتابعة العمل في هذا المجال؟

يقدِّم اكتشاف ما ألهم شخصاً ما العمل في مجال معين نظرةً ثاقبةً حول أهدافه، واهتماماته، وشغفه؛ فمن المحتمل أن يكون هذا الشخص يعمل في مجاله المهني لأنَّه يحبه، أو يرغب دائماً في عمله؛ لذا، سيساعدك طرح هذا السؤال على إلقاء نظرة أعمق على دوافعه.

أصبح الحديث عن الإلهام في العمل أكثر شيوعاً؛ إذ تمتلك منصة "لينكد إن" (LinkedIn) سلسلةً كاملةً بعنوان "ما يلهمني"، والتي تتناول الدوافع التي تحفِّز المؤثرين على الموقع؛ إذ يستمتع رواد الأعمال بالتحدث عن كيفية بدء مشوارهم المهني، والتواصل مع أناس آخرين، والتكلم عن قصصهم الخاصة؛ ما يساعدهم على بناء أرضية مشتركة بينهم.

2. ما هي هواياتك؟

هذا سؤال بسيط عليك طرحه عند التعرف إلى شخص آخر؛ ولكنَّه هام للغاية؛ إذ تمنحك معرفة معلومات حول هوايات الآخرين نظرةً ثاقبةً على حياتهم خارج إطار العمل، كما يمكن أن تكتشف هوايةً مشتركةً أو حلقة وصل معهم؛ ففي حين إنَّه من الضروري التعرف إلى أهداف الآخرين ودوافعهم في العمل، يمنحك التعرف إلى اهتماماتهم فرصةً لتجاذب أطراف حديث ودي حول موضوع يرغبون بالتكلم عنه؛ فإذا اكتشفت أنَّ شخصاً ما يستمتع بلعب الجولف مثلك مثلاً، ادعه للعب جولة، وأكمل حديثك خلال ذلك الوقت؛ إذ لن تعرف أبداً ما قد يُثمر عن هذا الحوار، فقد يكون بعض الناس محظوظين بما يكفي لتحويل هوايتهم إلى وظيفة.

شاهد بالفيديو: 10 هوايات من شأنها أن تحولك إلى رائد أعمال أكثر نجاحاً

3. ما هو أكبر تحدٍّ واجهته في العمل؟

لا تخش طرح أسئلة حول المشكلات التي يعاني منها الشخص الآخر؛ فبصرف النظر عن مكان وجودك أو مجال عملك، ستواجه بالتأكيد تحديات كبيرة وصغيرة؛ فوفقاً لمقال نُشر في مجلة "رواد الأعمال" (Entrepreneur)، يُعدُّ كلُّ من تزايد الإيرادات، والتوظيف، وزيادة الأرباح؛ بمنزلة تحديات تواجه الشركات، ويتفق العديد من رواد الأعمال على ذلك.

يخلق الحديث عن التحديات أرضيةً مشتركةً في العمل؛ فمثلاً: قد يواجه الشخص الذي تتحدث معه صعوبةً في العثور على الموظفين المناسبين، وقد يكون لديك نصيحة يمكن أن تساعده، أو حل يعالِج مشكلته، أو يمكنك إرساله إلى شخص آخر يمكنه مساعدته؛ ما يجعله يدرك أنَّك شخص أهل للثقة، فيتشجع بالتالي على الانفتاح على الحديث معك فيما بعد.

إقرأ أيضاً: 4 مشاكل تواجه الموظفين في العمل

4. ما هو المجال الذي تركِّز على توسيعه في العمل؟

في كثير من الأحيان، يكون الهدف النهائي من بناء العلاقات في العمل تكوين شراكة ذات منفعة متبادلة، وتقديم النماذج، والعملاء، والشركاء المحتملين؛ لذا، فإنَّ فهم أهداف الشخص الذي تتحدث إليه أمر بالغ الأهمية: فما الذي يرغبون به؟ ومن هو شريكهم المستهدف؟ وما هي أفكارهم لتوسيع عملهم؟

قد يكون هناك مجالات محددة من عملك تركز على توسيعها في المستقبل القريب، وخلال السنوات القليلة المقبلة؛ كما أنَّ الجميع لديه أمر يرغب في تحسينه وتنميته في حياته المهنية؛ لذا ينبغي أن يكون لدى كل شركة خطة للتنمية؛ وقد تساعدك المشاركة في حوارات هادفة، والتوصل إلى حقيقة أهدافهم، ورغباتهم طويلة الأمد، على اكتشاف أفقك الخاص أيضاً.

5. ما هو الإرث الذي ترغب بأن تخلِّفه وراءك؟

يتيح هذا السؤال فرصةً لبناء علاقة مهنية وشخصية على حد سواء؛ إذ يمنحك طرح هذا السؤال فرصةً لاكتشاف ما يثير اهتمام هذا الشخص الذي تتحدث معه حقاً، والذي يُعدُّ أمراً ضرورياً للغاية لبناء علاقة ناجحة معه؛ فبصرف النظر عن هويتك أو مجالك في الحياة، يمتلك كل شخص إرثاً يرغب في أن يخلِّفه وراءه؛ فما هو إرثك؟ وكيف تخطط لتحقيقه؟

الخلاصة:

ستمكنك هذه الأسئلة التي تبدأ بها محادثاتك من أخذ معلومات حول رغبات الآخرين، ودوافعهم، وأهدافهم المستقبلية، وستسمح لك بتكوين علاقات وصِلات أعمق معهم؛ إلى جانب ذلك، من الهام ألا يتشتت انتباهك عند بدء المحادثة معهم، وطرح الأسئلة التي تضمن بناء علاقات أساسها الثقة؛ لذا، ابتعد عن أي عوائق تمنعك من أن تكون حاضراً بكل كيانك، وذلك لتتعرف إلى الشخص الآخر كما ينبغي.

المصدر




مقالات مرتبطة