5 نصائح لتكون أكثر سعادةً

بينما أكتب، يبدو الجوُّ قاتماً من نافذتي. وكلُّ شيءٍ رمادي والأيام تصبح أقصر، ففي منتصف العمر تعاني من جميع أنواع الضغوطات؛ فإن كنتَ مثلي، فإليك خمس نصائح لذلك.



ملاحظة: هذا المقالُ مأخوذٌ عن المُدوِّن "غلين غيهير" (Glenn Geher)، والذي يُحدِّثُنا فيه عن نصائحَ للشعور بالسعادة.

يرى المنظور التطوري للعواطف البشرية أنَّ عواطفنا - بما في ذلك السعادة - قد تطوّرَت بالشكل التي هي عليه؛ خدمة لوظائف تطوُّرية هامة لأسلافنا، وفي ظلِّ تلك الظروف، وعندما عاش السلف الحديث للبشر في السافانا الإفريقية في مجموعات صغيرة ومتماسكة بصورة عامة، اختبرَ الناس السعادة حينما حققوا نتائج مرتبطة بالبقاء و/ أو بنجاح الإنجاب.

تضمنت مثل تلك النتائج، على سبيل المثال:

  • إيجاد مصدر غذاء جديد.
  • ابتكار شيء يثير إعجاب الآخرين.
  • الظواهر الطبيعية مثل تدفُّق المياه العذبة في أثناء ظروف الجفاف.
  • تشارك الضحك والقصص مع أفراد الأسرة.
  • الشعور بالحب المتبادل من شريك مُحبٍّ وواثق وجذاب.

وبينما نختبر ذلك الوقت من السنة المرتبط بتضاؤل نور الشمس، إليك خمس نصائح للحصول على السعادة بناءً على هذه المقاربة التطوُّرية.

1. تناول شيئاً صحياً ولذيذاً:

في ظلِّ ظروف أسلافنا، تطوَّر البشر على تفضيل الأطعمة التي تحتوي على الدهون، متوقعين الجفاف والمجاعة؛ ولهذا السبب تطورنا لنفضل الأطعمة الغنية بأشياء مثل الكربوهيدرات والأملاح، وللمفارقة؛ فقد تبنَّت صناعة الأغذية الحديثة هذه التفضيلات الغذائية.

وهذا هو السبب في أنَّ أماكن مثل "برغر كينغ" (Burger King) ممتازة جداً في جني المال، ولكن أيضاً في توزيع المواد الغذائية غير الصحية أيضاً.

ولهذه الأسباب؛ فإنَّ تناول شيء لذيذ لا يملك دائماً تأثيرات تتضمن السعادة في العالم الحديث؛ إذ إنَّ الأطعمة الشهية مثل بسكويت الشوكولا لها ثمن، ومثل تلك الأطعمة قد تأتي مع شعور بالذنب من عدم قدرة المرء على السيطرة على دوافعه.

يمكن أن تكون الأطعمة الطبيعية - التي تتماشى مع أنواع الأطعمة التي كان يتناولها أسلافنا قبل ظهور الزراعة - لذيذة ولا تُشعِر المرء بالذنب عموماً.

اعثروا على تحليَتكم الطبيعية المفضلة اللذيذة اليوم، وقد تكون عنباً أو برتقالاً أو سمك السلمون أو البطاطا الحلوة، وغير ذلك.

إقرأ أيضاً: بالصور: 8 أطعمة صحيّة عليكم تناولها باستمرار

2. ابتكر وتشارك شيئاً اليوم:

إنَّ روح الإبداع هي جزء أساسي من بنيتنا النفسية المتطورة، فنحن نُعجَبُ بالأشخاص المبدعين ونميل إلى الشعور بالفرح في أثناء عملية الإبداع، وفي ظل ظروف أسلافنا، كان الإبداع محترماً بشكلٍ كبير؛ ولربَّما كان ذلك لأنَّه يعود بجميع أنواع الفائدة بما يتعلق بالنجاة والإنجاب.

وعلاوةً على ذلك، فإنَّ الإبداع هو مسعى اجتماعي بطبيعته، وإنَّ المشاركة مع الآخرين جزء أساسي من السعادة في نوع كنوعنا تكون به الاجتماعية أساسية.

حينما يتعلق الأمر بأشكال الإبداع، فإنَّ الخيارات لا نهائية تقريباً، فاكتبوا قصة قصيرة أو دعابة لمشاركتها مع صديق، أو قصيدة تأسر روحكم اليوم أو ارسموا شيئاً ما؛ لربما تنبثق رسمة سهلة خلال اجتماع الإدارة لتصبح شيئاً يجعلكم تبتسمون حقاً، وإن كانت كبيرة أم صغيرة، فما أقوله هو أنَّه عليكم محاولة ابتكار شيء كل يوم، وشاركوه مع أحد سيُقدِّرُه فلربما يشارككم بالمقابل.

3. اخرج إلى الطبيعة:

من الموكد أنَّه من الصعب الخروج إلى الطبيعة حين يكون الجو بارداً وقاتماً، كما تجبرنا جداول مواعيدنا المزدحمة على البقاء داخل المنزل وعدم القيام بشيء على الإطلاق، ولكن تذكروا أنَّه ولمدة كبيرة في تاريخ التطور البشري، كان أسلافنا يجولون بالعراء دائماً.

تطوَّرنا لنصبح محاطين بالهواء المنعش كما النباتات والحيوانات، لطالما كانت خصائص المياه الطبيعية والسماء والشمس جزءاً أساسياً من حياة أسلافنا اليومية؛ وكنتيجةٍ لذلك، طوَّرنا حباً كبيراً للطبيعة يدخل عميقاً في تطوُّرنا النفسي.

قد يكون شيئاً كالجري لمسافة ثلاثة كيلومترات قبل العمل أو المشي قليلاً في حديقةٍ قرب المكتب، أو ربما - وإن كان الوقت يسمح - التجول داخل الغابة، ولكن مهما كان ما يسمح به جدولكم، فتأكدوا من قضاء بعض الوقت في الخارج وأن يتضمن ذلك وجود بعض من عناصر الطبيعة.

4. تواصل مع أفراد العائلة:

مسألة القرابة هامة جداً في التجربة البشرية، ومن منظورٍ تطوري، فإنَّ الأقرباء هم أولئك الناس المميَّزون في العالم والذين يتشاركون معنا تركيبات وراثية معينة بشكل غير متكافئ.

وكنتيجةٍ لذلك؛ فإنَّ صلة القرابة لها علاقة تطورية متأصِّلة في نجاحنا؛ ولهذا نقول: "لا يصبح الدم ماء"، فكِّروا في فرد من العائلة ترتاحون لوجوده وأرسلوا إليه رسالة أو أجروا معه اتصالاً وشاركوا الضحكات معاً.

5. خصص وقتاً للمحبة:

في التجربة البشرية يتوافق الحب والسعادة تماماً؛ ولهذا السبب فإنَّ إيجاد علاقات حب ومراعاتها هو جزء أساسي من كوننا بشراً، وإنَّ للحب طريقة لإيجاد سعادة لا تضاهيها أيَّة سعادة أخرى.

فكِّروا في أحدٍ تحبُّونه حقاً في هذا العالم؛ قد يكون شريكاً رومنسياً أو أحد الوالدَين أو صديقاً، أو غير ذلك. تقرَّبوا من ذلك الشخص وتشاركوا وتواصلوا وابتسموا معه.

إنَّ علاقات الحب ليست أقلَّ من أن تكون أساسية حين ننظر إلى الأشياء من وجهة نظر تطورية، وهي تشبه الحدائق شبهاً كبيراً، وإن تمَّت مراعاتها والاهتمام بها بشكل منتظم، فلسوف تنمو بشكل جميل، وسوف تضمُر إن أُهمِلَت.

إقرأ أيضاً: 4 مفاتيح تُكسبك محبة الناس

الخلاصة:

السماء رمادية والنهار يقصر والحرارة إلى انخفاض، ويشتهر هذا الوقت من السنة بأنَّه يصيب الناس بالكآبة، وما أقوله هو أنَّه يتعيَّن عليكم عدم السماح بحصول ذلك.

يمكننا وباستعمال المنظور التطوري كدليل، القيام بالعديد من الأشياء الصغيرة التي ثبُتَ أنَّ لها تأثيراً يصنع السعادة على مدى آلاف الأجيال من التجربة البشرية.

هل تحتاجون إلى شيء يحفزكم على إكمال يومكم؟ أقول لكم اتبعوا هذه الخطى، وتناولوا شيئاً لذيذاً وصحياً، وابتكروا شيئاً، واخرجوا إلى الطبيعة، وتشاركوا الضحكات مع فرد من العائلة، وتأكَّدوا من مراعاة الحب اليوم.

المصدر




مقالات مرتبطة