عندما تبني شبكة علاقات بوصفك مدرِّباً شخصياً، فإنَّك تضع نفسك -حرفياً ومجازياً- في غرفة مع أشخاص من ذوي التفكير المماثل الذين يُعلِّمونك ويساعدونك على الازدهار. في هذا المقال، سنلقي نظرة على فوائد بناء شبكة العلاقات للمدربين الشخصيين، ونقدِّم لك أفضل النصائح لإقامة علاقات ذات مغزى ودائمة تعود بالنفع على عملك.
أهمية بناء شبكة العلاقات
ليس بالأمر السهل أن تضع نفسك تحت الأضواء، ولكنَّه أمر يستحق العناء. هناك عدد من الفوائد لبناء شبكة العلاقات بوصفك مدرِّباً شخصياً، وإليك بعضها:
1. اكتساب شهرة في مجتمع اللياقة البدنية
يساعدك التواصل على أن تصبح وجهاً مألوفاً في مجتمع اللياقة البدنية، ونتيجة لذلك، ستكون المدرِّب الشخصي المفضَّل للعملاء الجدد والمدربين الآخرين الذين يبحثون عن المشورة. فكلما زادت شهرتك، زادت احتمالية حصولك على إحالات من محترفي اللياقة البدنية الآخرين (مثل المدربين في التخصصات الأخرى، والمختصين في التغذية، والمعالجين الفيزيائيين، وغيرهم).
2. توسيع قاعدة عملائك
تعزِّز شبكة التدريب الشخصي الواسعة فرص التسويق الشفوي المجاني. وأظهرَ التسويق الشفوي أنَّه يؤدي إلى خمسة أضعاف المبيعات مقارنة بالإعلانات المدفوعة، ويقول 90% من الناس إنَّهم أكثر مَيلاً للثقة بالعلامات التجارية الموصى بها. ومع تعرُّف العملاء والزملاء في شبكتك إليك والثقة بك، من المرجَّح أن يُحيلوا الآخرين إليك.
3. إثبات نفسك بوصفك خبيراً في مجالك
بناء شبكة العلاقات في مجتمع المدربين الشخصيين هو فرصة لإظهار معرفتك، ممَّا يجذب المزيد من العملاء ويعزِّز سمعتك بين الأقران. ويمكنك أن تصبح رائد فكر، ممَّا يبني المصداقية والوعي بالعلامة التجارية.
4. التعلم من الآخرين
أثناء تواصلك مع مدربين شخصيين آخرين، ستتاح لك عدد من الفرص لتوسيع معرفتك باللياقة البدنية ومهارات التدريب. فتعلَّم عن التخصصات الأخرى، وتقنيات التمرين، ونصائح التدريب، وتعلَّمْ أيضاً من أخطاء ونجاحات المدربين الأكثر خبرة منك.
شاهد بالفيديو: 10 مهارات وصفات يجب أن يمتلكها المدرب الفعَّال
5 نصائح عن بناء شبكة العلاقات للمدربين الشخصيين
قد تبدو عملية التواصل مَهمَّة كبيرة وتستغرق وقتاً طويلاً، ولكن ليس من الضروري أن تكون كذلك. فمن المحتمل أنَّك تستخدم بالفعل بعضاً من أفضل استراتيجيات التواصل مع المدربين الشخصيين دون أن تدرك ذلك.
دعنا نتعمَّق في أهم النصائح لبناء شبكة العلاقات للمدربين الشخصيين:
1. صمِّم موقع ويب للتدريب الشخصي الاحترافي
يُظهِر موقع الويب الاحترافي أنَّك جاد في عملك ومستعد لاستقطاب عملاء جدد. وهناك الكثير من الطرائق لاستخدام موقع الويب في بناء شبكة العلاقات، فمثلاً سيساعدك إنتاج محتوى موقع الويب على بناء المصداقية والوعي بالعلامة التجارية في مجتمعك. قد يكون ذلك من خلال المدوَّنات والكتيِّبات ومقاطع الفيديو التدريبية المفيدة وغيرها، ويمنحك موقع الويب أيضاً الفرصة لعرض التزكيات وبيع خطط وحزم التدريب.
انظُرْ إلى موقع التدريب الشخصي باعتباره بطاقة عملك الحديثة، وخُذْ انطباعاً أوَّلياً عبر الإنترنت عن علامتك التجارية في سوق شديدة التنافسية.
2. كن حاضراً على وسائل التواصل الاجتماعي
هناك ما يقارب الـ 4.9 مليار مستخدم نشط على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، ممَّا يجعل وسائل التواصل الاجتماعي أداة ممتازة أخرى للتواصل مع المدرِّبين الشخصيين، حيث يمكنك من خلالها إنشاء محتوى جذَّاب ومشاركة قصة تدريبك الشخصي والوصول إلى جمهور أوسع.
ابحَثْ عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تستخدمها الشريحة المستهدَفة، وأنشِئْ حسابات مهنية في كل منها، ويمكنك أيضاً الانضمام إلى مجتمعات اللياقة البدنية عبر الإنترنت، أو بناء مجتمع خاص بك للتواصل مع العملاء والزملاء المحتملين. وكونك جزءاً من هذه المجتمعات يضمن أيضاً حصولك على فرصة لإجراء محادثات مع المتخصصين في مجال عملك.
3. احضر فعاليات بناء شبكة العلاقات للمدربين الشخصيين
نمو الشبكات عبر الإنترنت لا يجعل التواصل على أرض الواقع أقل فعالية. ابحَثْ عن المدربين الشخصيين المحليين والوطنيين وفعاليات اللياقة البدنية، مثل ورشات العمل أو الدورات التدريبية التعليمية أو المؤتمرات أو الندوات، لتتمكن من مقابلة محترفين آخرين في هذا المجال أو عملاء جدد محتملين.
كما يمنحك قضاء الوقت مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل في المناسبات فرصاً لبناء علاقات حقيقية وطويلة الأمد، فاحضَرْ هذه الفعاليات وتعرَّف إلى جمهورك المستهدف، حتى لا تضيع الوقت في التحدث إلى الأشخاص الخطأ.
بالاضافة الى ذلك، هناك طريقة أخرى هامة للتحضير لفعاليات بناء شبكة العلاقات مع المدربين الشخصيين وهي إنشاء بطاقة عمل، ويجب أن تتضمن بطاقتك معلومات، مثل: اسم عملك واسمك الشخصي وموقع الويب ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني وشعار التدريب الشخصي وحساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي. اطلب من الأشخاص الآخرين الذين تقابلهم بطاقاتهم أيضاً، فالتواصل عملية متبادلة.
4. أنشئ عرضاً تقديمياً موجزاً
العرض الموجز عبارة عن ملخَّص سريع عن شخصيتك، وقصتك، وما تفعله، وقيمك. ويُحقِّق إعداد العرض التقديمي الموجز أقصى استفادة من الوقت الذي تقضيه في مقابلة أشخاص جددٍ على أرض الواقع وعبر الإنترنت.
ناهيك أنه لا يجب أن يكون العرض الموجز بسيطاً، فكُن دقيقاً حتى تبرز وتتحدث في مجال تخصصك. ما الذي يجعلك فريداً؟ يجب أن يجيب عرضك عن هذا السؤال بإيجاز، واستعد للتحدث عن نقاط قوتك وبيع خدمات التدريب الشخصية.
5. تواصل مع شبكة علاقاتك
إنَّ العمل على بناء الروابط هو نصف مهمَّة بناء شبكة العلاقات، والنصف الآخر هو بذل الجهد للحفاظ على تلك الروابط وتعزيزها. وإذا لم تتابع الأشخاص الذين تقابلهم في أثناء بناء شبكة العلاقات، فسيضيع وقتك وطاقتك. يتحوَّل الغرباء بالتواصل المستمر وتنمية الروابط إلى عملاء محتملين، لذلك وبعد تواصلك للمرة الأولى مع شخص ما، سواء في حدث ما أم عبر الإنترنت، أرسِلْ له رسالة متابعة عبر البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو رسائل الوسائط الاجتماعية، أو مكالمة هاتفية، اشكره فيها على الاجتماع معك ومشاركتك أية أفكار، واسأله عن أحواله وأحوال عمله، واقترِحْ عليه أيضاً تحديد موعداً لاجتماع آخر لتمتين هذه العلاقة.
في الختام
إنَّ بناء شبكة علاقات مهنية قوية هو استثمار طويل الأمد في مسيرتك المهنية. يمنحك توسيع شبكة معارفك وعلاقاتك فرصاً لا حصر لها للنمو والتطور. ومن خلال التواصل مع المدرِّبين الشخصيين العاملين في مجال تخصصك، يمكنك اكتساب المعرفة والخبرة، واكتشاف فرص عمل جديدة، والحصول على دعم وتوجيهات قيِّمة.
لذا استثمِرْ وقتك وجهدك في بناء شبكة علاقاتك، وبادِرْ بالتواصل مع الآخرين، وشارِكْ معرفتك وخبرتك معهم، فكلُّ علاقة مهنية جديدة هي خطوة باتِّجاه مستقبل مهني أكثر إشراقاً. واعلَمْ أنَّ العلاقات المهنية هي ركيزة أساسية لنجاحك، فنمِّيها وطوِّرها باستمرار.
أضف تعليقاً