تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكاتنا وعلاقاتنا
زداد في الفترة الأخيرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ نظراً للتقدُّم التكنولوجي الحاصل في العالم، ولكن أصبحت هذه الوسائل تشكِّل قلقاً حيال سلوك الفرد المتَّبع بالحياة العامة، وعدم الانتباه لهذا السلوك والعمل على تعديله يعني وجود مرضى نفسيين يصعُب السيطرة عليهم، ومن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكاتنا وعلاقاتنا:
- ظهور مشكلات التنمُّر الإلكتروني، أدَّت تطبيقات الوسائل إلى جعل الفرد يبدي رأيه بكلِّ سهولة ولا يهتم بمشاعر الآخرين، ففي حال لم يعجبه شخص أبدى رأيه فيه بكل استهزاء ويتنمَّرَ عليه بذكر جميع عيوبه تحت مسمَّى إبداء الرأي، دون الانتباه إلى أنَّ هذا النوع هو من أنواع التنمُّر يشكِّل لصاحبه عقداً نفسية مثل اهتزاز الثقة.
- المعاناة من الاكتئاب والقلق، ذلك بسبب وجود كثير من الأشخاص على هذه المنصات من أنحاء مختلفة وبثقافات متعدِّدة، إذ إنَّ معظم الأفراد لا تحترم هذا الاختلاف وتُفصح عنه مباشرةً، وهذا يؤدي إلى وجود قلق دائم بسبب ما سيتعرَّض له الشخص من مواجهات، أمَّا الاكتئاب والحزن فهما ناتجان عن الأخبار المتداوَلة على وسائل التواصل، والتي يصعب نقلها على التلفاز.
- استخدام وسائل التواصل لفترات طويلة قبل النوم أو في الليل يجعل الفرد غير قادر على الشعور بالنعاس، ويعود السبب إلى هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم، فيخفُّ إنتاجه بسبب الأضواء الخارجة من الهاتف ويواجه الشخص أرقاً يصعب حله.
- حدوث خلافات بين العائلة والزوجين نتيجة المقارنات بين حياتهم الشخصية وحياة الأفراد على الإنترنت، والتي يكون جزء كبير منها غير صحيح.
- حدوث فجوة بين الأصدقاء والأهل نتيجة الساعات الكثيرة التي يقضيها الفرد في استخدام التطبيقات.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في العلاقات الأسرية
لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي في حياة الفرد عامة والأسرية خاصة، فأصبحت هذه الوسائل موجود في كل بيت دون وجود ضبط لاستخدامها، وهذا ما انعكسَ على حياة الأفراد الأسرية فبدأت بالتفكُّك تدريجياً، ومن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في العلاقات الأسرية:
- إخبار الأصدقاء عن المشكلات التي تحدث بين الزوجين والتعصُّب لرأيهم، وهذا يؤدي إلى قمع الطرف الآخر وقد يتطور الأمر إلى التجاوز الأخلاقي في التعامل.
- تتزحزح الثقة بين الزوجين عند عدم إعطاء الآخر لكلمة المرور الخاصة بحساباتهم على مواقع التواصل، وهذا ما يؤدي إلى مشكلة بينهما يصعب حلها بسبب الشكِّ الحاصل.
- تقضي الأسرة وقتاً أقل بكثير مع بعضها من قضاء الوقت على الإنترنت، وهذا ما يجعل الحوار والمناقشة في بعض الأسر معدوماً.
- سوء التعامل بين الزوجين الذي ينعكس على الأطفال، وهذا ما يجعل الطفل ينشأ وبداخله كثير من العقد والأمراض النفسية، فيبدأ باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي استخداماً قهرياً بوصفه رد فعلٍ على ما يحدث معه، ومن هنا يبدأ الطفل بالضياع بين وحوش هذه التطبيقات.
- إحداث فجوة بين الآباء والأبناء، وهذا ما يؤدي إلى تحوُّل الأطفال إلى أطفال منعزلين معدومي الثقة مصابين بالاكتئاب، إضافة إلى وجود خيانة بين الزوجين في بعض الأوقات، وهذا ما أدى إلى ارتفاع معدَّلات الطلاق.
أضرار وسائل التواصل الاجتماعي
لا بدَّ أنَّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ينعكس سلباً على حياة الفرد لما فيه من أضرار جسدية ونفسية وصحية، وتتمثَّل هذه الأضرار ببعض الاستراتيجيات:
1. إضاعة الوقت
خاصة بوسائل التواصل التي انتشرت بكثرة دون وجود هدف لها كالفيسبوك مثلاً، هو أكثر المواقع استخداماً على الإنترنت وهذا ما يؤدي إلى تصفُّحه لساعات دون الانتباه لذلك، فيتعارض ما عليه من واجبات وأعمال مع الوقت المهدَر على الوسائل.
2. ارتكاب الجرائم في مواجهة المستخدمين
خاصة لدى الأطفال والمراهقين، إذ يجب على الوالدين الانتباه لمحتوى ما يستخدمه أطفالهم لحمايتهم من الدخول لأي محتوى غير مناسب والتعرض للتهديد والمضايقات.
3. التأثير في الأسرة والعلاقة بينهما
إذ إنَّ وسائل التواصل الاجتماعي لها دور سلبي في العلاقات الأسرية، بسبب قضاء الفرد لوقت طويل في استخدامها، وهذا ما يجعل الفرد ينشغل بعلاقاته الإلكترونية ويصبح بينه وبين أهله علاقة فتور.
4. الانعزال
ينخرط كثير من الأفراد في العلاقات الافتراضية، فيحصل تباعد بين العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع، لأنَّ وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الفرد يعتذر عن كثير من المناسبات الاجتماعية ويصبح وحيداً ومنطوياً على نفسه.
أثر الإدمان في وسائل التواصل الاجتماعي
يُعرف الاستخدام المفرِط لوسائل التواصل الاجتماعي بإدمان الإنترنت، فالاستخدام القهري له يجعل الفرد غير قادر على أداء ما يتوجَّه إليه من مهام ويصعِّب تحقيق أية مهمَّة توكل إليه، ولقد بيَّن بعض العلماء وجود علاقة بين إفراط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وبين الصحة العقلية للفرد، فهو يجعل الفرد في حالة دائمة من القلق والاكتئاب، كما بيَّنوا أنَّ الوقت الذي ينشط فيه الفرد على وسائل التواصل الاجتماعي ليس هام بقدر ما يتابع ويشاهد.
كما بيَّنت الدراسات أنَّ المراهقين هم أكثر عرضة للأمراض النفسية عند إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، فهم يشعرون بعدم الرضى دائماً، إضافة إلى تدنِّي في مستوى العافية، فحالة الإدمان التي تصيب الفرد هي نوع من اضطرابات السيطرة على الانفعالات تجعل الفرد غير قادر على الإحساس بالوقت.
يمكن تشخيص الفرد إذا كان مصاباً بإدمان الإنترنت أم لا من خلال بعض الأعراض:
- تغيُّر في أعراض النوم وظهور الاكتئاب والحزن عليه في حال لم يستطع الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
- سيطرة أفكار الأشخاص الآخرين على حساب نشاطات الفرد الأخرى.
- الانعزال والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية كالعائلة والأصدقاء، وهذا ما يجعل لديه مشكلات في حياته الواقعية.
الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي
على الرغم من أنَّ الاستخدام المفرِط لوسائل التواصل الاجتماعي له أضرار متعددة، لكن يمكن للفرد ضبط نفسه وتنظيم وقته وتحقيق الاستفادة العظمى من هذه الوسائل، فمن فوائدها:
1. الحدُّ من الحواجز التي تعوق الاتصال
إذ يمكن استخدام هذه الوسائل لنقل أفكار الفرد ومناقشته في آراء وأفكار متعددة لمجموعة كبيرة من الأفراد وبطريقة غير صعبة وفي أي مكان بالعالم، وساعدت خاصية الرأي فيها على مشاركة الجميع أفكارهم وآرائهم وهذا ما وسَّع فرصة التعبير عن الرأي.
2. وسيلة تسويقية
اعتمدت معظم الشركات الصغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي واستخدمتها بوصفها أداة لبيع وترويج سلعها، وتوجد عدة تطبيقات متاحة خاصة بالترويج، والتي زادت من فرص الربح وتوسيع نطاق المعرفة بالشركات.
شاهد بالفيديو: أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق
3. توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية
تعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي أداة هامة لتشكيل علاقات جديدة دون الحاجة إلى التعارف على أرض الواقع، فيمكن من خلالها التحدث مع أي شخص وفي أي بلد، وهذا ما سهَّل التحدث مع الأشخاص الذين لا يمكن أبداً مقابلتهم شخصياً.
4. متابعة الأخبار حول العالم
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أصبح من السهل الوصول لأي خبر حول العالم مباشرةً دون الحاجة لانتظار نشرة الأخبار، فهي تنقل البث المباشر لأي حدث بالعالم نقلاً مجانياً.
إرشادات لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
نظراً لانتشار كثير من التطبيقات تحت مسمَّى وسائل التواصل الاجتماعي؛ يجب الانتباه إلى عدة نقاط تحمي الفرد وتجعله يدرك تأثيرها السلبي فيه، ومن إرشادات الاستخدام إليك بعض النصائح:
- لا تُسارِع في قبول الطلب في حال أرسلَ إليك أحد الأفراد طلب صداقة، وتأنَّ في الرد عليه، وبذلك يمكنك تجنُّب أي تعليق يزعجك أو اختراق لملفك، إذ يجب قبول طلبات الصداقة لأشخاص تعرفهم أو قابلتهم لمرة واحدة على الأقل، أو يوجد لديكم قواسم مشتركة تعود بالفائدة على كليكما.
- لا تنشر أية معلومة عنك قد تهدِّد خصوصيتك، فحاوِلْ أن تفرِّق بين المعلومة العامة والخاصة وضَعْ حدوداً بينهما، فلا تكشف عن معلوماتك التي تخص الزواج أو الراتب، فمن السهل استخدام هذه المعلومات لسرقة هويتك أو ارتكاب جرائم بحقِّك، إضافة إلى ملاحقتك لأهداف غير سامية.
- ضع معلوماتك العامة بدقة وحاوِلْ أن تكون صحيحة، فلديك فقط الأشخاص الواثق بهم، لذا عليك أن تبادلهم ذات الشعور، وغيِّرها وحدِّثها تحديثاً متواصلاً إذا طرأَ أي تغيير عليها، ومن هذه المعلومات الاسم والعمر والوظيفة والجنس.
- لا تنشر منشورات كثيرة غير نافعة، فهي تضيِّع وقتك دون الانتباه لذلك.
- احظِرْ من أساء إليك وأبلِغْ عنه فوراً.
- ضَعْ كلمات مرور صعبة للتطبيقات، ويجب أن تحوي على الأقل ثمانية رموز، إضافة إلى ذلك يجب التنويع بين الأرقام والحروف والرموز.
في الختام
لقد ذكرنا في هذا المقال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في سلوكاتنا وعلاقاتنا، إضافة إلى إرشادات لكيفية استخدامها، وما هي إيجابياتها وسلبياتها.
أضف تعليقاً