يعاني الآباء من أجل تعليم أطفالهم في المنزل باستخدام منصَّات التعليم الرقمية خلال فترة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا، ناهيك عن الجهود التي يبذلونها من أجل إلزام أطفالهم بالدراسة. ولكن توقَّف لبرهةٍ للتفكير في هذا، يمكن لهذه الأوقات غير المستقرة أن تكون فرصةً لمساعدة أولادنا في تعلُّم المهارات الحياتية بينما يبقى الكثيرون منا في المنزل مع عائلاتهم.
كيف يمكننا تعليم مهارات الحياة في هذه الفترة؟
إنَّ تعلُّم الغسيل أو تحديد موعدٍ مع الطبيب أو خياطة زرٍ أو طهي وجبة طعامٍ، مهاراتٌ حياتيةٌ هامَّةٌ يحتاج الجميع إلى معرفة كيفية القيام بها؛ إذ تبدأ العملية في عمرٍ مبكر، حيث يمكن للطفل أن يتعلَّم كيف ينظِّف ويفرغ غسالة الصحون، ومن ثمَّ سيكبر ليتولى مزيداً من المسؤوليات، مثل: غسل شعره بنفسه، أو ترتيب ألعابه. وفي نهاية المطاف، سيتعلَّم الطفل كيفية الغسيل وإعداد وجبةٍ وتحديد جدولٍ زمني، بحيث يتمكَّن من الوصول في الوقت المحدد.
1. أعدَّ قائمةً بالمهارات الحياتية، وتعاوَن مع طفلك لإنجازها:
لا تقدِّم مهارات الحياة التعليمية على أنَّها عملٌ روتيني، بل اسمح لطفلك بأن يتعلَّم أنَّ العمل بإرادته؛ سيساعده ذلك في أن يصبح أكثر استقلالية، وبالتالي سيحصل على امتيازاتٍ إضافية. اسأل طفلك عن المجالات التي يودُّ أن يحصل فيها على مزيدٍ من الاستقلالية، وساعده على التفكير في المهارات الحياتية التي يمكنه البدء بها لتساعده في إثبات تحمُّله للمسؤولية. اجعله يفهم أنَّ المهارات المكتسبة حديثاً تساعده في التعلُّم والنمو ليصبح شخصاً أكثر مسؤوليةً واستقلالية.
2. اشرح له وتعلَّموا معاً:
سواءً كان طفلك يريد أن يتولَّى التعلّم بنفسه أم كنت تعمل معه، فإنَّ طفلك سيتعلَّم أكثر كلَّما أبطأت المحاضرات وجعلتها ممتعة. اربط عملية التعلُّم بما يحبُّه، فربما يستحق أطفالك الحصول على حريةٍ أكبر والسهر حتَّى وقتٍ متأخرٍ عندما يثبتون لك أنَّهم يعرفون كيف يسلِّكون البلاعة وينظفون الحمام. ساعدهم على فهم أنَّه عليهم معرفة كيفية فتح حسابٍ مصرفيٍّ عبر الإنترنت، وكيفية غسل الملابس قبل أن يرتادوا الجامعة ويصبح لديهم القليل من القواعد.
3. حوِّل طفلك إلى شخصٍ مساعد:
مساعدة الآخرين هي إحدى المهارات الرئيسة في الحياة، انظر حولك وافهم ما يحتاجه الآخرون، واطلب من طفلك أن يضع نفسه مكان أفرادٍ من مجتمعه، واختر شيئاً يعتقد بأنَّه ضروري، ثمَّ فكِّر كيف يمكنك المساعدة؛ هل بصنع كماماتٍ للمستشفى؟ أم بتقديم صندوق إعاناتٍ إلى شخصٍ قد يكون بمفرده خلال هذا الوقت العصيب؟
4. اعتمد على الجدَّين للمساعدة:
يتحدَّث هذا الكتاب الرائع بعنوان "الجدَّة على الهاتف - Grandma's In the Phone" للكاتبة "شيلبي هوفلينغ" (SHELBY HOEFLING)، عن كيفية العمل فعلياً مع الجدَّين من أجل تعليم أطفالنا أشياء مثل: الخياطة، والحرف اليدوية، والنجارة، والطهي، ومهاراتٍ حياتيةٍ أساسيةٍ أخرى. سيحبُّ الجدَّان وأبناء العم والعمات والأعمام التواصل مع طفلك، ويمكنهم فعلياً تعليمه هذه المهارات.
5. علِّم طفلك أنَّ إدارة الوقت مهارة حياتية:
إدارة الوقت ووضع خطةٍ والتفكير في المستقبل كلُّها مهاراتٌ حياتيةٌ أساسية، وقد يحاول أطفالٌ كثيرون اكتساب هذه المهارة خلال هذه الفترة من التعليم المنزلي؛ شارك هذه الرؤية الكبيرة مع طفلك، وتشارك معه لوضع جدولٍ زمنيٍّ لأنشطته ووقت فراغه، واطلب من طفلك تقدير الوقت الذي سيستغرقه شيءٌ ما، واسأله كيف يكافئ نفسه على إتقانه القيام بعملٍ ما.
في ظلِّ حياتنا المزدحمة، غالباً ما نقوم بأشياء لأطفالنا لأنَّها أسهل وأسرع، بينما نلعب جميعنا معهم الآن، لدينا أيضاً فرصةٌ -لأنَّنا المعلمون الرئيسون لأطفالنا- لاستغلال هذا الوقت من أجل تطويرهم ومساعدتهم ليكبروا من خلال هذه التجربة.
أضف تعليقاً