5 سمات تتميَّز بها الشركات الناشئة الناجحة
1. الموقف
ربَّما أهمُّ سمةٍ تميِّز الشركات الناشئة الناجحة هي عقلية "يمكننا فعلها" التي تركِّز على العملاء وتتَّسم بالمرونة والتحرُّر من قيود الماضي، وتتميَّز الشركات الناشئة الناجحة دائماً بالسرعة في تلبية احتياجات عملائها، لكنَّها تستمع أيضاً إلى السوق ومستشاريها الموثوق بهم، وتظلُّ على استعداد لتغيير مسارها أو حتى التحول الكامل عند الحاجة، وإنَّها لا تتقيَّد بثقافة الشركات الراسخة التي تصرُّ على إخبارك بما لا يمكن فعله، كما أنَّها لا تخشى المخاطرة، وينصبُّ تركيزها على إحداث ثورة في السوق، وهذا يتيح كمَّاً هائلاً من الفرص.
هذا التفاؤل الراسخ، إلى جانب الشجاعة والعزيمة لتغيير العالم، هو سمة أساسية، فمن المؤسسين إلى موظفي الشحن، يعدُّ وجود فريق مقتنع بقدرته الجماعية على النجاح أمراً ضرورياً لتحقيق هذا النجاح.
2. الحوافز
عندما نسمع كلمة "حوافز"، فإنَّ أوَّل ما يتبادر إلى أذهاننا هو المال، بالتأكيد، يؤدي المال دوراً في قرار أي موظف بالانضمام إلى شركة ناشئة، ولكنَّ ما يميِّز الشركة الناشئة الناجحة عن البقية هو قدرتها على توفير تدفُّق مستمر من الحوافز المشجِّعة التي تتجاوز بكثير المكافآت المالية.
يبحث الموظف العادي اليوم عن معنى وغرض من عمله أكثر من أي وقت مضى، سواء أكان يسعى إلى إعادة تصور ما يمكن أن يقدِّمه منتجك، أم التأثير في القضايا الاجتماعية في مجتمعه، ويبحث الموظفون عن أسباب تجعلهم يؤمنون بأنَّ عملهم له تأثير ويحدث فرقاً.
لهذا السبب، تسعى الشركات الناشئة الناجحة إلى تحفيز الموظفين من خلال توفير مسارات لتحقيق أهدافهم، وإنَّها تخلق شعوراً بالملكية لدى موظفيها، سواء من الناحية المالية أم العاطفية، وهذا يحفِّز الفريق بأكمله على تقديم أفضل ما لديه يوماً بعد يوم.
3. القيادة
تبدأ عقلية النجاح من القمة، ولكن في الشركات الناشئة الناجحة بحق، يجب أن يصل هذا الإيمان بالنجاح إلى أعلى مستوى من الحماسة، وإنَّ تحديد رؤية الشركة وعلامتها التجارية ليس إلَّا الخطوة الأولى في الرحلة، ولكي ترتقي الشركة الناشئة إلى مستوى عالٍ، يجب على القيادة أن تؤمن برؤيتها إيماناً كاملاً وأن تجسِّد بحق معنى أن يكون المرء عضواً قيِّماً في الفريق، وبدءاً من حفظ خريطة طريق الشركة عن ظهر قلب، والاحتفاء بكلِّ إنجاز، وارتداء قميص الشركة بفخر، يُعدُّ وجود فريق تنفيذي قوي ومُلتزم بالكامل ركيزة أساسية للشركة الناشئة الناجحة.
شاهد بالفيديو: 6 دروس يقدمها رواد أعمال ناجحون للشركات الناشئة
4. الاتِّساق في هوية العلامة التجارية
إنَّ امتلاك هوية قوية أمر ضروري لأية شركة، ولكن بالنسبة إلى شركة تطمح إلى الاستثمار بمشاريع بملايين الدولارات، يمكن أن تكون العلامة التجارية المميِّزة والمتَّسقة دائماً هي العامل الحاسم بين النجاح الباهر والنجاح العادي، واعلَمْ أنَّ العلامة التجارية ليست مجرد أداة للتسويق فحسب؛ بل هي أداة تحدِّد معالم الشركة بأكملها، وينبغي أن يسترشد تصميم المنتج ومظهره وأدائه بالعلامة التجارية.
بالمثل يجب أن تسترشد العلامة التجارية في طريقة تفاعل الشركة مع موظفيها، وفي الواقع، فإنَّ تطبيق العلامة التجارية على المنظَّمة بأكملها، يجعل هوية الشركة أكثر اتِّساقاً وتميُّزاً، وفي النهاية، يتعلَّق الأمر بتوفير تجربة إيجابية ومتَّسقة في كل نقطة تفاعل داخل الشركة، فيبدأ الموظفون في إدراك رؤية الشركة وفهم كيف يمكنها تحسين حياتهم، سواء بشكل ضمني أم صريح، وهذا هو ما يميِّز الشركات الناشئة الناجحة بحق.
5. التمكين
ربَّما يكون إشراك الموظفين أحد أهمِّ عناصر النجاح، ولكن غالباً ما تغفل عنه معظم الشركات الناشئة، فالموظفون هم أثمن الأصول في الشركة، ولكن إذا لم يتمكَّنوا من خلال إعطائهم الوقت والمساحة والحرية من القيام بأشياء رائعة، فقد ينتهي بهم الأمر إلى فتور الحماسة وغياب الهدف، ولكن عندما تثق الشركة بموظفيها، يمكن أن تصبح مصدراً لا ينضب للإلهام، ويتسنَّى للموظفين أن يجدوا هدفهم ومكانهم بسهولة أكبر داخل المنظمة، ويتحولون إلى مناصرين للشركة، وهكذا تصبح الشركة الناشئة الناجحة شيئاً مميَّزاً في أذهان معجبيها والمدافعين عنها.
في الختام
بالتأكيد، توجد سمات أخرى تؤدي دوراً في نجاح الشركة الناشئة، وتختلف وفقَ طبيعة كل شركة، وإضافةً إلى ذلك، فإنَّ هذه العناصر لا تضمن وصول الشركة إلى مستوى الشركات الناشئة الناجحة، ولا تضمن عدم فشلها، ففي النهاية، توجد متغيرات أخرى تؤثر في ذلك، بدءاً من ظروف السوق إلى جودة المنتج وغيرها، ومع ذلك من المثير للاهتمام أنَّ كل شركة ناشئة ناجحة تتميَّز ببعض هذه السمات على الأقل.
لذلك إذا كنت تريد أن تكون لديك فرصة للوصول إلى مستوى الشركات الناشئة الناجحة، فمن الضروري أن تبدأ بهذه النقاط الأساسية في تأسيس شركتك الناشئة.
أضف تعليقاً