5 حقائق جلية ننساها في اللحظات الحاسمة:
1. الحياة قصيرة ولا شيء مضمون:
نحن نعلم في أعماقنا أنَّ الحياة قصيرة، وأنَّ مصيرنا الموت جميعاً، ولكنَّنا نندهش عندما توافي المنية شخصاً نعرفه؛ إذ يشبه الأمر صعود الدرج بعقل مشتت، وإساءة تقدير الخطوة الأخيرة، ولقد توقعت وجود درجة لم تكن في الواقع موجودة، وهكذا تفقد توازنك للحظة قبل أن يعود عقلك إلى اللحظة الحالية ويرى الموقف على حقيقته، وهذا المثال دعوة للاستيقاظ لتعيش حياتك اليوم، لذا لا تتجاهل الموت، ولكن لا تخف من الحياة أيضاً، فما يستحق الخوف هو الحياة التي لم تعشها أبداً؛ لأنَّك ترددت في اتخاذ إجراء إيجابي اليوم، فالموت ليس أعظم خسارة في الحياة، ولا حتى المرض، والخسارة الأكبر هي ما يموت بداخلك وأنت حي تُرزق.
تحلَّ بالجرأة والشجاعة حتى عندما تسوء أحولك، ولا بأس في الخوف إذا كنت ستتخذ الخطوة التالية على أي حال، وكرِّس نفسك لعملك واعمل بشغف، وأحب ما تقوم به إلى حين تقوم بما تحبه؛ أي أحب مكانك إلى حين تصل إلى المكان الذي تحبه؛ وأحب الناس من حولك إلى حين تُرزق بأناس تحبهم، فهذا هو السبيل لنعيش حياتنا بسلام وسعادة.
2. دوام الحال من المحال:
تقبَّل التغيير حتى لو كان قاسياً، فقد يكون ضرورياً من نواحٍ عديدة، ولن يكون الأمر واضحاً دائماً في البداية، ولكن في النهاية معظم أشكال التغيير مفيدة؛ لأنَّها تجبرنا على النمو.
ما تملكه اليوم قد تخسره غداً، فلا أحد يعلم؛ إذ تتغير الأحوال دون سابق إنذار، ويأتي الناس ويغادرون، وتبدأ المِحن وتنتهي، ولكنَّ الحياة تستمر وتتغير فجأة من الاستقرار إلى الفوضى، ففي بعض الأحيان يغير جزء من الثانية مسار حياتنا، وقد يؤدي قرار تتخذه إلى قلب حياتك رأساً على عقب سواء للأفضل أم للأسوأ، وقد تؤدي أعمال العنف والمآسي غير المبررة إلى تغيير عالمنا.
اعلم أنَّ التغيير قادم لا محالة، وسواء كنت في وضع جيد أم سيئ، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك الوثوق في حدوثه، لذا تقبَّل هذا التغيير ولا تقاومه، فأنت حيث يجب أن تكون، ولكل شيء وقت ومكان، وكل خطوة صعبة ضرورية؛ لذلك استمر في بذل قصارى جهدك، ولا تسعَ لشيء غير مقدر لك، وإذا كان مقدراً لك، فستجده حاضراً أمامك.
شاهد بالفديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة
3. تغيير استجابتك هو ما يعيد السيطرة إليك:
اصبر على كل شيء لم يكتمل بعد، واعلم أنَّ الصبر لا يعني الانتظار، وإنَّما التفاؤل مع العمل الجاد للالتزام بمبادئك وقيمك، فهذه هي حياتك التي تحكمها اختياراتك؛ لذلك اجعل أفعالك أقوى من كلماتك، واختياراتك اليومية أقوى من نياتك، وإحساسك الداخلي بالرضى أسمى أهدافك.
إذا أردتَ تعلُّم شيء واحد من الحياة، فليكن اتباع حدسك، وحتى لو لم تكن لديك أي فكرة عن المكان الذي ستصل إليه، وحتى عندما يلف الموقف الغموض، كن شجاعاً واتبع حدسك، واعلم أنَّ أقوى اللحظات في الحياة تكمن في قدرتك على التخلي عما لا يمكن تغييره، وذلك أنَّك عندما لا تكون قادراً على تغيير موقف ما، فإنَّك تضطر إلى تحدي نفسك لتنجح بذلك، وهذا يغير كل شيء.
4. المِحن مصدر قوة:
تشبه المِحن العواصف القوية التي تهب في وجهك، ولا تضطرك هذه العواصف إلى تغيير مسارك وحسب؛ بل تمزق كل شيء باستثناء الأجزاء الأساسية من ذاتك، فلا يتبقى لك سوى مبادئك وقيمك، وفي النهاية تدرك أنَّه عليك تحمل هذه العواصف، والتضحية بوقتك والمخاطرة بروحك، فأنت هنا لتتعرض لكدمات الحياة؛ لذلك عندما تتأذى أو تتعرض للخيانة أو الرفض؛ اجلس بهدوء وأغمض عينيك وتذكر كل الأوقات الممتعة التي عشتها، وذكرياتك الجميلة، وكل ما تعلمته، وقل لنفسك: ما أروع حياتي! ثم افتح عينيك وعد إلى مواجهة الحياة بابتسامة.
عدم مواجهة المِحن؛ يعني عدم النمو أبداً، وغالباً ما تكتشف في أشد المِحن وأحلك الظروف نوراً في داخلك لا ينطفئ، وهذا النور هو الذي ينير دربك.
5. ليس بالضرورة أن تعرف كل شيء مباشرةً:
تقبَّل الشعور بعدم معرفة وجهتك بالضبط، ودرِّب نفسك على حب هذا الإحساس بالحرية وتقديره، فعندما تكون متردداً ولا تعرف أي طريق تسلك، ستضطر إلى السعي وطرق كل الأبواب، وحتى لو كنت لا تعرف وجهتك، يكفي أنَّك تسعى وتحاول وتبذل جهدك.
في الواقع، أعظم النتائج التي ستحققها في حياتك هي تلك التي لم تكن تعلم أبداً أنَّك تريدها، وما دمت مستعداً لتقبُّل وجهات نظر جديدة والمضي قدماً للأمام، فليس في الحياة منعطفات خاطئة، وإنَّما مسارات لم تكن تعلم أنَّك من المفترض أن تسلكها، ولن تعرف أبداً ما يخبئه لك المستقبل، قد يكون كل شيء، أو لا شيء، ولكنَّك ستدرك في أحد الأيام أنَّك تقدمت تقدماً كبيراً.
بصرف النظر عن كل التفاصيل سيتضح كل شيء يوماً ما، وقد تحقق نتائج مذهلة حتى لو لم يسر كل شيء بالطريقة التي توقعتها بالضبط، وسوف تنظر إلى كلِّ المِحن التي مررت بها مبتسماً ومندهشاً من قدرتك على تجاوزها.
في الختام:
اغفر لنفسك زلاتك وهفواتك وقراراتك الطائشة، وكل هذه دروس ثمينة عليك التعلُّم منها وتقديرها، ومن ثم المضي قدماً، فعندما يساورك الشك في أنَّ الحياة تعارضك، تذكَّر الحقائق المذكورة أعلاه لتعرف أنَّها تقف إلى جانبك ما دمت تسعى وتبذل جهدك.
أضف تعليقاً