يعبِّر هذا المصطلح عن تأثير التكنولوجيا في استجابة الموظفين وأرباب العمل للتغيرات والتطورات التي تحدث في العالم من حولهم، ويعتمد نظام العمل التقليدي على الحضور لمقر الشركة في أيام الدوام، ولكن أدى التطور التكنولوجي إلى حدوث نقلة نوعية في أنظمة العمل، وظهور ما يُطلَق عليه اسم العمل عن بُعد، والعمل الهجين، والرحَّالة الرقميون.
لقد غيَّر 54% من مستخدمي "لينكد إن" (LinkedIn) المعلومات الخاصة بطبيعة وظائفهم منذ عام 2020، ويبحث مزيد من الموظفين في الوقت الحالي عن فرص عمل عن بُعد، لهذا السبب اضطرت الشركات إلى اعتماد نظام العمل عن بُعد، وتطبيق استراتيجيات تساعد على استقطاب المواهب، إلى جانب تأمين مزيد من التسهيلات وظروف العمل المريحة وفرص التقدم المهني للحفاظ على الموظفين.
يطالب الموظف في الوقت الحالي بالعمل وفق النظام الذي يناسبه، وقد اضطرت الشركات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواكبة هذه التغيرات عن طريق استقطاب المواهب من سوق العمل الحر.
تكمن مشكلة العمل عن بُعد في صعوبة الحفاظ على الحماسة، وعدم الشعور بالانتماء لثقافة الشركة وأهدافها، ولكن ثمة مجموعة من التدابير التي تساعد على التغلب على هذه المشكلة.
5 خطوات للحفاظ على الحماسة عند العمل عن بُعد:
فيما يأتي 5 خطوات للحفاظ على الحماسة عند العمل عن بُعد:
1. اختيار الوظيفة المناسبة:
يفقد العامل حماسته بسرعة عندما يتعين في وظيفة لا تناسبه سواء أكان نظام العمل عن بُعد أم تقليدياً؛ لذا يجب أن تختار وظيفة تتناسب مع إمكاناتك ومهاراتك، فقد تبين أنَّ معظم حالات فقدان الحماسة والدافع تنجم عن العمل في وظائف تتطلب مهارات تفوق قدرات الفرد.
يجب أن تحرص على توضيح مهاراتك في خطاب التقديم والسيرة الذاتية عندما تقدم طلب توظيف لشاغر عن بُعد؛ لذا حاول أن تبحث عن الشركات المستهدفة وتستعلم عن المهارات الخاصة التي يجب أن تتقنها لكي تعمل فيها، فتؤدي هذه التفاصيل دوراً بارزاً في تحديد جودة عملك وأدائك في الشاغر الوظيفي.
2. التعلم المستمر:
لا يتوقف الإنسان عن التعلم واكتساب المعلومات الجديدة طوال حياته، ويجب على العاملين عن بُعد أن يستفيدوا من الأدوات والمصادر التعليمية المتاحة في تحديث مهاراتهم وزيادة خبراتهم، ويهدف التعلم إلى اكتساب المعلومات الجديدة وترسيخها في الذاكرة واستخدامها عند الحاجة، وهو يضمن تميزك وتفوقك في مجال عملك، ويساعد على الحفاظ على شعور الأمان الوظيفي وتحقيق التقدم المهني.
تحديث المهارات ضروري لزيادة قدرة الموظف على التفاوض عند المطالبة بالترقيات والمكافآت، فضلاً عن دوره في تعريف العاملين عن بُعد إلى الثقافات الجديدة ومساعدتهم على الاندماج مع مختلف بيئات العمل، والتعامل مع التغييرات المهنية والثقافية والمالية بسهولة في حال السفر.
تواجه المؤسسة صعوبة بالغة في النمو والتقدم عندما لا يبذل الموظفون المجهود اللازم لتحديث مهاراتهم وتنمية أنفسهم؛ لذا من الضروري أن تعمل في بيئة تعطي الأولوية للتعلم والتطوير.
شاهد بالفديو: 9 استراتيجيات فعّالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس
3. مواكبة التطورات التكنولوجية:
يشهد قطاع التكنولوجيا وتطوير البرمجيات تنامياً متسارعاً أكثر من أي وقت مضى، ومن هنا برزت حاجة العاملين عن بُعد لمواكبة التطورات التكنولوجية والبرمجية في مجال عملهم.
التنظيم هو أمر هام جداً في حالة العمل عن بُعد، ولا يقتصر دوره على الإنتاجية فقط، بل إنَّه يساعد على الحفاظ على الصحة النفسية والحد من القلق، والقدرة على التكيف والتنظيم ضرورية في حالة العمل عن بُعد، وخاصةً بالنسبة إلى الشركات التي تعطي الأولوية لدقة تنفيذ الإجراءات وسير الأعمال.
4. الاستعداد للمخاطر غير المحسوبة:
التعرض للتحديات والمشكلات غير المحسوبة وارد في بيئات العمل التقليدية والافتراضية على حدٍّ سواء، لهذا السبب يجب أن تكون مستعداً من الناحية النفسية والجسدية للتعامل مع هذه الإشكاليات التي يمكن أن تطرأ في أي لحظة، وتتجه للبحث عن الحلول والتفكير الإيجابي بدل أن تستسلم للظرف الصعب.
يمكن أن يتعرض الموظف العامل عن بُعد أو الرحَّالة الرقمي الذي يسافر كثيراً لبعض الأزمات الاقتصادية؛ وذلك بسبب جهله لتكاليف الرسوم والضرائب عندما يعيش خارج بلده، لهذا السبب يجب أن تبحث وتجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الشركة والبلد الذي يمكن أن تعيش فيه.
يجب أن تبحث بجد لكي تكوِّن فكرة عن المخاطر والظروف الصعبة التي يمكن أن تعترضك في مجال عملك، وقد تشعر بالإحباط في البداية، ومع ذلك يُفضَّل أن تخصص ما يكفي من الوقت لتحليل هذه المخاطر وتداعياتها، وإعداد خطط احترازية تساعدك على التعامل معها عندما تقتضي الضرورة، فيحتاج الموظف العامل عن بُعد إلى وضع خطط احترازية مدروسة للتعامل مع الأزمات الطارئة لكي يحافظ على نجاحه وتفوقه في مجال عمله.
5. خوض التحديات:
تقتضي هذه التحديات على سبيل المثال إنجاز جزء من المشروع في مدة زمنية أقل من المعتاد، ويصبح لدى الإنسان هدف عندما يلزم نفسه بتحقيق نتيجة معيَّنة في مدة زمنية محددة مسبقاً.
يكتشف الفرد خلال هذه التحديات الظروف التي تساعده على زيادة إنتاجيته وفاعلية عمله، كما يتسنى له أن يكوِّن فكرة عن استجابته وردود فعله في مختلف الحالات والظروف، وهو ما يساعده على تنظيم جدول أعماله بطريقة تحقق أقصى فائدة ممكنة من الوقت المخصص للعمل.
يُنصَح بتخصيص فترات زمنية محددة للمهام بغية تحقيق أقصى فائدة ممكنة من الوقت وإنجاز الأعمال بفاعلية.
إقرأ أيضاً: ما هي أسباب فقدان الشغف وعلاماته وكيف نعالجه؟
في الختام:
يُتوقَّع أن يشهد سوق العمل الحر إقبالاً كبيراً في السنوات القليلة المقبلة، لهذا السبب يُنصَح بتنمية المهارات وتحديثها للعثور على فرصة عمل مناسبة تلبي احتياجاتك وتضمن شعورك بالحماسة والرضى في حالة العمل عن بُعدن فقد قدَّم المقال 5 خطوات للحفاظ على شعور الحماسة عند العمل عن بُعد.
أضف تعليقاً