4 وسائل مؤثرة لتغيير حياتك

لقد كنتُ في رحلة تطوير ذاتي خلال السنوات الماضية، فقد انتقلت من عقلية تتمحور حول الشعور بالأسى والحزن على نفسي إلى عقلية الوفرة والإيجابية؛ فإنَّ جزءاً كبيراً من هذا الإنجاز اعتمد على ممارسات يومية مستمرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "مات ساندرس" (Matt Saunders)، ويُحدِّثُنا فيه عن الطرائق التي يمكننا من خلالها تغيير حياتنا.

في هذا المقال أود مشاركة كيف أنَّ رحلة الذهاب إلى العمل اليومية، والتي مدتها 30 دقيقة في الباص ساعدتني وستساعدك على تغيير حياتك نحو الأفضل، وكيف يمكنك استخدام تقنيات مشابهة تتناسب مع وقتك لتحسين حياتك.

غيِّر حياتك من خلال الذهاب بالاتجاه المعاكس:

لسنوات طويلة كرهت رحلة الذهاب إلى العمل يومياً؛ وذلك بسبب الاختناقات المرورية وإشارات المرور والعراقيل، وكنت أشعر بأنَّها تستغرق وقتاً طويلاً، ولكي أكون صادقاً تماماً؛ فأنا لم أكن أريد الذهاب إلى العمل على أي حال، فقد كنت أفتقر إلى الحافز، كما أنَّ استيائي من رحلة الذهاب إلى العمل زاد من شعوري بالاستياء تجاه عملي.

يمكنني القول إنَّ حياتي كانت غير منظمة، وتقول الكاتبة "لومينيتا د. سافوك" (Luminita D. Saviuc): "إنَّ العالم الذي نعيش فيه وأسلوب الحياة الذي يتبعه معظمنا يجعل من التأمُّل في معنى الحياة ومعرفة سبب وجودنا أمراً مستحيلاً"، فقد لاحظت أنَّه عليَّ القيام بتغييرات، وعلمت أنَّه من أجل أن أصبح ذلك الشخص القوي الذي يقوده الدافع وله تأثير إيجابي في العالم؛ عليَّ أن أتصرَّف وفقاً لذلك، وكما هو شائع في المفهوم الروحي، فإنَّ تصرفاتنا الخارجية تعكس نوايانا الداخلية؛ ولهذا فإنَّ طريقة تفكيري ومشاعري وسلوكاتي كان يجب أن تتغير جميعها كي يحصل تغيير خارجي.

إقرأ أيضاً: غيّر حياتك نحو الأفضل باتباع 6 عادات يومية

لكن، ماذا يتطلب تغيير الحياة؟

إنَّ حياة معظم الأشخاص حافلة بالعمل والإجهاد؛ وفي غالب الأحيان لا نُعطي الأولوية لاحتياجاتنا - على الأقل ليس بطريقة صحيحة - وبهذا فإنَّنا نقطع التواصل مع ذواتنا، ومن أجل معرفة ما أحتاج إليه كي أكون سعيداً؛ يجب عليَّ أن أعيد التواصل مع نفسي لمعرفة احتياجاتي، وبالنسبة إلي كان الوقت الأنسب هو فترة رحلة الذهاب إلى العمل اليومية والتي تستغرق نصف ساعة، فقد تحوَّلت من رحلة مرهقة ومزعجة ومستهلكة للطاقة، إلى أكثر أمر رائع، ومساعد على الاسترخاء يساعدني على المضي قدماً في يومي؛ لذا إليك ما قمت به.

4 وسائل مؤثرة لتغيير حياتك خلال نصف ساعة يومياً:

1. قراءة الكتب الواقعية:

يُعَدُّ التعلُّم أهم شيء بالنسبة إلي، كما أنَّني أحب اكتساب المعارف الجديدة من خلال قراءة الكتب؛ لذا أشتري الكتب من متجر الكتب المحلي، وبهذه الطريقة أحافظ على البيئة وأوفر النقود أيضاً، وأهم شيء في القراءة هو الاستفادة من المعلومات التي تحصل عليها؛ فمن السهل أن تقرأ كتاباً وتوافق على الأفكار المطروحة، ومن ثم تنسى ما تعلمته؛ لذا أقدِّم لك بعض الأفكار لحفظ المعلومات التي قرأتها:

  • إنَّ الكتاب ملكك؛ أَشِر إلى المقتطفات أو الملاحظات التي تعجبك ضمن الفقرة بقلم تمييز ملوَّن.
  • إن كنتَ قد استعرت الكتاب من المكتبة، فدوِّن الفقرات التي تعجبك أو تهمك في جوالك أو في مفكرتك الرقمية.
  • قراءة هذه المقاطع بصوتٍ عالٍ مراراً وتكراراً لمساعدتك على حفظها.
  • تطبيق ما تعلمته حالما تستطيع؛ لتحرصَ على الاستفادة منه.

فأنا أطالع الكتب كل يوم؛ ولقد زادتني المطالعة علماًَ وتركيزاً، وساعدتني على تحسين تواصلي مع الآخرين.

شاهد بالفيديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

2. الاستماع لمدونات صوتية تختص بمواضيع تطوير الذات:

فأنا أستخدم حسابي على موقع سبوتيفاي (Spotify) للاستماع للمدونات الصوتية، ولكن توجد الكثير من المنصات التي يمكن أن تجد فيها مدونات صوتية ذات محتوى مناسب، فعندما بدأت الأمر بحثت عن كلمتَي "تحفيزي" و"تطوير الذات" وحصلت على الكثير من الخيارات، والأمر مماثل للتعلُّم من المطالعة؛ فيجب عليك حفظ المعلومات التي تتلقاها والتصرف وفقاً لها.

استمع للمدونة الصوتية مرة ثانية لتركيز المعلومات، ودوِّن الأفعال التي ستتخذها نتيجة ذلك، فإذا أردت تحقيق الاستفادة القصوى من النصف ساعة خاصتك؛ عليك الالتزام بالخطوات التي تضعها لنفسك.

إقرأ أيضاً: قرارات هامة لتغيير حياتك نحو الأفضل

3. ممارسة تأمُّل اليقظة الذهنية:

يُعَدُّ تأمل اليقظة الذهنية من الممارسات التي تساعد على تهدئة الذهن وتحسين المزاج، وقد أستطيع الوصول إلى هذه الحالة الذهنية في أيام أسرع من أيام أخرى؛ إذ إنَّ القيام بهذا خلال جلوسك في الحافلة قد يساعدك على الاسترخاء وهي تسير على الطريق.

اشعُر بجسدك يتأرجح واسمع صوت المحرك بالتزامن مع حركة جسدك؛ فمن خلال التناغم مع محيطك في اللحظة الراهنة؛ تمنح ذهنك فرصة للتوقُّف عن القلق بشأن ما سيحدث خلال اليوم، فأنا أقوم بهذا لمدة خمس دقائق كل يوم ويساعدني على الاسترخاء وتحسين مزاجي.

4. اختيار الطريق الأسهل:

هل تعلم ما هو أكثر شيء مثير للاهتمام في رحلة الذهاب إلى العمل هذه "بالمعنى الحقيقي والمجازي"؟ الشيء هو أنَّني لم أغيِّر أي شيء؛ أي الحافلة نفسها والمدة نفسها، ولكنَّني غيرت كل ما أفعله خلال هذه الرحلة؛ إذ يمكنني التذمُّر من اكتظاظ الحافلة بالركاب والوقوف عند الإشارات المرورية، أو يمكنني اختيار القيام بالتأمل وتقبُّل فكرة أنَّ كل هذا خارج سيطرتي؛ إذ أستطيع استهلاك قدر كبير من طاقتي بالتذمر، أو يمكنني تعلُّم وتطبيق معارف جديدة.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتغيير حياتك

في الختام: غيِّر حياتك

من السهل جداً تغيير حياتك، ولا يملك معظم الناس أدنى فكرة عن مدى سهولة الأمر؛ فماذا يمكنك أن تفعل لاستبدال الطاقة السلبية بطاقة إيجابية؟

دوِّن أفكار واقتراحات وابدأ بتنفيذها اليوم وغيِّر تلك العادات البسيطة، ولاحظ كيفية تأثيرها في مختلف جوانب حياتك، اتبع هذه الخطوات وستغير حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة