ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "أنجيلا تشوي" (Angela Choi)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية التخطيط لحياتك من خلال خياراتك.
الآن بعد ما يقارب عقداً من التخرج من الكلية والتفكر في تجربتي في السنوات العديدة الماضية، يمكنني القول بثقة إنَّ حياتي كانت شهادة على هذا الاقتباس، وإليك النسخة المختصرة من قصتي:
في عام 2011 خلال السنة الأخيرة من دراستي الجامعية حصلت على وظيفة في شركة برايس ووترهاوس كوبرز (PricewaterhouseCoopers) إحدى الشركات الاستشارية الكبرى، وفي الوقت نفسه تقريباً حصلت أيضاً على منحة جامعية لمدة عام لدراسة لغة الماندارين (Mandarin) في الصين (China) وتايوان (Taiwan).
بعد ذلك قررت متابعة المنحة الجامعية وكنت محظوظة بما يكفي لتأجيل تاريخ بدء العمل في شركة برايس ووترهاوس كوبرز لمدة عام واحد، وأثبت الفصل الدراسي الذي قضيته في تايوان حتى هذا التاريخ أنَّه أحد أكثر الفترات التي لا تُنسى وأسعدها في حياتي.
في عام 2014 وجدت دعوة لتقديم طلبات للأفراد لتمثيل جناح الولايات المتحدة (U.S. Pavilion) في معرض إكسبو الدولي (World Expo) عام 2015 في مدينة ميلانو (Milan) في إيطاليا (Italy)، فقد كانوا يبحثون عن أفراد لديهم قدرة على التحدث بلغتين؛ لأنَّ المعرض العالمي يجتذب أشخاصاً من جميع أنحاء العالم.
بعد أن أمضيت عاماً في دراسة لغة الماندارين في الصين وتايوان، تمكنت من التقديم بفضل مهاراتي اللغوية واختاروني لتمثيل الولايات المتحدة في أثناء عملي في جناح الولايات المتحدة، فقررت التطوع مدونة في الجناح، وتوثيق مختلف الأحداث.
في عام 2017 بعد عامين من معرض إكسبو العالمي حصلت على فرصة للعمل على متن سفينة سياحية كنت أرغب في العمل فيها منذ أن كنتُ طالبة في الكلية، وفي عام 2011 كنت أرغب في العمل على السفينة السياحية، لكن لم أكن مؤهلة لأيٍّ من المناصب، لكن في عام 2017 كانوا يبحثون عن مراسل؛ أي شخص يمكنه كتابة المقالات وإجراء المقابلات والتقاط الصور لتوثيق الأنشطة على متن السفينة وفي الوجهات التي رست فيها السفينة.
في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية كان لدي ما يقرب من 4 سنوات من الخبرة في العمل مقسمة بين الاستشارات والعمل في شركة ناشئة، ولم يكن لأيٍّ منهما أيَّ علاقة بالصحافة.
مع ذلك؛ لأنَّني تطوعت مدونة في جناح الولايات المتحدة فقد تمكنت من إثبات أنَّني أستطيع الوفاء بواجبات المراسل، واستطعت العمل في إعداد التقارير وأبحرت حول جنوب شرق آسيا (Southeast Asia) وأوقيانوسيا (Oceania).
في عام 2011 عندما اتخذت قراراً بالدراسة في الخارج في الصين وتايوان لم أستطع أن أفهم إلى أين سيقودني هذا القرار في النهاية، وقد كان ستيف جوبز على حق؛ يمكنك فقط فهم الأمور بالنظر للخلف.
من خلال هذه التجارب إليك 4 نصائح لتحديد الخيارات المناسبة:
1. أصغِ إلى حدسك وافعل ما تشعر أنَّه مناسب لك:
على الرَّغم من أنَّني تلقيتُ منحة جامعية للدراسة في الخارج إلا أنَّني كنت مترددة في قبولها؛ لأنَّ عائلتي لم ترَ أنَّها فكرة جيدة؛ فقد حسبوا أنَّه من غير المفيد قضاء عام في دراسة اللغة الصينية بسبب تأجيلي لفرصة العمل، شعرت أيضاً بمسؤولية العودة إلى مدينة نيويورك (NYC) لدعم جداي المسنين الذين ربَّياني.
لقد كان عقلي يخبرني أن أفعل ما هو منطقي من خلال قبول عرض العمل، في حين كان قلبي يخبرني أن أسافر إلى الخارج، ثمَّ فكرت: سنة واحدة لا شيء إذا ما نظرنا للصورة الكبيرة للأمور؛ إذ سأقضي الخمسين عاماً القادمة في العمل؛ لكنَّ المنحة الدراسية لمدة عام واحد هي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر.
شاهد: كيف تتعلَّم فن اتخاذ القرارات الصحيحة
2. اطلب الدعم من الخبراء:
بالنسبة إلى كل من المنحة الدراسية والعمل في إعداد التقارير على متن السفينة السياحية، فقد تواصلت مع الأشخاص الذين نجحوا قبلي في المنحة الدراسية وفي العمل في إعداد التقارير على متن السفينة السياحية؛ فقد كان هؤلاء الأشخاص أكثر من سعداء لمساندتي من خلال مشاركة تجاربهم معي وتقديم النصائح.
3. افعل الأشياء بدافع الاستمتاع دون توقع أيِّ شيء في المقابل:
عندما قررت دراسة لغة الماندرين في الصين وتايوان كان ذلك لأنَّني أحببت تعلمها، وعندما قررت التطوع للتدوين في جناح الولايات المتحدة كان ذلك لأنَّني أردت أن أشارك في هذه التجربة وأن يكون لدي فهم أعمق للقضايا العالمية التي كان الجناح يعالجها، ومن خلال الإصغاء إلى قلبي والقيام بالأشياء التي استمتعت بها دون علمي في تأثيرها في حياتي في وقتها، كنت أخطط لحياتي من خلال هذه الخيارات.
4. ركز على قابلية توظيف مهاراتك وأبرزها:
عندما تقدَّمت بطلب للحصول على العمل في إعداد التقارير على متن السفينة السياحية لم تقدم خبرتي في الاستشارات والأعمال الناشئة حجة قوية لهذا المنصب؛ لذا ركزت على تجربتي في الجناح الأمريكي، وكيف عملت على المدونة للجناح، وكيف اعتدت معاملة ما يزيد عن 50000 زائراً يومياً؛ لذا فإنَّ العمل على سفينة سياحية تضم أكثر من 1000 راكباً سيكون بالتأكيد شيئاً يمكنني فعله.
في الختام:
عندما نصغي إلى قلوبنا وإلى الأشخاص الذين يشجعوننا، ونفعل الأشياء التي تجعلنا سعداء قد لا يبدو أنَّنا نفعل كثيراً؛ لأنَّ النتائج ليست فورية، ومع ذلك في يوم من الأيام ستنظر إلى الوراء وترى أنَّك كنت تبني حياتك طوال الوقت.
أضف تعليقاً