4 مكونات رئيسية يجب تجنبها في مستحضرات التجميل

في أثناء تجولك في قسم التجميل في أحد المتاجر من السهل اختيار العلامات التجارية والمنتجات الأكثر شهرة التي تصطف على الرفوف؛ فهي معروضة للبيع وعليها تخفيضات والملصقات الموضوعة عليها تقول إنَّها عضوية أو طبيعية بالكامل، وعلى الرَّغم من هذه الميزات إلا أنَّ ما لا يدركه المستهلكون غالباً هو أنَّ هذه الملصقات يمكن أن تخدع المستهلكين وتجعلهم يظنُّون بأنَّ سلعهم آمنة وخالية من السموم.



الحقيقة هي أنَّ مجال الجمال في جميع أنحاء الولايات المتحدة يفتقر إلى التنظيم مقارنة بالمناطق الأخرى حول العالم؛ ففي حين تفرض أوروبا حظراً رسمياً على أكثر من 1000 مكوِّن سام حظرت الولايات المتحدة استخدام 30 مادة كيميائية فقط؛ إذاً يجب أن يكون هذا الواقع المُقلِق كافياً لإلهام المستهلكين لإلقاء نظرة فاحصة طويلة على المنتجات التي يطبقونها على شعرهم وبشرتهم وأجسادهم يومياً.

عدم وجود تنظيم:

على الرَّغم من أنَّ إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration) هي المسؤولة عن حماية صحة المستهلك لكن يوجد القليل جداً من اللوائح المتعلقة بمستحضرات التجميل، ولا تتطلب المنتجات الموجودة في السوق الحصول على موافقة مسبقة من إدارة الغذاء والدواء؛ بل يجب أن تُراقَب من خلال برنامج مراجعة مكونات مستحضرات التجميل (Cosmetic Ingredient Review) لضمان سلامة جميع هذه المكونات، وعندما تفشل المنتجات المعتمدة في الحفاظ على سلامة المستهلكين يمكن أن تتدخل إدارة الغذاء والدواء.

إضافة إلى قلة التنظيم لا يُطلب من المنظمات الإبلاغ عن ردود فعل الجسم التحسسية أو المشكلات الطبية التي يعانيها المستهلكون إلى إدارة الغذاء والدواء؛ على سبيل المثال لم يتحقق في مجموعة بلسم الشعر التي أنتجتها شركة "وين" (WEN) إلا بعد أن قدم 127 مستهلكاً تقارير إلى إدارة الغذاء والدواء، وسرعان ما اكتُشِف أنَّ الشركة قد تلقت بالفعل ما يصل إلى 21000 شكوى تتضمن تهيج فروة الرأس وتساقط الشعر.

أصبح استخدام المستهلكين لشكواهم أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى؛ فهي أقوى أداة لدينا في الدعوة إلى مستقبل أكثر صحة، والخطوة الأولى نحو هذه الحركة هي فهم المكونات التي يجب تجنبها ولماذا.

إقرأ أيضاً: البوتوكس: استخداماته الطبية والتجميلية وأهم النصائح حوله

العطر:

سواء كان مرطباً أم غسولاً للجسم أم عطراً، فيجب التفكير مرتين قبل أن تقرر شراء منتج معطر؛ فعلى الرَّغم من أنَّ فكرة العناصر المعطرة المنعشة جذابة للمستهلكين، إلا أنَّ مصطلح "العطر" يمكن أن يخفي عدداً من السموم غير المكشوف عنها.

أفادت مجموعة العمل البيئي (The Environmental Working Group) أنَّ ما يقرب من 14 مادة كيميائية يمكن أن تكون مخفية تحت هذا الاسم، مع فشل 80% منها في اختبار صحة الإنسان وسلامته، وتتمتع الشركات بالحماية بموجب قانون التعبئة والتغليف العادل (Fair Package and Labeling Act) لعام 1966 الذي يقول إنَّها لا تستطيع الكشف عن مكوناتها خوفاً من تقليدها، ومع ذلك يظل المستهلكون حذرين من نقص الشفافية فيما يتعلق بصحتهم.

بمجرد استخدام هذه المنتجات من المعروف أنَّ الناس يعانون تهيج الجلد وردود الفعل التحسسية والربو والصداع النصفي والعديد من الآثار الجانبية الأخرى، ومن الهام أن تقرأ الملصق، فقد تظل المنتجات "غير المعطرة" تحتوي على هذا المكون.

الفثالات (Phthalates):

على الرَّغم من قرار الاتحاد الأوروبي (European Union) بحظر استخدام الفثالات تماماً في مستحضرات التجميل، لكن تواصل الولايات المتحدة إضافة هذه المواد الكيميائية إلى جميع منتجات الصناعة، وتعرف الفثالات بالتسبب في اضطرابات الغدد الصماء التي يمكن أن تضر بالجهاز التناسلي وتؤدي إلى مشكلات في النمو، ولسوء الحظ يمكن العثور على هذا المكون في أي منتج للعناية الشخصية تقريباً، ومن ذلك غسولات الجسم ومستحضرات ومنتجات العناية بالشعر وطلاء الأظافر.

لذا قبل شراء منتج أو استخدامه تأكد من التحقق من مكوناته وتجنب ثنائي ميثيل الفثالات (DEP) وفثالات ثنائي البوتيل (DBP) وفثالات مضاعف (DEHP) والعطر، فترتبط جميعها بالمخاطر الصحية المحتملة؛ إذ يوجد ثنائي ميثيل الفثالات عادةً في المنتجات المعطرة، ويساعد على بقاء أي رائحة لفترة أطول، وعادة ما تُخفى هذه المادة الكيميائية تحت مسمى "العطر"، وهو مثال أساسي على كيفية استخدام الصناعة قانون التعبئة والتغليف العادل ثغرة لإخفاء المواد الكيميائية السامة إلى المزيج.

شاهد بالفيديو: 7 عادات خاطئة تتسبب بظهور التجاعيد حول العينين

بودرة التالك:

يمكن العثور على بودرة التالك في منتجات البودرة المضغوطة، ومن ذلك ظلال العيون وكريم الأساس وبودرة الأطفال، وهذا المكون له تاريخ سيئ السمعة في العثور عليه بالقرب من مناجم الأسبست (asbestos)؛ ممَّا أدى إلى كثير من الجدل حول استخدامه.

نتيجة لذلك وُجِد أنَّ التالك يحمل آثاراً صغيرة من مادة الأسبست، وهي مادة مسرطنة معروفة بأنَّها تسبب ورم الظهارة المتوسطة السرطاني المميت وغيره من الأمراض التي تهدد الحياة، وقد سُلِّط الضوء على هذه المشكلة أخيراً في الأخبار بعد اتهام شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) ببيع بودرة أطفال ملوثة قد تتسبب في إصابة آلاف النساء بسرطان المبيض.

على الرغم من ارتباط التالك بالتعرض لمادة الأسبست ما يزال التالك الخالي من الأسبست قيد التحقيق من أجل سلامة المستهلك، وعلى الرَّغم من أنَّ النتائج غير حاسمة يوصى الآن بنشاء الذرة بديلاً آمناً لمن لديهم مخاوف.

مادة البارابين (Parabens):

البارابين هو المادة الحافظة الاصطناعية الأكثر شيوعاً الموجودة في كريم الحلاقة والمرطبات ومزيل العرق والشامبو والبلسم، وبعد سنوات من استخدامها في المنتجات اكتشف أنَّها تشبه هرمون الاستروجين في الجسم، الأمر الذي يجعلها سبباً في اضطرابات الغدد الصماء وربما تؤدي إلى مشكلات في الإنجاب وحتى سرطان الثدي.

على الرغم من أنَّ برنامج مراجعة مكونات مستحضرات التجميل (CIR) لم يجد أي مشكلة تتعلق بالصحة العامة، فقد وجدت الأبحاث رابطاً بين سرطان الثدي والمستويات الزائدة من هرمون الاستروجين، ووجدت الدراسات أنَّ البارابين يظل سليماً ويتراكم في أنسجة الثدي البشرية ومن ذلك الأورام.

على الرغم من هذه النتائج اكتشف البارابين في مجموعة متنوعة من الأنسجة الأخرى، ولم يثبت بعد أنَّها مادة مسرطنة، ويعمل العلماء بجد لفهم المخاطر الحقيقية الكامنة وراء استخدامها، ومع ذلك فإنَّ المستهلكين يتوخون حذرهم من استخدامها؛ إذ تُصنع المزيد والمزيد من المنتجات بتركيبات خالية من البارابين.

إقرأ أيضاً: 6 أخطاء شائعة ترتكبها عند رش العطر

في الختام: الجمال النظيف

المكونات المذكورة أعلاه ليست سوى عدد قليل من العديد من السموم قيد التحقيق في صناعة التجميل؛ فعلى الرغم من أنَّ العديد من هذه المنتجات لم يثبت أنَّها تضر بصحة الإنسان، لكن من الهام أن تتذكر أنَّ هناك قليل من الأدلة على أنَّها آمنة، مع وجود عدد قليل من الأبحاث عن هذه المسألة يجب أن نعترف بأنَّنا لسنا على دراية بالتأثيرات طويلة الأمد، ويجب أن نظل واعين بالمنتجات التي نختار استخدامها على أساس يومي.




مقالات مرتبطة