4 لمزايا سهلة تساعد الشركات الصغيرة على استقطاب المواهب

تتغير أشياء كثيرة في مجال استقطاب المواهب حالياً؛ إذ إنَّنا نرى تغييرات في إدارة المواهب والموارد البشرية، ويتجلى ذلك بشكل أكبر في إحدى هذه المجالات "مجالات المزايا المُقدَّمة للموظفين".

لا تقتصر هذه المزايا على شركات "وادي السيليكون" (Silicon Valley) فحسب؛ بل توفرها جميع الشركات تقريباً من وكالات التأمين الصغيرة في النواحي النائية من صالونات تصفيف الشعر إلى الشركات الكبيرة، إذ يشارك الجميع في لعبة المزايا.



جمع موقع "نيملي. كوم" (Namely.com) بعض الإحصاءات حول المزايا والامتيازات:

  • يقدم 75% من أرباب العمل برامج لياقة مثل اشتراكات النوادي الرياضية وبرامج إنقاص الوزن.
  • يرغب 72% من الموظفين في أن تساهم الشركة في حسابات المعاش التقاعدي.
  • يشعر 27% من الموظفين بأنَّ التدريب مدفوع الأجر وتسديد الرسوم الدراسية مهمان جداً لرضاهم الوظيفي بشكل عام.

إنَّ الخطة الصحية الجيدة هي المزية الأكثر رغبة، وتُعَدُّ في هذه الأيام حداً أدنى مما يجب أن تقدمه الشركة، كما أصبحت المرونة أيضاً فائدة مرغوبة للغاية؛ إذ إنَّها إحدى الامتيازات التي قد تجعل الباحث عن عمل يقبل براتب أقل في سبيل الحصول عليها.

تستجيب الشركات بمزايا مثل العمل من المنزل والجدولة المرنة للمواعيد والإجازات غير المحدودة مدفوعة الأجر والحضانة المجانية والسماح بإحضار الحيوانات الأليفة إلى العمل، والبرامج الصحية.

لماذا تصارع الشركات لتقديم هذه المزايا غير التقليدية للغاية؟ فيما يأتي أهم 3 أسباب:

1. حرب المواهب:

ليس من السهل التنافس على المواهب اليوم، والحرب موجودة دائماً عند مَن يعملون في استقطاب وإدارة المواهب. لا يمكن لراتب أعلى أن يضاهي بعض التجارب مثل جلسات ممارسة الرياضة وجلسات التدليك في المكتب والإقامة لمدة أسبوع في مقصورة مملوكة للشركة، وقد أفادت الأبحاث الحديثة في موقع "غلاس دور" (Glassdoor) أنَّ 57% من المشاركين يرون الفوائد والامتيازات من بين أهم الميزات قبل قبول الوظيفة.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لجذب أفضل المواهب إلى الشركات

2. التجارب هي الأهم:

في ثقافة مليئة بالترفيه وبوجود قوى عاملة تركز أكثر فأكثر في التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية، فإنَّه من المنطقي جداً أن تكون التجارب التي تجعل يوم العمل الأكثر متعة موضع تقدير، ويتذكر الناس تجاربهم أكثر من الهدايا المادية مثل دفاتر الملاحظات أو الساعات الذهبية.

وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة "آي سيمز" (iCIMS) أنَّ واحداً من كل خمسة عمال، سيترك وظيفته الحالية لصالح وظيفة تقدم مزايا غير تقليدية، وينطبق ذلك بشكل خاص على الموظفين من جيل الألفية؛ إذ قال 23% إنَّهم سيختارون وظيفة أخرى تقدم مزايا أكثر إثارة للاهتمام.

3. التفاعل والثقافة:

يريد الناس العمل لدى ربِّ عمل من اختيارهم، ومع نمو الشركات وتوسيع نطاقها من الضروري جعل الأشخاص الذين ساعدوها على ذلك سعداء، وبناء ثقافة رابحة هو إحدى الطرائق الرائعة لذلك.

وجدت جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) أنَّ الدوافع الثلاثة الرئيسة للرضى الوظيفي كانت المعاملة المحترمة والتعويضات والمزايا، وقد وجد موقع "كارير بيلدر" (CareerBuilder) أنَّ المزايا الجيدة هي سبب بقاء 49% من المشاركين في وظائفهم.

يمكن للشركات الكبرى فقط تقديم قائمة كاملة من المزايا التقليدية وغير التقليدية مثل الصالات الرياضية في موقع العمل والوجبات المُعدَّة من قِبل طهاة محترفين؛ ولكن توجد بعض المزايا السهلة وغير المكلفة التي يمكن حتى للشركات الصغيرة تقديمها، التي ستساعد على جذب المرشحين الجيدين والاحتفاظ بالعاملين، وهي تتضمن:

1. توفير مرونة في العمل:

ما لم تكن تعمل في مجال التصنيع أو الحماية الأمنية، فمن الصعب أن تجد في هذه الأيام وظيفة لا يمكن العمل فيها عن بُعد، ويمكن لمعظم الشركات حقيقةً توفير هذه الميزة.

جرِّب ذلك ليوم واحد فقط في الأسبوع لمنح الناس مزيداً من التحكم بوقتهم، وإن بدا الأمر لك محفوفاً بالمخاطر، فيمكن أن تبدأ بإجراء اختبار تجريبي على فريق أو قسم واحد.

يوجد بحث يُظهر أنَّ العاملين عن بُعد أكثر إنتاجية من نظرائهم في المكتب، وبحث آخر يُظهر أنَّ أوقات التنقل الطويلة تؤثر سلباً في الاحتفاظ بالموظفين؛ لذا خُذ في حسبانك تقديم جدول زمني مرن لإخراج العاملين لديك من ساعة الذروة.

إقرأ أيضاً: نصائح بشأن إستراتيجية الاحتفاظ بالموظفين

2. تقديم يوم من الترفيه:

يستحق الجميع يوم إجازة وبعض الفِرق تستحق ذلك أكثر من غيرها، ويكلف تعيين اختصاصي رعاية صحية للاعتناء بالموظفين المرهقين بضع مئات من الدولارات فقط، ولكنَّهم سيتفاخرون بذلك أمام أصدقائهم إلى الأبد.

شاهد أيضاً: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال:

3. رعاية التعليم المستمر:

لا تركز في التعليم التقليدي فحسب؛ بل خذ في حسبانك أن تدفع مقابل درس أو فصل دراسي أو دورة إثراء مهنية من شأنها أن تأخذ موظفيك إلى آفاق جديدة؛ إذ يُقدِّر جيل الألفية التدريب بشكل خاص، فقد وجدت دراسة أجرتها شركة "ديلويت" (Deloitte) أنَّ 71% من العاملين من جيل الألفية غير راضين عن كيفية تطوير مهاراتهم القيادية.

4. الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية:

يتطوع العديد من موظفيك بالفعل في وقت فراغهم، سواءً في المؤسسات الدينية أم تدريب الشباب على الرياضات أم في برامج أخرى؛ إذ إنَّ منحهم إجازة للمشاركة في برامجهم التطوعية سيكون له تأثير إيجابي كبير فيهم وفي العلامة التجارية لشركتك، ويمكنك بدلاً من ذلك تنظيم برنامج خيري يمكن لموظفيك المشاركة فيه، ربما يوم تطوعي في بنك طعام.

يريد العمال اليوم أن يعملوا لصالح ربِّ عمل ليس مدفوعاً بالربح فحسب؛ بل يكون مسؤولاً اجتماعياً أيضاً.

تبقى بعض النقاط التي يجب أخذها في الحسبان قبل الشروع في استراتيجية مزايا جديدة ومنها:

  • نوع الامتيازات التي سيتمتَّع بها الموظفون لديك:

أجرِ استبياناً للقوة العاملة لديك؛ وإذا كنت قلقاً من أنَّهم قد يطلبون امتيازات مكلفة للغاية، فابدأ التحدث معهم أو مع مديرك بشكل غير رسمي.

  • التكلفة التي في إمكانك تحمُّلها لتقديم المزايا:

خطِّط بدايةً بنسبة 150% من التكلفة وتأكَّد من مراعاة أي نمو مخطَّط للموظفين؛ وذلك لأنَّك لا تريد تقديم فائدة فقط لتضطر إلى إلغائها بعد بضعة أشهر لأنَّك لم تتوقع التكلفة بشكل صحيح.

  • مدى مناسبة المزايا لمكان عملك:

قد يكون السماح للعمال بإحضار كلابهم إلى العمل ميزة حقيقية لبعض بيئات العمل، ولكنَّها قد لا تكون عمليةً في بيئة عملك، وبشكل مشابه تُعَدُّ خدمات حضانة الأطفال النهارية ذات فائدة كبيرة للوالدين العاملين، ولكنَّها قد تثير الاستياء بين العمال الذين ليس لديهم أطفال.

  • تراكم التكاليف:

قد تصبح المزايا التي تقدمها اليوم، التي يمكنك إدارتها وتتبعها بسهولة كابوساً في المستقبل؛ لذا أَنشِئ أنظمة التسجيل الخاصة بك الآن حتى تضمن أنَّ جميع الأمور مغطاة لاحقاً.

إن كنت تعاني من نقص في الميزانية، فإليك ما قاله "جيم بيلوسيك" (Jim Belosic)، الرئيس التنفيذي لشركة "شورت ستاك" (ShortStack) للتكنولوجيا:

"بالنسبة إلى الشركات مثل شركتنا؛ يعني ذلك وجود مزيج صحي من الامتيازات التي نقرر أنَّها تستحق الدفع والامتيازات التي لا تكلف شيئاً على الإطلاق، ولكنَّها تجعل الناس سعداء للغاية، ولدينا سياسة تسمح للموظفين بإحضار كلابهم؛ حيث يجلب بعضهم كلابهم للعمل كل يوم، وبعضهم في يومٍ واحدٍ فقط، ونُقدِّم أيضاً استضافة غداء يوم الجمعة وإجازات مأجورة للعمل التطوعي ونسمح بالعمل من المنزل وما إلى ذلك".

لقد سمعت عن شركات تقدم يوم فراغ كل شهر لمشاهدة الأفلام وغسيلاً متنقلاً للسيارات وندوات التخطيط المالي والعديد من الطرائق المبتكرة لمنح الموظفين بعض الميزات الإضافية.

وإذا لم يكن لديك المال الكافي لتقديم مزايا باهظة الثمن، ففكِّر في خيارات أخرى؛ إذ إنَّ تقديم يومين إضافيين من الإجازة خلال السنوات التي لا تكون فيها أرباحك كافية لمنح المكافآت أو دعوة موظفيك للعشاء عندما لا تتمكن من شراء غداء مخصص كل يوم، سيكون مفيداً جداً؛ وهذه الأفكار كلها رخيصة نسبياً".

أنت قادر على تقديم مزايا رائعة لموظفيك، فابدأ حالاً.

المصدر




مقالات مرتبطة