4 خطوات ينصح بها ويل سميث لإيجاد هدف حياتك

ماذا لو لم يتجسد هدف حياتك، حتى بعد التمسك به (كما يقول معظمنا)؟ قام ويل سميث مؤخراً بنشر فيديو على موقع انستغرام حول كيفية العثور على هدف حياتك. ولن نحتاج إلى مقدمة نتحدث فيها عنه؛ فهو أحد أكثر الممثلين والموسيقيين حضوراً على الإطلاق. لذا لندخل في صُلب الموضوع مباشرة.



1. استكشف:

إن أردت أن تُجِيبك الحياة عن أسئلتك، فهذه هي الطريقة التي تفتح باب الحوار معها. فإن لم تُجرب نشاطات جديدة، فكيف ستعرف أنَّك شغوفٌ بهذه النشاطات؟ إذ يوجد عدد لا يحصى من المهارات التي يمكنك كسب قوتك منها، ولا تعرف عنها شيئاً؛ بغض النظر عن الحاصل الثقافي الذي تظنُّ أنَّك تمتلكه.

ضع في هذه الحالة أحكامك المُسبقة جانباً؛ إذ يوجد الكثير من الأمور التي تظنُّ بأنَّك لن تهتم بها أبداً، والتي إن جربتها؛ ستندم على عدم معرفتك بها سابقاً. وليكن شعارك: "جرب أيَّ نشاطٍ جديدٍ مرتين"، لأنَّه من الممكن ألا تَعكِسَ المرة الأولى مدى روعَتِه.

2. خُض تَجارب شتى:

يقول ويل سميث: "إنَّ التجربة هي الوسيلة التي يعلمنا الكون من خلالها"، هذا ما يجعل من ويل محباً للسفر؛ إذ يتسنى إليه مقابلة أشخاص مختلفين من شتَّى الخلفيات. تتشابه هذه الخطوة مع خطوة الاستكشاف في الفقرة الأولى؛ بيد أنَّها تُرَكِّزُ على أي نوعٍ كانَ من الخبرات. قد تكون التجربة عبارة عن تبادل للكلمات أو الذكريات أو العواطف مع شخص آخر، وقد تشهد أحداثاً لم تَرَ مثيلاً لها من قبل: مثل صخبِ واختلاف أنماط الحياة من بلدٍ إلى آخر.

لا شيء يُماثل رؤية ذلك بأمِّ عينيك؛ فالتخيل ووضع أحكامٍ مسبقة لن يوصلك أبعدَ مما وصلت إليه الآن.

3. أَبدِع:

يساعدك الإبداع على فهم علاقتك بالعالم والناس من حولك. لذا واظب على شحذِ مهاراتك لكي تُحسِّنَ وضعكَ أكثر. يمكنك أن تُبدع في أيّ مجال كان: بدءاً من الموسيقى، ومروراً بالفن والمقالات البحثية ومقاطع اليوتيوب، ووصولاً إلى العروض التقديمية.

استخدم مواهبك لتقديم شيء إلى هذا العالم، وابحث عمَّا ينفعك وينفع أصدقائك وعائلتك والآخرين. إذ يمكن للإبداع أن يساعدك في اكتشاف التفاصيل الصغيرة لما أنت شغوفٌ به من مهارات معينة تمتلكها؛ لكي تواظب عليها وتُنَمِّيها.

4. تواصَل:

غالباً ما نكون نحن بني البشر مرتبطين فيما بيننا لنستمد طاقاتنا من القيمة التي نُعطيها لأشخاصٍ آخرين. تساعدك معرفة الطريقة التي تتمحور حولها رسالتك في هذه الحياة في تحديد مهمتك وإذكائها. سيساعدك ذلك في اكتشاف العلاقة بينك وبين مواهبك والآخرين. فالجلوس والتَّفكير في هدف حياتك لن يوصلانك بعيداً؛ لذا اخرج وحاول إيجاده.

للقيام بذلك عليك أن تتوقف عن الشعور بالسوء؛ من خلال الارتقاء بجسدك وروتينك اليومي.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

5 نصائح من ويل سميث لتغيير مسار الروتين اليومي:

لقد انكبَّ ويل سميث على البحوث العلمية التي تتحدث عمَّا يُمكِنهُ -ويمكننا نحن أيضاً- القيام به للارتقاء بحياته وجسده نحو الأفضل، ودَمَجَ ذلك مع تحليلٍ مستفيض لآلاف الأفراد الأكثر نجاحاً والأفضل أداءً حولَ العالم. فقدّم إلينا خمس نصائح لتغيير مسار روتيننا اليومي تغييراً جذرياً، والحصول على المزيد من الطاقة وزيادة فرص عثورنا على هدف حياتنا.

1. تمرَّن يومياً:

قد يبدو هذا بديهياً بالنسبة إلى الجميع، بيد أنَّه يشتمل على تفاصيل كثيرة. لن ننصحك في بذل كُلِّ هذا الجهد لممارسة الرياضة إذا لم نَكن على درايةٍ بالعلم الذي يؤكد على أهميته الشديدة. وهذا ما نريد إخبارك به في هذا المقال؛ فقد ثَبُتَ أنَّ التمرين يزيد من مستويات نجاحك في عدة مجالات من مجالات حياتك.

تُشيرُ الدراسات إلى أنَّ التمرينات المعتادة تعزز صحتك وتزيد من مستوى سعادتك وتقلل من مستويات الاكتئاب والتوتر وتجعلك أكثر تركيزاً وإنتاجية، وتوفر إليك طاقةً أكبر.

كما تَبَيَّنَ أنَّ ممارسة التمرينات هي إحدى ركائز بناء العادات. ماذا يعني هذا؟ يعني أنَّه إذا كان بإمكانك جعل التمرين عادةً لديك، سيَسهُلُ عليك تكوين الكثير من العادات العظيمة الأخرى.

2. مارس التَّأمل:

ليس كُلُّ أصحاب الملايين الناجحين يمارسون التَّأمل؛ وريتشارد برانسون واحدٌ منهم. فقد أقرَّ في مقال نُشِرَ مؤخراً على موقع "لينكد إن" بأنَّه لا يتأمل أبداً. لكن ومع ذلك، وجد ويل سميث من خلال دراسته لآلافٍ من كبار الناجحين في العالم، أنَّ عدداً كبيراً منهم يمارسون التَّأمل. تشمل قائمة الأشخاص هذه: "روبرت داوني جونيور" و"إيلون ماسك" و"أوبرا وينفري" و"آدم ليفين"، وكثيرين غيرهم.

إنَّ معرفة عدد الأشخاص الغربيين الذين تبنّوا هذه الممارسة رغم كونها ممارسة شرقية؛ لهو أمرٌ مثير للدهشة. فهل هي مصادفة يا ترى؟ خذوا الملياردير راي داليو مثلاً؛ إذ يصف التَّأمل بأنَّه "أفضل استثمارٍ يوميٍّ يقوم به".

إنَّ فوائد التأمل مُثبتةٌ علمياً؛ فهو يقلل ضغط الدم ويُحدِثُ تغييرات بُنيويةٍ جسدية تساعدُ على تصفية ذهنك وجعلك قادراً على اتخاذ قرارات منطقية في لحظات الانفعال. إذ يُمكِّنُكَ التأمل من فَصلِ العاطفة عن المنطق حينما يتعيَّنُ عليك القيام بذلك.

3. نَمْ عدد ساعاتٍ كافية:

لقد أُجرِيَ على مدى عقودٍ عددٌ كبيرٌ من الأبحاث التي تؤكد على فوائد النوم؛ لكن ومع ذلك، يُطَالِبُ المجتمع الحديث الجميعَ بأن يبذلوا قُصارى جهدهم لتحقيق النجاح.

غالباً ما يظنُّ الناس أنَّهم يعملون بجد؛ في حين تجدهم يُضِيّعوُنَ ما يزيدُ عن 20 ساعة أسبوعياً في مهام لا تَمُتُّ للإنتاجية بِصِلَة. وتجدهم بالإضافة إلى ذلك، يُضَحُّونَ ببضعِ ساعاتٍ بهدفِ "المُضِيِّ قدماً". ونحنُ إذ نقول هذا، لا نعني أبداً أنَّ العمل بِجِدٍّ ولعدد ساعاتٍ أطول لا يُسهمُ في زيادة فُرَصِكَ في النجاح؛ بيد أنَّك ونتيجةَ إفراطك بذلك، ستقلل من أدائكَ وإنتاجيتك، إلى أن يصل بك الحالُ لأن تتصرف وكأنَّك في حالة "سُكْرٍ"؛ وخاصةً عند التقليل من عدد ساعاتِ نومك.

وإذا كان العمل بجد أكبر والنوم لعدد ساعاتٍ أقل لا يُجدِيَانِكَ نفعاً؛ فيجب عليك حينئذٍ التقليل قليلاً من مقدار ما تفكر فيه، والبحث عن طرائق أخرى لزيادة إنتاجيتك؛ مثل العمل بذكاءٍ أكثر والتركيز على الأمور الصحيحة.

لقد عمل كلاً من إيلون ماسك وويل سميث لما يفوق 80 ساعة عملٍ أسبوعياً من أجل المضي قدماً في حياتهم المهنية. نعم، إنَّهم قد تبنَّوا العمل الجادَّ والمضني من أجل تحقيق نجاحاتهم؛ بيد أنَّ العمل بجدٍ هو أحد أكثر مفاهيم النجاح المُبَالَغِ فيها -من حيث التفسير والتطبيق- في العالم الحديث؛ والذي قد يعودُ على المرءِ بنتائج سلبية.

وعلى ذكر النتائج السلبية؛ هناك المئات من الدراسات التي تبين الآثار الضارة التي تسببها قلة النوم. ويكفينا أن نتذكر كيف أثبت هنري فورد منذ عدة عقود؛ أنَّ أسبوع عملٍ مُدَّتُه 40 ساعة، يعود عليه بأقصى قدرٍ من الإنتاجية من قِبَلِ موظفيه، مفضلاً إيَّاه على إجبارهم على العمل حتى الإنهاك.

إقرأ أيضاً: النوم: أثره على الصحة، وانعكاسه على الإنتاجية

4. دوِّن أهدافك:

يمتلك معظم الناجحين نظاماً يومياً لتحديد الأهداف، أو قائمةً مرجعية للحفاظ على التركيز وإبقائهم على المسار الصحيح، وعادةً ما يقومون بذلك باستخدام الورقة والقلم. ومن المثير للاستغراب كيف أنَّ معظم الناس لا يفعلون ذلك بتاتاً؛ فقد أمضَوا سنواتٍ وسنوات من دون كتابة أهدافهم.

حينما تبدأ القيام بذلك، سَتُدرِكُ كم تَخرُجُ عن مسارك الصحيح (سواءً أكان ذلك يومياً أم أسبوعياً). كما يساعدك هذا في معرفة ما إذا كانت المهام تستحق الوقت الذي قد خُصِّص لها.

5. تَصَوَّر نجاحك:

تحدث الملياردير بيل بارتمان مؤسس شركة (CFS2، Inc) عن كيفية تخيله أنّه يعيش في القصور، وكيف أنّه تخيّل دخوله إلى القصور المفتوحة أمام الزوار رفقة خطيبته حينما كانا فقيرَين.

كما كان المؤلف روبرت كيوساكي يضع صورة زوجته أمام جهاز الجري لتحفيزه أثناء ممارسة التمرينات الرياضية. وكان برايان تريسي وجيم كاري يتجولان في أحياء غنيةٍ مجاورة ويتظاهران أنَّهما يمتلكان منزلاً فيها.

إنَّ عقلك الباطن هو جزء مُهِمٌّ من دماغك، وتساعدك برمجته بحيث تفكر وتشعر وتعتقد أنَّك غني، على التصرف انطلاقاً من عقلية الوفرة. سوف يحثُّك ذلك على التفكير بشكلٍ أعمق، والقيام بأشياء أفضل من شأنها أن تؤدي إلى المزيد من الثروة. إذ ستدفعك عقلية الوفرة إلى التَفكير في "التأثير على العالم على مستوى أكبر"؛ وهو ما من شأنه أن يساعدك على القيام بأمورٍ توصلكَ لهذه الثروة.

إنَّ هدفك في هذه الحياة هو شأنٌ تقرره لوحدك؛ رغم أنَّ ميولك الجينية والثقافية تدلكُ على ما يُحفّزك، وتؤثر على قرارك هذا. لكنَّك في نهاية المطاف حرٌّ في اختيارِ ما تريد تكريس وقتك للقيام به، ومن ضمنه أهدافك.

المصدر.




مقالات مرتبطة