4 تكتيكات لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا لنجاح شركاتهم الناشئة

مع اقترابنا من عصر جديد يمنح الأولوية للعالم الرقمي (digital-first)، تلوح أمامنا فترةً مليئة بالفرص الهائلة لرواد الأعمال الناشئين في المستقبل. أصبح عالم التكنولوجيا مجالاً جذاباً للمواهب الشابة والمبتكرة لطرح أفكارهم وابتكار مفاهيم جديدة بسبب التقنيات الناشئة التي أحدثَت ثورة في الصناعات، وزادت الطلب على خدمات شبكات الجيل التالي (Next-generation network services).



بالطبع، إنَّ الشروع في أيَّة رحلة مهنية ليس إنجازاً بسيطاً، وهذا ينطبق على رواد الأعمال الذين يسعون إلى إحداث تأثيرات كبيرة، أو تحقيق إنجازات هائلة، على الرغم من كل الحماس والإبداع الذي يمكِنهم توجيهه نحو أهدافهم، فإنَّنا ندرك جميعاً أنَّ العقبات التي يجب التغلب عليها ستعترض طريقهم لا محالة، وإنَّ التصرف بناءً على الغريزة وحدها دون الخبرات التي يمكِن الرجوع إليها عند اتخاذ القرارات ليس كافياً دائماً، وستكون نصائح الآخرين لا تُقدَّر بثمنٍ لهم.

واجهَت شركة سي إم إي (CME)، التي بدأَت من شركة ناشئة تضم حوالي أربعة مكاتب إلى شركة تضم جنسيات متعددة، والعديد من منحنيات التعلم على طول الطريق، ويجب مشاركة الدروس الأساسية التي جُمعت خلال هذه السنوات السبع عشرة مع الجيل القادم من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، لمساعدتهم في بناء مستقبلهم. وسنورد فيما يلي أربعة من هذه الدروس الهامة:

1. التركيز على الفوائد التي يجنيها المجتمع:

بالنسبة إلى أي رائد أعمال شاب يعمل في مجال التكنولوجيا، يكمن المصدر الأهم الذي يشجعه في التركيز على الفوائد التي يمكِن أن تُوفِّرها مشاريعه للمجتمع المحلي، وبصرف النظر عن النجاح الفردي، فإنَّ أحد أكثر الجوانب تشجيعاً في أن تكون رائد أعمال هو مساعدة الآخرين، ومن الهام أن يكون لديك حلم مرتبط بالمجتمع الذي تعيش فيه عند بدء أي عمل تجاري؛ أي حلم لتحقيق تغيير إيجابي في حياة الناس من حولك.

لذلك، من الهام أن تفكر في الآثار المحتملة التي يمكِنك إحداثها، وتذكَّر دائماً أنَّ تحديد الأهداف وخطط العمل التي تدعو إلى خلق فرص العمل، وتوظيف المواهب، وتعزيز الاقتصاد المحلي أمر بالغ الأهمية عند إنشاء شركتك الخاصة، لذلك عُد بانتظام إلى أهدافك، واتَّخِذ خطوات لضمان تحقيقها.

إقرأ أيضاً: كيف أحافظ على حماسي في ظل الظروف القاسية؟

2. الالتزام بالانضباط وتجنُّب التهاون:

تسهم العديد من العوامل في نجاحك كرائد أعمال، وأحد هذه العوامل هو استثمار صفات عدَّة من صفاتك في وقت واحد، فلا يكفي الإبداع وحده للنجاح؛ بل يجب عليك دمج الانضباط في كل ما تفعله وضمان ألا تعلق في منطقة الراحة، ويكرر رواد الأعمال الوقوع في الخطأ ذاته وهو الظن بأنَّهم قد حققوا النجاح فعلاً، مما يؤدي إلى إضاعة الفرص وانخفاض معايير أدائهم، فمهما كانت أمور العمل تسير بشكل جيد، يمكِن أن تواجهك العقبات في أي وقت، والتغلب عليها ليس بالأمر السهل على الإطلاق، كما أنَّ تحقيق التوازن أمرٌ ضروريٌّ، ويجب توجيه مكامن قوَّتك جميعها نحو أهدافك مع تطبيق الحس السليم واليقظة لضمان الاستعداد الكامل لأي سيناريو.

ولذلك لا مجال للتهاون في العمل؛ فلا ينبغي لأحد أن يفكر بأنَّه قد نجح، أو أن يفترض أنَّه قد أنجز شيئاً هاماً، لأنَّ العقبات قد تواجهك فجأةً وبكلِّ سهولة، ومن الصعب التخفيف منها والتغلب عليها؛ فقد تستيقظ غداً لتجد منافساً جديداً يهدد شركتك.

3. تحفيز التطور من خلال استخدام مخيلتك:

يجب عليك إعادة اكتشاف ذاتك وأفكارك، لدفع التنمية المستدامة وتوسيع آفاقك، وفي الوقت نفسه، سيفيدك استقطاب الأشخاص ذوي التفكير المماثل في عملك، فمن الهام الاستمرار في تجديد أفكارك وإعادة تهيئة نفسك وفريقك، ولأنَّ الموهبة والإبداع والانضباط صفاتٌ عالمية، قد لا تخرج الابتكار المزعزع (disruptive technology) التالي من مصدر متوقع.

إنَّ إظهار الاهتمام واتِّخاذ بعض الإجراءات في هذه المجالات هو استراتيجية مؤكدة لتعزيز سمعتك، وقد جنت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعة مليار دولار أمريكي العام الماضي، وكانت الاستثمارات تأتي من المساهمين المحليين والدوليين بسبب إمكانات المشاريع والأفراد الذين يتصدرونها.

كما أنَّ القيادة عنصر أساسي للنجاح؛ حيث يجب أن تُظهِر اهتمامك بأولئك الذين تعمل معهم، مما سيعزز ثقافة الشفافية والتكاتف، فأظهِر الاهتمام بالفريق الذي تعمل معه - وليس فقط مع مَن تخدمه - و خُذ وقتك لضمان وجود السعادة الفردية والجماعية في مكان العمل، فمِن خلال ضمان متابعة هذه النصيحة، ستُقدِّم الفرص نفسها، مما سيساهم في تطوُّرك وتطوُّر أفكارك وأعمالك.

شاهد بالفديو: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

4. اكتساب خبرة عميقة في مجالك:

إنَّ اكتساب هذه الخبرة التي تتجاوز الأمور الأساسية والجوانب التقنية أمر بالغ الأهمية؛ لأنَّ الحلول التقنية اليوم كثيرة للغاية، حيث إنَّها تتعلق بفهم التحديات التي تواجه الأعمال والخبرة في المجال، فلا يجب أن تكون شركات التكنولوجيا في موقع جغرافي واحد؛ بل يمكِن تسليم البرامج من أي مكان في العالم، وإذا كان لديك جهاز حاسوب محمول أو حاسوب جيد، فستصبح فرصك لا محدودة، وستتمكن من أن تفعل ما تريده.

يشكِّل التحول الرقمي الذي يتكشف في جميع أنحاء المنطقة مستقبلاً باهراً لرواد الأعمال الناشئين في مجال التكنولوجيا، والذي يتميز بغناه بفرص لا حصر لها، فمع التوجيه والمشورة من الآخرين، يمكِن تعزيز المهارات وبناء الثقة وتطوير مهارة صنع القرار، وفي نهاية المطاف، قولبة المواهب وجمعها في حزمة كاملة متكاملة مستعدة لإنجاح الأعمال التجارية، حيث ستساعد هذه الخطوات رواد الأعمال الشباب جميعهم في مجال التكنولوجيا في مشوارهم المهني، فانتبِه إليها خلال كل مرحلة من مراحل التنمية الخاصة بك، واستمِع وتعلَّم من الآخرين في كل فرصة، وقدِّر الدعم الخارجي الذي سوف يساعدك على تحقيق أحلامك.

تُعَدُّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واحدةً من أكثر المناطق التي تعتمد على الاتصالات الرقمية في جميع أنحاء العالم، وقد أنفقَت الشركات حوالي 30 مليار دولار على التحول الرقمي في العام الماضي وحده، وتتبع البلدان خططاً مبتكَرة لضمان مستقبل مستدام، فقد حدثَت إصلاحات دُرِسَت لسنوات طويلة سابقاً في العديد من الصناعات بسبب تداعيات جائحة كورونا، ويَحدث التطور التكنولوجي على المستويين المحلي والإقليمي بطرائق مختلفة، مما يعني أنَّ مجموعةً من الفرص تنتظر رواد الأعمال الشباب في مجال التكنولوجيا.

ومن الهام أيضاً ملاحظة أنَّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست موطناً للمواهب فحسب؛ بل تحوي أيضاً أكبر عدد من الشباب في أي مكان في العالم، وهي أكثر من 50% من السكان تحت سن 25 عاماً؛ أي ما يزيد عن 108 مليون نسمة. وهناك بين مجموعة المواهب هذه العديد من رواد الأعمال الناشئين الذين يتحلون بالإمكانات العظيمة، كما يمكِن لشخص ما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن يصبح المنافس الرئيس التالي في مجال الذكاء الاصطناعي، فهذا هو أفضل جزء من التكنولوجيا، وهو ما لا يزال يعطينا الأمل.

المصدر




مقالات مرتبطة