يرجع هذا الانخفاض في معدلات الحياة في أمريكا مقارَنةً بشمال أوروبا إلى أسباب عدة؛ أبرزها ما تنتهجه من سياسة فيما يتعلق بنظام الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، ولكن هل يرجع أحدها إلى عادات تُمارَس في الحياة العادية؟
إليك بعض العادات الصحية التي يمكن لجميعنا من غير الإسكندنافيين أن نتعلم منها:
1. متعة الوجود في الهواء الطلق:
تحب الشعوب الإسكندنافية عموماً والنرويجية خصوصاً التجوال والتنزه، لكنَّ أسلوب الحياة الذي نتحدث عنه هنا لا يمت بصلة إلى المناظر التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي في أثناء تجولك خارجاً.
لست مضطراً إلى أن ترهق نفسك بالذهاب في رحلات برية أو بمغادرة مدينتك حتى تمارس هذه العادة؛ بل سيفي التجول في الحديقة المجاورة لك بالغرض لتتواصل مع الطبيعة، دون أن تحدق إلى هاتفك في أثناء ذلك بالطبع.
2. الحمية الإسكندنافية البسيطة:
تعتمد أغلب المطاعم هناك على المكونات المحلية الطبيعية والطازجة ما أمكن؛ حيث غالباً ما تجمع هذه المطاعم أفخر المأكولات البحرية مع أفخر المأكولات الجبلية، ويعدُّ السمك والأعشاب البحرية من بين الأطباق الرئيسة، أما مأكولات الفطر والتوت؛ فتشتهر كمقبِّلات، ومع هذا فإنَّ الإسكندنافيين يحبون البرجر والبيتزا وتناول الطعام الجاهز تماماً مثل أي شعب آخر، لكن أكدت العديد من الدراسات الفوائد الصحية للنظام الغذائي الإسكندنافي؛ لذلك فهم يتمتعون بصحة جيدة لبعض الوقت على الأقل.
3. اتباع مبدأ "اعمل لتعيش، لا تعش لتعمل":
لن تجد في مكان عمل إسكندنافي أحداً يعمل في منتصف الليل؛ فنادراً ما تمتد ساعات العمل الإسكندنافية بين السابعة صباحاً إلى الثالثة مساءً، أو من الثامنة صباحاً إلى الرابعة مساءً، وينتهي العمل بوقت أبكر عادةً في أيام الجمعة وتكون ساعات العمل أقل في فصل الصيف، وفي معظم الشركات نادراً ما يُنظر إلى العمل حتى وقت متأخر على أنَّه أمر إيجابي؛ بل سيظن مديرك في العمل أنَّك تعمل فوق طاقتك أو أنَّك لا تجيد تنظيم عملك.
وعلاوة على ذلك يتمتع الإسكندنافيون بحق الحصول على عطل طويلة؛ حيث تعدُّ إجازة مدفوعة الأجر من خمسة أسابيع حقاً طبيعياً من حقوق الموظف في معظم الشركات، كما درست بعض الشركات فكرة العمل لست ساعاتٍ يومياً، حتى إنَّ فكرة أربع ساعاتٍ أسبوعياً تطرح من وقتٍ لآخر.
ولا شك أنَّ تبني هذه العادة الإسكندنافية أكثر صعوبة من تغيير نظامك الغذائي أو الذهاب في نزهة على الأقدام، ولكن لا يزال في الإمكان مغادرة مكتبك في الوقت المحدد وتخصيص أمسيات لقضاء بعض الوقت مع عائلتك.
4. المرح (hygge):
بعد الانتشار الشديد لمصطلح المرح (hygge) في السنوات الأخيرة، ربما تظن أنَّ شراءك لشمعة أو وسادة مناسبة سيضمن لك السعادة، أوضحت الكاتبة الدنماركية لورا بايجر (Laura Byager) في منصة ماشابل (Mashable): "لم يكن المرح (Hygge) بالنسبة لي، شيئاً يمكنك شراؤه".
مع أنَّ إضاءة الشموع والجلوس بين الوسائد المريحة هي بالطبع جزء من ذلك، ولكنَّ الاسترخاء، وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء والعائلة، وأن تكون ببساطة حاضراً هو أمر هام أيضاً، تضيف لورا قائلة: "بالنسبة لي؛ المرح هو الراحة؛ حيث إنَّه شعورٌ يأتي فقط في الغياب التام للتوتر والإزعاج ويقوي مشاعر السعادة والاسترخاء".
أضف تعليقاً