إليك فيما يأتي بضع طرائق بسيطة وسهلة عن كيفية إدخال الهدوء إلى حياتنا اليومية وغرسِ هذا الطبع في أنفسنا:
1. إنشاء روتين صباحي هادئ بدلاً من الوقوع ضحيةَ صخب الصباح الناجم عن التوتر والإجهاد:
يمكن لاتباع روتين أو طقسٍ صباحي أن يغرسَ شعور الهدوء داخل حياتك ويمهِّد السبيل لقضاء يومٍ أكثر استرخاءً وأقلَّ قلقاً وإجهاداً، وعلى الرَّغم من أنَّ معظم الناس يباشرون يومهم باندفاعٍ وعجلةٍ على الصعيدين الجسدي والذهني؛ فإنَّ هذه البيئة السريعة أو الجو المليء بالمشاغل أكثر عرضةً لازدياد مستويات التوتر والإجهاد لديهم.
قد يكون من المفيد التخطيط ليومك وترتيب تفاصيله في الليلة التي تسبقه من خلال تخصيص بضع دقائق لكتابة قائمة مهام، أو رسائل تذكير لنفسك في المستقبل، ولا ينبغي أن يستغرق إنشاء طقسٍ أو روتينٍ صباحي كثيراً من الوقت؛ بل يمكنه أن يكون بمنزلة تمرين استرخاء مُريح لكتابة الأشياء وتذكير نفسك بفعلها، ومن المفيد أيضاً الخلودُ إلى النوم باكراً، وضبط عدة منبهات للاستيقاظ في الصباح؛ كي لا تشغل تفكيرك بأن يفوتك المنبه ولا تتمكن من الاستيقاظ، ويمكن للاستعداد وتهيئة النفس في الليلة التي تسبق يوماً مُجهِداً ومتعباً أن تؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال.
مثلاً يمكنك إعداد أو تحضير وجبات الطعام الأسبوعية خلال عطلات نهاية الأسبوع حين تكون متفرغاً لذلك، أو بإمكانك التخطيط بالتفصيل لعملك خلال الأسبوع كي لا تُضطَر إلى التخطيط لكل أمرٍ في وقته، وعلى الرَّغم من أنَّ ما سبق لا يُعَدُّ روتيناً صباحياً بالضرورة، إلَّا أنَّ اعتياد فعل الأشياء بعد التحضير السابق لها يمكنه أن يقلل من قلقك وتوترك بدرجة كبيرة ويسمح لك بعيش حياةٍ أقل عجلةً وازدحاماً.
شاهد بالفيديو: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم؟
2. الانتباه لاستجابتك أو رد فعلك تجاه الأحداث والأشخاص المسببين للقلق والتوتر:
يُعَدُّ الإدراك الذاتي أمراً أساسياً وهاماً جداً حين يرتبط الأمر بمعاملة القلق وعلاجه، وكثيراً ما تستجيب أجسامنا بقوة وتُبدي ردود فعل قاسية تجاه المواقف والأوضاع المُجهِدة والموترة، وكذلك تجاه الأشخاص المستفزين والمسببين للقلق والتوتر، وعلى الرَّغم من أنَّك لا تستطيع إطلاقاً تجنُّب تلك المواقف كلياً في حياتك اليومية، لكن من المفيد التعرُّف إلى تلك المواقف وإدراكها حالَ حدوثها وبذل قُصارى جهدك لتهيئة نفسك والاستعداد لكيفية معاملتك لها.
قد لا تتمكن بالضرورة من التحكم في رد فعلك تجاه حدثٍ ما؛ لكنَّ إدراك أي موقفٍ من المُحتمَل أن يسبب لك القلق والتوتر، والانتباه له ومعرفة نطاق رد فعلك تجاهه يمكنه أن يحسن من قلقك ويخفف منه على الأمد الطويل.
يمكن للانتباه والتركيز على ردود فعلك أن يساعدك على التوصل إلى خطةٍ ما في حال وجود مواقف أو حالاتٍ مُعيَّنة تستفزك وتُثير قلقك، وثمة عدة مُثيرات مختلفة للقلق في حياتنا اليومية التي قد تكون طبيعيةً أو غير مرئية؛ مثلاً يمكن أن تكون الأمور الطبيعية التي تستفزك وتسبب لك التوتر موقفاً باعثاً على التوتر والقلق في مكان عملك الذي لا يمكنك تجنُّبه بالضرورة، في حين يمكن لمُثيرات القلق الخفية أن تكون كثرة التفكير في إحدى المشكلات أو الهموم، ويُعَدُّ امتلاك الوعي لإدراك هذه الأمور الطبيعية والخفية التي تثير القلق والتوتر مفيداً للغاية، ويمكنك كذلك اكتشاف مزيد من آليات التأقلم الفعالة لمحاربة المواقف السابقة.
3. تطوير شعور بالامتنان والشكر للأشياء البسيطة في حياتك:
على الرغم من أنَّ الحفاظ على الأفكار الإيجابية قد يكون أحياناً عملاً صعباً، إلَّا أنَّه قد يكون مفيداً للتخلص من القلق في نهاية المطاف، ولا ينبغي عليك قضاء كثير من الوقت في التفكُّر بتمعُّن في جوانب حياتك التي تشعر بالشكر لأجلها كي تطوِّر في نفسك شعوراً بالرضى والامتنان؛ بل يمكنك في الواقع قضاء بضع دقائق من يومك في كتابة أفكار الامتنان التي تمتلكها تجاه موقفٍ أو شخص مُعيَّن، أو حتَّى تجاه أي شيء طبيعي.
يملك كثير من الكُتَّاب المشهورين دفترَ ملاحظاتٍ خاصٍّ بالأمور التي يشعرون بالشكر والامتنان لأجلها لمساعدتهم على رؤية الحياة في إطارها الصحيح، وعلى الرغم من أنَّ هذا قد لا يستهدف القضاء على القلق الذي تعانيه مباشرة، إلَّا أنَّ كتابة اليوميات قد تكون لها تأثيرات مهدِّئة في العقل والجسم، ويمكن لإعداد قائمةٍ بالأشياء التي تشعر بالشكر والامتنان تجاهها بكل بساطةٍ أن يُثير شعوراً عظيماً وقوياً بالامتنان في داخلك، إضافة إلى ما ستشعر به من سكينة وطمأنينة وراحة بال.
ليس عليك أن تكرس فترةً زمنية مُعيَّنة ومُحدَّدة كل يوم لكتابة الأشياء التي تشعر بالشكر والامتنان لأجلها؛ بل يمكنك أن تسردها وتعددها بالتدريج مع تقدم اليوم، وستجد أنَّ هذا التمرين يُبقي ذهنك مشغولاً بصورة صحية ويُحسِّن مزاجك أيضاً.
4. تكريس قوتك الذهنية والجسدية لإنجاز مهمة واحدة في كل مرة بدلاً من تعدُّد المهام:
على الرغم من أنَّنا غالباً ما نشيد بتعدُّد المهام، ونُثني عليه في مجتمعنا وأماكن عملنا التي تتَّسم بسرعة الوتيرة في هذه الأيام، إلَّا أنَّ تكريس الطاقة لإنجاز مهمة واحدة في متناول اليد أمرٌ مفيد أيضاً، لا سيَّما حين يرتبط الأمر بضبط القلق والتحكم به.
إن كنتَ تحاول غالباً تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه؛ لكنَّك تجدُ نفسك مُرهَقاً بكمية العمل التي عليك إنجازها فإنَّ ذلك يمكنه أن يرفع من مستويات التوتر والقلق لديك، ويعقِّد حالتك، ويزيد من صعوبة علاجها، كما أنَّ تعدُّد المهام سيُصبح في نهاية المطاف أحدَ الأمور المسبِّبة للقلق بحد ذاتها حين تحاول إنجاز تلك المهام في آنٍ معاً.
على الرغم من أنَّ تعدد المهام يبدو مهارةً طبيعية نسبياً، إلَّا أنَّه قد يكون مُجهِداً وموتراً في بعض الأحيان، ومن الهام للغاية إبطاء وتيرة أعمالك، والعمل على مهمة واحدةٍ في كل مرة لا سيَّما في مكان العمل في الأيام التي تشعر فيها بالضغط والإجهاد والتوتر بصورة خاصة.
يمكن لإنشاء قائمةٍ بالأشياء التي يجب عليك فعلها أن يخفف من توترك أيضاً؛ نظراً لأنَّك تستطيع وضع إشارة إلى جانب كل مهمة نجحتَ بإنجازها أو شطبُها حين تكون قد أتممتها بالكامل.
أضف تعليقاً