ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتشاركنا فيه 4 طرائق لتعزيز التواصل مع الذات.
يتطلب تحقيق الأحلام والأهداف تركيز الانتباه، وتُكتسب الأخيرة عبر تعزيز التواصل مع الذات، ويُشترط لتحقيق الأحلام والأهداف إجراء بعض التغييرات، وتكمن المشكلة في أنَّ معظم الأفراد يخشون التغيير، ويلجأ الفرد إلى نشاطات كثيرة وأعمال يزخر بها العصر الحديث ليشتت نفسه ويتنصل من مسؤوليته تجاهها خوفاً من التغيير الذي ينتظره، فتراه يضغط نفسه في العمل، أو ينشغل بنشاط معين، ويشتت أفكاره بالطعام أو الشراب أو التدخين، ويقضي ساعات طويلة أمام التلفاز، ويدمن ألعاب الفيديو والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي لكي يهرب من واقعه الحقيقي وحياته المُزرية التي لا يعرف كيف يُصلحها وكيف يحقق أهدافه وطموحاته فيلجأ إلى مصادر التشتيت المختلفة آنفة الذكر.
يشق التغيير الفاعل والبارز طريقه من داخل النفس البشرية، وهذا يعني أنَّ من يركز على العالم الخارجي وحسب لن يتسنَّ له أن يحدد أهدافه وأحلامه وأن يجتهد في العمل عليها، ويحققها في نهاية المطاف.
فيما يأتي 4 خطوات لصرف تركيزك عن العالم الخارجي، وتوجيهه نحو ذاتك الحقيقية، وتعزيز مستوى التواصل معها، والتخلص من الإدمان على النشاطات المشتتة غير الهادفة لكي تُجري التغيير الذي تطمح إليه في حياتك، وتمتنع عن التركيز على حضورك الافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت.
4 خطوات لتعزيز التواصل مع الذات:
إليك هذه الخطوات الأربع:
1. الاعتراف بمشكلة إدمانك على مصادر التشتيت الخارجية:
تقتضي الخطوة الأولى لإجراء التغيير الاعتراف بوجود مشكلة، وتكمن المشكلة في مصادر التشتيت الخارجية التي يلجأ إليها الفرد مثل العمل الإضافي، أو الانشغال بنشاطات معينة، أو بالطعام، أو بالشراب، أو بالتدخين، أو مشاهدة برامج التلفاز حتى لو كانت تافهة ولا تستحق إهدار الوقت عليها، أو إدمان الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.
يجب أن تحدد مصادر التشتيت، والوقت الذي تهدره عليها بصورة يومية، ويُفضَّل أن تدوِّن بدقة الوقت الذي تقضيه في تشتيت نفسك إذا كنت جاداً حيال موضوع التغيير.
شاهد بالفيديو: 13 علامة تشير إلى أنك تضيع حياتك ولكنك لا تستطيع الاعتراف بذلك
2. تحديد مكاسب الإدمان على مصادر التشتيت الخارجية:
يجب أن تكون صادقاً مع نفسك وتحدد مكاسب الإدمان على النشاطات المشتتة؛ فالتدخين على سبيل المثال يولِّد شعور المتعة، ويساعد الفرد على أخذ نفَس عميق، والتغلب على شعور الخجل؛ لأنَّ الفرد يركز انتباهه على عملية التدخين ويشغل يديه بها، دون أن تبدو عليه أمارات الخجل أو الارتباك.
3. البحث عن بدائل للإدمان للإبقاء على المكاسب الإيجابية:
لقد قضيت وقتاً طويلاً وعصيباً حتى نجحت في الإقلاع عن التدخين، وبالنتيجة ازدادت رشاقتي، وبدأت بممارسة الركض، ويمكن للفرد أن يتنفس بعمق بعد أن يواظب على الركض لمسافات طويلة، وحرصتُ بدوري على أن أتنفس بعمق مرات عديدة في أثناء ممارسة التأمل.
اعتدت أن أشاهد التلفاز لساعات مُطوَّلة فيما مضى؛ لأنَّه ساعدني على الاسترخاء لبعض الوقت، وصرت ألجأ إلى المطالعة بغرض الاسترخاء في هذه الأيام ما لم يكن يوجد برنامج ممتع أود مشاهدته على التلفاز.
4. تحديد الأعمال التي تفيدك على الأمد الطويل بعد التخلص من الإدمان على مصادر التشتيت الخارجية:
اعتدت أن أستخدم هاتفي الذكي في أثناء ذهابي إلى العمل كل صباح، فقد أدمنت على مواقع التواصل الاجتماعي كحال الجميع، نظرت حولي في أحد الأيام، فاكتشفتُ أنَّ معظم الأشخاص على متن القطار يستخدمون هواتفهم بالشراهة نفسها، وعندها تساءلت عمَّا يحاول البشر عامةً أن يتجنبوه في حياتهم.
استطعت إدراك مشكلة إدماني على النشاطات المشتتة، وفقدان ارتباطي مع ذاتي، فاتبعت الخطوات المذكورة آنفاً في المقال، وصرت أحدُّ من استخدام هاتفي الذكي في وسائل النقل العامة، وأستثمر هذا الوقت في القيام بنشاطات أخرى، كالتأمل أو التخلص من الأفكار السلبية أو كتابة يومياتي أو مراجعة أهدافي.
إنَّ قيامك بهذه النشاطات الهادفة بدل أن تشتت نفسك يعني أنَّك تساعد ذاتك، وتمنحها مزيداً من الطاقة والموارد لكي تركز على الأهداف التي تود من صميم قلبك أن تحققها في حياتك، ويتفوق الإنسان الذي يركز على هدفه، ويهيئ الظروف العقلية والجسدية والعاطفية اللازمة لبلوغ مراده.
في الختام:
يجب أن تُحدِّد الأعمال والنشاطات التي تساعدك على التواصل مع ذاتك، مع الحرص على اختيار بعض البدائل التي تؤمن لك المكاسب الإيجابية التي اعتدت إشباعها من الإدمان الخارجي، وانظر في الوقت الذي تقضيه في تشتيت نفسك، واحرص على استثماره في نشاطات تساعدك على تعزيز التواصل مع ذاتك.
أضف تعليقاً